مكسيم خليل وسوسن أرشيد في حديث عن دور «الأشقاء» في «ابتسم أيها الجنرال»
يجتمع الفنانان السوريّان مكسيم خليل وزوجته سوسن أرشيد لمرّة نادرة معاً في عمل درامي، بعد سنوات طويلة من عدم العمل سوياً في مسلسل تلفزيوني. «لها» التقت الثنائي المميز في حديث مشترك عن مسلسل «ابتسم أيها الجنرال»، حيث يجسّد خليل شخصية حاكم البلاد، وتؤدي أرشيد دور شقيقته، في دراما مشوّقة تحمل صراعات السلطة والفساد داخل أروقة «الرئاسة» وانعكاس كل ذلك خارج حدود «القصر»، ومن المقرر عرضها قريباً في شهر رمضان، من إنتاج شركة «ميتافورا»، تأليف وسيناريو وحوار سامر رضوان، وإخراج عروة محمد.
- ما هو شعوركما الشخصي والمهني حيال العمل معاً، لا سيما بدورَي شقيقين؟
مكسيم خليل: في الحقيقة، هذا ليس العمل الأول مع سوسن بدور أختي، نحن في العمل زميلا مهنة تربطنا علاقة ثقة متبادلة وحب.
سوسن أرشيد: أحب العمل مع مكسيم، فالكيمياء موجودة بيننا وعالية جداً، وكلانا من نوع الممثلين الذين يحبّون أن يبنوا مع الشريك للحصول على أفضل ما يمكن، وقد استمتعت كثيراً بالعمل معه كشريك في موقع التصوير.
أمّا بالنسبة الى أنني أمثّل دور أخته، فأظن أنّ على الممثل أن يضع نفسه في اللعبة، ويتعامل مع الشخصية المطروحة من جانب الممثل الآخر. وما سهّل الأمر عليّ، هو واقع الشخصيات المغاير لشخصياتنا في الحياة، وبالتالي عندما نرتدي الملابس ونستحضر الحالة النفسية، لا أعود عندها أرى مكسيم زوجي أبداً، وأستمتع باللعبة وأصدّقها. وكما قال، هذه ليست المرّة الأولى التي نخوض فيها معاً التجربة، فقد مثّلنا دور الإخوة من قبل في مسلسل «زمن الخوف» (خالد خليفة وهيثم حقّي) الذي عُرض في عام 2007.
- ماذا عن تشارككما خاصية الوالدة الروسية... ما تأثير هذا الأمر منذ لقائكما حتى الآن ربما؟
مكسيم خليل: حتماً هذا الجانب يحمل المزيد من التفاهم والتعاطف، فجذورنا واحدة، وهذا بالطبع ينعكس على رؤية الأمور في الحياة، في إيجابياتها وسلبياتها بشكل متشابه، ولكن ما هو أسمى في علاقتنا، أننا نرى كل الجوانب بإنسانية ولا نبرر ما يعارضها.
سوسن أرشيد: شيء جميل أن نتشارك الجذور نفسها، لأن ثقافات الشعوب والعادات والتقاليد تختلف من بلد لآخر، وأظن أن فهم الثقافة الروسية يقرّب ويسهّل التفاهم بيننا.’
- لنتحدّث بتفصيل أكثر عن دوريكما في «ابتسم أيها الجنرال»، ما الجديد درامياً فيهما؟
مكسيم خليل: يكفي أن نكون أمام تجسيد شخصية رئيس ليصبح كل شيء جديداً. هذه الشخصية لم نعتد أبداً على إدراجها في مواضيع الأعمال الدرامية إلّا في ما ندر، وبعد إخضاعها للرقابة الشديدة، خاصة أنّ شخصيات كهذه في مجتمعاتنا توضع في إطار القداسة أو الخطوط الحمر كرموز وطنية، فما بالك عندما تَدخل وتُدخل المُشاهد إلى كواليس لطالما كانت مصدر تساؤل وفضول!
سوسن أرشيد: الدّور في المجمل كان صعباً ومختلفاً عن أدواري السابقة، وأداء مثل هذه الأدوار يحتاج إلى الكثير من الصّدق والتبنّي والغوص في العوالم الداخليّة للشخصية وأحاسيسها وردود الفعل المبنيّة على تاريخ طفولتها وعلاقاتها. وهذا يحتاج إلى جهد كبير على الصعيدين النفسي والجسدي .
- أثار مسلسل «ابتسم أيها الجنرال» جدلاً واسعاً منذ كشف مؤلفه الكاتب السوري سامر رضوان عنه، بإعلانه عن عملٍ «بلا سقف الرقيب» الذي اعتادته الدراما العربية بشكل عام، أين الجرأة من منظوركما؟
مكسيم خليل: المسلسل دراما غير مُراقبة في كواليس السُلطة... ألا تكفي هذه الجرأة!! في كل الأعمال السابقة تُعالج العلاقات المشوّهة وقضايا الفساد والصراع على القوة والمال وحتى الحب، من خلال أسرة غنية أو مسؤول... دائماً هناك سقف، ولكن في هذا المسلسل نعيش ونتخيّل دراما فوق السقف.
سوسن أرشيد: أظن أنه نادراً ما تطرّق كاتب لموضوع كهذا من قبل، وبعد خضوعه للرقابة المشدّدة. وهنا تكمن خصوصية هذا العمل. الموضوع نفسه خط أحمر، هناك خوف دائم من الحديث عن ديكتاتور ولو كان متخيّلاً، وهذا بحد ذاته جرأة .
- بمَ تعدان المُشاهد؟
سوسن أرشيد: لا يمكنني أن أَعد المُشاهد بشيء، ولكن أتمنى أن نقدّم له عملاً مختلفاً جديداً يحترم عقله، وأن نكون على القدر الكافي من المسؤولية والاحترافية.
مكسيم خليل: لا أعده، وإنما أتمنى أن أقدّم له ما هو ممتع وجديد وذو قيمة حقيقية. الفن ليس فقط للترفيه المسطّح كما يُشاع أخيراً، الفن ترفيه ورسالة في آن واحد.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024