تحميل المجلة الاكترونية عدد 1080

بحث

صابر الرباعي: مواقع التواصل الاجتماعي تسلبني خصوصيتي وأبنائي بعيدون عنها

صابر الرباعي

صابر الرباعي

صابر الرباعي

صابر الرباعي

حقق نجاحاً وشهرة كبيرين خلال مسيرة فنية مليئة بالأغنيات المتميزة والمتنوعة موسيقياً وفنياً، وحصدت أغنيته الأخيرة "يا بنات الحلال" والتي وجّه فيها رسالة خاصة الى الفتيات مشاهدات ضخمة، كما نال حفله في "مهرجان الموسيقى العربية" الأخير بالقاهرة إشادة كبيرة.

"لها" التقت بالنجم التونسي صابر الرباعي في حوار صريح تحدث خلاله عن أغنياته الجديدة و"مهرجان قرطاج"، ووجّه رسالة الى النجمة شيرين عبدالوهاب بعد أزماتها الشخصية الأخيرة، وكشف سر عدم ظهور أبنائه على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تطرّق الى مشاركته الأخيرة في "مهرجان الموسيقى العربية" بمصر، وكيف كانت الأصداء مقارنةً بالدورات السابقة التي شارك فيها.

 

- كيف ترى مشاركتك هذا العام في "مهرجان الموسيقى العربية" مقارنةً بتواجدك فيه الأعوام الماضية؟

في الحقيقة، أرى أن لمشاركتي في المهرجان كل عام نوعاً من الخصوصية والتميز والسحر الخاص، وأحاول في كل مرة أتواجد فيها بالمهرجان ألاّ أكرر نفسي وأن أكون مختلفاً عن المرة السابقة، حيث إنني في هذه الدورة من المهرجان غنّيت أغنيات جديدة لم أقدّمها من قبل للجمهور، وأؤكد أن الجو العام والمكان ومحبّة الجمهور الكبيرة لي ما زالت موجودة، كما أشعر بالحماسة في الغناء لجمهور الأوبرا المصرية.


- شعر الكثيرون أنك "سلطنت" في الغناء بالمهرجان هذا العام، ما تعليقك؟

بالفعل شعرت بنوع من "السلطنة" وأنا أؤدي بعض الأغنيات على المسرح، والفضل في ذلك يعود لفرقتي الموسيقية من مصر وتونس بقيادة المايسترو هاني فرحات، حيث أشعر بالارتياح في العمل معه، وأيضاً الى الحشد الجماهيري الذي حمّسني على تقديم المزيد من الأغاني الطربية.

- هل تضمن مشوارك الفني أغنيات رومانسية تفتخر بها وتصرّ على تقديمها في حفلاتك؟

بالطبع لدي الكثير من الأغنيات الرومانسية التي أحبّها وأحرص على تقديمها للجمهور في حفلاتي الغنائية المختلفة، ومنها: "أتحدى العالم" و"أجمل نساء الدنيا" و"ضاقت بيك" و"خلّص تارك" و"عزة نفسي"، وغيرها من الأغنيات التي تميزت بطابع رومانسي ودرامي عاطفي وحققتُ من خلالها نجاحات كبيرة في مسيرتي الفنية، وهي أغنيات لا تزال راسخة في ذاكرة ووجدان الناس في الوطن العربي وليس في مصر فقط، ويطلبها الجمهور مني في كل حفلاتي الغنائية.

- كيف تتعامل مع النقد بعد خبرتك الفنية والإنسانية؟

لا أنزعج من النقد البنّاء والذي يهدف الى تطوير فنّي، كما أحرص على الانتقاد الذاتي في سبيل تحسين أدائي وتقديم الأفضل لجمهوري.

- تاريخك الفني يحمل مزيجاً من موسيقى البوب والأغنيات الإيقاعية وأخرى ذات طابع عاطفي شرقي، ما هي معايير اختيارك للأغنيات في حفلاتك الموسيقية؟

لي أغنيات أحرص على تقديمها في كل حفلاتي مثل "سيدي منصور" و"ببساطة" و"برشا"... والجمهور دائماً يطلبها مني حتى وإن لم تكن موجودة في برنامجي للحفل، وكذلك مكان إقامة الحفل، ففي دار الأوبرا المصرية الجمهور يحب الاستماع الى الأغنيات الطربية، ولذلك أقدّم في دار الأوبرا هذا النوع من الأغنيات، فلكل مقام مقال، وفي حفلات الصيف أقدّم المزيد من الأغنيات الإيقاعية التي تناسب الأجواء المبهجة.

- في أغنيتك الأخيرة "يا بنات الحلال"، هل تعمّدت تقديم رسالة معينة للفتيات؟

بالطبع الأغنية تحمل رسالة لكل فتاة تهتم بجمالها بصورة مبالَغ فيها لدرجة أنها قد تفقد الثقة بنفسها، وكلمات الأغنية استفزّتني حين عرضها عليَّ شاعرها، بحيث تؤكد أن الجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي الذي يستكنّ في القلب والعقل. والأغنية حققت نجاحاً باهراً في فترة قصيرة بعد صدورها، وقد أحببتها كثيراً.


- هل لديك هاجس داخلي وخوف من ألاّ تحقق أغنية جديدة لك النجاح في ظل انتشار موجات غنائية غريبة في السنوات الأخيرة؟

أشعر أحياناً بالخوف حيال هذا الأمر، لذلك أبحث دائماً عن الجديد في ما أقدّمه موسيقياً وفنياً، وبالطبع لا يمكن أن تنجح كل الأغنيات بالدرجة نفسها، فثمة أغانٍ معينة أتوقع أن تحقق نجاحاً باهراً وصدى كبيراً، لكن هذا لا يحدث، والعكس الصحيح.

- هل يزعجك نجاح أغنية معينة لأحد الأصوات الموجودة التي لا تملك موهبتك الغنائية؟

أشعر بانزعاج كبير من ذلك، لأنني أخاف على ذائقة الجمهور ومستوى الفن نفسه. أرى أن هذا الفن الراقي قد تحول الى تجارة بحتة وبات خالياً من المحتوى الموسيقي الحقيقي والمحترم، لذا من واجبي كفنان له تاريخ فني عريق وحافل بالنجاحات أن أحافظ على المستوى الراقي لفنّنا، الذي اعتاد الجمهور سماعه منّي.

- هل تُشبع الأغنية "السينغل" مطرباً يملك موهبة كبيرة مثلك؟

يجب أن نواكب تطور العصر، والذي بات يفرض علينا واقعاً يفضّل فيه الفنان الأغنية المنفردة على الألبوم الغنائي الكامل. لكن شخصياً، الأغنية "السينغل" لا تُشبعني فنياً مثل الألبوم أو الـ"سي دي".

- هل بات نجاح المطرب صعباً اليوم مقارنةً بالسنين الماضية رغم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي؟

نعم حيث إن الكم المعروض أصبح هو الغالب، وليس شرطاً أو أمراً ضرورياً الاهتمام بالمحتوى الفني المقدَّم الى الجمهور، وهذه كارثة حقيقية نعيشها حالياً في المجال الموسيقي، كما بات من السهل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الانتشار. لذا، على الفنان الذي يملك موهبة وصوتاً جميلاً أن يؤمن بضرورة أن تكون له تجربة فنية ثرية، ولا يعتقد بأن الجمهور سيحبّه بسرعة لمجرد نجاح أغنية له، فقد لا يحقق النجاح مرة أخرى. لذلك، يجب أن يبحث الفنان دائماً عن أسباب عدم نجاحه حتى يكون له مشروع فني ناجح بمرور السنوات.

- ما سرّ تعاونك المستمر منذ سنوات طويلة مع مدير أعمالك علي المولى وحتى اليوم؟

علي المولى لم يعُد بالنسبة إليّ مجرد مدير أعمال فقط؛ بل هو شريك كفاح طويل ونجاحات وإخفاقات، وأصبح صديقاً لي ولعائلتي وأنا كذلك بالنسبة الى أسرته. بيننا لغة تفاهم كبيرة في العمل الفني، وعلى المستوى الإنساني أحبّه كثيراً لأنه شخص طيب ومحترم ويخدم كل أحبّائه.

- غنّيت أخيراً في "مهرجان قرطاج للموسيقى" بتونس وحققت نجاحاً كبيراً، ماذا يعني لك مسرح قرطاج؟

"مهرجان قرطاج" هو بالنسبة إليّ تاريخ فني ونجاحات كبيرة ومحطة مهمة جداً لا يمكن أن نتعامل معها ببساطة. في الحقيقة، يجب على المطرب أن يتعب ويبذل جهداً كبيراً في مسيرته الفنية حتى يصل ويستحق الوقوف على مسرح كبير بحجم مسرح قرطاج الدولي في وطني تونس.

- أيٌّ من الأصوات الموجودة حالياً ترى فيه امتداداً لمسيرتك الفنية وتحب سماعه؟

أحب الاستماع لكل الأصوات المميزة في الوطن العربي، لكن يجذبني صوت أحمد جمال كثيراً، وأرى فيه موهبة شابة جميلة وامتداداً لي، وهو يذكّرني ببداياتي الفنية.

- تجربة مشاركتك في برامج المواهب الغنائية مثل "ذا فويس"، هل أصبحت من الماضي؟

أبداً، إذا عُرضت عليَّ تجربة مماثلة فلن أتردّد في المشاركة فيها. أحببت تجربة "ذا فويس" على مدى مواسم مختلفة مع النجوم عاصي الحلاني وشيرين عبدالوهاب وكاظم الساهر.

- ما هي رسالتك للنجمة شيرين عبدالوهاب بعد أزماتها الأخيرة؟

شيرين إنسانة طيبة القلب وعفوية جداً، وأتمنى أن تعود بقوة الى فنّها ومحبيها في الوطن العربي، وتربطني بها صداقة وطيدة منذ سنوات، وسعُدت بنجاح حفلها الأخير في "مهرجان قرطاج" بتونس.

- ما الذي تضيفه إليك مواقع التواصل الاجتماعي وما الذي تأخذه منك؟

لمواقع التواصل الاجتماعي سلبيات وإيجابيات، فهي وسيلة مهمة لي كفنان في اختصار خطوات معينة وتسهّل التواصل بيني وبين جمهوري، وفي الوقت نفسه تسلبني حريتي وخصوصيتي، بحيث يقتحم الكثيرون من خلال السوشيال ميديا حياتي الخاصة ويتدخّلون في تفاصيلها.

- ما سبب قلّة ظهور أبنائك عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقارنةً بنجوم آخرين؟

هو قرارهم الشخصي ولا دخل لي فيه، فأنا لا أمنع عنهم شيئاً، لكنهم يفضّلون الابتعاد عن الأضواء وأن يعيشوا حياة هادئة بعيداً عن صخب الإعلام.

- كيف مرت عليك سنة 2022؟

كانت سنة صعبة جداً مليئة بالحروب والأزمات، وأتمنى أن يكون العام الجديد 2023 أفضل على المستويين الفني والشخصي لي ولأسرتي ولكل من أحبّهم.

- بعيداً عن الفن، كيف تمضي يومك؟

كأي إنسان عادي، أشتري بنفسي مستلزمات المنزل وأكون في غاية السعادة بذلك، كما أهتم بشؤون زوجتي وأبنائي، وأحاول أن أكرّس لهم المزيد من وقتي لأعوّض غيابي عنهم بسبب انشغالي بأعمالي الفنية.

المجلة الالكترونية

العدد 1080  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1080