تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

لجنة 'أراب آيدول' تتكاتف في مواجهة الصحافة العربية

مطالبة بتغيير «فورمات» البرنامج وتقويم «لجنة التحكيم» نفسها لعدم انسجام أعضائها... ومغالطات بالجملة ساقها بعض المسؤولين عن الصفحات الفنية في بعض الصحف العربية الذين حلّوا ضيوفاً على مسرح «أراب آيدول». اجتمع الصحافيون بلجنة التحكيم التي توسّطها المتحدث الرسمي باسم مجموعة «إم بي سي» مازن حايك. ولعل أبرز المغالطات بين أعلى نسب مشاهدة وأعلى نسبة تصويت التي ذكرها الإعلامي الكويتي ومقدّم برنامج «أراب آيدول» عبدالله الطليحي. وهنا أوضح مازن حايك أن «الزميل عبدالله تكلّم عن أعلى نسب مشاهدة وليس أعلى نسب تصويت. نسب مشاهدة أراب آيدول تقارب النسب التي نتمتع بها في شهر رمضان الذي يعتبر شهر الذروة»، مشيراً إلى تحقيق «نسبة عالية جداً جداً جداً مقارنة بأداء برامج بالمستوى نفسه قد تحرز نصف هذه النسبة». وأضاف متحدثاً عن أعضاء لجنة التحكيم: «اعتزازنا وفخرنا بكل فرد منهم لا يزال قائماً، لا بل تعزز أكثر منذ انطلاق برنامج «أراب آيدول». أما قلّة التناغم التي تمت الإشارة إليها، فهي جزء من التلفزيون وجزء من شخصياتهم وجزء من نجوميتهم وخبراتهم المختلفة. وهنا تكمن أهمية الأمر».


أبدى القيادي في اللجنة راغب علامة سعادته لمواكبة الإعلام العربي البرنامج «في حلقات الذروة». ورداً على الكلام عن عدم انسجام أعضاء اللجنة قال راغب: «أعتقد أننا اليوم كنا منسجمين، وأنا أؤيد قرار أحلام وحسن عدم منح بطاقة الإنقاذ لحسن خرباش اليوم لكنني أختلف معهما لعدم منحها للمشارك المصري يحيى يعقوب. أنا سعيد بتركيبة اللجنة، كما أن المشاكسة بيننا تروق المشاهد أحياناً». ويضيف حسن الشافعي: «كل منا ينتمي إلى ثقافة مختلفة وفكر مختلف، وعكس ذلك سيكون في الأمر نوع من الملل. نحن نختلف على المستوى الفني فقط». أما أحلام فتوضح بدورها: «حسن الشافعي يمثّل حقبة معينة بحكم عمله الذي يجعله مطّلعاً على الموسيقى العصرية. هو مثقف جداً. نحن الثلاثة نكمل بعضنا بعضاً. وإن قصدتم علاقتي مع راغب، فأنا صديقة لعائلته. ورغم ذلك هو لا يستطيع حجب وجهة نظري والعكس صحيح».

أما السؤال الذي أذهل اللجنة فهو احتمال حرص راغب علامة على عدم تأهيل التونسية غفران الفتوحي رداً على موقف وزير الثقافة التونسي من بعض الفنانات اللبنانيات. أجاب راغب: «بكل أمانة وصراحة، أشعر بالشفقة على صاحب هذا التحليل. أنا لبناني وأحلام إماراتية، وأكثر المشاركين كانوا من تونس. لم نؤهل أي مشارك لبناني أو إماراتي. وهذا دليل على أننا نقوم بواجبنا بحرفية. أقسم بالله بأنني لم أسمع تصريح وزير الثقافة التونسي. كل ما علمت به أنه كان له موقف ضد بعض الفنانات اللبنانيات. وهو حرّ برأيه كوزير مسؤول عن حقيبته وعن الفن والثقافة في تونس. دوري في «أراب آيدول» ليس تصفية الحساب، هذا ليس هدفي بكل محبة. الفنان هو العصب الضعيف الذي يضرب لأنه يوزع محبة ولا يحمل سلاحاً، لذلك يسهل إطلاق النار عليه».

«سؤال بسيط جداً» وسطحي جداً وجهه أحد الصحافيين إلى الموزع الموسيقي حسن الشافعي. قال الصحافي إن الشافعي نشرت له مطبوعات إلكترونية تصريحاً سلبياً عن «لوك البنات السعوديات وقد عقّب عليه لاحقاً عبر تويتر». وأظهر الصحافي لاحقاً سلبية غريبة تجاه حسن الشافعي متسائلاً: «استوقفني أمس بمجرد أن هنأ عبدالله الطليحي شعب الكويت بالعيد الوطني أنك لم تعلّق على الأمر رغم أنك تطل عبر شاشة عربية بعكس راغب وأحلام ...» واصفاً سلوكه بالشرخ. أجاب حسن الشافعي مصدوماً: «أحترم وجهة نظرك جداً.

موضوع التصريح السلبي تجاه الخليجيات غير صحيح ولم أعلّق عليه أبداً. يبحث البعض أحياناً...» قاطعه الصحافي: «هذا تصريح نشر عبر جريدة إلكترونية !». وهنا بادرت احلام للدفاع عن حسن: «آسفة ولكن أريد توضيح أمر. ثمة أكثر من عشرة حسابات وهمية باسمي عبر تويتر. ناس تكتب وتنزل صوراً لأولاد ليسوا أطفالي». أصر الصحافي: «الموضوع نزل عن لسانو عبر صحيفة إلكترونية وليس عبر تويتر». هل يمكن أن يجازف حسن الشافعي بصورته الإعلامية و»ينتحر» خليجياً أيها المحقّق اللامع؟ ردّ حسن بكل هدوء: «أتمنى أن تحضر لي هذا اللقاء. أرغب في قراءة هذا التصريح الخيالي الذي أدليت به.

أما عدم إرسالي تحية للشعب الكويتي بعيده الوطني إسوة براغب وأحلام، فلا أعتقد أن إثبات محبتي يملي عليّ إعلان ذلك عبر المايكروفون. لقد باركت لأصدقائي بشكل شخصي». وهنا علّق راغب: «حسن إنسان صادق ومحترم إلى أبعد الحدود. قد لا يملك الخبرة الصحافية والإعلامية للمجاملة. عمله بعيد عن الأضواء. لا يمكن لومه على عدم تهنئة الشعب الكويتي». وسارع هنا وبشكل طريف مازن حايك إلى معايدة الشعب الكويتي لكي لا يوجه إليه اتهام مماثل وتجنباً لهذا الموقف.

ورغم أنه شهد امتناع أحلام منح بطاقة الإنقاذ لحسن خرباش ضاحكة، تساءل أحد الصحافيين عن تساهلها مع المواهب بعكس حسن الشافعي. وأضافت أنها حين وجّهت لحسن خرباش بقسوة وهو يضحك في منطقة الخطر عبارة «هذه هي قمة الفشل»، كانت ترد على المعلّقين عبر تويتر وتحاول توضيح مقصدها. «لم أقل لحسن إنه فاشل بل من الفشل ان تضحك وأنت في منطقة الخطر. حتى اليوم وبعد 17 عاماً في الفن، حين أحيي حفلة زفاف أرتجف». أما عن تساؤل البعض عن عدم تعديل نظام البرنامج وإعطاء لجنة التحكيم الكلمة الفصل في التأهيل في هذه المرحلة، فعلّق حايك: «لا يعود لـ إم بي سي» تحديد دور لجنة التحكيم. لا يمكن ان نشتري«فورمات» مطبّق في 44 دولة وأن نعدّله في الشرق الأوسط فقط. أهمية هذا البرنامج أن حامل اللقب يختاره الجمهور. أما عن التصويت الذي يراعي الموهبة والآخر نتيجة العاطفة والجنسية، فهنا لا يمكن للقيمين على البرنامج توجيه الجمهور. من يتبنى راغب وأحلام وحسن؟ ورداً على هذا السؤال يتجدد السجال. اختار راغب المصرية كارمن التي يعشق صوتها وإطلالتها. كما اختار حسن كارمن والسورية نادية المنفوخ كصوتين لا يسمعهما إلاّ كل فترة طويلة من الزمن.

أما أحلام المثيرة للجدل، فتختار كارمن والمغربية دنيا باطما. عبّرت عن إعجابها بكارمن وأنها وقفت لها مصفقة في ظهورها الأول أمام اللجنة. أما دنيا، ففيها «ميزة غير موجودة في كارمن. هي تغني كل يوم بأسلوب مختلف بعكس كارمن التي تذكرني بأنغام. أسمع أنغام منذ عشرين سنة. لا جديد في صوتها حتى اليوم. بينما تشعر باختلاف أداء محمد عبده منذ عشرين عاماً عن اليوم». هل هذه ميزة؟ «هي ضد الفنان. يجب أن يتطوّر صوت الفنان. كارمن من أروع الاصوات لكن أداءها واحد». علّق صحافي: «أي أن محمد عبده غير متجدّد؟». أجابت أحلام على الفور: «أنت لم تسمعني جيداً. محمد عبده متجدد. وأرجو ألاّ تنفعل كونك مصرياً. أنا أتكلم فنياً. أنا وأنغام صديقتان. هي فنانة كبيرة وصوتها رائع لكنها هي هي. في حين أن بعض الفنانين يصدمون المستمع وأنا واحدة منهم. أسمع ألبومي منذ عشر سنوات واسمع اعمالي اليوم! أنا مختلفة».

حرص حايك على التأكيد أن «إم بي سي» هي على مسافة واحدة من جميع المشاركين. أما رداً على مشاركتها في لجنة البرنامج فاعتبرت أحلام أن إطلالتها عبر «إم بي سي» هي بمثابة «بريستيج» ومكانة وإضافة إلى مسيرتها. وعن احتمال قلق المحطة من عرض البرنامج في ظل الظروف التي يشهدها الوطن العربي، أجاب حايك: «نحن شعوب تعرف أن تثور وتفرح وتقاوم وتبني اقتصاداً ومتعددة المواهب. انتظار الأمن والرفاه والسلام والطمأنينة طوال الوقت لإطلاق برامج مواهب ظالم للجمهور الذي يرغب في أن يعيش حلمه في الشارع  وعبر هذا البرنامج. هذه البرامج هي منصة للتعبير عن النفس فنياً.

برامج اكتشاف المواهب في المنطقة العربية التي لا يتعدى عمر نصف سكانها الثلاثين يؤكد أنها جماهيرية لتفجير الطاقات الفنية و«إم بي سي» إلى جانبهم. وهذا المنبر لا يلغي التعبير عن النفس سياسياً واجتماعياً. ستبقى الاضطرابات وسيبقى الفن والأمل وبلسمة الجراح». ومن غير راغب ليصف الإضطراب الأمني الذي شهده لبنان، «كان اللبنانيون يخطفون بعضهم على الحواجز لأسباب تافهة مذهبية وطائفية وخارجية نفّذت بأيادٍ داخلية. ورغم ذلك كنا نؤدي رسالة محبة وسلام. كنا ننظم الحفلات ويحضرها الجمهور بتوقيت خطر التجوّل. ولنا اليوم دور الورود في الصحراء».

وفي نهاية الحديث عن شركة «بلاتينيوم ريكوردز» التي قد ينضم إليها عدد من المواهب، أعلنت أحلام نيّتها «تعزيز الشركة، فثمة احتمال أن أنضم إليها. لم يعرضوا عليّ لكنني أفكر في الأمر بعد انتهاء عقدي مع شركة روتانا».  وتحسست أحلام من عبارة «المال الخليجي» بالحديث عن الفن والأغنية العربية، مشددة على أن المال لا يصنع نجماً بل الأذن. «هذه العبارة حرقتني. المال الخليجي لا يصنع مطرباً. لدينا هرم هو محمد عبده وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد وأبو بكر سالم، لدينا عمالقة «يخافهم» المستمع العربي صوتاً وكلمة ولحناً. هذا هو الفن الخليجي. حتى أم كلثوم حين غنت في العصر الذهبي كانت تؤدي «سيرة الحب» و»لسه فاكر» وكانت تغني للفيصل لم يكن هناك رقص ولا مال بل أذن تقول: «الله عليك يا ست».

ولم يسلم راغب علامة أخيراً من صحافية تونسية طالبت بالتوقف عند حالة فقدان الموهبة التونسية شيرين اللجمي (16 عاماً) وعيها على المسرح واعتبرتها طفلة. واتهمت راغب لاحقاً بأنه صرخ في وجهها مذ عرفته بنفسها ورأت أن هذا معيب. تساءل راغب: «أنا صرخت في وجهك؟ مع احترامي لما تقولينه لست أنا من أقدم على هذا السلوك. هذا تجنٍّ. لا تسمح لي أخلاقي أو التربية التي نشأت عليها أو مكانتي في هذا البرنامج بأن أصرخ بوجهك».

وتختم الصحافية التي لم تلقَ رداً على سؤالها الأول، متوجهة إلى أحلام: «لمَ لا نراك في تونس منذ أيام الإعلامي الكبير نجيب خطاب رحمه الله. أرغب في معرفة سبب الغياب. هل السبب مادي أم غياب التواصل مع المعنيين؟». أحلام: «أرغب في الغناء في تونس. لقد وقفت على مسرح قرطاج وفي سوسة والحمامات، لكن للأسف التنظيم أصبح في يد أكثر من شركة فنية من ضمنها روتانا. ولم أكن من ضمن مطربي روتانا في تلك الفترة. هذا سبب الغياب».

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077