CRANS-MONTANA كرانس مونتانا وفخامة الإجازة الثلجية السويسرية
وصلتُ إلى مطار جنيف حيث كانت السيارة الخاصة بمجموعة Ultima في انتظارنا أنا وزملائي في الرحلة لتقلّنا إلى منتجع "ألتيما كرانس مونتانا" Ultima Crans-Montana. استغرقت الرحلة قرابة الساعتين استطعتُ خلالها تأمل الجمال المتناثر بين الأودية والبلدات السويسرية قبل أن نباشر الصعود نحو كرانس مونتانا.
تقع كرانس مونتانا على ارتفاع 1500 متر على هضبة عالية فوق وادي الرون، وتشكل واحدة من أكبر وجهات العطلات في فاليه السويسرية. لدى هذه البلدة الكثير لتقدّمه، بما في ذلك الإطلالة المذهلة على سلسلة من القمم الجبلية ابتداءً من ماترهورن وصولاً إلى مون بلان. ويوفر الجانب العصري من كرانس مونتانا المكان الأكثر شمولاً للتسوّق في الألب وذلك لأميال حولها، وتتفاخر باحتضانها مركزاً شهيراً للثقافة والمؤتمرات، ومجموعة واسعة من خيارات الإقامة. وباعتبارها مكاناً لأهم الأحداث الرياضية ومع سمعتها كمقصد لرياضة الغولف، فإن كرانس مونتانا تجذب الزوّار من كل أنحاء العالم. وفي فصل الشتاء، تصبح ملاعب الغولف فردوساً لمحبّي التزلج، وعشّاق المشي لمسافات طويلة. كما تتوافر في كرانس مونتانا مرافق خاصة بالتجديف، وتسلّق الجبال، والتزلج المائي والقفز المظلي.
ملاذ طبيعي في جبال الألب السويسرية
يقع منتجع "ألتيما كرانس مونتانا" على ارتفاع "بلاتيو دي مايانز" في جبال الألب السويسرية ويترك ضيوفه في حالة ذهول لدرجة أنهم يتمنّون المكوث فيه الى الأبد. فهذا المنتجع المصنّف خمس نجوم سوبيريور عبارة عن ملاذ هادئ ممتدّ على مساحة 4500 متر مربع ويتألف من مسكنين مستقلّين تماماً، ويتيح لنزلائه الاستمتاع بخدمة الكونسييرج الخاص والشيف الخاص. وتم تصميمه ليعكس محيطه الطبيعي مع الاستدامة في صميم العمليات، ويجمع بين السحر الريفي وأحدث التقنيات.
يذهب المنتجع إلى أبعد حدودٍ لاستيعاب مجموعة كبيرة تصل إلى 38 ضيفاً، وهو مثالي للعائلات متعددة الأجيال. يتألف المنتجع من شالِيَّين خاصَّين يفيضان فخامةً ويمكن حجزهما معاً أو حجز الشاليه الأول لوحده، فيما يبقى الشاليه الثاني شاغراً من دون أي ضيوف. فقد ارتأت إدارة المنتجع الحفاظ على خصوصية النزلاء، ولذلك يتم تخصيص كامل مرافق المنتجع لمجموعة واحدة من النزلاء دون سواها. وهذا ما يجعل الفندق الملاذ المثالي المنعزل للعائلات متعددة الأجيال ومجموعات الأصدقاء الذين يبحثون عن ملاذ خاص ومختلف لخلق ذكريات تدوم مدى الحياة.
يفترش الشاليه الأول مساحة 3850 متراً مربعاً ويضم ثماني غرف نوم، لكلّ منها غرفة لتبديل الملابس وحمّام خاص وشرفة توفّر إطلالات خلابة على الطبيعة المحيطة. كما يحتضن الشاليه مهجعَين للأطفال، وصالة ألعاب ولاونج لتدخين السيجار، إضافة إلى صالة بلياردو وغرفة طعام تتّسع لـ16 شخصاً، وصالة رياضية مجهّزة بأحدث المعدّات.
أما الشاليه الثاني فيمتد على مساحة 820 متراً مربعاً ويضم ست غرف نوم واسعة، لكلّ منها غرفة لتبديل الملابس وحمّام وشرفة. كما يشمل مطبخاً مفتوحاً وقاعة سينما ومكتبة ولاونج لتدخين السيجار. ثمة رواق ينقل نزلاء الشاليه الثاني مباشرةً إلى السبا للاستمتاع بجلسات التدليك والعناية، ويعتبر هذا الشاليه مثالياً للأصدقاء أو العائلة الكبيرة.
كما يضمّ الفندق منتجعاً صحياً بمساحة 1000 متر مربع يجمع بين الفخامة، والاختصاصيين ذوي المهارات العالية، وأحدث التقنيات لتقديم أفضل العلاجات الصحية والتجميلية والطبية. ومن وسائل الراحة الأخرى المتوافرة في المنتجع نذكر سينما خاصة، ومسبحاً، وجاكوزي، وحمّاماً تقليدياً، وساونا، وصالة ألعاب رياضية.
ولا ننسى طبعاً المسبح الخارجي المذهل، حيث يمكن السباحة في مياهه الدافئة والتمتع بالثلج المحيط في كل مكان. المشهد سوريالي ويصعُب وصفه بالكلمات.
ولهواة التزلّج على المنحدرات، يبعد "ألتيما كرانس مونتانا" مسافة دقيقتين فقط عن أقرب منحدرات التزلّج ومدرسة التزلّج، مما يجعله مثالياً لموسم التزلّج الشتوي.
مرافق العافية
يشجّع منتجع "ألتيما كرانس مونتانا" ضيوفه على الاعتناء بأنفسهم وبرفاهيتهم، إذ يحتضن سبا يفيض فخامةً ويفترش مساحة 1000 متر مربع، وبحيرة تحيط بها براري جبال الألب الساحرة. يستطيع النزلاء استعادة نشاطهم في الساونا والحمّام ونادي اللياقة البدنية والجاكوزي والمسبح المدفَّأ في الهواء الطلق. وتزيّن كل واحد من هذه المرافق ثريات كريستالية من دار "باكارا" وأرضيات وجدران رخامية باللونَين الرمادي والأبيض. ولعلّ أبرز العلاجات المتوافرة في المنتجع، هي علاجات التخلص من السموم والعلاجات المعزِّزة للمناعة التي تلبّي احتياجات الجسم، علماً أن باستطاعة النزلاء طلب علاجات مُعدّة بحسب الطلب لتلبية احتياجاتهم الجمالية. تولّت الجميلة أنجليكا الاهتمام بتدليك عضلاتي المتشنّجة وعلّمتني بعض التمارين الرياضية الممكن ممارستها يومياً للحؤول دون تشنّج العضلات وتيبّسها.
تجارب الطعام
ثمة شيف مقيم في منتجع "ألتيما كرانس مونتانا" لإعداد وجبات الطعام وفق طلبات النزلاء وذوقهم. فما على الضيوف سوى اختيار الأطباق التي تحلو لهم ويتولى الشيف تحضيرها لتقديمها على طاولة الطعام. وكان الشيف ديمتري بارعاً في تحضير أطباقنا طوال فترة إقامتنا، رغم أن طلباتنا تنوّعت كثيراً. فهناك من أراد الأطباق النباتية الخالية من اللحوم، وهناك من أراد الأطباق الخالية من الغلوتين بسبب مشكلة صحية، وكان الشيف ديمتري جاهزاً لتحضير الأطباق الشهية. تناولنا الوجبات كلها في غرفة الطعام قرب المدفأة، فشعرنا كأننا في منزلنا نظراً للجوّ الحميم السائد.
منحدرات مثالية للتزلّج
تمتدّ منحدرات التزلج في كرانس مونتانا من الهضبة العالية صعوداً باتجاه نهر بلين مورتي الجليدي على ارتفاع 3000 متر. وتوجد مباشرة بعد أطراف الغابة أماكن واسعة ومفتوحة للتزلج، والتي تعتبر مثالية للمبتدئين ومحبّي التزلج على الثلج العميق. أما المتزلجون المحترفون فسوف يستقلّون مقاعد الرفع وصولاً إلى لاتولا، حيث سيجدون هناك منحدرات صعبة تشكل تحدّياً حقيقياً. وتعتبر أماكن تزلج الكارفينغ الواسعة رائجة بشكل خاص، بالإضافة إلى المنحدر على الوادي الذي يصل إلى بيسته ناشونال، والذي يعتبر الأطول في المنطقة، نظراً لطوله البالغ 12 كيلومتراً.
تجدر الإشارة إلى أنه في فصل الشتاء، تصبح ملاعب الغولف في كرانس مونتانا بمثابة جنّة للمتزلجين والمتنزّهين، إضافة طبعاً إلى منحدرات التزلج الكلاسيكية.
وفي فصل الصيف، يستطيع زوّار كرانس مونتانا ممارسة العديد من الرياضات مثل المشي لمسافات طويلة، والتنس، والسكواتش، وتسلّق الجبال، والتزلج المائي والقفز المظلي. كما تعتبر مناطق التزلج الجذابة في نهر بلين مورتي الجليدي مثالية أيضاً للمشي الصيفي لمسافات طويلة. ومن أكثر المناطق تفضيلاً في فصل الصيف، نذكر البحيرات الخمس التي يمكن السباحة فيها والقريبة جداً من البلدة.
إلى اللقاء
أربعة أيام كانت أشبه بحلم وردي قضيتها في "ألتيما كرانس مونتانا"، ذلك المنتجع المثالي لكل من يرغب في الهروب إلى ملاذ جبلي هادئ محاط بجبال الألب المكلّلة بالأبيض، أو يحب ممارسة رياضة التزلّج على المنحدرات الاستثنائية. ففي هذا الملاذ الاستثنائي، يمكن عيش تجربة "ألتيما" الكاملة والموازنة بين أيام التزلج، والعلاجات المهدّئة للعقل، وتجارب تناول الطعام ذات المستوى العالمي، وقضاء أوقات ممتعة مع العائلة أو الأصدقاء.
قبل الانطلاق إلى مطار جنيف، حرص جميع موظفي "ألتيما كرانس مونتانا" على وداعنا، فشعرنا كأننا نودّع أفراداً من عائلتنا نظراً للصداقة التي نشأت بيننا. غادرتُ كرانس مونتانا وأنا على يقين بأن الذكريات التي جمعتها ستبقى محفورة في قلبي وعقلي لسنوات طويلة.{
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024