حديقة مهجورة تعود إلى واجهة الديكور بحُلّة معاصرة
في قلب منطقة سان مارك ــ جوميجارد الفرنسية: تضيق اللغة بمفرداتها أحياناً، عندما نريد توصيف عمل زخرفي، وتصنيفه ما بين إنجاز هندسي ناجح أو إبداع فني مميز بقيمته الجمالية. فهنا وبدون جدل يصبح تقديره مرتبطاً بما يثيره فينا من عواطف ومشاعر حسّية. يحملنا الموضوع الى استرجاع حكاية منزل مهجور شوّهت ملامحه سنين طويلة من الإهمال، حجبت جمال حدائقه التي غطّت معالمها غابة من النباتات البرّية.
تصوير: Thierry PETILLOT
حدائق عادت إليها الحياة بعد توقيع مهندسَي الديكور والمناظر الطبيعية يوران مورفان ونيكولا موانجيون على إعادة ترميمها وترتيب مساحتها وتأهيلها بديكور أنيق يحمل نفحة من الحداثة. لم يكن الأمر سهلاً كما يقول المهندسان، بل إنه شكّل لهما نوعاً من التحدّي، حيث كان المطلوب لتنفيذ هذا المشروع قلب كل ركن في المكان رأساً على عقب لإنشاء العديد من مساحات العيش في الهواء الطلق ورفدها بكل وسائل الراحة والرفاهية، وذلك من دون المساس بهوية المكان الأصلية.
رسم المهندسان الخطوط الأولى من خريطة العمل برؤية خاصة وتصوّرات لا تنتجها إلاّ مخيلة عبقرية، ذات خبرة عالية في إنجاز هذا النوع من المشاريع، وفهم عميق لطبيعة تلك المناطق الريفية. الحفاظ على الهوية المعمارية وترميم الجدران الصخرية المتصدّعة للبناء كانا من الأهداف الرئيسة التي حرص على توثيقها التصميم بخطط بارعة، تتكامل فيها التشكيلات الهندسية والزخرفية بشكل تام، وذلك من خلال لمسات مستمدَّة من وحي المكان وروحه. لا شك في أن عملية الإبداع الهندسي والزخرفي في هذا النوع من المشاريع، ترتبط دائماً باحترام طبيعة المكان وتوفير كل ما يحتاج إليه في الداخل أو الخارج من شروط الراحة والرفاهية.
بعد ترتيب المساحات الداخلية للمنزل وشرفاته المتعددة المفتوحة على الحديقة، أُعيد تصميم حوض السباحة وما حوله بالكامل. كما تم تحسين توزيع الممرات الخشبية المؤدية إلى كل الجلسات في الحديقة مع إعادة تكوين مساحات مزروعة وإنشاء استراحات في بعض أركانها وتنسيقها بمقاعد للاسترخاء. إضافة إلى ابتكار مربّعات مرصوفة بالحصى ومساحة خضراء للعبة البولنغ وغيرها من ألعاب التسلية. كما تم تخصيص مكان لأرجوحة شبكية للقيلولة والاستمتاع بلحظات الاسترخاء.
عمل المهندسان على استخدام المواد الطبيعية في التصميم بمزاوجات بارعة بين الخشب، الحجر، والمعدن الصلب. إضافة الى المنسوجات الطبيعية التي تختلط فيها الخطوط المستقيمة والمنحنية. بينما نُسّقت الحدائق بأنواع من أشجار الصنوبر والزيتون والنباتات المتوسطية والأزهار التي يفوح عطرها في المكان كتوقيع لوجودها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024