للمرة الأولى في الاهرامات... مجموعة Dior لخريف 2023 على خطى النجوم
«إنّ ما يثير اهتمامي بمصر القديمة هو النجوم والسماء. وهو ذاك الافتتان بالعصر القديم والتشابهات مع ما نراه اليوم؛ ما ورثناه من الأشخاص الذين سبقونا، والأمور التي لا نزال نتعلّمها من الماضي. ومن هذا المنطلق، يرتبط كل ذلك بـ"كريستيان ديور" من خلال إعجابه الشديد بالرموز والمعتقدات الخرافيّة التي يتكرّر بروزها في كل مراحل حياته وضمن عمله، كالنجمة مثلاً. في المجموعة كما في عرض الأزياء، تسود فكرة "السير على خطى النجوم" وانعكاساتها عبر مختلف الطرق والأساليب. بالتالي، يتعلّق الأمر بصياغة الماضي للمستقبل أو بفكرة حول المستقبل مأخوذة من الماضي". "كيم جونز"
في أمسيّة خريفية في الجيزة، عند مغيب الشمس وراء الهرم الأكبر... ومع تبدّل الضوء، تنبعث الإطلالات المتحرّكة من الصحراء، عاكسةً ألوان السماء، والمناظر الطبيعيّة، ومرور الزمن. ومع حلول الليل، تكشف النجوم عن نفسها؛ وهي تتميّز بتأثيرها في الحضارات القديمة والحديثة على حد سواء. وفي نهاية المطاف، كانت النجمة ولا تزال تشكّل جزءاً من تقاليد "ديور" Dior، أكان بالنسبة إلى مؤسّس الدار أو الماركة نفسها. بعد تعثّر السيد "ديور" بـ"نجمته الجالبة للحظّ"، والتي كانت بالفعل قطعة على شكل نجمة عثر عليها في شارع "فوبور سانت أونوريه"، اقتنع بأنّ مصيره يتمثّل في افتتاح دار الأزياء الخاصة به للتصاميم الراقية "أوت كوتور"، الموجّهة في غالب الأحيان بإيمانه بعلم الفلك. إنّ المجموعة الأولى التي أطلقها والتي تميّزت بأسلوب الـ"نيو لوك" New Look، أحدثت ثورةً في عالم الموضة؛ وها نحن اليوم هنا بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس الدار للاحتفال بهذا الحدث. إنّه تتويج لعروض هذا العام التي بدأت فجر يوم شتويّ على جسر ألكسندر الثالث، وسافرت عبر غرانفيل وتشارلستون خلال يوم صيفي معتدل، ليتمّ عرضها في مصر هذا المساء أمام الهرم الأكبر، حيث تنبثق فكرة عن المستقبل مأخوذة من الماضي. هنا، يقدّم "كيم جونز"، المدير الإبداعيّ للمجموعات الرجالية لدى "ديور" Dior، مجموعته لموسم الخريف، كجزء من الاستمراريّة ما بين ماضي "ديور" Dior، وحاضرها ومستقبلها، مع أخذ المستقبل في الاعتبار.
في المجموعة، تفسح تدرّجات الرمادي المجال أمام لوحة لألوان الصحراء، من النهار إلى الليل، مع تداخل لمسات من ألوان الغروب المتّقدة. نلاحظ أنّ تحرّكات النجوم الأقرب إلينا فضلاً عن تلك الموجودة في المجرّات البعيدة كلّ البعد عنّا والتي ترصدها التلسكوبات الفضائيّة التابعة لوكالة ناسا، أصبحت قريبة على الرغم من تواجدها على بُعد سنوات ضوئية منّا، وذلك من خلال الطبعات المبتكرة. وتكمن وراء كلّ ذلك، المبادئ والدقة التي تميّز ماضي أرشيف "ديور" Dior وحاضر مشغل الإنسان، مع التركيز العملي على قصّ الأنماط. تتشبّع المجموعة بدروس الماضي وتطبّقها على الحاضر والمستقبل: تحويل الأسلوب الأنثويّ إلى ذكوريّ في البذلات الرسميّة؛ وتوحيد اللمسات النهائيّة الراقية "كوتور" بالطابع العملي والتقني في الألبسة الخارجية؛ وإضفاء لمسة من عالم الدروع المستقبليّة على التطريزات الأرشيفيّة؛ وإعادة ابتكار اللوازم الجلدية للفخامة بطابع عمليّ عضويّ جديد؛ وتمازج الأحذية مع الروح المستقبليّة؛ كلّ ذلك مع التركيز بشكل أساسيّ على المهارة الحِرفيّة التقليديّة مقرونة بتميّز البراعة التقنيّة المعاصرة. باختصار، تتجلّى الفخامة بأسلوب أنيق، مريح، وعملي.
كتراتبيّة تاريخيّة، تبرز الأزياء كتركيبات متعدّدة الطبقات، وتسود وفرة الألبسة الخارجية والأكسسوارات كقطع مغلّفة تؤمّن الحماية وتلائم الجميع. في هذا التاريخ الحي دائم التغيّر، تُعتبر الحركة، والراحة، والانسيابيّة عناصر أساسيّة؛ من اللمسات الشفافة للقماش بحبك الجاكار التقني التي تكشف عن الدعامات الثابتة في البذلات الرسميّة والألبسة الخارجية؛ إلى التنانير الاسكتلنديّة الجديدة ومتوسّطة الطول، المصنوعة من الصوف الشبيه بشعر ذيل الفرس - المستوحاة من التنورة ذات الثنيات والقصّات المائلة في فستان "بون فورتون" Bonne Fortune من أرشيف "ديور" Dior من الخمسينيات - التي أصبحت بسرعة إشارة إلى هذه الألبسة الرجالية القديمة للغاية وجزءاً من لغة تقنية جديدة كقطعة يتمّ ارتداؤها فوق الألبسة. ومن ناحية أخرى، تتّحد الحقائب بالأحذية، وتقترن مع نمط "كاناج" المضرّب ورموز الماس بمزيج من التقنيات والتركيبات المعاصرة، من ألواح النيوبرين بتقنيّة التردّد العالي والقولبة بالحقن إلى اللمسات النهائيّة المعدنية المؤكسدة. وفي الوقت نفسه، لا شيء ينفي الحاجة إلى الراحة والطابع العملي، لتحقيق الفخامة المطلقة.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024