تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

نساءٌ في إمرأة اسمها...

في مشوار الحياة الوعر نتعرّف إلى شخصيات مختلفة تتمايز عن بعضها بصفاتٍِ، غالباً ما تكون فريدة ذات بصمة تحفر في حياة الفرد كحفرها في حياة الآخرين. والسواد الأعظم من الشخصيات تتخصّص بصفة تميّزها، فنتعثّر مثلاً بشخصية "نجمة" أخذتها النجومية إلى عالمٍ، المرايا فيه، لا تعكس سوى الأشياء البرّاقة واللامعة، وأخرى "إنسانية" تحمل همّ الكون فوق كتفيها وتسير مثقلة بهموم تفتّت النفسية رويداً رويداً كما يفتّت المطر الصخر. وهناك شخصية "أم" تترك الدنيا بما فيها وتتفرّغ لأطفالٍ يهدونها الاكتفاء الذاتي بمجرّد ابتسامة، وغيرها كثيرٌ من الشخصيات الفريدة التي يطول الحديث عنها ويكثر. لكن ماذا لو اجتمعت شخصياتٌ عدّة في قالبٍ واحد؟

أنجلينا جولي واحدة من القوالب التي تتّسع لأكثر من شخصية. قالبها يسع أكثر من امرأة واحدة، حتى تصحّ فيها تسمية "نساء". هي الأمٌّ التي تبنّت وأنجبت فبلغ عديد أطفالها ستة، هي الإنسانة التي تُغامر بحياتها في بلاد الحرب والدمار والكوارث الطبيعية من أجل إغاثة محروميها، وهي طبعاً، نجمة هوليودية بامتياز. قد يتّهمها البعض باستغلال الفقر والأسى للحصول على مزيدٍ من الشهرة وبالتالي المال. فليكن. أهلاً بهكذا غاية إن كانت هكذا هي الوسيلة.

في لبنان زارتنا جولي أكثر من مرّة، مرّة خصّصتها لدعم أطفال مرضى السرطان، وهذه المرّة خصّصتها أنجلينا، سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لدعم اللاجئين السوريين، فزارت الأردن أولاً ولبنان تالياً، وأعربت عن  تأثرها بكيفية استقبال عائلات لبنانية لللاجئين السوريين في منازلهم.

سمعت جولي التي حلمت منذ صغرها لو أنها تستطيع العمل كمتعهدة لدفن الموتى، العديد من روايات اللاجئين وتأثّرت بها ودمعت عيناها، وكأن لسان حالها يقول "عزيزي "الأسى"، الحياة تسبّب لك التخمة، إبصقها ودعنا نعيش".

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078