تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

مازن حايك: لا نستثني إمكانية إطلاق قناة جديدة هذا العام!

الحريص على أدقّ التفاصيل، المسكون بهاجسي الوقت والإنجاز، مشغول بالبحث عن الكمال في العمل والتحضيرات قبيل المؤتمر الصحافي الذي عقدته مجموعة MBC في بيروت لإطلاق مسلسل «روبي». سرقناه من انشغالاته هذه، لحوار كشف فيه الكثير من المعلومات الخاصة عن المجموعة ومشاريعها الجديدة.
مع مـازن حـايك، المتحدث الرسمي بإسم مجموعة
MBC ومدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية فيها...


- ينطلق مسلسل «روبي» أول مسلسل لبناني لا بل عربي طويل 90 حلقة، على شاشة
MBC كيف بدأت الفكرة؟
«روبي» هو عمل درامي عربي ممتدّ الحلقات يحاكي العلاقات الإنسانية على تنوّعها، من طمع وجشع وحبّ وكراهية وإخلاص وخيانة وحزن وفرح... عناصر تجعل من المسلسل نقلة نوعية في الدراما المعاصرة وخطوة رائدة في المحتوى الترفيهي، خصوصاً مع الإمكانيات الإنتاجية الضخمة التي رُصدت له. والمسلسل هو نسخة عربية الهوى والروح من المسلسل المكسيكي الذي يحمل الاسم نفسه في صيغته الأصلية. وقد تولّت الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان مهمة إعادة هيكلة البناء الدرامي للعمل بأسره، بما في ذلك السيناريو والحوار، مع الحفاظ على الخطوط العريضة للحبكة الدرامية. فيما أضاف المخرج السوري رامي حنا  لمساته الإخراجية ورؤيته البصرية القيّمة ليزيد المسلسل تشويقاً وغنى، محافظاً على عنصر المفاجأة الذي تتضمنه كلّ حلقة. كذلك فعل الممثلات والممثلون النجوم كلٌّ بأدائه واحترافه ولهجته المحلية.

- هل من خوف في الإطالة من التكرار والإعادة؟
لا، على الإطلاق! فالكاتبة سعت إلى حبكة درامية مشوّقة وتعمّدت تضمين كلّ حلقة عنصر المفاجأة، مما يمنح المشاهد شعوراً ممزوجاً بالحبّ والكراهية في آن واحد تجاه الأبطال، كذلك استطاعت الكاتبة بقدرتها المميزة، ان تقرّب العمل من البيئة العربية إلى حدّ ننسى معه ان القصّة الأصلية هي في الأساس مكسيكية الهوية، ولتصبح عربية الهوى، إقليمية القلب، ومحلية القالب.

- هل تتوقعون ان يفعل هذا المسلسل ما فعله «نور» التركي في الدراما العربية، بمعنى انه سينهي عهداً من التركي كانت بدأته MBC ويبدأ عهداً من الدراما اللبنانية؟
ليس بالضرورة أن تحلّ موضة بدلاً من أخرى، أو لوناً درامياً على حساب آخر. ستجمع الشاشات المتعددة والمنتمية الى «مجموعة MBC» بين الاثنين معاً، بهدف تنويع الفرص الإبداعية، وتوسيع الخيارات المتاحة أمام المشاهد العربي. في كل الأحوال، تبقى الكلمة الفصل للجمهور، والمُعلِن من بعده. وتكمُن قوة «مجموعة MBC» في قدرتها على توفير أفضل تجربة تلفزيونية مدمجة ومتعددة المنصة للمشاهد العربي، عبر مروحة كاملة وواسعة من المحتوى تجمع أفضل ما في الدراما والأفلام والأخبار والبرامج الترفيهية والرياضية وغيرها. وهي اعتادت أن تقدّم كل مصادر الدراما الخليجية والمصرية والسورية والتركية واللبنانية وغيرها، بموازاة سعيها لتوفير كل ألوان الدراما الحديثة والتقليدية والعائلية والاجتماعية والتاريخية والسير الذاتية ... إلخ.

- هل تتوقعون نجاحاً يشجع محطات عربية أخرى على الدراما اللبنانية، كما فعل نجاح «نور» التركي؟
نأمل في ذلك. فكلّ العناصر تقريباً متوافرة كي يكون لـ«روبي» النجاح الذي يستحقه: الشاشة القاطرة لنسب المشاهدة العالية، والإنتاج الضخم، والنص المشوّق، والإخراج المحترف، والأداء التمثيلي الصادق، والتسويق الخلاّق عبر مختلف القنوات والمنصات. لذا فمن المتوقع أن يشكل «روبي» حالة جديدة من الدراما يُبنى عليها مستقبلاً.

 - كان خيار رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الشيخ وليد آل ابراهيم الذهاب الى المسلسلات التركية بعد المبالغات في الأسعار التي عرفتها الدراما المصرية، خصوصاً لجهة النجوم  والنجمات. على أيّ خلفية جاء قراركم اختيار «روبي» اللبناني؟
الشيخ وليد بن ابراهيم آل ابراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC» هو دائماً الشعلة التي نقتدي بها، ومعه الأستاذ علي الحديثي المشرف العام على المجموعة، بالإضافة إلى كل الزملاء من مدراء ومنسوبين وعاملين، والذين يعود لهم، متّحدين ومنفصلين، الفضل في النجاحات المتراكمة والمتواصلة. وبالعودة لسؤالك تحديداً، إن ذهاب MBC نحو الدراما التركية ماضياً، و»روبي» حالياً أتى أولاً من خلال الرؤية الثاقبة لرئيس مجلس الإدارة، ثم وفقاً للدراسات والأبحاث والإحصاءات التي أجريناها لهذا الهدف، وطبقاً لرغبتنا الدائمة في إثراء التجربة التلفزيونية التي يتمتع بها المشاهد العربي عبر تنويع المحتوى وتوفير الأفضل عالميا ًومحلياً، أكان لناحية المحتوى المستحوذ أو المُنتَج.

- لقد جعلتم من أبطال الدراما التركية نجوماً في العالم العربي، فهل ستساهمون في توسيع رقعة نجومية أبطال «روبي»؟ وهل ستكونون السبب في ارتفاع أجور النجوم اللبنانيين؟
صحيح! لا يمكن أن ننسى المرة الأولى التي وصل فيها الممثل التركي كيفانش تاتليتوغ (مهند) إلى المقر الرئيسي لـ «مجموعة MBC» في دبي ليفاجأ بالكم الهائل من المعجبين والمعجبات الذين كانوا ينتظرونه... وبالشيء نفسه، تُذكر الممثلة التركية النجمة سونغول أودن (نور) وتوبا بويكوستون (لميس) والكثير غيرهما. أما بخصوص «روبي»، فقد اختارت «شركة O3» المنتِجة، والمنضوية تحت لواء مجموعة MBC، بإشراف الزميل فادي اسماعيل، نجوماً من الصف الأول مشهورين لبنانياً. والتحدّي هو في مدى انتقالهم اليوم، عبر MBC وجمهور الملايين، من النجومية المحلية إلى الإقليمية الرحبة. أما بالنسبة إلى مسألة ارتفاع الأجور، فهي خاضعة للعرض والطلب، علماً أن أي مبالغة في هذا المجال قد تؤدّي بنتيجة عكسية على مستقبل الممثل، وبالتالي قد تطرح خطر إبعاده عن حلبة المنافسة المنطقية، وخروجه من معادلة السوق الإنتاجية نظراً إلى وجود الأولويات المعروفة والبدائل القوية وعدم توافر الميزانيات الكافية والوافية للجميع.

- ينطلق «روبي» في وقت يبدأ برنامج Arab Idol تصفياته النهائية، ما الذي حققه هذا البرنامج؟
استطاع برنامج Arab Idol على MBC1 أن يحقق نسب مشاهدة عالية بلغت مستويات تشبه تلك التي تحظى بها برامج أوقات الذروة خلال شهر رمضان المبارك، مما يعتبر ظاهرة تلفزيونية. لا شك في أن هذا البرنامج العالمي هو من أفضل البرامج الساعية للبحث عن المواهب الغنائية وصقلها، وهو ينضمّ بذلك إلى Arabs Got Talent على MBC4 الذي يعنى بتسليط الضوء على المواهب المختلفة والمتعددة، والذي عرف نجاحاً كبيراً، علماً انه سيعود إلى جمهوره الواسع، بموسم ثانٍ جديد، ابتداءً من 6 نيسان/ أبريل 2012، مع تعديل في لجنة التحكيم يحلّ بموجبه ناصر القصبي محلّ عمرو أديب، لينضمّ الى نجوى كرم وعلي جابر.

- قيل ان منتَج Arab Idol له هفواته التقنية والإنتاجية لكن ذلك لم يؤثر على نسبة المشاهدين، فهل يعود الفضل في ذلك الى «سحر» MBC؟
الجواب واضح ويأتي من المشاهد العربي الذي أعطى وقته وثقته وإعجابه وتعلّقه بالبرنامج وبـ MBC1 قناة الترفيه العائلي الأولى بامتياز. هذا لا يعني أن الأخطاء لا تحصل ولكن طاقم الإنتاج، بإشراف الزميلة سمر عقروق وفريق العمل، يسعى دائماً إلى تفاديها وتصحيحها وبالتالي، توفير قيمة انتاجية مضافة لـ Idol ولغيره من البرامج التي ننتجها ونعرضها.

- هل تؤكدون مقولة ان انقطاع الإرسال على MBC، لديه نسبة مشاهدة أعلى من المحطات الأخرى؟
(يضحك) لا تعليق على هذه المقولة! لكنني أستطيع القول سريعاً أننا تعلمنا في MBC أنه على قدر النجاحات تأتي المسؤوليات. ونجاحنا يعتمد على ركائز عدّة أهمها وفاء المشاهدين، وثقة المعلنين، ورؤية رئيس مجلس الإدارة، وعمل المدراء مع فريق العمل المبدع والمؤلف من حوالي 1800 شخص يشكّلون خلية نحل تعمل ليلاً ونهاراً، من دون كلل أو ملل، كي نُقدّم الأفضل لمشاهدينا ومستمعينا ومتصفحي منصاتنا التفاعلية وغيرها. ومع ذلك، فنحن في MBC لا ننام على نجاح، ولا نعتبر أي أمر كأنه «تحصيل حاصل»، وأهم تلك الامور والعوامل: المشاهد، والمعلن، والمحتوى، والمنافسة، ورأس مالنا البشري، والقدرات المهنية والمادية، أضف إليها الحرص الدائم على توفير الترفيه التلفزيوني العائلي النوعي الذي يرقى إلى العالمية، مع التزامه بالقيم والعادات والتقاليد.

- هل استفدتم من المشاكل التي تعانيها فضائيات أخرى مثل روتانا وال.بي.سي. لتعزيز موقعكم أكثر؟
لا أبداً! فنحن نؤمن أن لا ريادة من دون منافسة، ولا منافسة من دون لاعبين جديين. إذاً المنافسة أينما وجدت، صحّية وتصبّ في مصلحة المشاهد وتنعكس غنى وتنوّعاً في الكمية والنوعية. هناك تحديات كبيرة تنتظر الفضائيات العربية علينا مواجهتها معاً، منها العمل على توسيع حجم السوق الإعلانية في المنطقة، والاستثمار في القدرات المهنية والاحترافية للعاملين في قطاع «الإعلام والترفيه»، وتوفير ميزانيات انتاج وتسويق أكبر مما هي عليه اليوم، وتوفير أنظمة رقمية حديثة لقياس نسب المشاهدة، وخفض التكاليف التشغيلية الباهظة، والقيام بالبحوث والتطوير، وغيرها.

- ينتقد البعض إقبالكم الأخير على النجمات العربيات من الصفّ الأول لملء شاشاتكم، من نجوى كرم الى أحلام ولطيفة، هل هذه موجة تعتمدونها للتميّز، وتساعدكم في ذلك قدرتكم على تحمّل النفقات الهائلة التي يشترطها هؤلاء؟
هؤلاء المطربات هنّ نجمات بكل ما للكلمة من معنى قبل أن يطلّوا على شاشات MBC، ولنجاحهم على هذه الشاشات عوامل إضافية عدّة منها نسب المشاهدة العالية، والقيمة الإنتاجية، والقدرة التسويقية، وتعدد القنوات والمنصات، وغيرها من مقومات النجاح التي نوفرها لهن كمجموعة إعلامية رائدة.

- سمعنا ان «حديث البلد» سيكون قريباً على MBC، من الذي سيقدّمه؟ هل سيعدّه وينتجه فريق العمل نفسه الذي يعمل على إعداده وإنتاجه في «إم.تي.في.» اللبنانية؟
صحيح. وسيكون برنامج «حديث البلد» من إنتاج MBC وبنسخة عربية مطوّرة ومختلفة عن النسخة المحلية التي يشاهدها الجمهور في لبنان. وأفضّل عدم الكشف عن تفاصيل إضافية في هذه المرحلة التحضيرية، ريثما تكتمل الصورة.

- هل من مشاريع أخرى موضوعة على النار؟
يُمكن توقع مفاجأة في مجال برامج المواهب والمهارات عبر برنامج عالمي ضخم يضاف إلى Idol وGot Talent وغيرهما. ونعمل حالياً على شبكة برامج رمضان التي أصبحت تقليداً سنوياً ينتظره المشاهدون، لناحية المحتوى ونسب المشاهدة، بالإضافة إلى البرامج والأفلام والمسلسلات الأخرى الرائدة طوال السنة، في أوقات الذروة وخارجها. كما لا نستثني إمكانية إطلاق قناة جديدة خلال هذا العام (غامزاً!)... مع استكمال عملية الإنتقال إلى الإعلام المدمج والمتعدد المنصة، وكذلك الـبث الفائق الجودة (HD)، ومن دون أشرطة (Tapeless).

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079