تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

حين تبدأ من الصفر... شابة لبنانية تحوّل حلمها إلى شركة متكاملة

حين تبدأ من الصفر... شابة لبنانية تحوّل حلمها إلى شركة متكاملة

إذا كنت تحبّين المغامرات ولديك الكثير من الأحلام، يجب أن تتوقفي عن التفكير بها وتبدئي بالعمل الجدّي لتحقيقها كما فعلت الشابة غنوة صبرا، التي تألقت في مجال التسويق والإعلانات في كبرى الشركات في لبنان والدول العربية، وتمكنت بإصرارها وبمجهودها الشخصي أن تتخطى مشكلة فقدانها لوالدها وتتحمّل مسؤولية والدتها وإخوتها لتكون لهم المعيل، وفي الوقت نفسه لتكمل تخصّصها الجامعي بمجهود كبير وبتفوق يُحسب لها.

بدأت الشابة العمل في أحد المصارف اللبنانية قبل أن تنتقل للعمل في شركة إعلانات، وتمكنت بقدرتها على الإقناع وأسلوبها في التسويق من جذب الكثير من العملاء الجدد إلى الشركة، وهو ما ساعدها على كسب المزيد من المال لتؤمّن ما تحتاج إليه عائلتها، واستمرت في هذا المجال لسنوات قبل أن تضطر لترك العمل بسبب الأزمة الاقتصادية الأخيرة التي ألمّت بلبنان، وهو ما أجبرها على قبول عرض عمل في الخارج، ولكن شاءت الظروف أن تقف مؤقتاً أمام طموحها وحلمها فلم تتمكن من السفر بسبب الإجراءات الاحترازية التي فُرضت العام 2020 في المطارات وتوقف حركة السفر بسبب جائحة كورونا، ولكن هذا الأمر لم يؤثر في طموحها، حيث بدأت بالعمل عن بُعد من منزلها كمديرة تسويق لأحد المطاعم، ومع الجهد والمثابرة تمكنت من تحقيق حلمها وتأسيس شركتها الخاصة في العام 2022.


وأكدت الشابة اللبنانية أن شركتها المتواضعة macplatforms تعمل مع فريق محترف ونشيط على كل المنصات الإعلانية، ويحاولون معاً الاستمرار في العمل ومواجهة الظروف الصعبة التي يعيشها البلد، لا سيما أن مجال التسويق والخدمات هو أول قطاع يتأثر ويتوقف العمل فيه مع مشاكل التضخم وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

وأضافت: "أنا شخص مناضل ومثابر، وأعشق عملي وأرفض أن أكون محدودة، لذلك سخّرت كل طاقتي وأنفقت كل ما أملك من مال على تأسيس المكتب والبدء بالعمل من دون أن أضطر لمغادرة لبنان والبحث عن فرص في الخارج".


ولفتت إلى أنه "في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان، نواجه الكثير من التحديات، لناحية انهيار العملة اللبنانية وارتفاع سعر الدولار وتأثير ذلك في رواتب الموظفين، إضافة إلى أن المنافسة حامية، فهناك شركات ضخمة في هذا المجال، ونصادف أحياناً منافسة غير شريفة فنضطر إلى تغيير مخططاتنا وتوجّهاتنا، ولكن من دون يؤثر ذلك في معاييرنا في العمل".

وعن المعايير التي تعتمدها لضمان استمرار عمل الشركة، أكدت صبرا: "ما يهمّني أن يقدّم الموظف عمله على أكمل وجه، أنا أتعامل مع الفريق بكل احترام وأعتبرهم أصدقائي، لذلك أحرص على إعطائهم حقوقهم ليعطوني في المقابل حقي بالعمل بكل حب ورضى".


وأشارت إلى أن ما يميّز عمل شركتها في الإعلانات عن باقي المكاتب المنافِسة بالقول: "نعمل كل شيء من الألف الى الياء في ما يخص التسويق، إن كان سوبر ماركت صغيرة أو شركة عالمية... شركتي تتكفّل بالأمر بالكامل من دون الحاجة إلى أي مورد مساعد، فنحن نهتم بتسويق المنتَج من خلال العمل على وضع خطة التسويق، وتحديد هوية المنتَج أو الشركة، ونعمل على الترويج للعلامات التجارية من خلال نشر الإعلانات على الطرقات، حيث بتنا نمتلك لوحات إعلانية في كل لبنان وفي مناطق من العراق، ونسعى في العام المقبل أن تكون لنا لوحاتنا الإعلانية في قطر ودبي".

وأضافت: "لدينا في الشركة أيضاً قسم خاص بالطباعة لتجهيز كل ما له علاقة بالمطبوعات واللوحات الإعلانية، وبالتالي نحن نجهّز كل شيء ونعرضه بعدها ونسوّق له من دون الحاجة الى شركة طباعة أخرى، ولدينا كذلك قسم للتسويق الرقمي على كل منصات السوشيال ميديا، وجزء منه خاص بتطوير المواقع الالكترونية، ونعمل أيضاً على التطبيقات، ونقوم بحملات الرسائل القصيرة، وكل هذه الأمور نقدّمها بشفافية وصدقية للزبون لضمان استمرار العمل".


وقدّمت الشابة اللبنانية نصائحها الى كل شابة لديها حلم ورؤية لمشروع تطمح بتنفيذه أن يكون لديها "القوة والقدرة على التحمّل، لأنها ستواجه الكثير من الضغوط، لذلك عليها أن تؤمن بموهبتها وقدراتها وتعمل بشغف وحب، وأن تدرك أن النجاح يحتاج إلى التعب الجسدي والفكري، لذلك فعلى أي شابة تطمح لتأسيس مشروعها الصغير أن تقدّم ما لديها بحِرفية عالية وبجهد كبير وأن تستمتع بما تقدّمه مهما كان صغيراً".

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079