تطلّ النجمة ديمة قندلفت على جمهورها خلال شهر رمضان المقبل، في بطولة مسلسل "العربجي" الذي دخلته "لها" في تجربة خاصة احتضنتها أزقة وبيوت الشام القديمة المعدّلة لتلائم فضاء درامياً جديداً يخلقه صنّاع العمل، فعاينت من خلالها نجمة غلاف عددها الحالي أثناء عملها في الكواليس، حيث الكثير من الجهد والتعب المخفيين عن الجمهور.
تختلف مواعيد التصوير باختلاف الأيام بين بزوغ الشمس والصباح الباكر. ورغم ذلك تصل قندلفت في الموعد المحدّد أو قبله، فالتأخّر ليس ضمن خياراتها، والالتزام على رأس أولوياتها. تدخل الـ"لوكايشن" بابتسامة فرد من العمل، لا نجمته. حريصة على التحية وردّها مع الجميع، قبل توجّهها فوراً إلى غرف الملابس والمكياج والشعر، حيث تهتم بكل تفصيل في الزيّ والمظهر، من الأكسسوارات التي تحوّلها أدوات درامية لاحقاً، مروراً بكل خصلة شعر، وصولاً إلى طريقة وضع كحل العينين. تبدأ بخلع ديمة شيئاً فشيئاً، وارتداء الشخصية الدرامية.
ولا تشرع الفنانة السورية في هذا المسار، أي المشاركة في أي عمل تمثيلي، إلّا إذا صدّقت الدور على الورق، شرطها الأهم لتقديمه. بالنسبة إليها اختيار الدور والتدرّب عليه وتقديمه، عملية تستغرق رحلة طويلة، وعمادها الصدق في الأداء، فإذا أحبّت الشخصية واقتنعت بها، خدمتها، مطلعةً على تاريخها وأدق تفاصيلها،فتطرح الكثير من التساؤلات حول طباعها وطريقة كلامها وعوالمها وما تحب وما تكره. وعندما تتمكن من صفات الشخصية،تخرج بها الى العلن لتعيشها بتفاصيل لباسها وحركاتها وصوتها.
ينادي مساعد المخرج "الأستاذة ديمة" إلى المشهد الأول، فتحضُر إلى البروفات إنسانة مختلفة عن تلك التي دخلت غرف التحضير. في يدها ما يمكن تسميته "سلاح سري" أو طريقتها الخاصة في العمل. فهي قبل بداية التصوير، تكتب على ورقة ملخصاً عن الشخصية، صفاتها وحركاتها وردود فعلها، وملاحظات تحدّد عالمها. هذه الورقة هي البوصلة والبداية. في هذه الحالة نحن أمام "بدور"، شابة حسناء "بريّة" صعبة الترويض، تحلم بالنَّسب الرفيع تعويضاً عن ماضٍ متواضع على أقل تقدير. وتتمتع بأسلوب تفكير "مكيافيللي"، إذ إن غايتها تبرر الوسيلة، لكنها في كل مواقفها بشرية من لحم ودم، فلا تذهب إلى المطلق سواء في الخير أو الشر. كل ذلك يمكن ملاحظته في ملابس "بدور" وأكسسواراتها ومكياجها، بخاصة كحل عينيها، سلاح الممثلة والشخصية الرئيس.
يُذكر أن "العربجي" من تأليف عثمان جحى ومؤيد النابلسي، ومن إخراج سيف السبيعي ومن إنتاج شركة "غولدن لاين".