تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

رائدة الأعمال ميرنا حداد: الأمل مفتاح النجاح والمرأة قادرة على تحقيق كل أحلامها

ميرنا حداد

ميرنا حداد

ميرنا حداد

ميرنا حداد

ميرنا حداد ناشطة في مجال حقوق المرأة، مؤلّفة ورائدة أعمال طموح، حائزة جائزة Global Woman Awards لتمكين المرأة. التزمت ميرنا بمساعدة النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الصحة العقلية والعاطفية، وتبذل قصارى جهدها لدعمهنّ في تحقيق إمكاناتهن، وهي من دون ريب شخصية ملهمة لديها شغف منقطع النظير وتسعى إلى تسليط الضوء على المواضيع المحظورة التي تواجه المرأة في عالم اليوم. في هذا الحوار، نتعرف إلى ميرنا التي تحاكي مشاكل النساء في مجتمعها وتلتزم بمنحهنّ الأمل والدعم الضروريين لمواجهة مصاعب الحياة...


- أنتِ ناشطة في مجال حقوق المرأة وتلتزمين بمساعدة النساء على تحقيق أهدافهنّ. كيف بدأت القصة وأين أنت الآن؟

بدأت العمل في قطاع الضيافة في سنّ مبكرة بسبب الصعوبات المادية التي واجهتها عائلتي آنذاك. ولسوء الحظ لم تكن تجربتي جيدة، لأنني عانيت من طريقة معاملة مدرائي والمجتمع في الشرق الأوسط، فشعرتُ بالوحدة والخوف من التعبير عن مشاعري ومخاوفي. وأدركت لاحقاً أن معظم النساء في المنطقة يواجهن الصعوبات نفسها، مما دفعني إلى تأليف كتابَي «بعد منتصف الليل» و«فيفا» لتسليط الضوء على القضايا التي تواجهها النساء في حياتهن اليومية. كما خصّصت منشوراتي على وسائل التواصل الاجتماعي للحديث عن المواضيع التي كانت محظورة في ما مضى، لإخبار المرأة التي تواجه هذه التحديات أنها ليست بمفردها وأنها قادرة على النجاح.


- ما هي التحديات التي واجهتك وكيف تغلّبت عليها؟

المضايقة والنظرة الدونية من أبرز التحديات التي واجهتها في مجال العمل في سنٍّ مبكرة، وقد جعلتني مراهِقة ضعيفة ولكنها ساهمت لاحقاً في امتلاكي شخصية قوية. وتمكّنت بمساعدة الكثير من الناشطات القوّيات من تجاوز مخاوفي والتركيز على نفسي والتعبير عن مشاعري رغم الانتقادات السلبية التي تعرّضت لها، مما جعلني قادرة على مساعدة النساء الأُخريات في التعامل مع التحدّيات في المستقبل.

- كيف يتفاعل محيطك مع مواقفك ونشاطك في مجال حقوق المرأة؟

واجهتُ في البداية انتقادات سلبية حتى من النساء، ولكنني أدركتُ جيداً أن هذا النقد سببه الخوف من المجتمع، مما جعلني أكثر قوة وإصراراً على الاستمرار. ومع مرور الوقت، بدأت أحصل تدريجاً على تفاعل كبير عبر صفحاتي في وسائل التواصل الاجتماعي التي كرّستها لتسليط الضوء على القضايا الحسّاسة في مجتمعنا. وآمل أن نتمكن في المستقبل من التحدث بحرّية والتعامل مع أي موضوع يؤثر في حياتنا.

- من أيّ مصدر تستمدّين قوّتك في طرح التحدّيات الحساسة التي تواجه المرأة؟

أنا شخصٌ خجول ولكنني واثقةٌ جداً من نفسي عند التطرق الى ما يسبّب الأذى للنساء الأُخريات. وأشعر الآن أنني أقوى وقادرة على التعبير عن أفكاري مدفوعةً بدعمٍ من الكثير من الناشطات الأُخريات.

- ما هي نصيحتك للشابات اللواتي يواجهن حالياً بعض التحدّيات؟

أنصح الشابات بالتحلّي بالأمل بأن أحلامهن ستتحقق وربما بطريقة أفضل مما يتخيّلن. بهذه الطريقة، سيتمكنّ من تجاوز كل الصعوبات والمخاوف التي يواجهنها، علماً أن الأمر لن يكون سهلاً لكنه يستحق المحاولة.

- ما الذي دفعك إلى الكتابة؟

لجأت إلى الكتابة لأنها الطريقة الوحيدة للتعبير عن مشاعري، حيث كنت أخشى مشاركة مشاعري مع الآخرين. ولكن عندما قررت مشاركة قصّتي لمساعدة النساء الأخريات، نشرتُ كتابي الأول، وساعدتني وسائل التواصل الاجتماعي في الوصول إلى جمهور كبير.

- هل تفكّرين في التحضير لكتاب ثالث بعد «فيفا» و»بعد منتصف الليل»؟

لن أتوقف عن الكتابة أبداً وخصوصاً في هذه المرحلة المهمة من حياتي، فأنا أضع اللمسات الأخيرة على شركتي الخاصة بمستحضرات العناية بالبشرة ومنتجات الجمال، مما يمنحني الوقت الكافي والأجواء المثالية للعمل على كتابي بعد افتتاح الشركة.

- ماذا عن مشاريعك في عالم الجمال؟

كان هدفي الرئيسي منذ البداية افتتاح شركة متخصّصة في مجال اهتماماتي. وبصفتي امرأة، من الطبيعي أن أهتم بالعناية بالبشرة وأرغب في إنشاء علامة تجارية تركّز على احتياجات العملاء قبل المبيعات. وآمل أن تنتشر علامتي في السوق في المستقبل القريب، وأن تلبّي احتياجات أكبر عدد من السيدات.

- ما هي القضايا النسائية التي تستفزّك وترغبين بزيادة الوعي حولها؟

لا تزال غالبية النساء في منطقة الشرق الأوسط يعامَلنَ كمواطنات من الدرجة الثانية لناحية الحقوق بموجب القوانين وداخل أسرهنّ أيضاً؛ لذلك فإن هدفي الرئيسي هو تمكين النساء وإتاحة الفرصة لهنّ للتعبير عن أنفسهنّ بحرية والعمل على تحقيق أحلامهن وتربية أطفالهن من دون قيود الأعراف السائدة. وأعمل على نشر الوعي بين النساء لتعريفهن بأن لهنّ حق المشاركة مع الرجال أو البقاء بمفردهن. آمل أن أتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من النساء، وإحداث تأثير إيجابي في حياتهن من خلال معالجة هذه المواضيع الحسّاسة وإظهار ما تستطيع المرأة تحقيقه في الدول الأخرى.

- حصلت على الجائزة العالمية لتمكين المرأة Global Woman Awards. ما هي الإضافة التي قدّمتها لك هذه الجائزة؟

شكّل حصولي على جائزة الإنجاز في مجال مساعدة النساء نجاحاً استثنائياً بالنسبة إليّ، ومنحني القوة للتركيز على تحقيق هدفي، مما جعلني أشعر أنّ أحلامي يمكن أن تتحول إلى حقيقة.

- ما هي أفضل نصيحة تلقيتها في ما يتعلق بالتعبير عن هويتك الحقيقية؟

تابعي مسيرتك وكافحي حتى تحقّقي حلمك. تلقّيت هذه النصيحة من صديقة لم تستطع للأسف تحقيق أحلامها، وشجّعتني على التفكير بشكل مختلف حتى لا أكرر أخطاءها وأستسلم للأعراف السائدة بدون تفكير، فأنسى نفسي وأحلامي.

- ما الذي يمنحك القوة؟

أقرأ بشكل مستمر عن النساء اللواتي نجحن في تحقيق أحلامهن، مما يمنحني القوة اللازمة لتحقيق أحلامي أيضاً. كما يساعدني وجود نساء ذكيات وناشطات صديقات لي على تجاوز فترات الإحباط، ويدفعني إلى السعي لتحقيق أهدافي، وهذا ما أقدّمه لهنّ بدوري أيضاً.


- مَن هي المرأة التي تُلهمك في مسيرتها؟

حصلت على الإلهام بشكل رئيسي من النساء القوّيات اللواتي نجحن في كل المجالات، مما جعلني أفكر بنفسي وأركز على أن أصبح ذلك الشخص الذي لطالما حلمت به، وأتجاهل الأفكار والتصرّفات السلبية السائدة في مجتمعنا، وأعرف إمكاناتي بشكل أكبر وأعمل على تطويرها.

- ما هو الأمل بالنسبة إليك... وما المستقبل؟

لن نتمكن أبداً من بناء المستقبل الذي نحلم به من دون الأمل. لا بدّ من أن تعترض طريقنا بعض العقبات، ولكنّ فقدان الأمل يعني خسارة أهدافنا وربما إضاعة الطريق نحو المستقبل المنشود. لذلك، علينا المحافظة على الأمل والسعي والحلم لبناء مستقبلنا الخاص، لأنني لا أعتقد أنّ أحداً قد يرغب في مساعدتنا إن لم نمتلك الأمل لتحقيق النجاح.

- فلسفتك في الحياة؟

عدم الخوف من السعي لتحقيق أحلامي والتركيز على أهدافي الخاصة. لا بدّ من أن يساندك الأشخاص الإيجابيون في نهاية المطاف، ويحاول الأشخاص السلبيون إحباط مخطّطاتك دون جدوى.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  كانون الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080