مذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك المزعومة...
أثارت مذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك، التي نشرتها إحدى الصحف المصرية اليومية، جدلاً واسعاً، خاصة حينما جاء ذكر حكاية صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق مع سعاد حسني، وتورّطه في مقتلها، لكن تحرّيات عاصم قنديل محامي أسرة السندريللا شككت كثيراً في صحة هذه المذكرات المنسوبة لمبارك، ولم يستبعد قنديل أن يطالب قاضي التحقيق المستشار محمود علاء باستدعاء الصحافي الذي نشر المذكرات لسؤاله عن تلك الواقعة تحديداً.
وبعيداً عن صحة مذكرات مبارك أو زيفها، فإن التحقيقات التي يجريها مستشار التحقيق في القضية مازالت مستمرة، وخلال أيام يسافر عاصم قنديل إلى لندن للمساعدة في تسريع إجراءات إرسال ملف القضية إلى مصر تمهيداً لحسمها.
رغم الشكوك حول صحة ما نشرته إحدى الصحف حول مذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك، إلا أن أسرة سعاد حسني ومحاميها عاصم قنديل توقفوا أمام أحد فصول تلك المذكرات، وهو يخصّ واقعة موت السندريللا. وبدأ قنديل تحرياته حول مصدر تلك المذكرات، التي أكدت صراحة اتهام صفوت الشريف بجريمة قتل سندريللا الشاشة العربية، ويقول قنديل لـ «لها»: «وقعت في يدي صورة مما نشرته إحدى الصحف حول ما سُمّي «مذكرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك»، يؤكد فيها شكّه في تورّط صفوت الشريف في مقتل سعاد حسني، وقال إنه حقّق معه سراً».
وتقول سطور المذكرات المنشورة: «إن مشكلة صفوت الشريف مع سعاد كانت أوهامه ومخاوفه من قيامها بنشر مذكراتها، وفضح علاقات شاذة لشخصيات كبيرة عاصرتها سعاد في مصر، وتهديدها بالانتقام من تلك الشخصيات التي أضرّت بها وهي شابة صغيرة».
وأكدت المذكرات، نقلاً عن مبارك، أنه أمر بالتحقيق في مقتل سعاد حسني باعتبارها مواطنة مصرية، وأن التحقيقات جرت في هدوء على مدى أكثر من ستة أشهر عقب مصرعها، وكشفت المذكرات أن التحقيقات توصّلت الى وجود علاقات غير سوية لصديقات سعاد، اللواتي كن يقمن معها، برجال غرباء بعضهم له سجلات إجرامية، لكن سعاد كانت تغادر المكان حينما يكون هناك رجال لا ترغب في رؤيتهم، رغم أنها لم تكن تمتلك قدرة مالية للانفاق على نفسها.
وأكد مبارك في مذكراته الني نشرتها الصحيفة أن سعاد تعرّضت لعملية قتل جنائية ليس وراءها أبعاد سياسية، ولم تجد التحقيقات دليلاً واحدا على تورط صفوت الشريف في مقتلها، وأضاف الرئيس السابق أن من أسباب عدم التوصل إلى الجاني الحقيقي مساعدة صديقة سعاد حسني للقاتل في طمس معالم الجريمة، فتم قيد القضية ضد مجهول.
مذكرات الرئيس
ويؤكد عاصم قنديل المحامي أنه قرر أن يأخذ هذه المذكرات مأخذ الجد، في ظل اتهامه لصفوت الشريف بالتورط في قتل السندريللا، لكن تحريات المحامي أكدت صعوبة التأكد من مدى صحة تلك المذكرات في ظلّ قيام أحد الصحافيين بنشرها على مسؤوليته الخاصة، من دون دليل في نسبها إلى الرئيس المصري السابق. ولم يستبعد عاصم قنديل أن يطلب استدعاء الصحافي الذي نشر المذكرات لسؤاله عن مصدره، وتأكيد الاتهام الذي تم توجيهه إلى صفوت الشريف.
وأكد عاصم قنديل أنه يسافر خلال أيام إلى لندن لمساعدة السلطات القضائية المصرية في قرار الحصول على نسخة من أوراق قضية سعاد حسني، فقد أرسل المستشار محمود علاء قاضي التحقيق منذ شهور يطلب من السلطات القضائية الإنكليزية صورة من تلك الأوراق، لكن المشكلة تكمن في تعقّد الإجراءات القضائية الإنكليزية، لأن التحقيقات في القضية باشرتها جهتان، هما سكوتلانديارد والقضاء الإنكليزي، وقد يتيه طلب قاضي التحقيق بين الجهتين، في ضوء التزام السلطات الإنكليزية بقواعد نمطية في طلباتها مع الجهات الأخرى، وربما هذا ما أدى إلى تأخر إرسال ملف القضية حتى الآن.
يكمل عاصم قنديل قائلاً: «حصلت على نسخة من طلب قاضي التحقيق المصري، وحينما أصل إلى لندن سأقوم بتقديمها إلى المحكمة الإنكليزية وسكوتلانديارد. وتابعت خلال الأيام الماضية تطورات القضية بعدما اتخذ قاضي التحقيق من محكمة التجمع الخامس مقراً للتحقيق والاستماع إلى الشهود. وقبل شهور قدمت بلاغاً يطالب بإعادة التحقيق في قضية مقتل سعاد حسني في ضوء بعض المستجدات، ومنها اتهامات لصفوت الشريف بقيامه بتصوير الفنانات للضغط عليهن حتى يشتركن في بعض المهام المخابراتية، وتم ذكر اسم سعاد حسني، مما يؤكد تورّطه في مقتلها، ويؤكد الشائعات التي كشفت عن نية سعاد حسني كتابة مذكراتها، وفيها بالطبع فصول تخصّ وزير الإعلام السابق».
يكمل قنديل: «ربما يقوم قاضي التحقيق خلال الأيام المقبلة باستدعاء الشاعر أحمد فؤاد نجم للاستماع الى شهادته بناءً على طلب أسرة سعاد حسني ومحاميها، وذلك بعد ظهور نجم في أحد البرامج على شاشات الفضائيات وتأكيده أن سعاد حسني لم تنتحر لكنها قُتلت». ويواصل مؤكداً أنه طالب منذ أسابيع باستدعاء المحامي طلعت السادات الذي ظهر أيضاً في إحدى الفضائيات متهماً صفوت الشريف بقتل السندريللا، لكن وفاة طلعت السادات المفاجئة حالت دون مثوله أمام قاضي التحقيق للإدلاء بأقواله.
مستندات
وفي محكمة التجمّع الخامس استعرض قاضي التحقيق تفاصيل بلاغ جنجاه، شقيقة سعاد حسني، التي قدمت سابقاً بلاغاً إلى النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود تتهم فيه صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى السابق، بقتل سعاد حسني منذ عشر سنوات في لندن. وأحال النائب العام البلاغ إلى قاضي تحقيق مستقلّ، واتهمت جنجاه في البلاغ نادية يسري صديقة سعاد، والتي كانت تقيم معها في الشقة نفسها التي شهدت مقتلها، بالاشتراك في قتل السندريللا وتصوير الجريمة وكأن سعاد حسني قد أقدمت على الانتحار.
قدمت جنجاه إلى قاضي التحقيق مستندات جديدة تؤكد شكوكها في تورّط صفوت الشريف في الجريمة بالتدبير والتحريض، وأكدت جنجاه أن مستنداتها تتضمن ما نشرته الصحف وأذاعته الفضائيات عن قيام الشريف بتصوير الفنانات في أوضاع خاصة لصالح الجهات التي كان يعمل بها قبل تولّيه وزارة الإعلام.
ساند جنجاه في شكوكها الفنان سمير صبري، الذي قال في العديد من البرامج التي ظهر فيها كضيف أنه متأكد من أن سعاد حسني لم تنتحر، لكنها ماتت مقتولة، وهي الجريمة التي فشلت السلطات البريطانية في كشف حقيقتها، وقيّدت القضية قضاءً وقدراً، أو بمعنى أصح انتحاراً!.
أكدت جنجاه في أقوالها أمام قاضي التحقيق، أن مقتل شقيقتها جاء بعدما أعلنت اعتزامها نشر مذكراتها عبر إذاعة مونتي كارلو وهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي». وطلبت جنجاه اتخاذ الإجراءات القانونية ضد صفوت الشريف ونادية يسري.
في النهاية يقول عاصم قنديل إنه قام بتحديد متهمين رئيسيين في القضية، وهما صفوت الشريف ونادية يسري، وقدم أسانيد على هذا الاتهام تاركاً للنيابة العامة مهمة إلقاء الاتهامات.
وعلمت «لها» أن فاتورة قضية سعاد حسني بلغت ما يقرب من مليون جنيه، منها 600 ألف جنيه دفعتها أسرتها في الإجراءات والتوكيلات والرحلات إلى لندن، وتكفّل محاميها عاصم قنديل بجزء آخر من تكاليف رفع القضية من دون أن يحصل على أتعاب.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024