بعيداً من الشاشة... نجمات يدافعن عن حقوق المرأة
لا تقتصر مواقف بعض النجمات في الدفاع عن حقوق المرأة على ما يقدّمنه على الشاشة، بل تمتد لتشمل ما هو أبعد من ذلك بكثير. فبعد سلسلة من الأعمال الفنية المهمة، التي قدّمتها بعض النجمات أخيراً ودافعن فيها عن المرأة، مثل منى زكي في “تحت الوصاية”، ونيللي كريم في “أمل فاتن حربي”، وروجينا في “ستهم”، وغيرها من الأعمال التي حملت لواء مواجهة الظلم الواقع على المرأة في مختلف نواحي الحياة، تهتم فنانات كثيرات بتسجيل مواقف مختلفة لمناصرة المرأة ودعمها بعيداً من الأعمال الفنية. فما هي أبرز تلك المواقف؟ وماذا تقول النجمات عنها؟ وإلى أي مدى تساهم بالفعل في الدفاع عن حقوق المرأة؟
ياسمين صبري: أعتز باختياري سفيرةً للمرأة العربية والأفريقية، وحملتا “أنتِ الأهم” و”أطلقوا لها العنان” مؤثّرتان
لم يأتِ اختيار النجمة ياسمين صبري سفيرةً لمنظمة المرأة العربية في لندن من فراغ، وإنما اختيرت لهذا المنصب بعد مشاركتها الفعّالة في حملة “أطلقوا لها العنان” التي تنظّمها جمعية “كينغز كوليدج” العربية في لندن، والتي ساهمت فيها ياسمين بدور في مناقشة التحدّيات والفرص أمام الفتيات الصغيرات، وأهمية تمكين المرأة في العالم العربي.
وتؤكد ياسمين أنها تحمست للقيام بهذا الدور ليكون لها تأثير في مجال دعم المرأة وحتى لا يقتصر تأثيرها على ما تقدّمه من أعمال على الشاشة، لافتةً الى أنها لم تكن تسعى من وراء نشاطاتها هذه للحصول على لقب سفيرة للمرأة رغم اعتزازها به بالطبع، بل تهدف لإحداث تغيير يفيد النساء.
وكان من بين نشاطات ياسمين صبري، مناقشة عدد من قضايا المرأة، منها الزواج المبكر، وزواج القاصرات، والتشديد على دعم حقوق المرأة بشكل عام.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها اختيار ياسمين سفيرةً لمنظمة المرأة العربية، بحيث سبق أن اختيرت سفيرةً لقضايا المرأة الأفريقية، وذلك تقديراً لجهودها في حملة نسائية مهمة بعنوان “أنتِ الأهم”، والتي سعت فيها الى دعم المرأة وتمكينها في شتى المجالات، حيث شاركت في فعاليات عدة ومشروعات خيرية وتنموية.
وتشير ياسمين صبري الى أن حملة “أنتِ الأهم” هي أكبر حملة لمناصرة المرأة في السنوات الأخيرة، بحيث تهدف إلى تمكين المرأة صحياً واقتصادياً وثقافياً، مضيفةً أنها شاركت ضمن الحملة في العديد من الفعاليات التي تهدف الى توعية المرأة العربية والأفريقية وتمكينها والدفاع عن حقوقها ومناهضة أشكال العنف والتمييز ضدها.
وتؤكد ياسمين أنها لا تتردّد أبداً في الانضمام الى أي حملات أو مبادرات نسائية هدفها دعم المرأة، لأنها مقتنعة بأهمية الدور الذي تلعبه الفنانة لمناصرة المرأة ودعم قضاياها ونيل حقوقها.
تدوينات
رغم أن النجمة نيللي كريم واحدة من أبرز الفنانات اللواتي دافعن عن المرأة في أعمالهن أخيراً حيث قدّمت العديد من المسلسلات التي ناصرت المرأة في قضايا مختلفة، أبرزها دورها في مسلسل “فاتن أمل حربي” الذي تصدّت فيه للظلم الواقع على المرأة في قانون الأحوال الشخصية، ودورها في مسلسل “عملة نادرة” حيث دافعت عن حق المرأة في الميراث.
ولم تكتفِ نيللي كريم بذلك، بل استغلت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مطالبات بضمان حقوق المرأة في الولاية التعليمية، وحضانة أطفالها، وقد تضامن مع تدويناتها نشطاء حقوق المرأة، وأثارت جدلاً كبيراً صبّ بالتأكيد في مصلحة المرأة، وتقول: “أنا على أتمّ الاستعداد للدفاع عن المرأة بأي شكل من الأشكال وليس فقط من خلال الأعمال الفنية. صحيح أن الأفلام والمسلسلات التي نقدّمها يكون لها تأثير كبير، لأنها لا تصل الى جمهور عريض فحسب، وإنما الى صنّاع القرار أيضاً، مثلما حدث في مسلسل “فاتن أمل حربي”، الذي جعل المسؤولين يعيدون النظر في قوانين الأحوال الشخصية. لكن، لا بد من أن تكون لنا كفنانات مواقف أخرى، ولهذا أنا لا أتردّد مثلاً في المشاركة في أي ندوات أو حملات أو مبادرات تهدف الى مناصرة المرأة ودعمها، وغيرها من القضايا المهمة التي يجب أن تثيرها كل فنانة تتمتع بالجماهيرية والصدقية عند الناس، لأنه رغم حصول المرأة على الكثير من حقوقها وتمكينها في مجالات عدة، لا يزال هناك ظلم واقع عليها في نواحٍ كثيرة”.
التحرّش
أما النجمة التونسية هند صبري فلم تكتفِ يوماً في دفاعها عن المرأة بما تقدّمه من أعمال على الشاشة، بل كانت دائماً تتواجد في المناسبات والندوات التي تهتم بمناقشة قضايا المرأة وكانت لها مواقف وآراء مؤثرة، خاصة في قضية التحرّش، حيث طالبت الضحية بعدم الصمت، معتبرةً أن التحرّش جريمة لا تكتمل إلا بوجود ضحية، ومع صمت النساء تختفي الضحية ويفلت الجاني من العقاب، وهو ما دفعها في الكثير من المناسبات الى حضّ أي فتاة أو امرأة تتعرّض للتحرّش على عدم الخوف من المجتمع ونظرته الظالمة إليها، ورفع الصوت عالياً لفضح المتحرّش.
وترى صبري أن المجتمع يتأثر بمواقف الفنانين، خاصة عندما تكون هذه المواقف صادقة وتهدف إلى إحقاق الحق، لذا يجب أن تتخذ الفنانات المؤثرات في المجتمع مواقف حازمة وإيجابية تجاه كل قضايا المرأة... وتضيف: “بالتأكيد الأدوار التي نقدّمها تؤثّر في المجتمع وتحرّك المياه الراكدة تجاه قضايانا كنساء، لكن يجب ألاّ يتوقف دورنا عندها، بل علينا استغلال كل المناسبات ومواقع التواصل الاجتماعي وكل الإمكانات المتاحة لنا للتأكيد على حقوق المرأة في مختلف نواحي الحياة”.
السوشيال ميديا
النجمة رانيا يوسف من الفنانات اللواتي يستخدمن حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي في الدفاع عن المرأة، وهي لا تفوّت أي مناسبة أو حدث يخص المرأة من دون أن تتدخل وتدلي برأيها لتناصر النساء في قضاياهنّ، وتقول: “ما يخصّ المرأة، بالتأكيد يخصّني أنا وبناتي أيضاً، ولهذا أرى أن من واجبي أن تكون لي مواقف واضحة وحاسمة لدعم المرأة، خاصة في ما يتعلق بحريتها الشخصية”.
وترى يوسف أن ما تفعله يكون له تأثير، خاصة أن حساباتها المختلفة على السوشيال ميديا يتابعها الملايين، وبالتالي فإن رسالتها تصل إليهم وتُثير تفاعلاً وجدلاً مطلوبَين، وتضرب أمثلة بمواقف مختلفة لها، منها رفضها زواج الفتيات في سنّ مبكرة، ودفاعها عن حرية المرأة في ارتداء ما تراه مناسباً لها”.
هجوم
تصف النجمة سمية الخشاب اهتمامها بقضايا المرأة بعيداً من الشاشة بأنه “همّها اليومي”، وتقول إنها تحرص على أن تكون لها مواقف وآراء واضحة في ما يتعلّق بقضايا المرأة المختلفة حتى وإن عرّضها ذلك للهجوم من البعض، وتضيف: “بالطبع هناك من لا يعجبه دفاعي عن المرأة رغم أن هذا حقي بل وواجبي كفنانة مؤثرة، وأحياناً أتعرّض لهجوم ليس من الرجال وحدهم وإنما أيضاً من بعض النساء اللواتي اعتدن على الصمت تجاه مشاكلهن، وهذا أمر غريب، لكن الهجوم الذي أتعرّض له أحياناً لن يثنيني عن الاستمرار في الدفاع عن المرأة وصون حقوقها وحريتها، ومواجهة ظلم المجتمع لها في أمور عدة”.
وتختتم سمية الخشاب حديثها بالقول: “للأسف، المرأة لا تزال تتعرّض للعنف والتمييز، ويطالبها المجتمع بالصمت والرضوخ للواقع المرير. وهنا، دورنا كفنانات لا يتوقف على ما نقدّمه من أعمال فنية، وإنما لا بد من أن تكون لنا آراء واضحة نرفض فيها الظلم الواقع على المرأة، وأنا قمت بذلك من خلال التعليق على حوادث كثيرة تعرّضت فيها زوجات وفتيات للعنف والتحرّش والتمييز، وأنا لم ولن أسكت على الظلم وسأتمسك دائماً بموقفي في الدفاع عن بنات جنسي”.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024