تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

صداقة مستجدّة

«ألدّ الأعداء، أعداء الكار» هذا ما يقوله مثلٌ متوارثٌ شعبياً عمره من عمر البشرية، حتى بات عرفاً تسنّ تبعه العلاقات، على اعتبار أن أغلب من يجمعهم كارٌ واحدٌ أو مهنةٌ واحدة يتنافسون ويتصادمون إلى حدّ البغض. ولأن لباس الفنّ فضفاض يتّسع لكل أنواع المشاكل والخلافات والتجاذبات العلائقية، يظنّ الناظرمن بعيد أن هذه المقولة ولدت من رحم العلاقات الفنيّة، وأن كار الفنّ ككار السياسة، علاقاته تتجاذب في منطقة تحدّها الخلافات من كل صوب، حتى تندر فيها الصداقات الحقيقية.

عاصي الحلاني وكاظم الساهر فنّانان رفضا اعتبار هذه المقولة أمراً واقعاً، وأثبتا أن العرف يمكن أن يكون مخطئاً في كثير من الأحيان. فما الذي حصل بين فارس الغناء عاصي الحلاني والقيصر كاظم الساهر؟

يُخبر عاصي عن اتصالٍ ورده من فريق إنتاج برنامج  the Voice-أحلى صوت الذي يشترك فيه مع كاظم الساهر في مهمة التدريب، يخبره أن الأستاذ كاظم يطلب رقم هاتفه الخلوي. ويقول عاصي «فوراً انتابني الهلع من أن يكون قد أصابه مكروهاً، لأني أعتبر نفسي مسؤولاً عنه في لبنان، وقد تمنّيت عليه أن ينسى المهنة التي تجمعنا وأن يعتبرني أخاه». حمل عاصي هاتفه النقّال واتّصل بالأستاذ كاظم ليطمئن عليه فأتاه الجواب «أتّصل بك فقط لأقول إني زعلان لأني لم أعرفك أكثر من قبل». تتلألأ عيون عاصي فرحاً وهو يخبر هذه الحادثة ويضيف «فرحت كثيراً لكلامه وتمنيّت عليه أن يعتبرني أخاه الصغير، وأن يعتبر أنه يملك عائلة أخرى في لبنان، البلد الذي حضنه وأعطاه كما لم يعطِ أحد من الفنانين».

هكذا طلب عاصي من كاظم نسيان الكار وعداواته، وفتح الاثنان باب صداقةٍ مستجدّة قال فيها كاظم الساهر «أحببت عاصي أكثر عندما تعرّفت إليه جيداً في برنامج the Voice، فشخصيته طيبة جداً. هو عفوي ومحترم. عندما تحتدّ المنافسة في البرنامج ويعلّق بمزاحه المعهود على كيفية تصرّفي أو كلامي مع المشتركين، تراه يركض إليّ بعدها ليسألني إن كان ضايقني أو أزعجني بكلامه أو بتصرّفه. هو محترم، وأنا أحبّ الأشخاص الذين يحترمون غيرهم. عاصي يحترم الجميع ويسأل خاطرهم كلّهم، وهذه صفة جميلة جداً فيه. حركاته «كثير حلوة». هذه طبيعته، هو إنسان عفوي، واندفاعي وهذا ما يعجبني فيه».
هكذا ولدت صداقة جديدة بين فنانين لهما جمهورٌ واسع في كافة الأقطار العربية، ويبقى الأمل أن تصبح هذه الظاهرة عدوى ويتخلّص كار الفن من لوثة العداوة، ويصبح المثل «أعزّ الأصدقاء أصدقاء الكار» عرفاً يطيح بسابقه.

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077