تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

The Traveler زياد رزق الله: البرنامج قطعة منّي والسعودية أجمل مما قرأت عنها

The Traveler زياد رزق الله: البرنامج قطعة منّي والسعودية أجمل مما قرأت عنها

يطلّ الإعلامي زياد رزق الله بموسم جديد من برنامج The Traveler مع Ziad، على شاشة LBC الفضائية و"روتانا" ومنصة "شاهد". هذا البرنامج، الذي يجمع بين حب زياد للسفر، وشغفه بالعمل الإعلامي مجال دراسته، هو أكثر من برنامج سياحي، بل وثقافي بامتياز. ذلك أنه بالإضافة إلى التعرّف أسبوعياً على مدينة جديدة عربية أو أجنبية، يسلّط الضوء على شخصية عربية بارزة في مجالات مختلفة منها في عالم الفن، الموضة، الإخراج، المجوهرات، الهندسة وغيرها.

على مدار ساعة من الوقت، نسافر مع زياد لنكتشف عالماً جديداً، بصورة كاملة متكاملة... ولكن كان لا بدّ من أن نلتقي بـ "الكابتن" زياد رزق الله لنعرف أكثر عمّا يدور في كواليس البرنامج من اختيار الأماكن، الحجز، الضيوف، التعب والتوتر...


- عام 2022، انطلق البرنامج بموسمه الأول... ما الذي يميّز الموسم الثاني؟

من حيث المضمون، الذي يميّزه هو عدد الدول الأجنبية التي زرتها، بينما في الموسم الأول كان عدد الدول العربية أكثر. بالإضافة إلى أنني أبدأ هذا الموسم بمقابلتي مع الضيف، ثم أنتقل إلى عرض تفاصيل زيارتي للدولة، على عكس الموسم الأول. والمميّز أيضاً هو أنّ الضيف في نهاية الحوار سيختار من إناء ورقة من بين 13 ورقة، تمثّل الدول الـ 13 محور حلقات البرنامج، وعليه سيكون هو ضيف حلقة البلد الذي أختاره.

أما من حيث الشكل، ففي الموسمَين الأول والثاني كان هناك تنوّع في الدول، واستضفت خلالهما شخصيات عربية بارزة "وصاروا عزيزين عليّ".

- في الموسم الأول نلاحظ أنّ عدد حلقات الدول العربية أكثر من الأجنبية...لماذا؟ وهل لعبت غربتك في كندا دوراً في أن تبرز أكثر أهمية السياحة في الدول العربية؟

أحببتُ كثيراً تسليط الضوء على الدول العربية في الموسم الأول من البرنامج، لأنني شعرت أننا كعرب عندما نريد اختيار وجهة سفر للسياحة نتّجه إلى دول أجنبية، ونتغنّى بجمالها وبما تملكه من معالم وتراث... في حين أنّ الدول العربية تتمتّع بغنى أيضاً، فلدينا تاريخوحضارة وطعام وطيبة الناس، ومن المهمّ زيارتها. من هنا أتت فكرة التركيز عليها، خاصة أنني من الأشخاص الذين لا يسافرون إلى دول عربية و"لقيت إنو هيدا الشي غلط، ولازم تكون الدول العربية وجهة سياحية".

اخترتَ اليوم الإمارات العربية المتّحدة لتكون البلد الذي يشهد على كواليس تحضير الموسم الثاني، بعد أن خصّصت لها حلقة في الموسم الأول... لماذا اخترت الإمارات كي تنطلق منها إلى الدول وجهة الحلقات؟

أحب كثيراً دولة الإمارات العربية المتّحدة، وأشعر أنّ "الإمارات هي التي اختارتني أكثر من كوني أنا أخترتها". وقد خصّصت لها حلقتَين في الموسم الأول: دبي وأبو ظبي. هذا إلى جانب أن لديّ الكثير من المعارف فيها، وكان لي الشرف أن أحصل على sponsor من الإمارات، من شركة الطيران WizzAir وسلسلة فنادق "روتانا"، وهو ما سهّل عليّ عملي في الموسم الثاني. لذلك اخترت الإمارات، وهي دولة تتميّز بمنح الفرص للجميع، ومنحتني الفرصة لاستقبال ضيوف جدد لهذا الموسم في مجالات مختلفة.

ضيوف الموسم الأول كانوا في غالبيتهم من أهل البلد... هل سيتكرر الأمر في الموسم الثاني؟

ضيوف الموسم الأول كانوا شخصيات عربية من البلد نفسه الذي أصوّر فيه. بينما ضيوف الموسم الثاني هم جميعاً مقيمون في الإمارات.

- ما سرّ هذا الاختيار؟

أردت إضافة شيء جديدالى هذا الموسم، وأن يكون لديّ فرصة للتنويع في اختيار الضيوف ومجال اختصاصهم، و"ألاّ أكون محدوداً في اختياراتي، متى كان الضيف من أهل الدولة نفسها".

- كيف تصف علاقتك بالإمارات وبالتحديد دبي وأبو ظبي؟

"Ohhh... أنا عندي حالة عشق للإمارات وكتير بحب دبي وأبو ظبي"، خاصة أنني أقمتُ لفترة فيهما، كما كنت مقيماً في إمارة الفجيرة. لديّ تعلّق كبير بدولة الإمارات وأشعر أنها بيتي الثاني، ودائماً أردّد قائلاً: "إذا لا سمح الله صار معي شي يمنعني من دخول الإمارات، كتير بزعل لأنو هلقدّ بحبها وبحسّ بس أوصل عليها كأني وصلت إلى بلدي لبنان".

جاء هذا البرنامج بعد غياب 15 سنة عن الشاشة، لظروف غربتك في كندا... لتطلّ من جديد عبر "روتانا" التي كانت بداية انطلاقتك عام 2005...

- لماذا اخترتَ فكرة برنامج سياحي؟

بصراحة، حدث ذلك من طريق الخطأ... كنت في جلسة مع ندى مخزوم، نائبة رئيس تلفزيون "روتانا"، وهي صديقة لي وكانت دائماً تقترح عليّ أن أعود إلى الشاشة و"كل مرة كنت أجّل الموضوع"، إلى أن تحقّق الأمر عام 2021عندما قالت لي: "ليه ما بترجعوإنت حدا كتير بيسافر وبتعرف كتير تنقل الصورة صح... وبتعمل برنامج سفر وإنتبتحبّ التلفزيون وهو مجال دراستك؟". وهكذا كانت البداية عام 2022، أنني جمعت بين عشقي للسفر وشغفي بعالم التلفزيون والبرامج. وقررت أن يكون هناك قسم عن البلد، وقسم حوار مع ضيف عربي بارز في مجاله (في عالم الفن، الإخراج، تصميم المجوهرات، الأزياء، الرياضة...).


- ماذا يعني لك أن تطلّ مجدداً من حيث كانت الانطلاقة؟

بدايةً، لم أفكر بهذا الأمر، بل فكّرت أنها فرصة جديدة للعودة إلى الشاشة. ولكن عندما بدأت التحضير للبرنامج، وبينما كنت أُعدّ أول حلقة في باريس، قلتُ: "قدّي حلوة هالشغلة إنو رجعت من محلّ ما بلّشت... تلفزيون روتانا".

- ما الذي تغيّر في زياد "مقدّم البرنامج" بعد 15 سنة؟ وما الذي تغيّر في المشهد الإعلامي بشكل عام؟

الذي تغيّر في زياد "إنو كبر 15 سنة (يضحك)"، أصبح لدي تجربة أكبر وبتّ أعرف أكثر ما الذي أريده ولا أريده. أما الذي تغيّر في المشهد الإعلامي، أنه سابقاً كان العالم يتّجه بشكل كبير نحو التلفزيون، بينما اليوم أصبح هناك السوشيال ميديا التي أخذت قسماً كبيراً من التلفزيون، وتحوّل المشهد الإعلامي من الشاشة الصغيرة إلى الشاشة الأصغر: "التلفون". مع الأسف، تغيّر المشهد، خاصة أنني تخرّجت في اختصاص الإذاعة والتلفزيون، ومن الجيل الذي كان يواكب أكثر التلفزيون قبل أن يكون هناك انتشار واسع للتكنولوجيا. ولكن بالتأكيد لا يزال التلفزيون يحافظ على مكانته.

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، انتشرت ظاهرة المؤثّرين وصنّاع المحتوى Travel Blog... وأنتَ من الأشخاص الذين يشاركون صوراً من سفرهم... برأيك ما الذي يمكن التلفزيون أن يضيفه إلى هذا النوع من المحتوى، ولا يمكن أن تكشفه لنا الحسابات الإلكترونية؟

صحيح أنّ وسائل التواصل الاجتماعي اجتاحت العالم، ولكنني أرى أنّ السوشيال ميديا هي التي ستضيف إلى التلفزيون "لأن TV موجود والبرنامج هو بالأساس تلفزيوني". ستقوّيالسوشيال ميديا المحتوى التلفزيوني، وستدفع المُشاهِد إلى متابعتك أكثر، لأنّ الحساب الإلكتروني سيكشف له تفاصيل وكواليس أكثر ممّا سيتم عرضه فقط خلال ساعة بثّ البرنامج. لذا،فالسوشيال ميديا ستُشعر الجمهور أنه في قلب الحدث وفي كواليس التصوير. وأرى أنّ كلاً من التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي يكمّلان بعضهما بعضاً، "فأنا أحمّس الناس على السوشيال ميديا من خلال الصور، لمتابعة الحلقة كاملة على الـTV".

بينما نتابع البرنامج عبر الشاشة، نشاهد حلقة متكاملة العناصر، لندخل أكثر في الكواليس وأسرار الموسم الثاني مع بداية انطلاقته...

- ما هي خريطة السفر التي يتبعها زياد في التخطيط للدول الـ 13 التي سيزورها؟

في الموسم الأول كان لديّ خريطة سفر، من خلال تنظيم الدول التي كنت أحب زيارتها وكانت في غالبيتها من الدول العربية. أما في الموسم الثاني فقد حدّدت الدول بالتعاون مع شركة الطيران WizzAir ـ راعي البرنامج ـ وكان بينهاعدد من الدول التي كنت قد أدرجتها على لائحتي.

- ما هي الصعوبات التي تواجهك قبل السفر وخلال الرحلة، خاصة أنك تقوم بمعظم الأمور بمفردك من إعداد وتصوير خارجي؟

لا أستطيع التحدّث هنا عن صعوبات بكل ما للكلمة من معنى، لأنني أقوم بعمل أحبّه. ويقول ضاحكاً: "السفر صار عندي متل شربة الميّ". ولكن إذا أردت التحدّث عن خطوات صعبة، فهناك التحضير والحجز، لأنني أقوم بكل شيء بنفسيبدءاً من إعداد وجهة السفر، اختيار الأماكن التي أزورها، التصوير الخارجي، وصولاً إلى إعداد حوار الضيف وإجراء المقابلة. والأمر الوحيد الذي لا أفعله هو تحضير الضيوف و"الحمد لله عندي أحلى شخص بيهتمّ بالعلاقات العامة والتنسيق مع الضيوف... كاتيا سعد". ولكن في النهاية ما أقوم به يُفرحني، و"الشخص لما يعمل اللي بيحبو،بيحسّإنو أي صعوبة هي حلوة".

- إذا كنت تريد أن تختار موقفاً صعباً حدث معك في التصوير وتتمنى لو كان باستطاعة المُشاهِد أن يراه... ما هو؟

لم أواجه العديد من المواقف الصعبة، ولكن أصعب موقف: بعد الانتهاء من تصوير إحدى الحلقات، أرسلوا إليّ الـfootagesـ اللقطات، و"طلعت الحلقة مضروبة وكل الصور مش واضحة والصوت مش واضح"، وكنتُ محرجاً مع الضيف، واضطررت إلى إجراء تعديلات قدر المستطاع، لأنه كان يستحيل إعادة تصوير اللقاء مع الضيف نظراً لضيق الوقت وكثرة انشغالاته. "ومن يتابع الموسم الأول، سوف يرى الفرق"، مع العلم أنها أكثر حلقة "عزيزة على قلبي كبلد وكضيف". وأتمنى ألاّ يتعرّض أحد لموقف كهذا، مع أنّها أمور تقنية قد تحدث.


زياد رزق الله، بعد The Traveler معZiad...

- ما هو البلد الأجنبي الذي قلتَ "يا ريت عايش في"؟

لندن... أحبها كثيراً و"ما في حدا يجي يقلّي ليه"، لأنه شعور غريب تجاه هذه المدينة، ويصعب تفسير الشعور عادةً. وكل بلد أزوره أشعر "إما أحببته أو لا".

- أي دولة من الدول العربية اكتشفت وأنت تتجوّل فيها أنها أجمل مما قرأت عنها أثناء البحث؟

السعودية... كان لديّ فضول لزيارتها، وكنت أعرف أنها دولة جميلة، خاصة أنّ والدي عمل لفترة هناك، ولكن عندما زرت المملكة اكتشفت المزيد عن جماليتها وغِناها التاريخي والتراثي. "وما نراه اليوم على التلفزيون هو جزء صغير من الجمال والغنى الذي تراه على أرض الواقع".

- هل سيكون هناك موسم ثالث؟

بالطبع، وسيكون مختلفاً كثيراً عن الموسمَين الأول والثاني.

- وأنت تتابع الحلقة كمُشاهد... أريد منك تعليقاً واحداً تقوله؟

يقول مبتسماً "wawشو حلوين الحلقات"... صراحةً،كمُشاهد أرى البرنامج جميلاً، ويسلّط الضوء على جوانب ثقافية أكثر وهي غاية البرنامج. وما أحبّه في البرنامج أنه يذهب أبعد من كونه وجهات سفر "ولا يقتصر على أماكن سهر ومطاعم"، بل يأخذنا الى معالم ثقافية وتراثية تطبع الدول.

- كلمة واحدة تلخّص تجربتك وشعورك تجاه البرنامج؟

هو برنامج سفر ولكنه ثقافي أكثر، أحبّه كثيراً... "البرنامج شقفة من حياتي، لأنو ما عم ياخد منّي ساعة، عم ياخد منّي إيّام وأشهر".


زياد رزق الله يقدّم اليوم من خلال The Traveler مع Ziad برنامجاً تلفزيونياً، لكنه في الواقع يضع بين يديّ المُشاهِد دليلاً سياحياً مرئياً، يساهم في مساعدة السائح في التحضير لرحلته مسبقاً. هذا ويفسح في المجال للتعرّف على جوانب متعدّدة من ضيوفه، بلقاء عفوي في المكان الذي يختاره الضيف. ومع أنه يحمل الطابع السياحي، إلاّ أنه يعطي قيمة كبيرة للجانب الثقافي،كما يشدّد على ذلك زياد رزق الله.

ومن أبرز شخصيات الموسم الثاني: ناصر النويس، رئيس مجلس إدارة شركة "روتانا"؛ نادين قانصو، مصمّمة مجوهرات؛ الفنانة غالية شاكر؛ أمل بن حيدر، كابتن فريق كرة السلّة في نادي الشارقة الرياضي للمرأة؛ المخرجة نايلة الخاجة؛ مصمّم الأزياء نمر سعادة... وغيرهم من الشخصياتالعربية البارزة.

أما أبرز الشخصيات التي تمّت استضافتها في الموسم الأول فمنها: الشيف اللبناني- الفرنسي ألان الجام (فرنسا) الحاصل على نجمة ميشلان؛ الفنان مطر بن لاحج (الإمارات العربية المتحدة) الذي خطّط الحروف العربية في متحف المستقبل؛ المخرج جو بو عيد (لبنان)؛ سجا كمال، لاعبة كرة قدم سعودية؛ الفنان الكويتي حسن العطّار... وغيرهم من الأسماء البارزة في مجالها في العالم العربي.

البرنامج من إعداد وتقديم زياد رزق الله، ويُعرض كل يوم جمعة على تلفزيون "روتانا" وLBC الفضائية. كما يمكن متابعة الحلقات على منصة "شاهد".

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080