مؤسسة "المورد الثقافي" تفتتح الدورة السابعة من برنامج "عبّارة" في بيروت
افتتحت مؤسّسة "المورد الثقافي" في بيروت، الورشة التدريبية الأولى للدورة السابعة من برنامج "عبّارة" تحت عنوان "التخطيط الاستراتيجي وإدارة المؤسسات". وتهدف الورشة إلى تمكين المشاركين من امتلاك مقاربة تحليلية ونقدية مبنية على تجربتهم وعلى المعارف والمهارات المكتسبة بما يسمح بإعادة فحص خططهم، بناهم، هياكلهم التنظيمية وآليات عملهم. وتشكل هذه المقاربة أساس تطور مستقبلي عضوي متفاعل مع البيئة المحيطة. وتعمل الورشة التي يشارك فيها متخصّصون على تمكين المشاركين من تحليل المنظومات الثقافية التي يعملون ضمنها وبناء علاقتهم وآليات تفاعلهم معها، ومن صقل مهاراتهم في التخطيط الاستراتيجي.
يرتكز برنامج "عبّارة" على دعم وتمكين المؤسسات والمبادرات الفنية والثقافية من المنطقة العربية، منذ انطلاقه العام 2011 دعماً لهذه الكيانات باعتبارها جهات فاعلة أساسية في بناء قطاع ثقافي معني بمجتمعاته.
ساهم البرنامج منذ تأسيسه في دعم وتمكين 66 مبادرة ومؤسسة فنيّة وثقافية مستقلّة من المنطقة العربية من خلال دوراته الستّ السابقة. رافق البرنامج هذه المؤسسات وشهد على تطوّر مسارها من جهة، وعلى التحدّيات التي واجهتها وأدّت إلى توقف 19 مؤسسة منها عن العمل من جهةٍ أخرى.
وفي عام 2022، أي في الدورة السابعة، استلم فريق البرنامج 164 استمارة تقدّمت من: مصر، لبنان، فلسطين، المغرب، تونس، سوريا، اليمن، الأردن، العراق، السودان، الجزائر، ليبيا، السعودية، ودول المهجر (تركيا، ألمانيا، فرنسا، بلجيكا، النرويج، هولندا، إيرلندا، وأستراليا).
أجرى فريق البرنامج مسحاً أوّلياً للاستمارات، وتمّ بناءً عليه استبعاد الاستمارات غير المكتملة أو الطلبات التي لم تستوفِِ شروط التقدّم المطلوبة.
أرسل الفريق 143 استمارة لتقييمها من جانب لجنة تحكيم مستقلّة مؤلفة من 5 أعضاء من المنطقة العربية، اجتمعت بعد انتهاء التقييم في بيروت. تمّ في ختام الاجتماع اختيار 9 مؤسسات للمشاركة في الدورة السابعة من البرنامج.
مشاريع تعكس هموم بلادها والحاجات الثقافية فيها
نظرت اللجنة باهتمامٍ عالٍ إلى المبادرات المتقدمة لهذه الدورة من برنامج "عبّارة" وأشادت بنوعية المشاريع وتنوعها والتي عكست هموم البلاد واحتياجاتها الثقافية التي تعمل المؤسسات المتقدمة في سياقاتها، ولا سيما في ظل الظروف القاسية التي تشهدها الكثير من البلدان العربية، في ظل غياب الدعم الرسمي للعمل الثقافي بالإضافة إلى التمويل المشروط الذي فُرض على القطاع الثقافي.
زادت جدارة وقيمة المشاريع الخلاقة والثرية والمتنوعة المتقدمة لبرنامج "عبّارة" من صعوبة عمل اللجنة، ولا سيما أن معظمها يستحق الدعم لإصرارها على إحداث التغيير من خلال جرأة تقديم ما هو جديد وغير مألوف وخاصة في مناطق مختلفة خارج العواصم والمدن الرئيسية والتي من شأنها دعم اللامركزية والنهوض بالفعل الثقافي ودفع عجلة التغيير الاجتماعي.
حرصت اللجنة على اختيار المؤسسات التي يمكن عملها أن يشكّل قيمة مضافة للمجتمعات المحيطة بها، بالإضافة إلى مدى حاجة المبادرة المتقدمة للبرنامج التدريبي والقابلية لمأسسة عملها وتطورها، وأيضاً مواءمة وواقعية الموازنة المقترحة مع برامج وعمل المبادرة، كما واهتمت اللجنة بمنح الأولوية للمبادرات الناشئة، آخذة في الاعتبار مستوى مهنيتها في مجال اختصاصها الفني، فاتحةً آفاقاً جديدة للعمل الثقافي، قادرة على الاستجابة للتحديات المعقدة التي يفرضها واقع العمل في بلدانها وقدرتها على الاستمرار والتشبيك وتبادل الخبرات والموارد والتشارك بها؛ كما اهتمت اللجنة بأن تعكس القائمة المختارة عنصرَي التنوع والتناغم في آن واحد. لاحظت اللجنة من خلال تحليلها الإجمالي لكامل الاستمارات الواردة أنّ العديد من المبادرات الواعدة المقدّمة بقيت في حيّز المشاريع التي قد لا تحتاج إلى بنى مؤسسيّة لحملها؛ وكانت توصية اللجنة لهذه المبادرات هي التقدّم في هذه المرحلة إلى منح لدعم المشاريع. كما أكّدت اللجنة أنّها تتطلّع إلى رؤية هذه المبادرات والمشاريع تنمو وتتطوّر.
المؤسسات والمبادرات التي تمّ اختيارها من جانب لجنة تحكيم متخصصة، والتي شاركت في الورشة التدريبية الأولى من الدورة السابعة هي:
- " بساريا للفنون" من مدينة الإسكندرية في مصر والتي تعمل في مجال الموسيقى والفنون البصرية.
- "خراريف" وهي مبادرة ثقافية من فلسطين وتعمل في مجال التوثيق التراثي الشعبي المحكي في منطقة بلاد الشام، وهدفها أن تصبح مكتبة إلكترونية ثقافية تراثية متعددة الوسائط للمنطقة تقوم بحفظ التراث الشعبي من مختلف مناطق المنطقة العربية.
- "بيكولو تيياترو دي بيزرتا" وهو مركز ثقافي في مدينة بنزرت في تونس متخصص في التأهيل والإنتاج المسرحي مع تنظيم العروض والتظاهرات الفنية، خاصة في مجال فنون الأداء.
- "مركز بيروت للسينثيسايزر" من لبنان، وهي مبادرة تعليمية تعاونية غير ربحية قائمة على منهجية التعلّم الذاتي مع التركيز بشكل أساسي على اكتشاف آلات الموسيقى الإلكترونية وعِلم الصوت.
- "الراقصون المواطنون الجنوب" من تونس، وهي حركة شبابية تقدّمية تأسست في شكل جمعية مستقلة تُعنى بفئة الشباب وتسعى من خلال مشاريعها إلى إدماجهم في الحياة العامة ودعم ثقافة الحوار بينهم، كما تهدف إلى تعزيز قدراتهم الفنية في قطاع الفنون الأدائية ومساعدتهم على تطوير تجاربهم وإتاحة الفرص أمامهم.
- "زا ميوز ملتي استيديوز" من السودان، وهي مؤسسة إبداعية تهدف إلى تعزيز انتشار الفنون، مع التركيز على الفنون البصرية، في المجتمع السوداني، وإنشاء فرص تعلّم بين المشاركين من خلال توفير المساحات والأنشطة التي تعزز إنتاج وفهم الفنون والأنشطة الثقافية.
- "ستيريو للفنون المعاصرة" من مدينة نابلس في فلسطين، وهي مجموعة رقص تأسست من جانب راقصي البريك دانس وشقت طريقها للعمل في مجال الرقص المعاصر بعد انخراط أفرادها مع فرق رقص عالمية منها: Les ballets C de la B (بلجيكا) وفرقة NGC25 (فرنسا).
- "مؤسسة عدن أجين الثقافية" من مدينة عدن في اليمن، وهي من مؤسسات المجتمع المدني المحلية القليلة العاملة في المجالين التراثي والفني في اليمن عموماً وعدن خصوصاً، وتعمل بشكل أساسي مع الفئات الشبابية.
- "جمعية الفصول الأربعة" من الدار البيضاء في المغرب، وهي تهدف إلى تمكين الفنانين والعاملين الثقافيين في قطاعَي الموسيقى والرقمنة.
وأما لجنة التحكيم فتألفت من خمسة أعضاء هم:
- حنّا عطالله: صانع أفلام ومنتج ومدير فني وثقافي، وخبير في صناعة الأفلام الروائية والوثائقية ومؤسّس "فيلم لاب فلسطين"، ومؤسس ومدير "مهرجان أيام فلسطين السينمائية".
- خيّام اللامي: مؤلف موسيقي وعازف عود عراقي.
- سيرين قنّون: ممثلة ومخرجة مسرحية تونسية ومديرة فضاء الحمراء الثقافي، ومدربة في مجال الإدارة الثقافية، وهي مؤسّسة "مهرجان عز الدين قنون".
- عبد الرحمن لاهي: مخرج سينمائي وفاعل ثقافي من موريتانيا حيث أسّس "دار السينمائيين"، وهو عضو في المجلس الفني للمورد الثقافي ورئيسه سابقاً.
- هبة الحاج فيلدر: مديرة سابقة وعضو حالي في "المؤسسة العربية للصورة" في بيروت.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024