الفنان السعودي عاصم العواد: المملكة تعيش فترة ازدهار في الإنتاج السينمائي والدرامي
يؤكد الفنان السعودي عاصم العواد أن النجاح الكبير الذي حققه فيلمه الجديد «أغنية الغراب» بعد أن عُرض أخيراً في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، ودخل القائمة الطويلة في ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، هو إنجاز مهم يُحسب له وللسينما السعودية، التي تشهد تألقاً كبيراً في الفترة الحالية. في حواره مع «لها»، يكشف عاصم العواد عن تفاصيل دخوله عالم الفن السعودي، وترشّحه لفيلم «أغنية الغراب»، والصعوبات التي واجهها خلاله، كما يتحدّث عن عمل جديد له مع منصة «نتفليكس»، والتطوّر الذي تشهده المملكة العربية السعودية اليوم، وأمنيته في دخول عالم الدراما المصرية.
- كيف ترى الضجة التي أثارها فيلمك «أغنية الغراب» خلال الفترة الأخيرة؟
«أغنية الغراب» هو الفيلم السعودي الأول الذي رُشّح لجوائز الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي ودخل القائمة الطويلة للترشيحات، مما لفت الانتباه إليه وجعله حديث الكثيرين، وهو من تأليف وإخراج محمد السلمان، وشاركني في بطولته الفنانان إبراهيم الخير الله وعبد الله الجفال، وتدور قصته حول شاب فقير وساذج يُدعى «ناصر» يعاني مرض السرطان في جزء من المخ، إلا أنه يرفض العلاج قبل أن يلتقي بفتاة غامضة ومختلفة عنه تُنسيه مرضه، فيحاول الوصول إليها، لكن تصعب عليه المهمة، ورغم ذلك لم يستسلم، فيستعين بصديق له يُعيره إحدى قصائده ليهديها على لسانه إلى الفتاة في إطار كوميدي ساخر، وتتوالى المواقف الكوميدية والفلسفية طوال أحداث الفيلم.
- كيف تمّ ترشيحك لبطولة الفيلم؟
بمحض الصدفة، وكان للمخرج علي الكلثمي دور كبير في ذلك، بحيث أوصى مخرج الفيلم محمد السلمان بترشيحي لأداء دور «ناصر الغراب» فيه، وأحبّ السلمان أن يُجري تجارب أداء لجميع المشاركين في العمل، وخضعت أنا للتجارب الخاصة بشخصية «ناصر»، ونجحت في الاختبار وحصلت على دور البطولة، وما إن بدأت بقراءة سيناريو الفيلم حتى وقعت في غرام «ناصر»، الشاب البسيط الذي يتمثّل دوره في مخاطبة المشاعر الإنسانية للجمهور أكثر من كونه فناناً يؤدي دوراً.
- كيف واجهت الصعوبات الخاصة بالفيلم والتي لم يستوعبها البعض حين عُرض لأول مرة في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»؟
أكذب إذا قلت إنني فهمت مضمون الفيلم منذ قراءتي الأولى للسيناريو، فالجميع لم يستوعبوا فكرة الفيلم في الجلسة الأولى التي عقدناها من أجل قراءة السيناريو، ولكن في الجلسة الثانية بدأت أفهم ما يحاول محمد السلمان إيصاله الى الجمهور، إلى أن جاء موعد الجلسات المهمة التي استمرت لشهرين وجمعتني بالمخرج والمؤلف محمد السلمان، ففيها اتضحت لي الفكرة بشكل كامل، وأعتقد أننا نجحنا أخيراً في إيصال فكرة الفيلم، والسبب هو التناغم الكبير بيني وبين السلمان وجميع الممثلين المشاركين في العمل.
- مشهد النهاية كان لغزاً للمشاهدين في السينما... هل فهمت قصد المخرج منه؟
أنا شخصياً لم أفهم النهاية حتى الآن، فالمخرج والمؤلف محمد السلمان أَحبّ أن تكون النهاية مفتوحة، وترك للمُشاهد حرية اختيار النهاية التي يريدها، فالبعض يرى أن البطل قد توفي في ختام الأحداث، والبعض الآخر يعتقد أنه ما زال على قيد الحياة... وفي كل الأحوال أنا أحبّ النهايات المفتوحة، ولا أُحبّذ سَوْق جمهور المشاهدين إلى نهاية واحدة قد يكرهونها.
- ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟
مرحلة التحضير للفيلم كانت صعبة وشاقة ومُرهِقة للغاية، ولكن لا بد من إعطاء المخرج محمد السلمان حقه في النجاح الذي حصده الفيلم، وبالنسبة إليّ الصعوبات التي واجهتها أثناء التصوير تمثّلت في السفر بشكل شبه أسبوعي من الرياض إلى الشرقية، وفي دراسة تلك الشخصية الصعبة في فلسفتها لأتمكن من العيش في دواخلها، إضافة إلى تكليفي بمشاهدة أكثر من فيلم والتركيز على بعض الشخصيات فيها مثل فيلمَي The Big Lebowski وA Serious Man، هذا فضلاً عن صعوبة الخط الزمني الذي كنا نصوّر فيه، حيث إن أحداث الفيلم تدور خلال عام 2002، ونحن نصوّر في عام 2020، لكن بالمجهود الذي بذله فريق العمل تمكّنا من تجاوز تلك الصعوبات وقدّمنا الفيلم بأفضل صورة.
- ما أصعب مشاهدك في الفيلم؟
مشهد الافتتاحية، لأنه طويل واستغرق تصويره يوماً كاملاً، بالإضافة إلى مشاهد نُفّذت في الصحراء.
- هل توافق على الرأي الذي يقول إن «أغنية الغراب» فيلم خاص بالمهرجانات؟
هناك أفلام مهرجانات، وأفلام لشبّاك التذاكر، وأنا أحببت أن يكون الفيلم السينمائي الأول الذي أقوم ببطولته فيلم مهرجانات، فنحن في زمن الأفلام التجارية، وقد قرّرت أن أخوض هذه التجربة المخيفة في بداية مشواري الفني لكي أتخلّص من القلق تجاهها.
- ما شعورك بعد ترشّح الفيلم لدخول المنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي؟
أن يتم اختيار فيلم أؤدي فيه أول بطولاتي السينمائية لتمثيل المملكة العربية السعودية في ترشيحات الأوسكار هو مدعاة فخر لي، ونجاح كبير لصناعة السينما السعودية ولهيئة الأفلام، كما أنه يدفعني خطوة الى الأمام في مشواري الفني، وآمل ألاّ تتوقف إنجازاتي عند هذا الترشّح، وأن أحقّق المزيد من الإنجازات. كما يشرّفني عرض فيلمي في مهرجان مهم مثل «البحر الأحمر السينمائي»، وأكثر ما أسعدني هو أن في العرضين الأول والثاني للفيلم بيعت كل التذاكر، وأتمنى أن يُعرض الفيلم في مختلف الدول العربية.
- ما رأيك في الانفتاح الفني والسينمائي الذي تشهده المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة؟
تعيش المملكة فترة ازدهار في الإنتاج السينمائي والدرامي، من خلال الدعم الحكومي، وتحمّس المنتجين للإنتاج، وهو ما يساعد في نشوء جيل جديد من المخرجين والكتّاب والممثلين.
- ما الجديد الذي يحضّر له عاصم العواد بعد عرض فيلم «أغنية الغراب»؟
انتهيت أخيراً من تصوير دوري في فيلم «الخطابة» الذي تنتجه شركة «نتفليكس»، وهو من إخراج عبد المحسن الضبعان، وبطولة: حسام الحارثي، ريم الحبيب ونور الخضراء.
- متى بدأت هواية التمثيل لديك؟
منذ نعومة أظافري والجميع من حولي كانوا يلاحظون أن لديَّ ميولاً فنية، والبداية الحقيقية كانت من خلال مسرح المدرسة الذي كنت أحد أركانه.
- ما أبرز المحطات في مسيرتك الفنية؟
شاركت في العديد من المسابقات داخل المملكة وخارجها، ونلت على أثرها بعض الجوائز منها في أحد المهرجانات في كندا عام 2010، بعد ذلك بدأ شغفي بالتصوير، وبكل تفاصيل الكاميرا من تكنيك، وعدسات، وإضاءة... وفي فترة مهمة من حياتي عملت في التصوير الفوتوغرافي، وشاركت كمصوّر فوتوغرافي في أكثر من دورة في بطولة كأس العالم للأطفال، إضافة الى مشاركتي في معرض «عين رأت».
- كيف دخلت عالم التمثيل بالمستوى الاحترافي؟
قبل احتراف التمثيل بالشكل الذي ظهرت فيه بفيلم «أغنية الغراب»، كنت قد عملت مدير إنتاج واكتسبت خبرة واسعة في هذا المجال، وذلك من طريق العمل في العديد من المواقع والبرامج والقنوات، مثل روتانا خليجية، ولاين سبورت، والتلفزيون السعودي، إضافة الى عدد من الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية. بعد ذلك دخلت مجال الفن من خلال أحد الأصدقاء الذي أوصلني إلى مؤسسة «تلفاز 11»، وهكذا بدأت العمل على العديد من المشاريع، سواء خلف الكاميرا أو أمامها. ولا شك في أن هذه التجربة ساهمت في تواصلي مع المجتمع الفني ومعرفة العديد من التفاصيل التي كانت غائبة عني، وباتت الأمور أسهل حين تعرفت إلى المخرج محمد السلمان وشاركت في فيلم «أغنية الغراب».
- هل تفكر في اقتحام عالم الدراما المصرية؟
بكل تأكيد، شرف كبير لي أن أدخل عالم الدراما المصرية، وأي فنان عربي يسعى لذلك، وأتمنى أن أتلقّى عرضاً جيداً في هذا الخصوص.
- هل تتابع الأعمال الدرامية المصرية؟
أتابع الكثير من أعمال الدراما المصرية، ومن الأعمال العربية التي شاهدتها أخيراً، فيلم «أبو صدام»، فهو عمل مميز أداءً وإخراجاً، ولفتني فيه الأداء الجيد للممثل أحمد داش.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024
مقابلات
بسنت شوقي تتحدّث عن الفن وعلاقتها بزوجها محمد فراج وأسرار رشاقتها
مقابلات
بسنت أبو باشا: أنا محظوظة وأقتدي بالكثير من النجوم
مقابلات