تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

سميرة سعيد: اعتذرت عن عدم الظهور مع أصالة ولطيفة

بعد غياب أربع سنوات، تعود سميرة سعيد بألبوم اضطرت لإنتاجه بنفسها، فتتكلّم عن تلك التجربة، كما تكشف سر تأخر الدويتو الذي من المفترض أن يجمعها بشيرين عبد الوهاب، وسبب اعتذارها عن عدم الظهور في برنامجَي أصالة ولطيفة.
وتتحدث أيضاً عن علاقتها بأنغام، وتبدي رأيها في آمال ماهر وجنات، وتروي حكاية أوتوبيس المواهب الذي تنوي التجوّل به بين المحافظات، ومنصب السفيرة الذي لم تقبله، وابنها الذي تعتبره كل حياتها...


- لماذا تأخر الدويتو الذي كان سيجمعك مع المطربة شيرين عبد الوهاب؟
بالفعل هذا حدث، لأني أرى أن الدويتو الذي يجمع مطربتين يكون أكثر صعوبة من الدويتو العادي الذي يجمع رجلاً وامرأة، لأن هناك موضوعات كثيرة متنوعة يمكن أن تجمع مطرباً ومطربة، وهذا هو الشكل المعتاد الذي عرفناه، لكن فكرة أن أغني دويتو يجمعني بمطربة أخرى ليس من السهل تحضيره والعثور عليه بمقومات أغنية تجمع امرأتين، لهذا ما زلنا في مرحلة التحضير له حتى الآن.

- ما الذي تقصدينه بالاختلاف بين الدويتو الذي يجمع مطرباً ومطربة والديتو الذي يجمع مطربتين؟ هناك نقاط اختلاف كثيرة، لكن أهمها هي طبيعة الموضوع الذي يصلح أن تقدمه مطربة مع مطربة أخرى، فمطرب ومطربة قد يتبادلان المشاعر التي تدل على الحب أو اللوم أو الشوق وأمور من هذا القبيل، وهذا لا يناسب مطربتين معاً.
فكرت كثيراً ولم أجد سوى أفكار وموضوعات قليلة يمكن أن نغنيها معاً، لكنها تقليدية جداً، ومن بينها أن أقدم لها النصيحة أو أشكو لها من الحبيب. وهذه الدويتوهات لن تكون إضافة لنا لأنها تقليدية، وتم تقديمها من قبل. لهذا ما زلنا أنا وشيرين نبحث عن الفكرة التي نقدمها هذا سيكون قريباً إن شاء الله.

- ولماذا وقع اختيارك على شيرين عبد الوهاب لتقدمي معها أول دويتو نسائي؟
شيرين عبد الوهاب مطربة كبيرة وفنانة مميزة جداً، ولها طريقة تميزها عن الأخريات في كل شيء، سواء في اختياراتها أو غنائها، وصوتها رائع ولديها إحساس عالٍ جداً يميز كل أغنية تقدمها.
كما أنها صديقتي جداً وتجمعنا علاقة قوية ودائماً نتقابل، ونشعر بسعادة كبيرة عندما نجد مناسبة تجمعنا، لهذا كله لم أتردد في أن أطرح اسمها كأول مطربة أود أن يجمعني معها دويتو غنائي.

- هل ترين أن الجمهور العربي سيرحب بهذه النوعية من الدويتوهات النسائية؟
لا بد أن نبحث عن كل ما هو جديد ومختلف، ونبتعد عن الأفكار النمطية التي يتم تقديمها باستمرار وباستسهال، لأن الجمهور أصيب بحالة من الملل من تكرار الافكار والموضوعات وحتى طريقة الغناء.
لذلك أحاول دائما أن اجتهد لأقدم ما هو جديد في الغناء وأبحث عن موضوع جديد لأقدمه في هذا الدويتو. وأتذكر أن سيلين ديون قدمت هذه النوعية من الدويتوهات وعرفت نجاحاً كبيراً.

- وهل هذا التمرد هو الذي دفعك الى الغناء «للحرية»؟
بالفعل، فمنذ فترة طويلة وأنا أبحث عن الجديد، وأحاول الدمج ما بين الشرقي والغربي لخلق حالة جديدة ونوعيات مبتكرة من الموسيقى والغناء، فنحن لدينا تاريخ وتراث ومواهب تؤهلنا لأن ننافس عالمياً، بل ونعلّم العالم كله الموسيقى والفن.
لكن رغم التغيير الذي أحاول تقديمه في الأغاني التي تضمنتها ألبوماتي الأخيرة، والتطوير في الموسيقى، كنت أفكر في شيء جديد، وأبحث عن طريقة لأبتكر فيها بإدخال موضوعات جديدة في الغناء والحالة الموسيقية، فمن المستحيل أن يظل كل ما نقدمه من أغانٍ يدور في قالب كلمات الحب والهجر والعشق والبعد والشوق واللهفة.
كل هذه المعاني مهمة جداً لكن هناك قضايا وموضوعات أخرى كثيرة يلتفت إليها العالم ويغنيها، فيما نحن العرب نتجاهلها تماماً.

- ما الذي جعلك تأخذين وقتاً طويلاً حتى تصلي الى حالة التمرد التي تتحدثين عنها؟
التغيير يحتاج الى وقت طويل، خاصة أنني ضد التغيير الصادم، وأحاول إدخال التطوير خطوة خطوة. وبالنسبة الى الموضوعات التي تخص المواقف المختلفة في حياتنا اليومية والأحداث التي نعيشها، يمكن أن نغني للطبيعة والطيور والإنسانية، لكن للأسف كل هذه الأشياء يحتاج مجتمعنا العربي الى تمهيد حتى يتقبلها، وبالفعل بدأت هذا التغيير بأغنيتي الجديدة للحرية.

 -هل غناؤك عن الحرية يندرج ضمن نوعية أغاني الاحتفاء بثورات الربيع العربي؟
الأغنية ليس لها أي علاقة بالثورات العربية، وليست عن السياسة، بل هي عن معنى الحرية وقيمة هذا المعنى والإحساس به، لكن في نهاية الأغنية هناك مقطع يمس العاطفة، وهذا أيضاً مطلوب حتى يكون مدخلاً مقبولاً لذوق الجمهور العربي الذي اعتاد على نوعية معينة من الغناء.

- مع من تعاونت في ألبومك الجديد؟
مع أنني بدأت التحضير للألبوم منذ فترة قليلة نسبياً، قررت تكثيف وقتي والتحضيرات التي أستغرقها عادة في تجهيز الألبوم، حتى يخرج الى النور في أقرب وقت ممكن.
وقررت أن يجمع هذا الألبوم توليفة مختلفة لأنني أبحث عن التجديد بعمق هذه المرة، وحرصت على أن أجمع في هذا الألبوم بين أجيال مختلفة من المبدعين.
وكالعادة الأساس في الألبوم هو تعاوني مع الشاعر المميز أيمن بهجت قمر، وأيضاً بهاء الدين محمد، الى جانب أمير طعيمة وطارق مدكور وخالد عزت، وعدد كبير من الشعراء والملحنين والموزعين الجدد والمواهب الحقيقية التي لم يتم تقديمها واكتشافها بشكل حقيقي، وأتعاون مع عدد منهم للمرة الأولى.

- البعض يرى أن حال الغناء في الوطن العربي أصبح مؤسفاً بعد تدهور مستوى المطربين والمطربات. ما رأيك؟
بالفعل حدث كثير من التغييرات في السنوات الأخيرة في الساحة الغنائية، وانتشرت ألوان غريبة من الغناء، وزادت نسبة من يدعون الغناء.
لكن على الجانب الآخر ثمة أصوات رائعة وأعمال غنائية واجتهادات تستحق الاحترام ومحاولات للتطوير، ولهذا يوجد في الساحة ما هو جيد وما هو سيِّئ، وما هو في المنطقة الوسط. ما أود تأكيده هو أن التطوير والتغيير آتيان لا محالة، وأصبحا ضرورة ملحة، وأشعر بتفاؤل واسع بأنه سيكون تغييراً نحو الأفضل.

- ما الذي دفعك الى الإنتاج لنفسك خاصة أن الفكرة كانت بعيدة عنك تماماً؟
هذا صحيح، فكثيراً ما كنت أرفض الفكرة بشكل كبير، بل كنت أراها مستحيلة تماماً، لأني دائماً كنت أبحث عن الذي يديرني ويكون جديراً وقادراً على ذلك، فكيف أتحول أنا لأكون مديرة لمنظومة كاملة؟ فالإنتاج ليس بالأمر السهل وأنا أعرف ذلك ولا أحبه، لكني أصبحت مضطرة، لأن هناك أزمة كبيرة سيطرت على الوسط الغنائي كله، بعد أن أغلقت كل شركات الإنتاج الكبيرة أبوابها بسبب كساد سوق الكاسيت، والخسائر الفادحة التي أصبح يتكبدها المنتج، وكثر توقفوا عن الإنتاج من بينهم المنتج محسن جابر، وحتى الشركات الكبيرة أصبحت تستعين بالمطربين الصغار حتى تستطيع الاستفادة منهم في الحفلات، وتمنحهم أجوراً قليلة لا تناسبني.

- وكيف وجدت البداية مع الإنتاج خلال التحضيرات الأولى للألبوم؟ وماذا عن الميزانية؟
الميزانية ليست همي الأكبر على الإطلاق، لا المسؤولية والإدارة والمتابعة وغيرها، لكنني قررت هذه المرة أن أكون على مقدار المسؤولية والتحدي، ولن أغيب عن جمهوري مهما حدث، وبالفعل انتهيت من اختيار عدد من الأغاني، من بينها أغنية «حرية».
وعلى العموم الأمور تسير بشكل جيد حتى الآن، خاصة أنني متحمسة جداً.

- ما سر الحماسة التي تدفعك للعودة بقوة بعد غياب طويل؟
ربما لأنني مررت الفترة الماضية بظروف صعبة أثرت كثيراً في نفسيتي، ولا أحب الخوض فيها، لكنها جعلتني أبتعد عن جمهوري لفترة طويلة، هذا الى جانب الظروف الصعبة التي يمر بها العالم العربي كله، وهذه الظروف أثرت أيضاً في حالتي النفسية.
ولهذا قررت أن أتحرك وأتجنب كل الأسباب التي تجعلني أبتعد عن الجمهور، وألتفت الى ألبومي لتجهيزه في أسرع وقت، مع التدقيق في اختيار الأفضل كالعادة.

- هل اخترت اسماً للألبوم وما عدد الأغاني التي سيتضمنها؟
دائما أترك اسم الألبوم الى المرحلة الأخيرة بعد أن أختار بشكل نهائي كل أغانيه. وبالنسبة الى عدد الأغاني قررت ألا أدخل الاستوديو للتسجيل إلا بعد الاختيار النهائي لكل الأغاني التي سيتضمنها الألبوم، وهي ستتراوح بين 11 و12 أغنية.

- لماذا لم تقدمي أغاني «سنجل» خلال فترة غيابك؟
فكرت في أمور كثيرة، لكن للأسف تكمن مشكلتي في أنني إنسانة كسولة، وهذا يجعلني أبتعد عن أمور كثيرة إيجابية ومفيدة بسبب هذا الكسل.

- ما هو موقفك من تقديم «الميني ألبوم»؟
أحياناً كثيرة يكون الميني ألبوم مفيداً، والفنانة أنغام قدمت الميني ألبوم، وكانت فكرة جيدة ونجحت فيها. وأعتبر أن الميني ألبوم أفضل بكثير من الغياب.

- بمناسبة الحديث عن الفنانة أنغام هل تتابعين خطواتها؟
أنغام موهبة كبيرة وحالة خاصة في الغناء، ولها جمهور كبير، لهذا من الطبيعي أن أتابع ما تقدمه. وعلى المستوى الإنساني هي صديقة، وعلاقتي بها جيدة جداً.

- من تحرصين أيضاً على متابعتها وتبلغينها برأيك في أعمالها؟
هناك عدد من المطربات تجمعني بهن علاقة قوية وجيدة جداً، وبالفعل عندما أستمع الى عمل جيد لا أتردد في أن أتصل بصاحبته وأهنئها. فبمجرد أن استمعت الى ألبوم آمال ماهر الأخير، اتصلت بها وقلت لها إن الألبوم مميز جداً واختياراتها فيه موفقة، وباركت لها.

- لماذا يتهمك البعض بالبُعد عن الوسط الفني من باب التعالي والغرور؟
أجابت بدهشة: تعالٍ وغرور! أنا لست كذلك، وكل ما في الأمر أنني أحب أن أعيش في هدوء بعيداً عن الزحام والقيل والقال، وأحب أن أجلس مع نفسي وابني شادي، لأنه كل حياتي، وأخصص له الوقت الأكبر في حياتي.
لكن مع هذا عندي أصدقاء أعتز بهم من الوسط الفني، وأحرص على الاطمئنان عليهم وهم يحرصون على متابعتي والسؤال عني، وأنا دائماً على تواصل مع شيرين عبد الوهاب وأنغام وآمال ماهر وغيرهن، فأنا لا أحب المشاكل وعلاقتي جيدة بالجميع.

- لماذا لا تظهرين في المناسبات التي يجتمع فيها النجوم؟
بطبيعتي لا أحب السهر وحضور المناسبات، إلا إذا كانت هناك ضرورة تستدعي ذلك. كما أني لا أحب التعامل مع الشخصيات غير المتناسبة مع طبيعة شخصيتي.
وبوجه عام قد يجدني البعض مختلفة في اختياراتي، فأنا لا أحب الاقتراب من نوعين من الأشخاص، أولهما صاحب السلطة والحكم، والثاني صاحب الثراء المبالغ فيه، لأن هذين الشخصين التقرب منهما قد يتسبب بمشاكل، وقد يجبران من أمامهما على فعل أشياء سيئة، وطوال عمري لا أحب القيام بشيء إلا إذا كنت مقتنعة به تمام الاقتناع.

- لماذا لا تظهرين في البرامج الفضائية مع أنها تعرض عليك مقابلاً مادياً كبيراً؟
لا أبحث أبداً عن المقابل المادي الكبير، بل عن الشيء الذي يضيف إلي. وهناك كثير من البرامج والقنوات التي تطلبني، لكن عندما أبحث في الفكرة أجدها تقليدية تماماً.

 -هل تلقيت دعوة للظهور في برنامج «يلا نغني» الذي تقدمه لطيفة؟
تلقيت اتصالاً من فريق العمل لأكون ضيفة في البرنامج، لكن للأسف ظروف السفر حالت دون مشاركتي في البرنامج، خصوصاً أنني كنت في المغرب بصحبة ابني شادي.
كنت أود الظهور مع الفنانة لطيفة، خاصة أنها فنانة لها جمهور كبير وتتمتع بقدر هائل من النشاط والحماس، وهذا يميزها جداً.

- ولماذا رفضت أيضاً الظهور في برنامج «صولا» الذي تقدمه الفنانة أصالة؟
بالفعل تلقيت عرضاً للظهور كضيفة في إحدى الحلقات، لكن بسبب بعض الظروف لم أظهر فيه.

- ألم تفكري في تقديم البرامج مثلهما؟
اخترت فكرة مختلفة منذ فترة، وأنتظر الوقت المناسب لأقدمها، خاصة أنني رفضت أن أقبل على التجربة من خلال فكرة تقليدية سبقني غيري الى تقديمها، لهذا فالفكرة تحتاج الى تحضيرات كبيرة حتى تخرج في الشكل الناجح والمناسب لمجتمعنا.

- وما هي طبيعة هذه الفكرة؟
عبارة عن أوتوبيس كبير أتجول به في كل المحافظات لأكتشف المواهب وأستمع الى الكثير من الأصوات المميزة التي تحتاج لمن يكتشفها ويقدمها بالشكل المناسب، وأقوم خلال الرحلة بتوجيه النصائح وتدريب هذه الأصوات لتقديم الأفضل، وآخذ بيدهم لسلوك الطريق الصحيح. وبالمناسبة هذه الفكرة قٌدّمت في الغرب.

- لكن ألم تخشي اتهامك بتقليد أصالة ولطيفة؟
لا، لن يعتقد أحد أنني أقلدهما في تقديم البرامج، خصوصاً أنني أقدم فكرة مختلفة ولن أظهر كمحاورة كما في البرامج التي تقدم، فبرنامجي مختلف تماماً، كما أنني أجهز الفكرة منذ فترة طويلة، ولهذا لم أتعجل في تقديمها حتى لا يخرج البرنامج عادياً.

- أنغام تستعد لبطولة مسلسل وسبقتها في التجهيزات لمسلسل آخر لطيفة. هل نراك قريباً في عمل تلفزيوني؟
فكرة التمثيل مرفوضة تماماً، لأنني بصراحة أشعر بالخوف والقلق من خوض هذه التجربة، ليس لشيء سوى أن الوقت الحالي يجعل مغامرة كهذه خطيرة جداً بالنسبة إلي، خصوصاً أن البعض يعتبرني «موسوسة» جداً، ولا أقتنع بشيء بسهولة، ولهذا أخشى الفشل في مثل هذه التجربة.
وقتها أكون قد تسببت في الإساءة إلى اسمي ونجاحاتي ومشواري الكبير الذي حققت فيه كثيراً من النجاحات والأعمال المميزة.

- لكن إذا عثرت على السيناريو المميز هل تفضلين أن تقومي ببطولة مسلسل أم فيلم؟
في حال وجود العمل المتكامل، من حيث الفكرة والسيناريو والإنتاج وفريق العمل، بالطبع أفضل أن يكون فيلماً سينمائياً، لأن الفيلم من الممكن أن نعيد تصوير مشاهده بشكل يرضيني، هذا الى جانب أن وقت تصويره أقل، بعكس المسلسل الذي يحتاج الى جهد أكبر وتكون المغامرة فيه أخطر.

- وما هي الشخصية التي تحلمين بتقديمها؟
ليست هناك شخصية معينة، لكن دائماً في بدايتي كانوا يقولون لي إنني أشبه السندريللا، وأستطيع تقديمها في فيلم، لكن في الوقت الحالي أصبح من المستحيل تقديمها لأن الوقت تغير تماماً والزمن اختلف كثيراً.

- هل صحيح أنه عرض عليك منصب سفيرة نوايا حسنة؟
بالفعل تلقيت عرضاً، وترشحت لأحد المناصب الكبيرة كسفيرة للنوايا الحسنة من قبل، لكن للأسف اضطررت للاعتذار وقتها، لأن المهمة كانت تتطلب مني السفر لفترات طويلة في أوقات مختلفة من العام، والظروف لم تكن تسمح بذلك، ولهذا قررت الاعتذار حتى لا أتسبب بتعطيل مهمات يستطيع غيري تقديمها.

- لكن إذا تلقيت عرضاً جديداً لشغل أحد مناصب سفراء النوايا الحسنة هل تقبلينه؟
أتمنى أن أجد فرصة حقيقية من الممكن أن أساعد بها الآخرين، ووقتها لن أتردد، لأني مؤمنة بأن الفنان أو الإنسان بوجه عام عليه دور كبير جداً لا بد أن يقوم به تجاه الآخرين من خلال مساعدة المحتاجين، وذلك بكل الأشكال.

- هل ترين أن الفنان المغربي أخذ حقه وفرصته كاملة في الساحة الغنائية؟
لم أقوّم أداء فنان يوماً وفقاً لجنسيته، لأنني مؤمنة بأن الفنان الذي يمتلك موهبة حقيقية يعبر بها كل الحدود، فالفن ليس له جنسية على الإطلاق. وبالفعل هناك جمهور كبير لا يعرف جنسيات أغلب المطربين الذين يستمع إليهم باستمرار، فموهبة الفنان ومجهوده يسبقان جنسيته بكثير.

- ما رأيك في الفنان الشاب عبد الفتاح الجريني؟
بالطبع لن أجيب عن السؤال باعتباره فناناً مغربياً، لأنني كما ذكرت لا ألتفت الى هذه النقطة أبداً. لكن على المستوى العام عبد الفتاح الجريني فنان من نوع خاص، فهو له شكل وأسلوب غريبان ويحرص على أن يظهر «بلوك» مختلف، بطريقة اختياره لقصة شعره وستايله بوجه عام.
لكن ما يميزه أكثر هو أن هذا الشاب يملك صوتاُ جميلاً، وهذا سر نجاحه وتميزه، فهو مميز من حيث الشكل والصوت أيضاً. فهو «مجنون» وهذا يعجبني فيه جداً.

- وكيف ترين جنات وهل تتابعين ألبوماتها؟
بالطبع جنات مطربة رائعة لديها حس وصوت يجعلان منها مطربة مميزة لا تقلد أحداً. وأنا أتابعها جيداً وأحب الاستماع إلى ألبوماتها، لأني أعرف أنها تبذل مجهوداً كبيراً جداً، في اختيار أغاني الألبوم كلماته وألحانه.
وبالمناسبة كثيراً ما نتحدث وأطمئن عليها، فهي استطاعت أن تصنع اسماً كبيراً في الساحة الغنائية.

- من تحرصين على الاستماع الى ألبوماتهم؟
أستمع إلى كل جديد، وأبحث عن الأغنية الحلوة بغض النظر عن اسم صاحبها، لكن هناك مطربون بعينهم أبحث عن ألبوماتهم، بل وأنتظرها، من بينهم شيرين عبد الوهاب وأنغام وأصالة وفضل شاكر وآمال ماهر، وأيضاً حسين الجسمي وكثيرون لا أريد أن أنساهم.

- هل تفكرين في إعادة تقديم عدد من أغانيكِ القديمة في ألبوم جديد مع إعادة توزيعها؟
أفكر في هذه التجربة كثيراً، خصوصاً أن هناك عدداً كبيراً من الأغاني المميزة جداً لا يعرفها الجمهور ولم تأخذ حقها في الدعاية، وعندما أعود الى هذه الأغاني أو يذكرني بها أحد أشعر بحزن لأن الجمهور والشباب لم يستمع إليها، ولهذا فكرت كثيراً في جمع عدد من الأغاني وإعادة توزيعها وطرحها، لكن للأسف واجهتني عقبات عديدة، لأن هذه الأغاني ليست مملوكة لي وحدي، بل أصبحت مملوكة لمنتجي الألبومات وغالبيتها اشتراها كاملة المنتج محسن جابر، لهذا لا بد من جلسات كثيرة لنرى كيف من الممكن أن يخرج هذا الألبوم وتحقيق هذه الفكرة.

- ولماذا أنت بعيدة دائماً عن الحفلات رغم نجاحك عندما قدمت عدداً قليلاً منها؟
لا أحب إحياء حفلة على مسرح عادي، بل أريد أن أحدث تغييراً في عالم الحفلات، وأصنع شيئاً عالمياً بمعنى الكلمة، وهذا يكلف كثيراً. ورغم خفضي سقف الشروط والطلبات، فإن صُنّاع الحفلات لا يطلبونني خوفاً من شروطي، لأنهم يعرفون أنني لن أقبل بتقديم حفلة عادية.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077