تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

الوسط الفني يدخل المعركة

بحالة من الاستياء الشديد، تلقى الفنانون الإساءة التي تعرضت لها الفنانة إلهام شاهين، بعد اتهام الشيخ عبد الله بدر لها بأبشع التهم، من بينها الزنى والفجور وغيرهما من الأوصاف التي يرفضها الدين ويحاسب عليها القانون، هذا بجانب تأكيده أنها لن تدخل الجنة أبداً، بل اتهمها بالكفر ووصفها بالعجوز الخرقاء وغيرها من الشتائم، وهو ما جعل كثيراً من الفنانات في الوسط الفني يرفضن الصمت على مثل هذه الاتهامات التي ليست المقصودة بها في رأيهم إلهام وحدها، وإنما الوسط الفني كله.
ولذلك أعلن الجميع تضامنهم مع الفنانة إلهام شاهين، ورفضوا وصفها بهذه الصفات، وقالوا إنه ليس من حق أحد أن يسيء الى أي فنانة.

الفنانة هالة فاخر أيضاً لم تسلم من هجوم المتشددين عليها، إذ أقدم أحد رجال الدين على سبها وقذفها على الهواء في أحد البرامج الفضائية، وعن ذلك تقول: «لا تعليق على الموقف الذي تعرضت له والإساءة التي طالتني ممن يدعون أنهم علماء دين، لأن قضيتي منظورة حالياً أمام القضاء، لهذا لا يجوز لي الحديث عنها.
لكن في ما يخص إلهام شاهين بالطبع حزينة جداً لما تعرضت له، وهذا الكلام عيب كبير، ومن الصعب أن يصف البعض هذا الرجل بأنه شيخ، لأن رجال الدين الحقيقيين لا يمكن أن يقبلوا هذا النموذج ليعبر عنهم، فهو يسيء إلى الإسلام قبل أن يسيء إلى أحد، ولهذا لن أقول إنه رجل دين.
لكن أعتقد أن إلهام سلكت الطريق السليم وهو القانون، لكن في الوقت نفسه لم أعد أفهم موقف النقابة المتخاذل من الدفاع عن الفنانين ومساندتهم، ولا أعرف لماذا تقف وتشاهدنا ونحن نتعرض لهذه المواقف المسيئة بحجة أنها لا تملك توكيلاً من الفنان؟ أعتقد أن هذا كلام فارغ، فكان على النقيب أن يبادر برفع دعوى قضائية من نفسه وباسمه، وبالنسبة الى الموقف الذي تعرضت له لم تقف النقابة بجواري ولم تقم بالدور المطلوب منها».

القضاء
أما الفنانة هالة صدقي فأعربت عن استيائها الشديد، وقالت: «للأسف المناخ الذي أصبحنا نعيش فيه منح هؤلاء القدرة على الخروج للإساءة الى كل من يختلفون معهم، وبشكل غير مهذب، وبالطبع إلهام شاهين لا تستحق هذا الكلام السيِّئ، ولا يمكن أن نقبله عليها، لكن الجمهور هو الذي يدافع عنها، فهي فنانة كبيرة ولها جمهور كبير في العالم العربي كله، وهذا الكلام يسيء الى صاحبه قبل أن يسيء الى إلهام شاهين ذاتها.
لكن على الجانب الآخر يجب ألا نصمت أمام هذه الأمور حتى لا تتكرر، إلى أن يأخذ القضاء حق إلهام شاهين، لأنه من الممكن أن تتعرض أي فنانة أخرى لمثل هذا الموقف، وإن كنت أتمنى ألا يحدث ويتم القضاء على مثل هذه الأمور».

أين الخجل؟
الفنانه الشابة سما المصري قالت: «للأسف ما حدث هو قلة أدب، ولا يجوز وصفه بشيء آخر، فالشيخ عبدالله بدر ليس من حقه أن يكفر أحداً، فالحساب عند الله، لهذا عليه أن يركز على نفسه فقط وأن يحكم على نفسه وعلى أهل بيته أولاً، وليس على إلهام شاهين أو غيرها من الفنانات، هذا الى جانب أنني كنت أتوقع من شخص يدعي أنه رجل دين ويتحدث باسم الإسلام، أن يخصص وقته للدعوة وليس لتقويم أداء الفنانات.
وإذا افترضنا أن إلهام شاهين سيئة، كان عليه أن يقول ربنا يهديها وليس أن يسبها.
كما أنني لا أستطيع أن أفهم كيف يسمح لنفسه أن يستخدم هذه الألفاظ التي استخدمها في وصفها وهو يعلم أنه على الهواء ويراه الجمهور الذي ينتمي الى أعمار وشرائح مختلفة؟ ألم يشعر بالخجل وهو يقول كلمة «زنى»؟ وكم واحداً قبّلك؟ وكم واحداً اعتلاك؟ ما هذا الكلام المقزز؟ كيف يسمح لنفسه أن يقول هذا الكلام على قناة من المفترض أنها قناة دينية لجمهورها صفات خاصة وفضلوها على القنوات الأخرى التي قد تتضمن أي لفظ أو مشهد خادش؟،د كما أريد أن أتوجه بالسؤال لمن يدعي أنه رجل دين: من قال لك إنها لن تدخل الجنة؟ هل تعلم ما لا يعلمه الله؟ أليس من الممكن أن يأخذ الله روحك وأنت تسبها فتدخل أنت النار وهي يرضى عنها الله فتدخل الجنة؟ الله وحده من يقرر مصير العبد وليس أنت وأمثالك ممن يسيئون الى الدين».
وعن إمكان أن تحاكم هي أيضاً بسبب الأعمال التي قدمتها، وخاصة فيلم «على واحدة ونص»، الذي قدمته مؤخراً وتضمن مشاهد جريئة وتم تصنيفه للكبار فقط، قالت سما ساخرة: «من يريد أن يحاكمني فأنا جاهزة، وسوف أمنحه سيديهات لي هدية مدوناً عليها كل حياتي وعلاقاتي ومشواري.
لكن سيكون ردي قاسياً وسوف أحصل على حقي بكل الوسائل، كما أنني لا أخشى هذه الأمور، لأن أعمالي ليست كثيرة كما أنني ليس عندي ما أخشاه، ولو تم الصمت على هذه الأمور سوف نجد غداً محاكمات ليسرا ونادية الجندي وغادة عبد الرازق وكل الفنانات بجريمة التمثيل».

قذف المحصنات
ويقول الملحن حلمي بكر: «للأسف نحن نعيش أزمة أخلاقية كبيرة، ومن قال عن إلهام شاهين هذا الكلام ليس عالم دين، لأن الله تعالى قال: «أوليس الله بأعلم بما في صدور العالمين»، فكيف يكون رجل دين ولا يعلم هذا الكلام ولا يلتزم به؟ كما أن قذف المحصنات يرفضه الدين، وحتى لو كانت هذه السيدة ارتكبت خطيئة، وهذا ليس حقيقياً فهو مجرد مثال، فمن بين أسماء الله الحسنى «الستار»، كيف لا تلتزم بكلام الله وأسمائه الحسنى يا من تدعي أنك رجل دين؟ علينا أن نثق بمواقفنا وبما نقدمه، ولا نصنع فزاعة من الآخر حتى لا نجعله يهيمن علينا.
فأنا لا أخشى الذقون لأني أعلم أنها سنّة، لكن خوفي من الأشخاص الذين يتسترون وراء هذه الذقون».


موقف النقابة

أما نقيب الممثلين الفنان أشرف عبد الغفور فأكد أن النقابة تحركت بشكل سريع ولم تصمت على الإساءة التي تعرضت لها الفنانة إلهام شاهين، وقال: «بالفعل أخذنا الفيديو وأرسلناه إلى المستشار القانوني ليتخذ اللازم، فأقام دعوى.
وبادرنا بدعم الفنانة إلهام شاهين ومساندتها، لأن الإساءة لم تتوقف عليها فقط، لكن تم توجيهها الى الوسط الفني كله، ولهذا لن تصمت النقابة أمام أي تجاوز ضد أي فنانة أو فنان، لأننا مؤمنون بحرية الرأي ونطالب بها.
لكن دون الإساءة والتجريح إلى هذا الحد، ودون المساس بشخص أي فنان في مصر، وهناك قانون يحكم البلد ولن نتهاون في ردع من يسيء الى فنانينا تحت أي مسمى».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077