تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

جيلبير سيمون: نسمة حالة خاصة لم يشهدها البرنامج من قبل

شاب لبناني صاحب مواهب فنيّة عديدة، فإضافةً إلى الغناء يعزف على الغيتار والهارمونيكا والتامبورين، كما أنّه يملك موهبة الرسم الكرتوني وابتكار الشخصيّات الكرتونيّة.
ينتمي إلى عائلة تمتلك مواهب فنيّة من الجد إلى أصغر حفيد، تنقّل بين عدّة بلدان بسبب الحرب في لبنان، لكنّه عاد إليه للمشاركة في الموسم الثامن من برنامج ستار أكاديمي الذي صنع منه نجماً.
هو جيلبير سيمون المعروف بالرجل الذي يعتمر القبّعة ويعزف الغيتار، التقيناه في هذا الحوار ليخبرنا عن طفولته وعن أثر الموسيقى في حياته وتجربته في ستار اكاديمي وآخر أعماله الفنيّة والانسانيّة.

                                                         
- من هو جيلبير سيمون قبل ستار أكاديمي؟
بدأت في المجال الموسيقي رسميّاً في العام 1999 فكنت أغنّي وأعزف الغيتار والهارمونيكا في حفلات خاصة وفي مطاعم وأماكن عديدة، إلى أن أطلقت فرقتي الخاصة التي لم تستمر لفترة طويلة، فانفصلنا بعد إحيائنا عدة حفلات في وسط بيروت.
وبعدها بفترة شكّلت فرقة أخرى وأيضاً لم تستمر، إلى أن اجتمعت بصديقٍ لي عام 2001 وهو عازف غيتار، وعملنا معاً لعشر سنوات وكان مخلصاً ولا يعزف مع غيري، وأطلقنا على الفرقة اسم The Dream Catchers.
كنّا فقط شخصين في الفرقة عازف الغيتار وأنا مع غيتاري والهرمونيكا والتامبورين في قدمي. إلى أن عدت إلى لبنان ووقعت الحرب وتلقّيت في ذلك الوقت عرض عمل في الأردن حيث شغلت منصب المدير الفني في شركة إعلانات كرتونيّة.
إلى جانب عملي في مجال الإعلانات، كنت أبحث عن أماكن للغناء وتقديم استعراض، فوجدت مكاناً ذا طابع إيرلندي وأنا أحب هذا النوع من الأماكن، فقدّمت فيه عرضاً بمفردي للغناء وعزف الغيتار والهارمونيكا والتامبورين.
وبعد أوّل حفلة أقمتها هناك أُمّنت لي كل التجهيزات الصوتيّة وأصبحتُ أحيي حفلاتٍ أسبوعيّة في المكان، وأعجب الناس بالأجواء والموسيقى التي وضعت فيها شيئاً من داخلي ولم تكن نسخة مطابقة للموسيقى الأصليّة.
إلى أن عدت إلى لبنان وتلقّيت هدية من صديقٍ لي وهي هذه القبّعة البيضاء وطلب منّي أن أضعها على المسرح، فوضعتها وأصبحت معروفاً بالرجل الذي يعتمر القبعة ويعزف الغيتار.
كما أحييت حفلة ضمن مهرجان جرش عام 2006 وأخرى في شرم الشيخ وحفلتين في «ميوزك هول» في بيروت.

- كيف كانت طفولتك؟
من عمر الثلاث سنوات وأنا أستيقظ وأنام على صوت الموسيقى، كانت موجودة في المنزل وأصبحت شيئاً من دمي. من صِغري أحبّ الموسيقى، ونشأت في مجتمع موسيقي فوالدي كان عازف «درامز» ومغنّياً، فكبرت وحولي آلات موسيقيّة، بالإضافة إلى رسوم أميّ فهي رسّامة والجانب الكرتوني في عملي أخذته منها.
تعلّمت وحدي العزف على الغيتار في الرابعة عشرة، عندما أتيت بكتاب تعليم العزف على هذه الآلة وتعلّمتها في غضون ثلاثة أشهر. بدأت تأليف الأغاني الخاصة بي وتعلّم أغانٍ أحبّها لفرق عديدة وموسيقيّين مثل Carlos Santana و Eric Clapton وPink Floyd وأي فرقة غير تجاريّة تقدّم موسيقى حقيقيّة.

- متى اكتشفت موهبة الغناء لديك؟
اكتشفت هذه الموهبة أيّام المدرسة والكشّافة حيث كنت أشارك في جميع النشاطات الفنيّة التي تُقام، وغنّيت لأوّل مرّة في المدرسة في الحفلة الخاصة بعيد الأم وقدّمت لوالدتي أغنية باللغة الفرنسيّة وكنت في الثالثة، وشارك يومها جميع الطلاب في أداء أغنية جماعيّة للمناسبة أمّا أنا فرفضت الانضمام إليهم وكان لدي إصرار على الغناء بمفردي.

- لماذا اخترت ستار أكاديمي للإنطلاق من خلاله؟
كنت أتنقّل بين لبنان والخارج وأتابع برنامج ستار أكاديمي منذ موسمه الأوّل، وكنت سأشارك في النسخة الفرنسيّة من البرنامج قبل ست سنوات، لكنني انتقلت للعيش في الأردن للعمل هناك، الأمر الذي أبعد الفكرة عنّي.
عدتُ إلى لبنان ولم أكن معروفاً كمغن أو موسيقي، وكنت أعمل في شركتي الخاصة للإعلانات الكرتونيّة Gio Comics Studios، في ذلك الوقت أعتبرت أنه ليس سهلاً أن أنطلق فنيّاً في الشرق الأوسط، لأن الموسيقى والأغاني العربيّة هي المسيطرة.
إلى أن أعلمني أحد الأشخاص بوجود اختبار الأداء «كاستينغ» للراغبين في المشاركة في برنامج ستار أكاديمي، وذهبت إلى الاختبار وبعد عدّة أيّام اتصلوا بي لإعلامي بأنني مقبول وأنّه عليّ أن أقوم ببعض الإجراءات، ودخلت ستار اكاديمي.

- هل تعتقد أنّك كنت تستحق البقاء إلى مراحل متقدّمة أكثر في البرنامج؟
ستار أكاديمي مسابقة وأنا أحد المنافسين العشرين، وفي النهاية شخص واحد سوف يفوز باللقب، وأنا شخصيّاً حصلت على جوائز عديدة وقيّمة خلال مشاركتي في البرنامج، وحتّى بعد أن خرجت عدتُ للمشاركة في البرايم النهائي.
لقد قدّمت أفضل ما لديّ وأنا مؤمن برؤيتي الفنيّة وأعتبر أن النتيجة كانت منصفة بحقّي.

- من كان الأجدر بنيل اللقب لهذا الموسم؟
كل طالب من العشرين كان يستحقّ اللقب، لكن نسمة كانت حالة خاصة لم يشهدها البرنامج من قبل، وهناك كيمياء كبيرة تجمع بيننا، وأُطلق عليها إسم Sisma باعتبارها بمثابة أخت لي، وهي تطلق عليّ إسم Gilbro لأني بمثابة شقيق لها، فقدّمت معها مجموعة من أهم اللوحات الغنائيّة والاستعراضيّة في تاريخ البرنامج.
كما قدّمت أخيراً حفلة في أبو ظبي وفوجئ الجمهور عندما أطلّت نسمة لتشاركني الغناء، فكانت تجربة ممتعة بالفعل أن غنّينا مع بعضنا من جديد.

- كيف كانت علاقتك بزملائك في الأكاديميّة؟
أحببت الجميع واحترمتهم، لكنّي لم أتحمّل مزاحهم في بعض الأحيان، فكل طالب من بلد مختلف وبيئة مختلفة وطريقة تفكير تختلف عن طريقة تفكيري، كما أنني أكبرهم بعدّة أعوام، فالعيش تحت سقفٍ واحد في الأكاديمية أجبرنا على تحمّل بعضنا وجعل منّا عائلة واحدة.
أشكر الله أنّنا في النهاية تركنا أثراً في كل زاوية في الاكاديميّة. هي تجربة لن تتكرّر.

 

- هل ما زلت على تواصل مع كريستين؟
كريستين عادت إلى كندا وهي في صدد إصدار أغنيتها الأولى حسب علمي. لقد فقدت التواصل معها ونادراً ما نتكلّم.

- ماذا غيّر ستار أكاديمي في جيلبير؟
اكتسبت الشهرة، وأصبحت سعيداً من الداخل بالإنجاز الذي حقّقته وأشعر بأنّ الحلم الذي راودني منذ الطفولة أصبح حقيقة.

- هل شاركتك عائلة ستار أكاديمي الاحتفال بإطلاق Do You Love Me ؟
عندما أطلقت الأغنية دعوت الأساتذة والطلاّب وتفهّمت أن البعض لديه أعمال وليس موجوداً في لبنان فحضر من الأساتذة ناجي صوراتي وخليل أبو عبيد، كما أرسلت السيدة رولا سعد أشخاصاً يمثّلونها لأنّها في ذلك الوقت كانت منشغلة في برنامج «ديو المشاهير»الذي حللت ضيفاً عليه في الحلقة الثانية.

- ماذا تخبرنا عن الأغنية؟
كما تعلمين أنّي لا أغنّي باللغة العربيّة، فرغبت في تنفيذ أغنية قويّة إلى جانب الثلاثين أغنية الأجنبيّة التي ألّفتها منذ عام 2001. لقد «ضربت الحديد وهو حامٍ» وأصدرت أغنية لبنانيّة كُتبت عام 1993، فكان الإعداد لها ممتازاً من حيث التوقيت والأغنية بحدّ ذاتها والفيديو الكليب.
أخذنا الموافقة من صاحب الأغنية شخصيّاً رينيه بندلي، وهي من كلماته وألحانه وتوزيع ميشال فاضل وتسجيل استوديو روجيه أبي عقل ومن إنتاجي الخاص.

- كيف تصف لنا أجواء تصوير الفيديو كليب؟
أخرج الكليب المخرج السينمائي الأميركي المكسيكي Eric Hinojosa، الذي حاول الابتعاد عن «الكليشيهات» التي نشاهدها في معظم الكليبات. صُوّر الكليب بأسلوب سينمائي ولم يحمل أي فكرة سيئة أو تأثير سلبي، كمّا أنّ المشاهد كانت طبيعيّة وأحداً لم يتصنّع.
وشاركنا العمل أستاذنا ناجي صوراتي الذي أصبح صديقٍاً لي وكان بمثابة أب وأخ في الأكاديميّة، فساعدنا كثيراً في الفيديو كليب هو وفريق عمله الذين أشكرهم على الجهد الكبير الذي بذلوه لإنجاح العمل.
صحيح أنّي جديد في مجال الفيديو كليبات لكنّ خبرتي الموسيقيّة تفوق العشر سنوات، وما عليّ فعله هو أن أعمل بضمير وأن أوصل رسالة عن الموسيقى الحقيقيّة الى الناس، فالموسيقى ليس لها لون ولا دين ولا سياسة.

- هل ممكن أن نسمع لك أغنية باللغة العربيّة؟
لا أعتقد، بصراحة يصعب عليّ القول أنّي سأقدم على هذه الخطوة أم لا، فالتركيبة التي قدمتها في Do You Love Me ممكن أن تتكرّر.

- كيف هي العلاقة مع «ال.بي.سي»؟
أنا ضيف هذه القناة منذ دخولي ستار أكاديمي وحتّى اليوم، وأشكرهم على دعواتهم لي للمشاركة في برامجهم إن كان في برنامج «ديو المشاهير» أم «حلوة بيروت».
كما أنّي حللت ضيفاً في حفلة ليلة رأس السنة. أمّا بالنسبة الى الإنتاج فلم أوقّع أي عقد معهم، لذا قرّرت أن أتولّى الإنتاج بنفسي.

- ماذا عن الطبخ؟
عشت بمفردي لسنوات عديدة، والطبخ فن بحدّ ذاته، وأنا أحبه وأحياناً أجمع بين المطبخين اللبناني والفرنسي، فلدي جذور فرنسية من جدّي، آخذ من كل بلد شيئا وأضعه في الطبخة.

- من هو Gio؟   
Gio هو أنا، شخصيّة كرتونيّة تمثّلني، وبرأيي أن كل إنسان لديه شخص مصغّر في رأسه يتحكّم فيه. لذا أطلقت على شركتي إسم Gio Comics Studios. إضافة إلى شخصيّة جديدة ظهرت في كليب Do You Love Me.

- ما هي قصّة هذه الشخصيّة؟
أنا في صدد إطلاق كتابي الكرتوني الأول باللغة الفرنسية والإنكليزيّة Comic Book، إهداءً لروح جدّي الذي فارق الحياة قبل سنتين، أردت أن أهديه عملاً يذكّرني بمدينة مرسيليا الفرنسيّة، وفي هذه المدينة يوجد النورس، لذا اخترت أن تكون الشخصيّة هي هذا النورس الذي يتمتّع بعقليّة أوروبيّة ومليء بالنشاط ويحب الحياة. الشخصيّة اسمها MWET وهو عنوان الكتاب، وسوف أطلقه من أوروبا في بداية الأمر وبعدها في لبنان والدول العربيّة.

- ما هي طموحاتك المهنيّة؟
طموحي هو الحريّة والسعادة وباستطاعتي تحقيقهما من خلال موسيقاي، فالله وهبني عدّة مواهب وعليّ استخدامها جميعاً، لذا في أي مشروع أقوم به أجمع ما بين الموسيقى والغناء والعزف والكرتون والكتابة.

- ماذا عن الرواية التي كتبتها أخيراً؟
بدأت عام 2009 بكتابة رواية مقتبسة عن قصّة حقيقيّة، ومنذ حوالى ثلاثة أشهر بدأت هذه الرواية بالتحوّل إلى سيناريو هوليوودي، سأكون فيه البطل والكاتب والمؤلّف الموسيقي، لكن عليّ أن أتكتّم بعض الشيء على الموضوع إلى حين تنفيذه.

- ما هي مشاريعك؟
أنا في صدد التحضير لألبومي الأوّل المؤلّف من أغانٍ بلغات عديدة وفي الدرجة الأولى باللغة الانكليزيّة، إضافةً إلى الفرنسيّة والاسبانيّة وغيرهما من اللغات.
سيكون ألبوماً شخصياً بكل معنى الكلمة فكل الأغاني من تأليفي وتلحيني وهو من إنتاجي أيضاً. وفي الوقت نفسه أحضّر لمشروع تكريمي لأساطير موسيقى ال Swing & Jazz ويشاركني العمل عازف غيتار عالمي.
إضافةً إلى جولتي الفنيّة بين لبنان والأردن وللمرّة الأولى رسميّاً في فرنسا. كما أفكّر في تنفيذ DVD يضمّ مقاطع فيديو مصوّرة لعدد من الأغاني من هذه الجولة الفنيّة لإصدارها لاحقاً.

- ماذا عن نشاطاتك الانسانيّة؟
رشّحت أخيراً بين ثلاثة أسماء لمسابقة تنظّمها الأمم المتّحدة، وهناك مفاوضات حول تسليمي منصب سفير جمعيّة الشباب للأمم المتحدة في لبنان.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079