تامر حسني ينجو من الموت
يبدو أن عين الحسود أصابت تامر حسني بعد نجاح جولته الغنائية في أميركا، خاصة بعد الإقبال الجماهيري الكبير الذي حظيت به الحفلات الأربع الأولى له ضمن إطار جولته الفنية، وحضور عدد كبير من أبناء الجاليات المصرية والعربية حفلاته في الولايات الأربع المختلفة التي زارها، رغم اعتراض البعض على قيامه بالغناء بسبب أحداث بورسعيد. لكن يبدو أيضاً أن نجاح تامر في تخطي تلك المحنة الفنية أدى إلى تعرضه لحسد كاد يصل إلى الكارثة، وهو ما يتضح من الموقف الصعب الذي تعرض له بعد انتهاء حفلته الرابعة في كاليفورنيا في الأسبوع الماضي.
فما إن انتهت الحفلة بدأ الاستعداد لحفلته الخامسة والأخيرة في ولاية تكساس، ليسافر بعدها إلى كندا لإقامة حفلته السادسة في جولته. وبالفعل عاد الجميع إلى الفندق، وبدأ أعضاء الفرقة تحضير أمتعتهم ليستقلوا الطائرة المتجهة إلى هيوستن بولاية تكساس للاستعداد للحفلة وتحضير المسرح، وتم الاتفاق على أن تسبق الفرقة تامر إلى هناك فوصل الجميع قبل وصوله بيومين. وفي اليوم المحدد لسفره استقل تامر الطائرة المتجهة من لوس أنجليس إلى هيوستن، وأقلعت الطائرة وبدأت رحلتها.
لكن بعد دقائق قليلة من الإقلاع، فوجئ كل من كان على الطائرة بطلب الكابتن ربط الأحزمة واتخاذ وضع الطوارئ، بأن يضع كل مسافر رأسه في المقعد المقابل له، وذلك لوجود عطل في عجلات الطائرة وفشل الكابتن في إغلاق العجلات الثلاث دفعة واحدة، فانغلقت عجلة واحدة فقط فيما لم تعد الأخريان إلى مكانيهما، وهو ما يعني استحالة هبوطه بشكل سليم في أي مطار، لأن الطائرة سترتطم بالأرض فوراً محدثة شرراً كثيراً قد يؤدي إلى انفجارها. وأكد قائد للجميع أنه سيبحث عن حل سريع حتى لا يضطر لحلول أخرى أسوأ كثيراً.
وبعد مرور فترة من الوقت فوجئ الركاب بكابتن الطائرة يطلب منهم أن يرتدوا سترات النجاة لأنه سيقوم بالطيران فوق سطح المحيط الهادئ على ارتفاع منخفضحتى ينفد الوقود من الطائرة، لفشله في إغلاق العجلتين هيدروليكياً أو يدوياً، ولا يوجد حل أمامه سوى أن يقوم بهبوط اضطراري على الماء، أو يأمر الجميع بأن يقفزوا من الطائرة بمجرد أن يفتح الباب بينما تطير الطائرة بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة.
وهنا بدأ الركاب ينظرون من نوافذ الطائرة إلى سطح المحيط القريب منهم، فإذا بهم يشاهدون عدداً كبيراً من الحيتان، إلى درجة أن الجميع بدأوا يتعاملون مع الوضع باعتبارهم يعيشون لحظات عمرهم الأخيرة. لكن عاد الأمل إلى الجميع عندما أعلن الكابتن من خلال الإذاعة الداخلية للطائرة أن برج المراقبة في مطار لوس أنجليس أمره بالعودة إلى المطار والهبوط بأي شكل كان لأنهم أنهوا استعدادات استقبال الطائرة واتخذوا كل الاحتياطات المطلوبة، مثل تجهيز 25 سيارة مطافئ، وتجهيز 50 سيارة إسعاف لاستقبال المصابين. وبالفعل بدأت الطائرة الهبوط وما إن لمست العجلة الوحيدة التي تعمل الأرض، بدأ الكابتن يفقد السيطرة على الطائرة التي أخذت في الترنح يميناً ويساراً وكادت تخرج عن ممر الهبوط أكثر من مرة، إلا أن قائد الطائرة نجح في التحكم فيها والهبوط بسلام.
بعدها نزل جميع الركاب، بمن فيهم تامر حسني، غير مصدقين ما حدث وكونهم أحياء، وفي المطار تم استقبالهم بفريق طبي كامل ودخلوا صالة الانتظار الى حين تحضير طائرة بديلة تقوم بالرحلة، وبعد فترة استقل الجميع طائرة أخرى لاكمال الرحلة. وفي هيوستن نجح تامر في الخروج من هذا الموقف الصعب جداً وإحياء الحفلة على مسرح فريزون حيث غنّى لمدة ساعتين ونصف الساعة وقدم مجموعة كبيرة من أشهر أغنياته. بعد انتهاء الحفلة سافر تامر إلى كندا لتعاقده على حفلتين هناك، الأولى في مدينة مونتريال، والثانية في مدينة تورونتو.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024