تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

'وردة ليست من جيل الكبار'؟

أطلق الفنان ملحم بركات اتهامات وتصنيفات طالت شريحة كبيرة من فناني اليوم والأمس. فاستثنى وردة من جيل الكبار وهاجم نانسي وإليسا وراغب ووائل جسّار، متّهماً إياهم بعدم الإنتماء إلى هويّتهم اللبنانية، كما ساق أراء سلبية بحقّ كلٍ الفنانتين ماجدة الرومي ونجوى كرم، واعتبر السجن في غوانتنمو أهين من الاستماع إلى عمرو دياب.

من حقّ بركات كملحّن طبع حقبة من تاريخ الفنّ اللبناني بألحانه، أن يعطي رأيه في أصوات مطربين، ويقيّم آخرين من وجهة نظره الفنيّة، لكنّها تبقى مجرّد وجهة نظر تندرج ضمن إطار الرأي الشخصي ولا تتعدّاها. فمقولة أن وردة ليست من جيل العمالقة لا تصبح حقيقة إن تلفّظ بها بركات أو غيره. وجمهور عمرو دياب العريض الذي رافقه سنوات طوال وبقي وفيّاً له، لن ينقص فرداً واحداً بعد سماعه أن بركات لا يتحمّل صوت محبوبهم. أما أن يطالب بسحب الجنسية اللبنانية من أشخاصٍ لا يعجبه فنّهم أو اللهجة التي يغنون بها فهذا هذا رأيٌ يصحّ في نعته وصف "غريب عجيب"، إلا إذا  كان هذا الرأي هدفه فقط إثارة البلبة وهذا حقّ إذا كان الهدف معلناً.

وبغضّ النظر عن التقييم الفنّي للمطربين الآنفين الذكر، لا بدّ أن بركات يعرف في قرارة نفسه أنهم حقّقوا انتشاراً عربياً واسعاً وشهرة ضاهت شهرته اللبنانية إن لم تفقها. فعندما تغزو إليسا اللبنانية السوق المصرية بألبوماتها هذا نجاح لإليسا أولاً وللبنان تالياً، وعندما تنجح نانسي في خلق حالة عربية فريدة اعترف بها الكبار والصغار فهذا نجاح لنانسي أولاً وللبنان تالياً، وعندما يستطيع راغب أن يحافظ على شهرته سنوات طوال فهذا انتصار لراغب أولاً وللبنان تالياً.

من حقّ هؤلاء أن يغنّوا اللهجات العربية على اختلافها وهذا ليس انتقاصاً من انتمائهم للبنان بالتأكيد. فالعولمة ليست كلمة مستجدّة في القاموس العربي، بل هي واقع نعيشه ومن لا يلحق به يصنّف متخلّفاً عن الركب، وفي منزل الفنّان ملحم بركات من غنّى الأجنبية، فهل سيطالب بسحب الجنسية اللبنانية من ابنه ملحم جونيور لأنه غنّى الراب؟

الانحدار إلى هذا المستوى لا يليق بالفنانين الكبار. فنحن نسعى إلى توحيد البندقية عربياً فما بالك بتوحيد الفن؟

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077