تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

اللايف كوتش سنا عتريسي: هذه هي الخلطة السحرية للسعادة والتفكير الإيجابي

من مجال الإعلام والتقارير الترفيهية والإنسانية، قررت السيدة سنا عتريسي تنمية مهاراتها وقدراتها الشخصية كاختصاصية في مجال العلاقات العامة، وتخصّصت كـ”لايف كوتش” ومدرِّبة لمن يرغب في دخول هذا المجال، وتلقت شهادة من جهة عالمية هي الـ metacoach foundation و neuro-semantics وتسعى إلى تطوير نفسها باستمرار لتتمكن من تقديم الدعم والمساعدة لكل شخص يحتاج الى مشورتها.


انطلقت عتريسي في هذا العالم من خلال تجاربها الشخصية، وخاصة المؤلمة منها والتي لعبت كلها دوراً كبيراً في خيارها بالانتقال من عالم الإعلام، ولكنها ليست الركيزة التي اعتمدت عليها لتصبح “لايف كوتش”، لأن البيئة والظروف تختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي فالتجربة الشخصية لا تكفي لمساعدة الناس، لأنه لا يمكن إسقاط مشاكلنا على الآخر، فالتجربة الشخصية هي البداية، ولكن المطلوب أيضاً الدراسة والتخصّص ليتمكّن الشخص من مساعدة الآخرين بجدّية وبدون أذى.

اللايف كوتش هو المرآة التي لا تحكم وتصحّح الأخطاء

وفي هذا السياق، تقول سنا التي انطلقت في هذا المجال من الإعلام والسوشيال ميديا من خلال مؤسّستها talktosana : “اللايف كوتش هو شخص مختص يقدّم الدعم والتوجيه للأفراد والمجموعات ليتمكّنوا من الوصول إلى أهدافهم وتحقيق النجاحات التي يطمحون إليها في مختلف جوانب حياتهم الشخصية، العاطفية أو الاجتماعية. ومن المهم أن يعتمد اللايف كوتش على أدوات وتقنيات متنوعة ومُثبتة علمياً لمساعدة هؤلاء الأشخاص”. وتضيف: “أُحبّ أن أشبّه اللايف كوتش بالمرآة التي لا تحكم ولا تقول رأيها بشيء، بل تعطي الانعكاس الواضح لصورتنا فنتمكن على أساسها من رؤية ما يمكن تصحيحه بأنفسنا، وبالتالي فالمدرّب هو المرآة الخاصة بكل شخص التي تسمع من دون أن تحكم عليه وتساعده في الوصول إلى الصورة الواضحة في الكثير من جوانب الحياة، وخاصة تلك التي تحتاج إلى تعديل، وبالتالي فهو يسعى إلى تحسين حياة الأفراد والمحيطين بهم”.

وتؤكد عتريسي: “في مجتمعاتنا العربية نحتاج بشدّة إلى مكان آمن نصبح فيه قادرين على الكشف عن كل مشاكلنا والمواضيع الحسّاسة والشائكة التي نعيشها بصمت ويصعُب التحدّث عنها بصوت عالِ. وهنا تكمن النقطة الأهم في عمل اللايف كوتش الذي يمدّ الشخص بالأمان ويسمعه بهدوء، فهو أخصائي وشخص محايد وليس لديه مشاعر أو أي مصلحة شخصية في القضية المزعجة التي يعاني منها الفرد، ومن هنا يمكنه أن يسانده ويساعده بأن يعملzoom out على المشكلة ليراها عن قرب من كل جوانبها، ويتمكن بعدها من تقييم الأمور بشكل موضوعي وبعيداً من العواطف. ومن المهم أن يحرص اللايف كوتش على التزام الشخص بالأهداف المنطقية والمناسبة التي تم وضعها، ويعمل كذلك على مراقبته ويتابع تحقيقه لأهدافه. وتكمن أهمية اللايف كوتش أيضاً في مساعدة الأفراد على إعادة برمجة دماغهم بشكل مفيد لهم، ويبعد عنهم المعتقدات السلبية التي تؤثر فيهم سلباً ويساعدهم على التخلص منها ليصبح تأثيره إيجابياً فيهم”.


- ما هي الخلطة السحرية للسعادة؟

وتكشف سنا عتريسي عن الخلطة السحرية للسعادة، فتؤكد أن “مشاعر الأشخاص تختلف باختلاف الحالة، ولكن بشكل عام لا يوجد شخص سعيد طوال الوقت، بل يكون سعيداً في المجمل. وسرّ خلطة السعادة في رأيي يكمن بأن يعيش الفرد حياته الشخصية بمحاذاة قيمه الجوهرية ويعمل على هذه القيم ليُشعر نفسه بأنه سعيد. أما النقطة الثانية فتتمثل بأن يكون لديه نسبة كبيرة من التقبّل والتسليم ليعيش بسلام داخلي ويشعر بالراحة النفسية. وبالتالي فإن جزءاً كبيراً من الرضا والراحة النفسية يتم بالتقبّل والتسليم وليس بالاستسلام، فإذا تمكّن أي شخص من الجمع بين هذه النقاط، يصبح سعيداً ومرتاحاً”.

وتشير إلى أن من الضروري أن يعلم الجميع بأن “المشاعر السلبية أساسية في حياتنا ولا يمكن التخلّص منها لئلا نصبح مجرّدين من الأحاسيس وتنتابنا حالة من البرود، فمشاعر الغضب والحزن أساسية في حياتنا، ولكن لا بدّ من أن نعمل على تقليصها من خلال معرفة الرسائل التي تتركها لنا لنتمكن من تخفيفها والتخلص منها، وبالتالي فمن المهم ألاّ نعتبر المشاعر السلبية مضرّة وسيئة لأنها من أساسيات حياتنا التي يمكننا أن نحتويها ببعض التمارين التي تساعد على التخفيف تدريجاً من تأثيرها في حياتنا لنسيطر على حزننا وقلقنا. أما الفترة التي نحتاج اليها للتخلص من الحوادث الأليمة فتختلف من شخص إلى آخر”.


تمارين لتحسين المزاج ونشر الإيجابية

وتوضح سنا عتريسي أن “هناك مجموعة من التمارين التي يمكن الشخص تطبيقها، وعليه اختيار الوسيلة الأقرب إليه لتحقيق ذلك ومنها رياضة التأمّل، وهي أداة قوية لتحسين المزاج ونشر الإيجابية وتصفية الذهن. ويمكن أيضاً ممارسة النشاط البدني الذي يساعد على إفراز هورمون السعادة. وعلى الشخص الحزين أن يلجأ إلى تطوير تفكيره الإيجابي ومساعدة عقله على التركيز ليعتاد على أفكاره الجديدة المليئة بالإيجابية ويتمكن من التحكم بها”.


وتختتم بالقول: “إن تدوين أفكارنا ومشاعرنا السلبية والإيجابية بشكل يومي ينقذنا من الضغوط اليومية ويخلّصنا من مشاعر القلق والحزن، كما من الضروري أن يتواصل الشخص اجتماعياً مع الأهل والأصدقاء وأن يستذكر معهم أي نشاط أو قصة يمكن أن تُشعره بالسعادة وبمتعة الحياة، لأن ذلك يخفّف من الألم الداخلي”.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079