الفنان خالد تاجا... في ذمة الله...
بعد تضارب الآراء في الأيام الأخيرة حول الحالة الصحية للفنان خالد تاجا، تأكد في الأمس وفاة الفنان خالد تاجا عن عمر ناهز 73 عاما بعد صراع طويل مع سرطان الرئة، وقد شيع جثمان الفنان الراحل في جامع الزهراء بمنطقة المزة في العاصمة السورية.
وقد دخل الفنان تاجا مشفى الشامي بدمشق منذ ما يقارب العشرة أيام إثر نوبة تعرض لها، وأشيعت خلال تلك الفترة أخبار عن وفاته سارعت عائلته لتكذيبها، ولتؤكد يوم الأربعاء وفاته رسميا في مشفى الحسين بالأردن الذي نقل إليه قبل أربعة أيام من وفاته.
وقد عانى الفنان تاجا من سرطان في الرئتين وفقد الأكسجين خلال الأيام العشرة الأخيرة من حياته، مما استدعى لخضوعه لعملية تنفس اصطناعي بدءا من دخوله مشفى الشامي حتى آخر لحظات حياته.
ويعتبر خالد تاجا من ألمع نجوم الفن في السينما والتلفزيون والمسرح في سورية والوطن العربي، وقد ولد الفنان الراحل في حي ركن الدين بدمشق عام 1939 في عائلة من أصول كردية، وكانت انطلاقته الفنية الأولى في عام 1957، فشارك في أعمال مسرحية باتت خالدة في أرشيف المسرح السوري، أما في السينما فكان دوره الأول من خلال شخصيته في فيلم "سائق الشاحنة" عام 1966 حيث اختاره المخرج اليوغسلافي يوشكو فوتونوفيتش للقيام بدور البطولة، ومن ثم توالت أعماله الفنية السورية، ومن أفلامه الشهيرة فيلم الفهد وفيلم رجال تحت الشمس.
وبسبب أوضاعه الصحية الصعبة ابتعد عن العمل لما يقارب العشر سنوات، وليعود بعدها ويشارك في ما يقارب مائة مسلسل تلفزيوني من خلال أدوار مختلفة ومميزة مازالت راسخة في الذاكرة.
فقد عرف الفنان تاجا بأدواره الشامية الجميلة، كما في الأعمال "أيام شامية، الحصرم الشامين أسعد الوراق، ..."
وكذلك الأعمال التاريخية، ومن أهمها "الزير سالم، أبو خليل القباني، أسعد الوراق، خالد بن الوليد، ربيع قرطبة، صلاح الدين الأيوبي، وعيرها من الأعمال"
وشخصيته الجادة والخصوصية لم تمنعه من أداء الأدوار الكوميدية التي برع فيها وأمتع الناس ومحبيه، ومن أهم تلك الأعمال:
"مسلسل يوميات مدير عام، أيام الولدنة، الفصول الأربعة، بقعة ضوء".
أعمال الفنان خالد تاجا كثيرة وأدواره المميزة لا تعد، استطاع أن يشكل حالة من النجومية والشعبية الكبيرة في الدراما السورية والعربية على حد سواء، ليصدق الراحل محمود درويش الذي أطلق عليه لقب أنطوني كوين العرب.
ويذكر أن تاجا كان متزوجا من الفنانة نائلة الأطرش وله بنت وحيدة تعيش خارج سورية، واختار منذ أواخر التسعينات أن يعيش وحيدا، مع فنه وذكرياته.
وكان الفنان الراحل قد قرر منذ ما يقارب العامين أن يكتب قصة حياته ليحولها إلى مسلسل درامي يحمل اسمه، وعلل السبب أن حياته فيها الكثير من الآلام والصعوبات، ولكنها أيضا فيها الكثير من الإصرار والعمل على تحقق الهدف، وهي تستحق أن تجسد بعمل فني درامي يستفيد منها كل من يعاني من صعوبات في حياته ويقرر بعدها أن يبدأ من جديد ويحقق النجاح.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024