الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة فوق العادة للثقافة العربية
صنعت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان اسمها العربي والدولي كمنفّذة أفلام وفنانة تشكيلية ومؤلّفة تتناول أعمالها موضوعات ثقافية متنوعة، مما أهّلها لتولّي منصب شرفي رفيع. فقبل أكثر من عامين، اختارت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، التابعة لجامعة الدول العربية، الشيخة اليازية لمنصب سفيرة فوق العادة للثقافة العربية، وهي المرة الأولى التي تعيّن فيها المنظمة امرأة في هذا المنصب بصفة رسمية ولمدة عامين تتويجاً لمسيرتها الحافلة بالعطاء الثقافي والإبداعي والإنساني.
وبعد اختيارها لهذا المنصب المرموق، عبّرت الشيخة اليازية عن تقديرها لدولة الإمارات وقيادتها الحكيمة التي أتاحت الفرص بلا حدود، وشجّعت المبادرات والمشاريع الثقافية الخلاّقة، ورسّخت القيم في نفوس أبنائها، مشيرةً إلى أن هذه المهمة الرفيعة التي أُوكلت إليها تتعدّى التشريف إلى التكليف، وأنها ستواصل مسيرة تطوير الحركة الإبداعية والثقافية بالتعاون المشترك.
وقال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر، إن هذه المرة الأولى في تاريخ المنظمة التي تُمنح فيها صفة سفيرة فوق العادة للثقافة العربية، وهو ما يؤكد الدور الريادي لدولة الإمارات ويُبرز مكانتها وجهود قياداتها الرشيدة في تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك وخدمة قضايا السلم والتنمية المستدامة، محلياً وعربياً ودولياً، وأضاف أن المنظمة اختارت الشيخة اليازية لتكون سفيرتها الأولى برتبة فوق العادة للثقافة العربية لعامَي 2021-2022، نظراً للمكانة المتميزة التي اكتسبتها بفضل كل ما حققته ولا تزال من إنجازات كبيرة ومتنوعة في مختلف ميادين الثقافة والإبداع.
رحلة فنية وإبداع عالمي
نشأت الشيخة اليازية في عائلة تهتم بالثقافة والفنون والإبداع، وقد حوّلت جدران غرفتها إلى لوحات فنية عكست أسلوبها الفريد والمميز في الفن التشكيلي. وقد نظّمت الشيخة العديد من المعارض الفنية داخل دولة الإمـارات وخـارجها، وأهمها: مـعرض "رحـلة سـعيدة" فـي مـدریـد، ومـعرض "قـابـلت رحّـالاً مـن أرض الـكنوز" فـي لـندن 2019، ومـعرض "كـیرم إسـتیشن" في غاليري "جين لومبارد" في نيويورك 2017، ومعرض "إمارات الرؤى" في برلين. كما أنشـأت عـام 2007 وبالتعاون مع شقيقتيها الشيختين العــوشـة وشمسة "أنـاسـي للإعلام"، وهي مؤسّسة وطنية تهدف إلى المساهمة في تطوير الحركة الإبداعية الفنية والثقافية في الإمارات، وتُعدّ الأولى مـن نوعهـا فـي الدولـة المتخصّصة فـي مجـال الأفلام الوثائقيـة. ولـ"أناسي للإعلام" دور فعـال فـي إثـراء المشهد الثقافـي، وتسـلیط الـضـوء عـلـى القضايا المهمة التي تخصّ كل شرائح المجتمع من خلال تنظيم فعاليات مـتنوعـة، منها: إطلاق جوائز أناسي للأفلام الوثائقية، وتأسيس نـادي أبـوظـبي للأفلام الوثائقية، وإقامة محاضرات ومعارض ودورات تدريبية.
أنـتجت "أنـاسـي للإعـلام" العديد من الأفلام الوثائقية الحائـزة جـوائـز عالمية، والتي تتناول مواضيع مختلفة في التاريخ والثقافـة، ومن أهم أفلامها: "وطن للتاريخ أمة للمستقبل"، والفيلم الوثائقي الطويل "حجاب" الذي تم تصويره في 9 دول، والمتأهّل الى التصفيات النهائية في جوائز الأفلام الأميركية، والمرشّح لدخول القائمة المبدئية للأوسكار، و"ناني" في عام 2017، وهو فيلم عائلي مرح حصد العديد من الجوائز، وأهمها الجائزة الذهبية في مسابقة أفلام هوليوود، والنهائية في "مهرجان فينيكس السينمائي" في ملبورن، إضافة الى فيلم "أثل" 2020 عام والذي شكّل آخر ظهور إخراجي للشيخة اليازية، بينما حصد فيلم "فنتازيا" القصير عدداً من الجوائز، أهمها جائزة ريمي الذهبية في "مهرجان هيوستن السينمائي الدولي". ومع كل تلك الجهود والـمشاركات الفنية للإنتاج الإعلامي أو المعارض الفنية، تمثّل الـثقافـة والـقیم الإنسانية المشـتركة موضوعات ثابـتة فـي كل الأعــمال، خاصة أن الشيخة الـیازیـة راویة قـصص بالـفطرة.
دعم عربي وجوائز عالمية
امتدت مشاريع الشيخة اليازية لتشمل التعاون مع عدد من الجهات الثقافية والتعليمية في مصر باعتبار أن ثقافة الإمارات جزء لا يتجزأ من ثقافة الوطن العربي، حيث تحظى مصر بنخبة من المفكرين والباحثين والمبدعين في شتى المجالات الثقافية والدينية والأثرية. وهذا التعاون مع مصر أثمر عن إطلاق بوابة النقوش العربية بمشاركة عدد من الدكاترة والباحثين في وزارة الآثار والجامعات المصرية، وتوقيع مذكرة تفاهم مع مكتبة الإسكندرية، والمشاركة في جوائز اتحاد الآثاريين العرب لمدة عاميين متتالين، بجانب المساهمة في تأسيس مركز دراسات النقوش والخطوط التاريخية في جامعة الفيوم، والمشاركة في مؤتمر "التكنولوجيا والرقمنة في حفظ وتوثيق وصيانة الآثار". وعبر مؤسّسة "أناسي للإعلام"، كان التعاون مع الفنانة حلا شيخة في فيلم "أثل"، وقبلها مع رموز وشخصيات مصرية في فيلمَي "سيرة الإحسان" و"حجاب". وعلى مدار دورتين، كانت هناك مشاركات مع مبدعين مصريين، منهم الفنان محمود قابيل الذي كان عضواً في لجنة تحكيم جوائز "أناسي" للأفلام الوثائقية، وكان حينذاك سفيراً لـ "اليونسكو"، إضافة الى تجربة مميزة مع أسامة يوسف في "بودكاست" من ذاكرة الحضارة.
وحصدت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان جائزة المرأة العربية عام 2015، وجائزة مهرجان ضيافة عام 2020، وجائزة مهرجان العين السينمائي عام 2021.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024