تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

تغييرات حاسمة وتطوّر وتجدّد BVLGARI MIREIA LOPEZ MONTAYA "لدينا شخصيّتنا وقيمنا ثابتة دائماً، لكن أحياناً نريد أن نخوض تجارب جديدة وأن نكون أكثر جرأة"

أسبوع موضة آخر، بعدما كنّا نتابع العروض عبر الإنترنت... جميعنا متحمّسون وفرحون بأن نلتقي من جديد بعد فترة انعزال عن العالم... في ميلانو قابلت Mireia Lopez Montaya لتخبرني عن مجموعة Bulgari الجديدة لخريف وشتاء 2022-2023، التي بصراحة شعرت بأنّها الأجمل إلى اليوم. في هذه المجموعة للحقائب والأكسسوارات Made in Eden، "الخيال يتخطّى الحدود، والجمال نجده كلّ يوم، والأنوثة لا قوانين لها!".


تلقّت ميرييا دراستها بين الولايات المتحدّة الأميركيّة وفرنسا، وانضمّت إلى دار "بولغاري" عام 2014، حيث تشغل اليوم منصب مدير عامّ للجلود والأكسسوارات. 

- المرّة الأخيرة التي تقابلنا فيها كانت في شتاء العام 2018، ماذا تغيّر إلى اليوم؟

يبدو الزمن وكأنّه حياة أخرى! الكثير من الأشياء حدثت في السنوات الأربع الأخيرة: جائحة كورونا التي تركت أثراً كبيراً فينا وفي طريقة عملنا، تغييرات حاسمة في مجال العمل والكثير من التطوير والتجديد وأشخاص جدد انضمّوا إلى فريق العمل. أربع سنوات من التطوّر، أضفنا خلالها الكثير من الأفكار الجديدة إلى المجموعة.

- إلامَ اشتقتِ أكثر خلال السنوات الأربع هذه؟

في مجال العمل، اشتقت إلى الاحتكاك بالناس. توقّفنا عن السفر لمدّة سنتين. هذا كان الجزء المفضّل لديّ في عملي. زيارة البلدان الجديدة ومتاجرنا فيها، والالتقاء بالناس... لمدّة سنتين، كنّا نعمل عبر الشاشة؛ اشتقت إلى الناس! ولكن في الوقت نفسه أعتقد أنّنا كنّا محظوظين لأّن علاقتنا بالأشخاص الذين نعمل معهم وطيدة، ممّا سهّل علينا الوضع. تخيّلي لو كنّا في بداياتنا. 

- إيطاليا تأثرّت كثيراً ولكن تضامُن الجميع فيها كان فعلاً مذهلاً. بمَ تفخرين أكثر؟

كان الأمر مؤثّراً جدّاً في البداية أن نرى الناس من كل الأعمار يتجمّعون على الشرفات ويغنّون. كنّا في وضع حسّاس جدّاً. كان وقت اتّحاد وكرم، وهذا أمر جميل. 

- ما هو الدرس الأهمّ الذي تعلّمته؟

تعلّمت أن نكون ممنونين للحاضر، أن نقدّر كلّ لحظة وأصغر الأشياء. فعندما نفقد هذه الأشياء الصغيرة نقدّر قيمتها. وفي النهاية صحّة الإنسان تبقى الأهمّ.


- امرأة Bulgari، كيف تحدّدينها؟ هل هي امرأة جديدة؟

لا، لا أعتقد أنّها امرأة جديدة. المرأة ترى نفسها عبر مجموعاتنا والحقائب والمجوهرات. المجموعة قويّة وهكذا ترى المرأة نفسها: واثقة تمشي بخطوات ثابتة وتبحث عن شيء مختلف. شخصيّتها قويّة. تصاميمنا تتحدّث إلى عدد كبير من النساء. ونحن كنساء نتغيّر بتغيّر الظروف. لدينا شخصيّتنا وقيمنا ثابتة دائماً، ولكن أحياناً نريد أن نخوض تجارب جديدة وأن نكون أكثر جرأة.

- تتميّز Bulgari بسفرائها حول العالم… من يمثّل دار Bulgari اليوم؟

"سفير" كلمة لها معنى مهمّ. ليس لدينا الكثير من السفراء، ربمّا أربعة أو خمسة، ترينهم في إعلاناتنا. تكرّمهم دار Bulgari للإنجازات التي قاموا بها في حياتهم؛ لديهم القيم نفسها التي تتمتّع بها الدار. خذي زندايا مثلاً، امرأة شابّة قويّة جدّاً وناجحة. هناك أجيال مختلفة تمثّل علامة Bulgari من نواحٍ مختلفة، والأناقة حتماً واحدة منها. 

- أرى أنّ المجموعة تبعد شيئاً فشيئاً عن الكلاسيكيّة، ولكن تبقى دائماً أنيقة. هل تحاولون جذب الجيل الأكثر شباباً؟

نحاول باستمرار أن نقدّم تصاميم تعكس قيم الدار، فهناك دائماً تفاصيل معدنيّة على الحقائب، النوعية الممتازة والألوان، وهي كلها رمز للعلامة إضافة إلى المهارة الفنيّة؛ هذه دائماً متوافرة في المجموعة. في الوقت نفسه، نريد من حقيبة اليوم ألا تفقد قيمتها في المستقبل: حقيبة عصريّة ولكن تدوم مدى العمر. هذه الحقائب قد تكون عصريّة اليوم، ولكنّها ستبقى مميّزة دوماً، تريدين الحفاظ عليها ولن تتخلّي عنها.

- كنت تردّدين لي دائماً أنّ حقائب Bulgari عبارة عن مجوهرات، ولكن ما رأيته اليوم هو عمل فنيّ رائع… الطريقة التي وضعتم بها الأفعى على الحقيبة مبدعة جدّاً! وحقيبة السوبر نانو تصاميمها مذهلة!

حقيبة السوبر نانو تواكب الموضة اليوم. هي حقيبة اليوم، مرحة! Bulgari تجذب الجيل الشابّ، وهم يعشقون هذه التصاميم. يجب أن تري الدقّة في التفاصيل التي نعتمدها في تصميم هذه الحقائب الصغيرة، وهي الدقّة نفسها التي نوليها للحقائب الأكبر. 

- كيف تختارون الألوان؟

الألوان مهمّة جدّاً في المجموعة. هذا الموسم نقدّم بعض الألوان الحياديّة من رماديّ وبيج، أضفنا إليها الألوان القويّة مثل الأصفر والفوشيا. نحاول دائماً أن نعكس ألوان الحجارة بحدّتها؛ فهناك ألوان حياديّة مع لمسات ملوّنة.


وعن المجوهرات…. 

- ما هي قطعة المجوهرات المثاليّة التي يمكن أن نورّثها عبر الأجيال؟

كل المجوهرات! مجوهرات Bulgari أيقونيّة، سواء كانت عبارة عن خاتم، عقد Serpenti، سوار أو ساعة... كلها مجوهرات يمكن أن أعطيها لابنتيّ. المجوهرات تدوم العمر كلّه. اختاري القطع الأيقونيّة التي تبقى رائجة، فهي استثمار جيّد.

- ما هي المجوهرات الأكثر قيمةً لديك؟

لديّ بعض المجوهرات التي أهداني إياها زوجي عندما ولدت ابنتيّ. فهي مجوهرات أحملها في قلبي. كما أنّ هناك بعض المجوهرات التي أهديتها لابنتيّ وقت التخرّج أو عندما بلغتا سنّ الثامنة عشرة، وهي مجوهرات كنت أحبّها كثيراً وأردتها أن تكون مجوهراتهما الأولى. 

- ما هي النصيحة التي تقدّمينها إلى ابنتيك والفتيات الشابّات اليوم؟

لديّ ابنتان، 19 سنة  و22 سنة. الأولى تخرّجت لتوّها في الجامعة، والثانية ما زالت تتابع دراستها. أردّد لهما دائماً أنّه يجب عليهما أن تستثمرا الوقت بذكاء وأن تختارا الأصدقاء بذكاء أيضاً. أريدهما أن تقدّرا قيمتهما وأن تكونا جدّيتين في أيّ عمل تقرّران الخوض به. الجيل الجديد اعتاد على الحياة السهلة إلى الآن، ولكن الحقيقة هي أنّ لا شيء يتحقّق أو يأتي بسهولة. يجب على هذا الجيل أن يتعلّم العمل بجديّة. للأسف ليس أمامهم "مثال أعلى" مناسب… في أيّامنا، كنّا نقدّر الطبيب أو الأشخاص المثقّفين والمتعلّمين. اليوم هناك وظائف لا تتطلّب العمل الجادّ ولكنّها تعتبر ناجحة. أصبح من الصعب على الجيل الجديد أن يقدّر القيم التي تربّينا عليها، والتي بدورها أصبحت اليوم من دون قيمة! هناك الكثير من التغييرات... أحاول أن أفهم قيمة الأشياء الحقيقيّة. 

- التقيت خلال عملك بالكثير من النساء العربيّات. كيف كانت تجربتك معهنّ؟

تأثرت بقوّتهنّ. المرأة العربيّة قويّة. أعتقد أنّه كان يتوجّب عليها في بعض المناطق أن تكون قويّة جدّاً لتتمكّن من إثبات نفسها وليأخذها الغير على محمل الجدّ. توجّب على زميلاتي في العمل أن يكنّ قويّات وحازمات ليكسبن احترام الآخرين. أرى أنّ المرأة العربيّة قويّة وذكيّة. 

- هل هناك مشاريع لمواكبة العصر الرقمي والميتافيرس؟

لقد قمنا بعمل NFT (عقود تملّك لأصول رقميّة)، وندرس مشاريع مقبلة. علينا أن نفهم هذا العالم جيّداً وأن نقوم ببعض التجارب لنرى النتيجة قبل أن نغوص فيه.

- هل هناك أيّ تعاون مع أحد قريباً؟

بدأنا التعاون مع شخصيّات مبدعة مختلفة؛ عادة نختار مرّة كلّ سنة شخصيّة مبدعة ونتعامل معها. كما لدينا برنامج Serpenti Through The Eyes Of…، حيث نطلب من فنّان شابّ أن يصمّم مجموعة Bulgari كما يراها بعينيه.

- "بولغاري" تمثّل روما، وأنا شخصيّاً أعشقها… ما علاقتك أنتِ بروما؟

أعيش في ميلانو وأعمل في فلورنسا وأزور روما كثيراً.

- كيف تحبّين تمضية وقتك فيها؟

أحبّ أن أتمشّى في شوارعها... أحبّ الذهاب للعشاء والتنزّه وسط المدينة عندما يكون الطقس جميلاً، والأكل في الخارج على "التيراس".

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079