ZANZIBAR زنجبار: جمال الطبيعة البكر بنكهة أفريقية
زنجبار واحدة من أجمل الوجهات السياحية في تنزانيا وتتميّز بإطلالتها الساحرة على المحيط الهندي. تتكون زنجبار من مجموعة جزر في المحيط الهندي من الجهة الشرقية لقارة أفريقيا وتبعُد 15 ميلاً عن ساحل تنزانيا وتشتهر بطبيعتها البكر الساحرة، وشواطئها ذات الرمال البيضاء، وأشجار النخيل الباسقة، ومناطقها الجذابة التي تتيح ممارسة الأنشطة المائية المختلفة، مثل الغوص وركوب الأمواج والتجديف وغيرها. أُتيحت لي زيارة زنجبار والاستمتاع بجمالها الأخّاذ بفضل الدعوة التي تلقيتها من "منتجع وسبا إميرالد زنجبار"، الذي تم افتتاحه حديثاً، وهو خير مكان للإقامة واكتشاف تلك البقعة الخلاّبة من العالم، لا سيما أنه نقطة انطلاق مثالية للضيوف الذين يتطلعون إلى اكتشاف الشّعاب المرجانية الطبيعية والمتنزّه الطبيعي في جزيرة منيمبا.
يُطلق على جزر زنجبار اسم "أنغوجا" باللغة السواحلية المحلية الخاصة بسكان الجزر الأصليين، وتتبع مجموعة جزر زنجبار رسمياً إلى دولة تنزانيا في شرق أفريقيا، إلا أنها تتمتع بحكم ذاتي مستقل. تشتهر زنجبار بزراعة القرنفل وإنتاجه، حيث تُشير الإحصاءات إلى أن فيها أكثر من 4 ملايين شجرة قرنفل، وبذلك تكون زنجبار المصدر الرئيس والمُنتِج الأول للقرنفل في العالم.
يعتمد أهل زنجبار في اقتصادهم وكسب قوت يومهم على العمل في الزراعة وصيد الأسماك، وقطاع السياحة الذي يشكّل مصدراً مهماً للدخل. كما تغلب على زنجبار أجواء الطقس الاستوائي، مما يجعلها مثالية للزيارة في كل أوقات السنة.
وصلتُ إلى مطار عبيد أماني كرومي الدولي في زنجبار حيث كانت السيارة الخاصة بـ"منتجع وسبا إميرالد زنجبار" Emerald Zanzibar Resort & Spa في انتظاري لتقلّني إلى المنتجع. استغرقت الرحلة في السيارة قرابة الساعة تأملتُ خلالها روعة الطبيعة الأفريقية وأنماط الهندسة المعمارية المستوحاة من الفن العربي والهندي والأوروبي.
يتربّع "منتجع وسبا إميرالد زنجبار" من مجموعة "إميرالد كوليكشن" على الساحل الشمالي الشرقي لجزيرة تقع في منطقة مويوني بين الساحل الرملي وعلى بُعد بضعة هكتارات من الغابة الاستوائية مباشرةً أمام جزيرة منيمبا. يمتدّ المنتجع على مساحة 10 هكتارات من الأرض المنحدرة التي تلامس المياه الفيروزية المحتوية على شعاب مرجانية فريدة أُدرجت على قائمة أهم المحميات البحرية العالمية.
يشتمل المنتجع (وهو الوحيد التابع لمجموعة إميرالد العالمية في تنزانيا) على 250 جناحاً ضمن 7 فئات مختلفة، و4 مطاعم عالمية، و4 استراحات، ومتجر جيلاتو، ومركز غوص 5 نجوم، وسبا إميرالد، ومركز رياضي واسع يضم ملاعب تنس وصالة داخلية مجهّزة بأحدث معدّات التكنوجيم، وأكبر نادٍ للصغار في زنجبار.
وتنتظر الضيوف في "إميرالد زنجبار" قائمة طعام انتقائية مع تشكيلة واسعة من المشروبات العالمية الفاخرة، وإمكانية ممارسة عدد لا محدود من الأنشطة المائية غير الآلية.
وكما هي حال كل المنتجعات في مجموعة "إميرالد كوليكشن"، يختبر الضيوف في "إميرالد زنجبار" تجربة رفيعة المستوى لمفهوم شامل كلياً يضمّ المأكولات الانتقائية والمشروبات العالمية الفاخرة، مع إمكانية الوصول إلى عدد غير محدود من أنشطة الرياضات المائية غير الآلية وعلاجات سبا إميرالد التايلاندية والبالّية.
غرف لكل الأذواق
يضمّ "منتجع وسبا إميرالد زنجبار" 250 جناحاً ضمن 7 فئات مختلفة، مزيّنة بألوان محايدة وبلاط حمّام بألوان زاهية مع الكثير من الضوء الطبيعي، إضافة إلى مجموعة من وسائل الراحة الاستثنائية. تتوزّع الأجنحة بين Garden Junior Suites وOcean Junior Suites وSuperior Junior Suites وJaccuzi Superior Junior Suites وFamily Suites وPool Suites وPresidential Ocean Suite، وهي بالتالي كفيلة بتلبية كل الأذواق والاحتياجات.
مأكولات شهية
يفتح مطعم "أكوا" Aqua الرئيسي أبوابه طوال اليوم، ويقدّم تشكيلة واسعة من المأكولات العالمية من الشروق إلى الغروب، بينما يمكن الاستمتاع بوجبة غداء شهية على الرمال في مطعم "بيتش كلوب" Beach Club Grill. أما مطعم "كارنيفوروس" Carnivorous فيقدّم أشهى المشاوي المستوحاة من مطبخ أميركا الجنوبية، فيما يقدّم مطعم "لو أزياتيك" Le Asiatique أطباقاً آسيوية كلاسيكية، مع محطة طهي حيّة على طريقة التيبانياكي.
وبالإضافة إلى هذه المطاعم، يستطيع الضيوف تناول المشروبات المتنوعة في ثلاث حانات أنيقة موزّعة بين وسط المنتجع والشاطئ وحوض السباحة الرئيسي.
ويبقى Gelateria المكان المفضّل عند الكبار والصغار حيث يمكن تناول الآيس الكريم الشهي بنكهات مختلفة ولذيذة على مدار الساعة.
أنشطة مسلّية
يتسنّى لضيوف "منتجع وسبا إميرالد زنجبار" ممارسة الكثير من الأنشطة المميزة. فهناك حوضان كبيران للسباحة، ومركز للغوص مُصنّف من فئة 5 نجوم يتيح لمحبّي المغامرات استكشاف أعماق المياه ومشاهدة الشّعاب المرجانية، والدلافين والأسماك الاستوائية الملوّنة برفقة غواصين محترفين.
كما يستطيع الضيوف الاستمتاع بملاعب التنس العادي وتنس البادل وصالة رياضية داخلية مجهّزة بأحدث المعدّات، فيما يقضي الأطفال أوقاتهم في أكبر نادٍ للصغار في زنجبار (Dolphin Kids’ Club). ولا ننسى طبعاً الرياضات المائية المتنوعة، مثل الكاياك وركوب الأمواج والجت سكي وغيرها...
علاجات سبا استثنائية
يوفر السبا في "منتجع وسبا إميرالد زنجبار" لضيوفه خدمات استثنائية ومميزة بحيث يستطيع الشخص اختيار علاجات السبا التايلندية أو البالّية التي تجدّد الحيوية والنشاط وسط أجواء مريحة وهادئة. يتألف السبا من غرف عدة منفصلة حيث ينعم الضيوف بجلسات علاجية تساعد الجسم على الاسترخاء وإعادة التوازن، مع توافر جلسات خاصة للعناية بالبشرة وتقشير الوجه وتدليكه.
"ستون تاون" أو المدينة الحجرية
لا يمكن زيارة زنجبار من دون التوجّه إلى المدينة الحجرية Stone Town، أي الجزء التاريخي القديم لزنجبار، وهي منطقة تاريخية تقع على الساحل الغربي للجزيرة، ومُدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
ذهبتُ لاستكشاف تلك المدينة حيث وجدتُ نفسي في شوارع ضيّقة متناسقة أشبه بالمتاهة، تتجاور فيها المباني والبيوت ذات الأبواب الخشبية والشرفات الصغيرة المعلّقة في الهواء. اكتشفتُ في "ستون تاون" خليطاً فريداً من أنماط الهندسة المعمارية المستوحاة من الفن العربي والهندي والأوروبي، علماً أن هذه المدينة أسّسها التجّار والعبيد في أوائل القرن التاسع عشر لتمثّل قلب زنجبار الثقافي.
اكتسبت المدينة اسمها من المنازل المزخرفة التي بُنيت مع الحجر المحلي، من طريق التجّار والعبيد، خلال القرن التاسع عشر. وتشير التقديرات إلى أنه تمّ بيع نحو 600 ألف عبد من خلال زنجبار بين 1830 و1863، إلى حين توقيع معاهدة لإلغاء تجارة الرقيق، التي وافق عليها السلاطين البريطانيون والعمانيون، الذين حكموا زنجبار في ذلك الوقت.
في مدينة الحجر، ثمة قلعة قديمة عبارة عن حصن بناه العرب في موقع كنيسة برتغالية تشكل معلَماً تاريخياً يستحق التجوال بين أسواره، فهي تضم مركز زنجبار الثقافي، وصالة مسرح مفتوح على الهواء، ومعرضاً للفن ومقهى. وهناك بيت الساحل الذي كان مقر السلطان حتى عام 1964 ويضمّ متحفاً مكرّساً لعرض تاريخ السلطنة. ولا ننسى طبعاً سوق البازار الشبيه بكل الأسواق الشعبية الموجودة في شمال أفريقيا، والكاتدرائية الأنغليكانية التي بناها البريطانيون عام 1873 في موقع سوق الرقيق القديم.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024