المخرجة والممثلة السعودية فاطمة البنوي: على النساء العربيات أن يكافحن لإثبات أنفسهن
هي ممثلة ومؤلفة ومخرجة سعودية كانت لها مشاركات مهمة ومؤثرة في عدد من الأعمال، أبرزها فيلم «بركة يقابل بركة» الذي تم ترشيحه وقتها لتمثيل المملكة في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، كما اختارتها صحيفة «التايم» الأميركية واحدةً من قادة الجيل الجديد من الشباب. تنتظر فاطمة البنوي حالياً عرض أول أفلامها كمخرجة، وهو فيلم «بسمة» الذي تشارك في بطولته أيضاً، والذي استغرق التحضير له وقتاً طويلاً قبل أن يبصر النور، كما احتفلت أخيراً بصدور كتابها الأول «القصة الأخرى» في المملكة العربية السعودية ومصر. في حوارها مع «لها»، تكشفت فاطمة البنوي تفاصيل خروج كتابها الأول الى النور، وأسرار أول أفلامها كمخرجة والذي تشارك أيضاً في بطولته، كما تُدلي برأيها في الانفتاح الذي تعيشه المملكة العربية السعودية حالياً، وتتحدّث عن تأثير جدّها ووالدها فيها، والصفات التي تبحث عنها في الرجل.
تصوير - عمار عبد ربه
- ما الذي حمّسك لإطلاق كتابك الأول «القصة الأخرى»؟
أردت أن أوثّق بنفسي قصص الناس وحكاياتهم، وكنت أسألهم عنها في الشارع، ووضعت في هذا الكتاب مذكرات في غاية الخصوصية، وأخذت فترة طويلة لكي أضع هذا الجزء الخاص بي.
- ما هي تفاصيل الكتاب؟ وكيف بدأت رحلته؟
كانت الخطة أن أنتهي من تأليف الكتاب بين ستة وثمانية أشهر، ولكن بسبب انشغالي حينذاك بتصوير فيلمي «بركة يقابل بركة»، تأجّل المشروع لفترة طويلة، واستكملته خلال الفترة بين عامَي 2015 و2018، وأصبح لدي العديد من القصص في الاستديو الخاص بي، وعلى مدار أربع سنوات نضج المشروع، خاصة بعدما مزجت الفنون الأدائية خلال عملية جمع القصص.
- هل تميلين إلى القصص الإنسانية؟
تستهويني التفاصيل والقصص الإنسانية، وأنا أبحث عنها في أعمالي، فسبق أن قدّمت فيلم «أبطال» عن ذوي الهمم والعلاقات الإنسانية، وفيلم «سكة طويلة» الذي يتحدث عن علاقة أخت بشقيقها في رحلتهما لاكتشاف جزء عائلي جديد.
- بمناسبة الحديث عن فيلم «سكة طويلة»، هل أصبحت ترغبين في دخول عالم الأكشن؟
الهدف من الفيلم ليس الأكشن، بل توصيل رسائل إنسانية الى الجمهور باستمرار عن أسرة ترغب في العودة الى ما كانت عليه في الماضي.
- هل يمكن أن يتحوّل كتاب «القصة الأخرى» الى فيلم سينمائي؟
فكرة تحويل حكايات الكتاب الى أفلام سينمائية قصيرة هي فعلاً مطروحة، ولكن ما أتمناه حالياً هو أن ننشر هذا الكتاب، ونتعرف على حكاياته، لأنه رحلة في حد ذاتها، وأتمنى أن يقرأه كل الناس مرة واثنتين وثلاثاً، لأنه من أهم أنواع الكتب، ففي كل مرة تقرأه، يتجدّد جزء جديد في نفسك.
- بمَ تشعرين حين يُقال إن فاطمة البنوي هي صاحبة أحد أهم الأفلام السعودية «بركة يقابل بركة»؟
أكون سعيدة بأن يُحسب هذا الأمر للفيلم، لأنه أسّس بنية تحتية لصناعة السينما في السعودية، حتى قبل أن يكون لدينا سينما، هناك مبادرات ساهمت في هذا التغيير مثل فيلم «بركة يقابل بركة» الذي يُعد جزءاً من هذا التغيير، واليوم نشهد حالة من الحراك السينمائي الرائع في المملكة، وسعيدة بأن كل عام في السعودية يختلف بنسبة 100 في المئة عن العام الذي سبقه، وأمامنا فرصة كبيرة للتعلّم والاجتهاد، ويكفي أن الفيلم من الأعمال الفنية المهمة جداً، بحيث أخذ كل من شارك فيه الى نطاق عالمي، كما أنه قرّبني أكثر من السعودية، لأننا نروي فيه حكاياتنا بأنفسنا، كما هي وكما نريد أن نرويها، وليس كما يريد الآخر أن يرويها بالنيابة عنا، فالعالمية بالنسبة إليّ هي الاعتزاز بالمحلية، ومنها ننطلق الى العالمية.
- ما الجديد الذي تنتظره فاطمة البنوي خلال الفترة المقبلة؟
انتهيت من تصوير فيلمي الطويل الأول «بسمة» كمخرجة، والذي أشارك فيه أيضاً بالتمثيل. لقد تحمّست كثيراً لهذا المشروع، وأقوم حالياً بعملية المونتاج. يركز هذا الفيلم على التغيير الداخلي أكثر من الخارجي، وقد وضعت فيه من رؤيتي الذاتية، علماً أنني أتمنى أن يلمس كل عمل لي شيئاً ذاتياً، وكذلك شيئاً في الجمهور.
- الانفتاح الذي تعيشه المملكة اليوم، هل ساهم في تقدّم الفن السعودي؟
الانفتاح الحاصل في المملكة لعب دوراً مهماً في تقدّم صناعة الفن السعودي، كما أثّر إيجاباً في الأسرة السعودية، بحيث أصبح الجميع يرغبون بتقديم كل ما لديهم من إبداع وابتكار للإعلاء من شأن الفن السعودي. والانفتاح ساهم أيضاً في زيادة الاختلاط بين الثقافتين الغربية والسعودية، مما أدى إلى انتشار الفن السعودي في كل دول العالم من خلال المهرجانات الفنية العالمية.
- هل للمسرح نفس مكانة السينما بالنسبة إليك؟
المسرح جزء لا يتجزّأ من تجربتي في السينما والكتابة، لأنني في مشروع القصة الأخرى كنت أقدّم فنوناً أدائية، وكانت نوعاً من أنواع المسرح التي تعتمد على العفوية والتجرّد والشفافية مع الجمهور، ففيها كنت أنقل من تجاربي السابقة في المسرح، وأستحضرها للجمهور، وهذه التجارب شجّعت الجمهور وباتوا يثقون بقوة في المشروع، الذي أصبح يستقبل المزيد من القصص.
- في عام 2018 صنّفتك مجلة «التايم» واحدة من أهم القادة الشباب الذين سيُحدثون تغييراً في العالم، فما الذي تغير منذ تلك الفترة؟
حياتي تغيرت كثيراً، فما كنت أفعله خلال الفترة بين عامَي 2015 و2018 هو مجرد هواية، ولكن بعد عام 2018 أصبحت أصنع عملي من هوايتي، والآن عملي أصبح وظيفتي، فكل ما أقوم به هو أنني أحلم وأسعى وأجتهد لكي أحقق أحلامي وأحلام أهل بلدي.
- ما الذي ينقص الفتاة السعودية بعد الانفتاح الذي شهدته المملكة؟
أعتقد أنه لا ينقصها أي شيء بعد التحرّر والانفتاح، سوى تغيير بعض القوالب التي نشأنا عليها وتربّينا، وهذه الأمور ستأخذ وقتاً طويلاً كي تتغير، ربما تستغرق سنين ولكنها ستتغير يوماً ما.
- لماذا تسعين دوماً لتعلّم لغات أجنبية؟
أتحدّث بطلاقة كل لغة تعلّمتها، فأنا أحب التجديد والتطوير، وأصمّم على النجاح في أي عمل أدخل فيه، فخلال زياراتي المتكررة الى مصر في الفترة الأخيرة، كنت أُصرّ على إتقان لهجتها، وهو ما تكرر بعد زيارتي للبنان وفرنسا، فعلى الإنسان أن يكتسب مهارات جديدة من أسفاره، وألاّ يكتفي بما تعلّمه في الطفولة، فلا بد من أن تتعلّم كل يوم شيئاً جديداً يجعلك تنظر الى الحياة بشكل مختلف.
- مَن يجعلك فخورة بأنك امرأة؟
أي امرأة قوية، مجتهدة ومسؤولة تجعلني فخورة بكوني امرأة. لا أحب ذكر أسماء معينة، ولكن لا بد أن نفتخر بذواتنا.
- هل من رسالة خاصة توجّهينها للمرأة العربية؟
يجب على المرأة العربية أن تكون أقوى وتعزّز من مكانتها في المجتمع وتكافح وتواجه كل الصعاب، وأن تنهض سريعاً من عثراتها.
- مَن هم الرجال الذين أثّروا في حياتك؟
أوّلهم بلا شك والدي، فهو أستاذ في علم النفس والإنسان والاجتماع، وكان رفيقي الدائم في مشوار الحياة وعلّمني الكثير، وكذلك الأمر بالنسبة الى جدّي الذي كان شريك رحلتي في كتابة «القصة الأخرى»، ورحل قبل أن يرى الكتاب النور.
- ما الصفات التي تبحثين عنها في الرجل؟
دوماً أبحث عن الصدق والأمانة والقدرة على التعبير، وأحب الرجل الطبيعي حيث إن مجتمعاتنا العربية وضعته في قوالب غريبة ومختلفة.
- أجمل صفاتك: الطموح.
- أسوأ صفاتك: الحيرة.
- أقرب المجالات الى قلبك: الفن بكل فروعه.
- ذكرى لا تنسينها: تناول الآيس كريم في الصبا.
- ما يخيفك من الحياة: ما يحمله الغد.
- حلمك في الحياة: أن أعيش بسلام.
- أَحبّ البلدان الى قلبك: السعودية ثم مصر.
- إطلالتك المفضلة: كل ما يجعلني سعيدة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024