الدراما الملحمية الضخمة "سفر برلك" تنطلق مِن أحياء الحجاز والشام
مِن أحياء الحجاز والشام الساكنتَين في حضن التاريخ والعراقة والتراث، إلى خنادق الرصاص والبنادق والموت أثناء الحرب العالمية الأولى، تتنقل أحداث العمل الدرامي الملحمي الضخم "سفربرلك" بين عالمَين متناقضَين جمع بينهما زمنٌ واحد، ويُعرض على MBC1، وباقة VIP من شاهد في رمضان. العمل من إنتاج "استوديوهات MBC"، وقد أدار الإنتاج بدر علوش، وأشرف فراس دهني على عمليات الإنتاج، فيما كان الإشراف العام لصفاء أبو رزق.
يُعد العمل آخر مشروع حضّر له المخرج الراحل حاتم علي قبيل أيام من وفاته، وهو من إخراج الليث حجو. توزعت البطولة بين نجوم من المملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان والعالم العربي: عبد الرحمن اليماني، أنس طيارة، وسام فارس، بيو شيحان، مؤيد الثقفي، ميلا الزهراني، خالد يسلم، هند محمد، محمد بخش، بمشاركة النجم العربي عابد فهد، والنجوم: فادي صبيح، طلال الجردي، كميل سلامة، نانسي خوري، نتاشا شوفاني، ريان حركة، عزيز غرباوي وآخرين.
تدور الأحداث قُبيل وأثناء فترة الحرب العالمية الأولى التي عُرفت في العالم العربي والشرق الأوسط باسم "سفربرلك"، فما إن تم إعلان حالة النفير العام التي فرضها الفَرَمان العثماني في عام 1914، حتى طاولت المأساة معظم العائلات والمدن العربية التي اقتيد رجالها وأبناؤها معاً إلى الجبهات الشرقية والغربية ليواجهوا مصيرهم في حربٍ مدمّرة استمرت على مدى 4 سنوات.
إنتاجٌ ضخم لملحمة تاريخية خالدة، أرادت له "أستوديوهات MBC" أن يكون الأكبر من نوعه لهذا العام، إذ سخّرت له أكثر من 14 ألفاً من الحشود البشرية، إضافةً إلى نحو 95 ممثلاً رئيسياً و120 ممثلاً مساعِداً، جسّدوا من خلال حوالى 1000 مشهد رئيسي ملامح هذه الدراما النوعية التي تجمع أحداثها ما بين قصص الحب والحرب... المأساة والبطولة... الظلم والأمل... التضحية والاستقلال.
صُوّرت مشاهد المدينة المنوّرة ضمن مدينة إنتاجية تم تشييدها خصيصاً لتحاكي الأحداث، وأشرف على بناء ديكوراتها محمد أمين، حيث أُنشئت المدينة المنورة في ذلك الزمن على مساحة قدرها 25 ألف متر مربع، فيما صُوّرت مشاهد اسطنبول ضمن مدينة أخرى تم تشييدها خصيصاً لتحاكي مدينة اسطنبول في ذلك الزمن على مساحة تبلغ نحو 20 ألف متر مربع، ناهيك عن مشاهد الحروب والجبهات في سيبيريا والقوقاز إلى جانب مشاهد أخرى جرى تصويرها في كلٍ من دمشق وبيروت وسواهما.
تفاصيل إنتاجية
منحت "استوديوهات MBC" مشاهد المعارك والأكشن وإدارة الحشود أولويةً خاصة، فاستقدمت لإدارتها كلاً من المخرج أليخاندرو توليدو المتخصّص في هذا النوع من الإنتاجات، وفي جعبته العديد من الأعمال في هوليوود والعالم العربي على غرار: لوفينغ بابلو (Loving Pablo)، تل مي هو آي آم (Tell Me Who I Am)، فاميليا غانغ (Familia Gang)، ممالك النار... وغيرها، والمخرج المتخصّص في إدارة معارك الخيول والحشود ريكاردو كروز، الذي تحمل توقيعه إنتاجات ضخمة في هوليوود والعالم العربي مثل: هيركوليس (Hercules)، ذا لوست سيتي أوف زي (The Lost City of Z)، ممالك النار.. وغيرها.
وفي إدارة التصوير تم التعاقد مع محمود يوسف الغني عن التعريف من مصر وفي جعبته أعمال مثل "حواري بوخارست"، "لعبة نيوتن"، "عهد الدم" (من أعمال شاهد الأصلية")، "مصور قتيل" وغيرها، بينما تولّى تصوير مشاهد المعارك في مصر عمرو فاروق، وفي لبنان دوري عون، وفي سورية بشير الحاج.
وللمؤثرات البصرية تمت الاستعانة بخبرات منتجَ المؤثرات البصرية مانوليس ابراهيم وفي جعبته أعمال على غرار "ونّوس"، "أهو ده اللي صار"، "حجر جهنم"، "قلب العدالة" وغيرها... وشاركه بيترو كوكو الذي سبق أن عمل على إنتاجات هوليوودية ضخمة أبرزها: كابتن مارفل (Captain Marvel)، توتال ريكول (Total Recall)، كينغس مان (King’s Man)، دكتور ستراينج (Doctor Strange) وغيرها.
وضع الموسيقى التصويرية المؤلف الموسيقي التونسي أمين بوحافه، الحائز جائزة "سيزار" الفرنسية لأفضل موسيقى عن فيلم "تيمبكتو"، وجائزة "ساسام" عن شركة المؤلفين والملحنين والموزعين الموسيقيين الفرنسية.
ولأن الأزياء والمكياج يحظيان بأهمية كبرى في هذا النوع من الإنتاجات، فقد أشرفت على الأزياء والملابس ياسمين القاضي، وتابعت الشعر والمكياج والأزياء الفنانة الإسبانية أليسيا لاروخا. وأدار الإنتاج بدر علوش، وأشرف فراس دهني على عمليات الإنتاج وكان الإشراف العام لصفاءأبو رزق.
كتب السيناريو والحوار ورشة من الكتّاب، وراجع السيناريو من الناحية التاريخية عدد من المختصين والباحثين في التاريخ، إذ تسلّط القصة الضوء على التحوّلات التي تبعت وصول جماعة "الاتحاد والترقي" إلى السلطة في السلطنة العثمانية، فتتشابك الخطوط السياسية والتاريخية بنظيرتها الدرامية، لتدور الأحداث ضمن مزيج من الرومانسية والأكشن والتشويق حول مصائر أفراد عائلة في المدينة المنوّرة، وعائلات عربية أخرى على امتداد الحجاز وبلاد الشام.
تروي القصة حكاية عبد الرحمن من الحجاز ورفاق دراسته الجامعية في اسطنبول، يحيى (ابن دمشق) وفايز وفريد (من بيروت)، حيث يخوض الأصدقاء الأربعة رحلة الوعي السياسي والانتقال من أروقة التحصيل العلمي إلى جبهات القتال مع الجيش العثماني أولاً في معارك البلقان على الحدود الروسية، ومن ثم التمرّد على ظلم السلطنة العثمانية ووحشية ممارساتها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024