تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

الأميرة عادلة بنت عبدالله: أنحني أمام شجاعة طفل مريض يحارب السرطان الشرس

الأميرة عادلة بنت عبدالله

الأميرة عادلة بنت عبدالله

الأميرة عادلة بنت عبدالله

الأميرة عادلة بنت عبدالله

الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، «سند» الأعمال الخيريّة. عُرفت بنشاطاتها الإنسانية في المجتمع السعودي. شخصيّة جميلة، حنون، صادقة، مُحبّة، وخيّرة. صاحبة أحلام إنسانية كبيرة، لها باع طويل في عمل الخير في المجتمع السعودي، حيث تترك بصمتها البيضاء أينما تحلّ. عدوى العمل الاجتماعي انتقلت الى بناتها وبعض الصديقات المقرّبات، كما تروي في هذه المقابلة. كأنّي بها تفخر بلمّ شمل مَن حولها تحت مظلّة العطاء والمساعدة والخير.

في هذا الحوار، نتعرّف أكثر الى أميرة خيّرة شعارها «لا تتسلّق الجبال ليراك العالم، تسلّقها لترى أنتَ العالم!».

- عضو مؤسّس ورئيس مجلس إدارة جمعية «سند» الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان، كيف كانت الانطلاقة في العمل الإنساني؟ 

دخلت مجال العمل الاجتماعي عام 1997 بدعوة من سمو الأميرة حصة الشعلان لتأسيس المؤسّسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحّية المنزلية. كنت خلال عملي في المؤسسة أتعلّم من كل من يعمل معنا، وحرصت على بناء علاقات جيدة مع مؤسسات خدمة المجتمع على اختلاف أهدافها، وقد ساهم ذلك في الاستفادة من تجارب هؤلاء والاطّلاع على التحدّيات التي تواجههم والتعرّف على أساليب المواجهة. 

ثمّ توسّعت دائرة معارفي في مجال العمل المجتمعي، وأصبح من الصعب عليّ عدم دعم المبادرات الجادّة الساعية لخدمة المجتمع وتشجيعها. 

وحين بدأت العمل، كان الفكر التطوّعي في السعودية غير متبلور، ولم يكن لدى الشباب رغبة كبيرة في التطوّع، ولكن فيما بعد انتشرت ثقافة التطوّع في مجتمعنا. وخلال عملي لمست أهمية التطوّع في إثراء التجربة الإنسانية حيث يزداد المتطوع قرباً من هموم الناس ويساهم طواعيةً في حل المتاعب التي يواجهونها. لذا فالعمل التطوعي له مردود إيجابي على مَن يمارسه، كما يصبح جزءاً لا يتجزأ من حياته، لأنه يلمس مدى التأثير الإيجابي لعمله في تحسين حياة الآخرين وإسعادهم.  

- إذا أردنا التوقف عند عدد المحطات التي شكّلت طريق عملك التطوعي، بماذا ستحددينها؟

على مدى ربع القرن الذي عملت فيه مع العديد من المؤسسات المختلفة، أستطيع تحديد محطات عملي التطوعي في محطات هي:

المحطة الأولى، وكانت مع المؤسسات المعنية بالصحة كالمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية المنزلية عام 1997، وما ميزها هو تنوع التعامل مع مستشفيات مختلفة بإمكاناتها وأنظمتها المتفاوتة تِبعاً للجهة المشرفة عليها، مثل وزارة الصحة ووزارة الحرس الوطني ووزارة الدفاع ووزارة التعليم. يجب أن يكون تعاملنا مرناً لخدمة المرضى، وفي الوقت نفسه موحّداً في الإجراءات والإحصائيات والتقارير للمتابعة المهنية لتطوّر العمل أو ملاحظة التحديات للعمل مع المستشفيات لمعالجتها حتى لا تتضرّر الخدمة المقدَّمة للمرضى، وخصوصاً في فترة جائحة كورونا. وقد يسّر عملنا خلال الجائحة استثمارنا في تطوير التقنية في المؤسسة بإنشاء «تطبيق 360» الذي مكّننا من الاستمرار في تقديم الخدمات في ظل القيود المفروضة بسبب الجائحة.

بعدها أسّستُ وبعض السيدات من مدينة الطائف لجنة صديقات الصحة والأسر المنتجة في الطائف عام 1999، وهي لجنة تُعنى بتقديم الخدمة الاجتماعية للمرضى والتأهيل لتأسيس أعمال صغيرة لهؤلاء وأسرهم تساهم في تحسين دخلهم.

وفي عام 2003 أصبحت عضواً مؤسِّساً ورئيس مجلس إدارة جمعية «سند» الخيرية لدعم الأطفال المصابين بالسرطان. هذه التجربة تجمع بالنسبة إليّ بين التأثر العاطفي بوضع الأطفال وذويهم، وسعادة المساهمة في مساعدتهم خلال فترة العلاج الصعبة والطويلة والرفع من معنوياتهم.  

أما المحطة الثانية من مسيرتي في العمل الخيري والتطوّعي، فكانت عملي في الشأن الثقافي من خلال ثلاثة قطاعات، هي:

• «الهيئة الاستشارية للمتحف الوطني 2000-2014»: كان عملنا مع إدارة المتحف المقتصرة على الرجال، لأن القسم النسائي كان حينها جهة تنفيذية. ثم أشركنا تدريجاً العناصر الجيدة من القسم النسائي. عندما بدأنا العمل، كان الوعي المجتمعي بأهمية المتاحف والآثار محدوداً، ولكن بعد تواصل الأنشطة المتحفية المتنوعة، أصبح الإقبال على المتحف أكبر وشمل فئات مختلفة من المجتمع.

• «اللجنة النسائية في مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع 2002 - 2007»: كانت تجربة غنية بالتعرّف على التوجه المستقبلي للمؤسّسة والتحديات على أرض الواقع. والمتابع لتاريخ المؤسّسة يشهد على إنجازاتها في الكشف والتأهيل للموهوبين.

• «الجمعية السعودية للمحافظة على التراث 2010 –2017»: امتداداً لعملي في المتحف الوطني، شاركت في تأسيس هذه الجمعية. كانت تجربة غنية، وكان الوعي المجتمعي حينها بأهمية الحفاظ على الهوية الوطنية عبر الآثار والتراث قد نما وتطوّر. وكان دور الجمعية توعوياً، وقد قامت بالعديد من الأنشطة والفعاليات المجتمعية الهادفة الى تعزيز الاهتمام بالتراث العمراني والثقافي. بالإضافة إلى الاستفادة من تجارب الدول الناجحة في الاستثمار في الموروث الثقافي والتراث، وكيفية تطبيقه في المجتمع المحلي. كما تم تسجيل الجمعية في منظمة اليونسكو للاستفادة من تبادل الخبرات مع الجمعيات المماثلة في الدول الأخرى. ومن خلال تنظيم رحلات في مناطق المملكة المختلفة تساهم في تنشيط السياحة الداخلية والتعريف بالتراث والمواقع الأثرية والعادات والتقاليد الخاصة بكل منطقة، وعبر تعاملي مع أبناء المناطق، تأكدت من أنك لا تحتاجين الى إمكانات كبيرة ليكون لديك قلب كبير يستضيف بمحبّة بسيطة وصادقة كل الزوّار ويترك انطباعاً جيداً في نفوسهم، وذكرى جميلة يتناقلونها مع معارفهم.

 بعد ذلك تأتي المحطة الثالثة من محطات عملي التطوّعي، والتي حملت عنوان «تمكين المرأة اقتصادياً»، من خلال عملي في لجنة صاحبات الأعمال بالغرفة التجارية في جدة عام 2002 - 2003، بتوجيه من الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز رحمه الله، أمير منطقة مكة آنذاك، والتي تطوّرت لاحقاً لتأسيس مركز السيدة خديجة بنت خويلد عام 2009-2019. هذا العمل كان فيه تحدٍّ كبير، لأن بعض فئات المجتمع كانت تجد في توسيع مجال عمل المرأة تهديداً لنفوذها، لأنه يؤدي الى استقلالها المادي. وقد استطاع المركز أن يحقق هدفه في توسيع مشاركة المرأة السعودية في الاقتصاد الوطني من خلال تمكّنها من مزاولة مهن جديدة وفتح سجّلات تجارية والحصول على رخص صناعية بدون وكيل. 

اهتمامي بقضايا العنف المنزلي، كان عنوان المحطة الرابعة في سجل مسيرتي في العمل الإنساني، وهو ما تُرجم مناهضةً للعنف الأسري من خلال عملي في برنامج الأمان الأسري عام 2006. كان العمل في هذا البرنامج شائكاً لأنه معنيّ بقضية حسّاسة، ولكن دخولنا لمعالجة هذه القضية من المنظور الصحّي تحت مظلة مستشفى الحرس الوطني كانت له ردود فعل أقل حدةً مما توقعنا. عمل البرنامج على المستويين التشريعي والتوعوي، وكذلك على تدريب العاملين في المجالين الصحي والاجتماعي وتأهيلهم. ورغم التحديات التي واجهتنا، تمكّنا بتضافر الجهود من تكوين شبكة من الداعمين لمناهضة العنف الأسري من كل الجهات المعنية، الأمنية والصحية والتعليمية ومؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية التي تُعنى بالمرأة والطفل في المملكة، وكلّها اليوم تنتظم في عضوية مجلس إدارة البرنامج. 

وفي المحطة الخامسة، عملت في مجال التوثيق والرصد وحفظ سيرة الوالد رحمه الله، من خلال تأسيسي لمركز «سيرة ملك» عام 2007. فقد تشكّلت لديّ قناعة من عملي السابق بأهمية التوثيق والرصد والإحياء. ولفتت نظري الأميرة البندري بنت خالد بن عبدالعزيز إلى صعوبة جمع المعلومات للتحضير لمعرض الملك خالد رحمه الله، مقترحة أن نحرص على حفظ المقتنيات والمعلومات مبكراً. عرضت الفكرة على إخواني وأخواتي فرحّبوا بها، وأخذت موافقة الوالد رحمه الله، على إنشاء برنامج بسيط يهتم برصد سيرته وتوثيقها. بعد وفاته، طوّرنا البرنامج ليكون مركزاً يشمل الرصد والتدوين والفرز والإيداع الإلكتروني ومكتبة رقمية، والنشر وتنظيم الندوات ومعارض معيّنة حول اهتمامات والدي.  

والمحطة التي أعتبرها متميّزة، هي تشريفي بالانضمام الى عضوية مجلس كلٍ من جائزة الأميرة صيتة عام 2012، وجائزة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن عام 2016، وقد ساهم ذلك في التعرف إلى كوكبة جديدة من المهتمين بمواضيع الجائزتين، واستفدتُ من تجربة العمل التحكيمي ومراحله بما يتخلّله من وضع معايير تضمن الشفافية والحيادية وحُسن الاختيار.

- من الأدب الإنكليزي الاختصاص الذي درسته في الجامعة، الى العمل الإنساني وبلسمة الجراح الاجتماعية، كيف كان هذا التحوّل؟

أنا مقتنعة بأن أي مجال من العلوم هو قيمة مضافة الى التطوير الفكري للفرد حتى وإن لم يكن في المستقبل هو مجال العمل الذي يختاره. وعلى الرغم من أن اهتماماتي كانت تتركز في المواد العلمية قبل دخول الجامعة، إلا أنني بعد الدراسة في مجال الآداب تعرّفت على عالم آخر غنيّ بالإبداع الثقافي الذي يعكس الأحوال الاجتماعية والفكرية والاقتصادية للدول الغربية. وشدّتني دراسة النقد والفلسفة لِما لها من أبعاد عميقة في الفكر الإنساني ووجوه متعددة ومعقّدة ومتناقضة ومتكاملة في بعض الأحيان لم أكن أدركها حينذاك.

 أما في خصوص التحوّل الى العمل الاجتماعي، فهو بالنسبة إليّ مرتبط بشخصيتي وشخصيّة كلٍّ منّا، وأساسه الإحساس بالمسؤولية تجاه الآخر، والدافع لمحاولة التغيير نحو الأفضل، والرغبة في خدمة الآخرين، وقد مَنّ الله عليّ بنِعم عديدة أشكره عليها بتسخير إمكاناتي لخدمة المجتمع.


- بأيّ زاد أمدّك الأدب الإنكليزي لحسم توجّهاتك الحياتية في ما بعد؟

دراستي للأدب الإنكليزي وسّعت مداركي، وأتاحت لي التعرّف على تجارب المجتمعات الأخرى، والاطّلاع على تنوّع الثقافات والتأمل في اختلافاتها وتقاطعها، وتفهّم المواقف من وجهات نظر مختلفة. وهو ما علّمني أن أنظر إلى ما وراء الأحداث، وأدقق في ما بين السطور، وعزّز لديّ الاهتمام بالثقافة المحلية والارتباط بالهوية الوطنية، وأكد لي أن الحاضر والمستقبل مبنيان على التاريخ.

- ماذا عن ولادة «سند»؟ هل جاءت نتيجة تجربة معينة مع هذا المرض؟

ولادة «سند» لم تأتِ نتيجة تجربة شخصية مع هذا المرض، بل كانت بناءً على اقتراح مجموعة من معارفي من النساء اللواتي مررنا مع أطفالهن بهذه التجربة. ونحن نحتفل هذا العام بمرور عشرين عاماً على تأسيس جمعية «سند»، وأذكر السيدات الكريمات اللواتي كان لهنّ الفضل في تأسيس الجمعية، وأدعو لهنّ بجزيل الأجر والثواب.

- ما هو الموقف الذي أثّر فيك أكثر خلال مسيرتك الطويلة في العمل الإنساني؟

في ذاكرتي شجاعة طفل مريض في محاربة السرطان الشرس، ورحمة الله في إنزال السكينة والرضا والإيمان على قلبَيّ والديه ليتمكّنا من دعمه في رحلة العلاج الطويلة والصعبة. 

- المزاد الالكتروني الأخير للمخطوطات العربية الذي أطلقته «سند» أخيراً، هل حقق أهدافه المادية والثقافية والإنسانية التي رسمتموها له؟ 

أولاً دعيني أحدّثك عن المزاد، فهذه هي النسخة الثانية التي نظَّمَتها جمعية «سند» الخيرية عبر «دكاكين الخير»... المزاد الخيري الإلكتروني الأول كان العام الماضي. 

وريع هذا المزاد يعود للأطفال المصابين بالسرطان، وقد أُقيم عبر منصة إلكترونية للمزايدة بالتزامن مع عرض خاص للمخطوطات، وذلك في بهو مركز المملكة التجاري بالرياض. بدأ المزاد في 18 كانون الأول (ديسمبر) واستمر حتى 31 منه وشارك فيه 17 خطّاطاً قدّموا 29 عملاً فنياً من المخطوطات والحِرفيات العربية.

المزاد هدف إلى إيجاد منصة تفاعلية للفنانين والمهتمين بالفن، لعرض أعمالهم الفنية واستخدامها لدعم الجمعيات الخيرية، فضلاً عن زيادة الوعي والإحساس بأهمية المسؤولية الاجتماعية في كل المجالات.

وأستطيع القول إن المزاد الإلكتروني هذا العام باختيارنا للخط العربي شكّل إلهاماً كبيراً للمشاركين، لاحتواء هذا الفن الراقي على روحانية تتأثر بسيرة الخطّاط المهنية والمدرسة التي يتبعها. ومما لا شك فيه أن المزاد حقق أهم أهدافه، وهو الدعم المادي للجمعية، بحيث يعود ريع المزاد لصالح برنامج «كفالة طفل مريض بالسرطان»، أحد برامج جمعية «سند» الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان، والذي يستفيد منه أكثر من 800 طفل سنوياً.


- ماذا حققت «سند» من أهداف عبر السنوات، وما الذي تطمح الى تحقيقه بعد؟

لجمعية «سند» الخيرية لدعم الأطفال المرضى بالسرطان إنجازات كبيرة نفخر بها، وطموحنا لا يتوقف عند حدّ. فنحن في سعي دائم لتطوير الخدمات وتحسينها وتوسيع قاعدة المستفيدين.

نقدّم في جمعية «سند» الخدمة لما يقارب الـ 5059 طفلاً من خلال تسعة برامج، كما نحرص على التعاون مع كل مراكز الأورام التي تعالج الأطفال في المملكة، كما أن لدى الجمعية برنامجاً يقدّم المنح للبحوث الخاصة بأورام الأطفال.

وتقدّم جمعية «سند» الخيرية الدعم الاجتماعي والصحي والنفسي للأطفال المرضى بالسرطان ولأسرهم من ذوي الدخل المحدود، إلى جانب دورها التوعوي المهم في تسليط الضوء على الأطفال المرضى، لتشجيع المجتمع على مساندتهم خلال فترة العلاج، حيث إن هناك ارتفاعاً في نسبة الشفاء بحيث باتت تتجاوز الـ 80 في المئة، في العديد من أنواع الأورام السرطانية التي تصيب الأطفال. وهذه النسبة تجعلنا نتفاءل في عملنا مع الأطفال وذويهم للمساهمة في تحسين مرحلة العلاج كي يستطيع الطفل تجاوز الآثار العضوية والنفسية للمرض، ويعيش بطريقة طبيعية لاحقاً... وهذا من أهم أهداف الجمعية.

- أخبرينا عن «جائزة الأميرة عادلة بنت عبدالله العلمية والإنسانية» المتخصصة في مجال سرطان الأطفال، وما الهدف من إنشائها؟

أُسّست هذه الجائزة لتخدم أهداف جمعية «سند» الخيرية وتدعم جهودها في مؤازرة الأطفال المصابين بمرض السرطان. والجائزة تهدف إلى رفد الإنتاج العلمي المرتبط بأبحاث سرطان الأطفال وتطوير الرعاية الصحية والاجتماعية، إضافة إلى تشجيع الكوادر البشرية السعودية المتخصصة في المجال الصحي المهتم بالأطفال المرضى بالسرطان وتطوير البحوث الطبية، وحثّ المجتمع على تقديم مساهمات تخدم هذه الفئة من المرضى التي تحتاج إلى الكثير من المؤازرة لتخطّي المراحل الصعبة خلال فترة العلاج، وهي أهداف تعزّز رسالة جمعية «سند» لدعم أطفال مرضى السرطان. 

كما تُمنح الجائزة تقديراً لإرادة طفلٍ يقاوم مرض السرطان، ويتحدّى معاناة مرضه، ولتشجيع أسرة تكابد في متابعة علاج طفلها في ظلّ ظروفها الصعبة، وأيضاً لتكريم الباحثين في مجال سرطان الأطفال، والبرامج العلاجية المتميّزة المتخصصّة في أورام الأطفال، وكذلك لتكريم المؤسّسات والأفراد الداعمين للجهود الخيرية التي تُعنى بمرضى السرطان من الأطفال.

وقد استُحدث أخيراً فرعان جديدان للجائزة: الفرع الأول يُعنى بالخدمات الصحية المسانِدة، والفرع الثاني يختصّ بالمتطوعين.


- «العمل الإنساني» كالعدوى المَرضية، مَن عديتِ ضمن العائلة والأصدقاء وبات شغوفاً مثلك بالعطاء الاجتماعي؟ 

العدوى الحسنة للعمل الاجتماعي انتقلت الى بناتي وبعض الصديقات المقرّبات، وهناك الكثير من الداعمين والمؤازرين للعمل الإنساني من الأهل والأصدقاء حتى وإن كانوا لا يمارسونه.

- نلت العديد من الجوائز منها: «جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة أعمال البّر»، و»جائزة السيدة العربية الأولى في دعم قضايا المرأة والعمل الإنساني» من «مركز دراسات مشارَكة المرأة العربية» في باريس، بالإضافة إلى «جائزة خدمة المجتمع» من «غرفة الرياض»... أيّ الجوائز الأحب إلى قلبك؟ وهل تطمحين الى جوائز إقليمية وعالمية؟

كل الجوائز عزيزة جداً على قلبي، لأنها قدّرت عملي في خدمة المجتمع، وسعت لتعزيز مفهوم العمل الإنساني في المجتمع. والحقيقة أنني لم أطمح سابقاً ولا حالياً إلا لرضى الله، وأستعين به كي أُكمل مسيرتي في خدمة المجتمع، لأن النجاح في إسعاد الآخرين بحد ذاته يحقق سعادة كبيرة بالنسبة إليّ.

- رئيس مجلس إدارة «الجمعية السعودية للمحافظة على التراث»، ما الذي حققته هذه الجمعية السعودية وما الذي تنوي تحقيقه، انطلاقاً من مبدأ أن التراث هو التاريخ والوطن؟ 

تأسّست الجمعية السعودية للمحافظة على التراث قبل 13 عاماً، وذلك لرصد الجهود المبذولة في مجال التراث السعودي وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام، وتحفيز المجتمع والمؤسسات المعنية ودعمها لتحقيق ذلك.

كان لدينا تحدٍّ في كيفية الارتقاء بالوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على التراث وضرورة إحياء المواقع التراثية وتوظيفه بعرض التراث اللامادي وتوفير خدمات أساسية بسيطة وجذب المجتمع بنشاطات مناسبة لتبقى هذه المواقع مرتادةً ولتستمر النشاطات والفعاليات.

استهدفنا الجيل الجديد كي نربطه بجذوره وننمّي ثقافته الوطنية، إلى جانب ضمان صيانة المواقع وحفظ التراث اللامادي من الاندثار، وقد نجحت الجمعية في تسجيل العرضة السعودية في قائمة التراث العالمي، بالإضافة إلى لعبة المزمار، وأخيراً قُدّم ملف فن القط العسيري، وملف صناعة كسوة الكعبة المشرّفة، وكذلك مهرجان الجنادرية للتراث الوطني لتسجيله في قائمة أفضل الأنشطة لحفظ التراث في منظمة «اليونسكو». وقد بقيت في الجمعية سبعة أعوام ولم أعُد حالياً أرأس مجلس إدارتها.

- ما هي طموحاتك على الصعيدين الشخصي والعملي؟

طموحي على المستوى الشخصي أن يكون لي أثر إيجابي في مَن حولي. أمّا على المستوى العملي فأطمح الى تعزيز العمل الخيري والاجتماعي، كما أطمح إلى بناء شبكة من التعاون المتبادَل بين المؤسسات الخيرية، بالإضافة إلى تمكين كلٍ من المرأة والطفل والمحتاج من التعامل مع ظروفه ومساعدته لتخطّي الصعاب والوصول إلى الاعتماد على النفس في تحقيق حياة كريمة.


سين وجيم

- كتاب إنكليزي قرأته وأعود اليه باستمرار: 8,789 ‏Words of Wisdom للكاتبة Barbara Ann Kipfer

- كاتب أثّر فيّ: جبران خليل جبران.

- حكمة تتردّد في أصداء نفسي: «لا تتسلّق الجبال ليراك العالم، تسلّقها لترى أنتَ العالم».

- أغنيّة أدندنها في ساعة صفاء: «أعطني الناي وغنِّ» للسيدة فيروز. 

- شغف يسري في عروقي: أنا شغوفة بأن يكون كلّ مَن حولي سعداء! 

- حلم يراودني: أن تنتهي الحروب ويزول الشر في العالم، ويعمّ السلام والخير على الجميع.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079