تحميل المجلة الاكترونية عدد 1078

بحث

زينب قبيسي تروي تجربتها في عالم "الفود بلوغر"... الصعوبات وإيجابياته وسلبياته

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

زينب قبيسي

لطالما كان الشغف هو العنوان الأول للنجاح، وهذا بالتحديد ما قامت به السيدة زينب قبيسي التي انطلقت من فكرة بسيطة قائمة على الشغف وحب التجربة لتصبح بعدها من أهم الشخصيات التي تطبق هذا النوع من التجارب في الوطن العربي، وقد نراها في المستقبل من أنجح سيدات الأعمال اللبنانيات نظراً لطموحها وإمكاناتها في الإدارة والتنظيم. تمكّنت الشابة اللبنانية من الحصول على دكتوراه في الصيدلة السريريةوماجيستير في الإدارةالعامة، وعلى الرغم من انشغالها بعائلتها وعملها كأخصائية في تطوير الأعمال في القطاع الصيدلي، إلا أنها ناشطة على السوشيال ميديا ومتميّزة في مجال "الفود بلوغر".


أسّست زينب صفحة beyondfood.lb على الإنترنت، وانطلقت بعدها بين المقاهي والمطاعم المنتشرة على كامل الأراضي اللبنانية لتنقل تجربتها في تذوّق أغرب الوجبات وألذّالأكلات، وتُبدي رأيها في الطعام بصدق وتجرّد لمتابعيها. وتتميّز صفحتها بتقديم خدمة للمشاهدين وأصحاب المطاعم على حدّ سواء، وذلك من خلال إطلاع الطرف الأول على وصفات جديدة متنوعة تناسب كل الأشخاص بحسب إمكاناتهم المادية، وحثّهعلى ارتيادالمطاعم وتجربة الأطباق التي تقدّمهها إذا كانت تستحق ذلك، أو ثنيه عن ذلك إذا كانت غير جديرة بالتجربة، إضافة إلى تقديم النصائح الى الطرف الثاني لتحسين الطبق السيئوتطويره ليصبح أفضل ويناسب الجميع. وتحرص ابنة الجنوب على نقل تجربتها بتجرّد إلى العالم وفقاً لمعايير محدّدة وضعتها لنفسها عن المطاعم لناحية النظافة والمكوّنات المستخدمة والترتيب، وتسعى الشابة في المستقبل إلى تطوير شغفها بالأكل وتأسيس عمل خاص بها في هذا المجال.

- أخبرينا كيف بدأتِ كـ"فود بلوغر"، ولماذا اخترتِ هذا المجال؟

بدأت تلبيةً لشغفيبالطعام، فكنت دائماًفي أوقات الفراغ أزور المطاعم وأتذوّق أطباقها وأحرص من دون تردد على إعطاء صاحب المطعم أو المسؤول عنه رأيي في المطعم والأكل،وأخبره بصدق عما إذا كنت قد أحببت الطعام أو أن هناك أي طعم لا يناسب الطبق، وكنت أستمتع حينها بهذا الأمر وأخبرهم بما أشعر به بكل حماسة وتجرد.بعدها،قررت الانضمام إلى تطبيقzomato،وكانعبارة عن مساحة خاصة أتحدّث فيها عن تجاربي في هذا المجال، ومن هنا بدأت بتأسيس صفحتي على "إنستغرام"، وأنا اليوم سعيدة جداً بتفاعل الناس معي وبثقتهم في رأيي.

- كيف توازنين بين عملك في مجال الصيدلة ومهمتك كـ"فود بلوغر"؟

أنا لم أترك الصيدلة، لأن عملي في مجال الطب نابع من هدفي الأساسي في الحياة، وهو مساعدة المرضى، وما زلت قادرة على المساعدة والعطاء وأن أُكمل عملي وأفي بالقَسَم الذي نطقت به عند تخرّجي في الجامعة.أما بالنسبة الى السوشيال ميديا فقد بدأتبها كهواية ثم تابعتها بدافع من الشغف، والإنسان ينجح في أي خطوة أو عمل يقوم به إذا كان نابعاً من القلب وممزوجاً بالاهتمام.


صعوبات تواجه الـ"فودبلوغر"

- ما هي الصعوبات التي واجهتك بدايةً في السوشيال الميديا؟

من المشاكل الأساسية التي واجهتها وما زلت أواجههاإلى الآن، أنني فتاة تعيش في مجتمع ذكوري، حيث ينظر البعض في أغلب الأحيان إلى صانعة المحتوى بوصفها تقدّم مواد للتسلية أو للترفيه،ويرىالبعض الآخر أن ما يُقدّم سخيف أو سطحي وللاستعراض فقط، وأنا أفتخر بأننيتمكنت من إثبات نفسي في هذا العالم، وتقديم محتوى صادق ويعود بالنفععلى الكثير من الأشخاص والمؤسّسات من دون أن يتضمن أياتّهامات بوجود استعراض جسدي أو انحلال أخلاقي، حيث يكون التركيز الأساسي فقط على الطعام.

- ما هي النسبة المئوية التي تنقلين فيها رأيك بالمطاعم بموضوعية؟

أنا أمتنع في الأساس عن عرض أي محتوى خالٍ من الشفافية وغير صادق، لأن الهدف الأساس من محتوى صفحتي هو كسب ثقة المتابع، وهذا الأمر لا يمكنني الوصول إليه إلا من خلالالصدق والشفافية والتجرّد في رأيي خلالعرض المحتوى. كما أتأنّى في اختيار المطاعم التي سأعرضها من مختلف المناطق اللبنانية، فأنا لستُ مستعدة أبداً لخسارة ثقة المتابع أو تشويه صورتي العفوية على حساب إعلان لمطعم ما،لا يناسب ما يقدّمه من أطباق مستوى الجودة التي أضعها في بالي أو القيّم المرسومة لاختيار أفضل الأكلات والمطاعم.

- ما هو موقفك إذا واجهتِ تجربة سيئة في أحد المطاعم؟

من المؤكد أن التجارب في مختلف المطاعملن تكون كلها جيدة أو ممتازة، ومن الطبيعي أن أصادف تجارب سيئة. وقد صادفت هذا الأمر بالفعل، وأنا أحرص على نشر المحتوى بطريقة محترفة وأحافظ فيها على مهنيتي في إبداءرأييبالمطعم أو الأطباق التي يقدّمها. كما أتواصل دائماً مع صاحب المطعم وأخبره برأيي في الطعام ليسعى إلى حلّ المشكلة من أساسها. وهناك العديد من المطاعم التي تتقبّل النقد البنّاء وتعمل من خلاله على تحسين الأطباق، وفي المقابل ثمة مطاعم لا تتقبّل الآراء السلبية وترفض الانتقادات والاستماع للنصائح ولا تأخذها بإيجابية، بل ينظر أصحابها إلى النقد كما لو أنه قطع أرزاق، وهذا الأمر يختلف من صاحب مطعم إلى آخر بحسب معاييره الخاصة والطريقة التي يرى فيها عرض الواقع.

- ماذا يستفيد الـ"فودبلوغر" من عمله؟

لكل صانع محتوى أهدافه الخاصة والمختلفة عن الآخر، حتى إذا كانوا في المجال نفسه أو يقدّمون الفكرة نفسها. أما بالنسبة إليّ، فما يهمّني بالدرجة الأولى هو كسب ثقة المتابعين،وأن أنشر محتوى مميّزاًلناحية المضمون والإخراج، وأثبت للمجتمع أنصنّاع المحتوى قد يكونون منخلفيات مختلفة ومع ذلك يقدّمون أفكاراً جميلة وذات منفعة، مثل كونيأمارس مهنة الصيدلة وفي الوقت نفسه "فود بلوغر" وأحافظ على المعايير وعلى مفهوم المحتوى الهادف. أما الهدف الثاني فهو بالطبع مادي من خلال استثمار معرفتي بالاستشارات في مجال الأكل والمطاعم،وقدأعمل لاحقاً على مشروع خاص بي في هذا المجال.

- كيف تحافظين على رشاقتك، وهل تتبعين حمية خاصة لعدم اكتساب الوزن الزائد؟

هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي يطرحها علي المقرّبون منّي المتابعون، على أساس كيف أتناول كل هذا الكم من الطعام من دون أن أكتسب الوزن، ولكن في الحقيقة أنا اكتسبت بعض الوزن الإضافي منذ بداية عملي كـ"فود بلوغر"، ولكنني مع ذلك أحاول قدر المستطاع أن أمارس التمارين الرياضية بانتظام، وأحرص على أن يكون هناك بعض التوازن أثناءتناول الطعام لناحية الكميات.

إيجابيات العمل كمتذوق للطعام وسلبياته

- ما هي الإيجابيات التي اكتسبتِها من عملك في تذوق الطعام، وما هي السلبيات؟

هناك الكثير من الإيجابيات في العمل كمتذوّقة للطعام، فأنا أشعر بالكثير من الحماسة عندما أتلقّى اسم مطعم من المتابعين وأقرر أن أقصده وأجرّبه وأعطيهم رأيي بكل تجرد وشفافية، كما يسعدني تفاعل المتابعين معي، وهذا بالنسبة إليّ من أهم الايجابيات. ولكن ككل مهنة، هناك دائماً بعض الأشخاص المتنمّرين، والذين يكون هدفهم الأول أذية الناس بالكلام، فيتركون تعليقات سيئة ومزعجة، وبالتالي أتعرض في الكثير من الأحيان لنسبة كبيرة من الكلام المؤذي.

ومن سلبيات العمل كـ"فود بلوغر" أيضاً أنني أشتاق في الكثير من الأوقات لأكل البيت والأطباق المنزلية، إذ أضطر للتحضير والعمل لأسابيع متتالية فتكون مليئة بالتصوير داخل المطاعم، وبالتالي أتناول الطعام طوال تلك الفترة وبشكل شبه دائم خارج المنزل. وكذلك من الأمور الملحّة والتي تتطلب مني التركيز عليها، هو وزني ورشاقتي التي تعتبر من التحدّيات الأساسية في عملي.

نصائح مهمة لخوض عالم الـ"فودبلوغر"

- كيف يتم تجهيز المحتوى وكيف تخططين لاستثمار هذا الأمرب شكل أفضل في المستقبل؟

أعتمد إلى حدّ كيسر على المتابعين وأسعى دائماً إلى تحسين محتوى الصفحة والطريقة التي أريد فيها إيصال رسالتي وتقييمي بالنسبة الى المطعم أو الطعام، وغالباً ما أسأل المتابعين عن رأيهم وما إذا كانت لديهم أفكار جديدة لأضيفها، أو أي مطعم يرغبون في تجربته، وأركّز دائماً على ملاحظاتهم وأعمل على تطوير أفكارهم وآرائهم. أما لناحية المحتوى، فأسعى دائماً لإعداده باحترافية عالية، وأحرص في الوقت نفسه على ألاّيكون مملاً وتتخلّله حركة معينة للاستمرار في جذب انتباه المشاهدين.

- ما هي نصائحك لكل فتاة ترغب في خوض هذا العالم؟

أنصح كل صبية ترغب في دخول عالم الـ"فودبلوغر" وتقديم محتوى عن الأكل بأن تُقدم على هذه الخطوة من دون تردد، فطالما أن لديها الشغف والمثابرة والثقة بالنفس، فلا عائق يمنعها من تقديم هذا المحتوى بنجاح وتميّز. والأهم من ذلك أن تكون صادقة مع المشاهدين وتتصرف على طبيعتها بلا تصنّع أو تقليد لغيرها، وبالطبع النتيجة ستظهر مع الوقت، فالاستمرارية مفتاح لكل النجاح.

بوكس:

ظهر في السنوات الأخيرة الكثير من مدوّني الطعام في العالم العربي والذين اشتهروا على السوشيال ميديا بنقل تجاربهم في المطاعم من مختلف دول العالم بشفافية، والتفاعل مع المتابعين بطريقة مرِحة ومنمّقة. ونجح الكثير من الـ"فودبلوغر" بأن أصبحوا محترفين في تقديم صفات الطعام والترويج للمطاعم والوجبات الفاخرة.

المجلة الالكترونية

العدد 1078  |  تشرين الأول 2024

المجلة الالكترونية العدد 1078