الذكاء الاصطناعي يسيطر على المطارات ويخطّط لسفرك
ينتشر في السنوات الأخيرة مصطلح الذكاء الاصطناعي وتأثيره الكبير في كل المجالات المهنية والفنية وحتى الاقتصادية والسياحية، ووصل الحدّ للحديث عن سيطرته على عمل المطارات وتهديده الكثير من الأعمال، من بينها مكاتب السفر، حيث يؤمّن تفاصيل ومعلومات عن السفر ويساعد المسافرين على اختيار وتحديد رحلتهم بعيداً من مساعدة البشر.
مع التقدّم المتسارع للذكاء الاصطناعي، تنتشر توقعات عدة عن الدور الذي ستلعبه هذه التكنولوجيا في حياة البشر، والشكل الذي سيكون عليه العالم في السنوات المقبلة، خاصة أن الذكاء الاصطناعي يختلف تماماً عن المساعدين الافتراضيين أو الروبوتات التي تُستخدم في العديد من الدول لتسيير العمل أو للدردشة عبر الإنترنت، إذ إن هذه الروبوتات تتم برمجتها وتلقينها كل ما يريده البشر وتعطي الإجابات وفق معايير محدّدة، أما في حالة الذكاء الاصطناعي فالبرنامج يتعلّم بنفسه ويمكنه تحليل المعلومات وإعطاء الإجابة بشكل شخصي، وكأنه تقليد صريح للذكاء البشري.
- هل يحل الذكاء الاصطناعي مكان مكاتب السفر؟
وبعد الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الفن والسياحة، دقّ موظفو مكاتب السفر ناقوس الخطر، بعدما بات في استطاعة أي مسافر الاستعانة بتطبيقات تعتمد على تقنيات محدّدة ويمكنها أن تصل إلى كل أنحاء العالم، حيث تقدّم روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كل الخدمات السياحية للمسافرين، وهو ما يضع مجال السفر أمام تحدّيات كبيرة، من ضمنها القدرة على الابتكار وتحسين خدمة العملاء، توفير تجارب سفر خاصة، تعزيز النقل والخدمات اللوجستية، وتقديم تجربة سفر استثنائية، على أن تكون كلها مختلفة وأسرع من تلك التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي بسهولة وبكبسة زر. ولكن هل يمكن هذه الدردشات أن تحل محل مكاتب السفر؟
في الحقيقة، بات مخيفاً التطرّق الى قيمة التفكير البشري وكيف أصبح في إمكان آلة تسيير المسافرين وتقديم المعلومات والتوضيحات لهم، ولكن حتى الآن يبقى الروبوت الاصطناعي بحاجة إلى مصادر بشرية خارجية للقيام بمهامه. لذلك يستبعد خبراء أن يصل الحدّ الى استبدال خدمات وكالات السفر بالكامل ومنحها للذكاء الاصطناعي، ولكن من المؤكد أنه سيتم استبدال جزء منها على حساب الموظفين. واللافت أن هناك استعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين عمل الشركات السياحية، رغم أن المسافرين قد لا يكونون على دراية بالأمر، إذ تستخدم شركات الطيران تلك التطبيقات للتنبؤ بعدد المسافرين الذين سوف يُلغون رحلاتهم، وأيضاً رصد الحجوزات الاحتيالية عبر الإنترنت وغيرها من المهام الافتراضية.
3 تطبيقات بتقنيات الذكاء الاصطناعي لسفر أسهل وأبسط وعليه، إذا كنت تعاني من مشكلة في التخطيط لرحلتك المقبلة وتحديد الأماكن التي ترغب بزيارتها، ما عليك سوى الاستعانة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقوم بكل هذا العمل نيابةً عنك. هناك Chat GPT المتاحة للجميع والتي تقدّم النصائح حول الأماكن البارزة في بلد ما، ولكن لا يمكنها طرح أماكن جديدة أو تقديم نصائح حقيقية إذا سألت عن أماكن لا يقصدها السيّاح بكثرة، بل تقترح فقط الأماكن المعروفة والمطاعم التقليدية الشهيرة في البلد الذي تزوره، وبالتالي فهي تقدّم المعلومات التي تظهر في أي دليل سياحي أو على شبكة الإنترنت.
في المقابل، هناك Vacay Chatbot المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وهي تقدّم إلى جانب المعلومات السياحية العادية بعض النصائح حول أماكن سياحية أو متاجر غير مألوفة عند غالبية السيّاح، ولكن يبقى Chat GPT متفوّقاً على الآخر من خلال قدرته على الردّ على كل الاستفسارات وشرحها بطريقة أكثر وضوحاً. ويمتلك هذا الذكاء الاصطناعي القادر على الإجابة عن أسئلتك أو كتابة أطروحة أو حتى كتابة الكثير من المعلومات أكثر من 100 مليون مستخدم منذ إنشائه قبل ثلاثة أشهر.
وهناك أيضاً موقع الذكاء الاصطناعي Roamr الذي يقدّم الخدمات نفسها كالموقعين السابقين ويعمل بالمبدأ نفسه، ولكن هنا يجب إدخال الوجهة ومدة الإقامة والغرض من الرحلة (عمل، سياحة، شهر عسل...) ليوفر لك حينها خريطة كاملة مصحوبة بصور ومعلومات عن الوجهات التي يمكنك زيارتها خلال السفر والنشاطات الموجودة في المكان. وبالتالي يساعدك Roamr في الانتقال من فكرة السفر إلى مسار مخطّط له بالكامل، خلال ثوانٍ.
ثق إلى ذلك، توقّع كاتب سلسلة الخيال العلمي Silo Mr Howey أن تحسّن تقنية الذكاء الاصطناعي حياتنا إذا استُخدمت في كل المجالات، لدرجة أنها ستبدأ في إنتاج أفلام كاملة في غضون يوم واحد، في حين يحذّر خبراء من أن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على الجنس البشري ويدمّر الحضارة بحلول عام 2030.
وفي المحصّلة، مهما اختلفت الآراء والأفكار حول الذكاء الاصطناعي، يبقى الأكيد أنها يمكن أن تكون مفيدة للبشر، ولكن هذه الأدوات تبقى بمثابة دعم أو دليل في السفر، ولن تحل محل النصيحة التي يقدّمها لك موظّف وكالة السفر.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024