ابراهيم الحربي: النقد السخيف من المثقفين يزعجني!
فنان يحمل ارثاً ضخماً من الأعمال الفنية، وتجربة عمرها يقارب الثلاثين عاماً في الوسط الفني.
تربع فترة طويلة على عرش الدراما الرومانسية بفضل وسامته وحفاظه على رشاقته، لكنه ابتعد عنها أخيراً لفقرها أمام الإمكانات الضخمة للمسلسلات التركية التي كشفت عيوب الدراما العربية.
وستشهد الفترة المقبلة عودته أمام الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله بعد توقف استمر 15 عاماً...
هو الفنان المتألق إبراهيم الحربي الذي كان معه هذا الحوار
- في البداية حدثنا عن جديدك في الفترة المقبلة.
انتهيت أخيراً من تصوير عملين، الأول بعنوان «غريب الدار» أمام الفنانة الكبيرة سعاد عبد الله بعد توقف تعاوننا لمدة 15 عاماً، ويعتبر هذا الحدث هو الأهم بالنسبة إلي بصرف النظر عن دوري في المسلسل الذي يشهد مباراة حقيقية في التمثيل بيني وبين أم طلال.
أما العمل الثاني فهو «مذكرات عائلية جداً» تأليف فهد العليوه وإخراج محمد العلمي، ويشاركني بطولته هدى الخطيب، شجون، فاطمة الصفي. يدور العمل في 30 حلقة متصلة منفصلة عن عائلة تستضيف كل يوم ضيفاً جديداً.
والعمل مطعم بالإسقاطات الكوميدية عن الكثير من قضايانا الاجتماعية.
- ما سبب تأخر التعاون بينك وبين سعاد عبد الله كل هذه الأعوام؟
القسمة والنصيب، وللحقيقة هي طلبتني أكثر من مرة، لكن الأدوار التي قدمت لي لم ترضِ غروري لأني أفضل أن تكون العودة قوية مثلما هي في هذا العمل المكتوب بعناية فائقة والذي يضم نخبة كبيرة من نجوم الدراما الخليجية الذين يجتمعون للمرة الأولى.
ولا أنكر أن سعاد عبد الله محطة مهمة في حياتي منذ بداياتي وحتى هذه اللحظة، وقدمت معها أجمل أعمالي على الإطلاق.
- هل ندمت على مشاركتك في مسلسل «بو كريم برقبته سبع حريم»؟
لا لم أندم على أي عمل شاركت فيه، لكني أتعلم من أخطائي. فالمسلسل كتبته بعناية المؤلفة هبه مشاري حمادة، لكن للأسف تؤخذ عليها نقطة واحدة أنها اعتمدت على خيالها فقط فيه دون ربط العمل بالواقع، بالإضافة إلى أنها أملت خيراً في قدرة المشاهدين على فك رموز العمل، إنما للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فالعمل اتهم بأنه مبهم من جانب الكثيرين من النقاد الذين أتمنى منهم مستقبلاً أن يتقبلوا تلك الأعمال التي تندرج تحت أنواع الفانتازيا، لأنها موجودة وتعتبر لوناً من ألوان الفنون.
قد تكون غريبة عن مجتمعنا لكنها موجودة. يجب علينا أن نغير عادة جمهورنا ونحرك فكره بأعمال تجعله هو من يفك طلاسمها.
- وماذا عن مسلسل «كريمة» المغربي؟
اعتز بتجربتي في هذا العمل بغض النظر عن كل الانتقادات التي وجهت إلي وكانت بعيدة تماما عن الذوق والاحترام، فهو بالنسبة إلي تجربة غريبة خرجت بها من نطاق الخليج وقضاياه المملة التي تعودنا عليها، وفتحت عبره بابا جديداً صوب المشاهدين في المغرب العربي.
- كيف استطعت مسايرة اللهجة المغربية الصعبة في المسلسل؟
بالطبع وجدت صعوبة في البداية لكن بالجلوس مع فريق العمل اتفقنا على ضرورة تخفيف اللهجة لتبدو مفهومة للجميع، كما أحب أن أوضح أن ضيق الوقت لم يخدمنا كثيراً في خروج العمل بالصورة التي كنت أحلم بها.
- وبماذا ترد على الذين قالوا لم نفهم شيئاً من اللهجة المغربية؟
أقول لهم حاولوا أن تعلموا أنفسكم شيئاً جديداً، وان تنفتحوا على وطن عربي آخر، ليس ببعيد عن موطننا الخليجي. يجب علينا تقبل أي نوع جديد من الفنون بحثاً عن المتعة و تثقيف الذات.
وبالنسبة إلي التجربة كانت أكثر من رائعة، استمتعت بها كثيراً. فالرواية مميزة لكاتب مبدع هو الأديب والشاعر د.مانع سعيد العتيبة، والممثل منا يجب أن يخوض تجارب عدة في حياته.
- هل هذا يعني انك قررت أن تكون أعمالك نخبوية فحسب؟
لا والدليل أني أخوض هذا العام عملاً كوميدياً. لكني افضل أن أرتقي بجمهوري. وردودي هذه موجهة فقط للمثقفين الذين انتقدوا أعمالي، اذ يفترض بهم التعمق أكثر قبل توجيه أي انتقاد. فالنقد السخيف حين يأتيني من مثقف يزعجني كثيراً.
- لماذا لم نجدك بطلاً أوحد في مسلسل؟ هل أصبح هذا حكراً على الممثلات؟
البطولة خلقت فقط لسعاد عبد الله وحياة الفهد، لأن لديهما كاريزما خاصة وتاريخاً طويلاً، ولو مر رمضان من دونهما أعتقد أن المشاهدين سيسألون عنهما.
وأنا كممثل رجل أفضل الأدوار الجماعية التي بات نجاحها في الآونة الأخيرة طاغياً على أعمال البطولة المطلقة بالنسبة الى الرجال.
- الكثيرون يرون أن إبراهيم الحربي كان لامعاً أكثر حين كان محتكراً لشركة سكوب سنتر. فما ردك؟
اتفق مع رأيهم مئة في المئة. لم تأتني فرصة مميزة أخرى مثل التي حصلت عليها في شركة سكوب سنتر، فالكاتبة المنتجة فجر السعيد كانت تفصل لي أدواري وتكتب لي. وبالمناسبة نحن افتقدنا فعلاً دراما فجر السعيد المكتملة الأركان قصة وتمثيلاً وإخراجاً.
- هل ندمت على تركك شركة سكوب سنتر؟
لا لكني اشتقت الى العمل مع فجر فهي إنسانة طيبة، وللعلم كان هناك عمل سيجمعنا قريباً لكني اعتذرت لتأخرها في بدء التصوير وارتباطي المسبق مع غيرها. لكن الفترة المقبلة ستشهد عودة التعاون.
- هل ولى زمن الدراما الرومانسية؟
لا لكنها تحتاج إلى مبالغ طائلة حتى تستطيع مواجهة المسلسلات التركية التي اجتاحت الفضائيات العربية. نحتاج الى تكنيك جديد في التصوير والخروج بالعمل من قوقعة الدور والبيوت.
أعمالنا الرومانسية أصبحت متواضعة مقارنة بغيرها. لكن رغم هذا لا استطيع الاستغناء عن الأدوار الرومانسية.
- لماذا نجدك بعيداً عن المسرح؟
لا أحب خوض تجربة المسرح الآن لأن ظروفه وأجواءه لا تناسبني، وحين أقدم على هذه الخطوة يجب أن تكون عندي جرأة وثقة وإمكانات تمكنني حتى من الاستمرار إلى ما بعد العيد وليس استغلال أيام العيد فقط، فأغلب النجوم مع احترامي لهم يطلقون على أنفسهم ألقاباً فضفاضة ويرددون شعارات بأن فلاناً إمبراطور مسرح الأطفال وفلانة أميرة الأطفال وعرضهما لا يتعدى يومي العيد، فلكي يكونا بحجم هذه المسميات يجب أن يستمرا على الأقل أسبوعاً آخر بعد العيد.
لكن بالطبع أتمنى أن أقدم عملا مسرحياً ضخما يضم كبار النجوم وعلى رأسهم عبد الحسين عبد الرضا لكونه فناناً كبيراً وملتزما.
- ما هي اهتماماتك بعيدا عن الأضواء؟
القراءة في السياسة، فأنا أتابعها بشغف، إضافة إلى ركوب الخيل والدراجات الهوائية، لكن توقفت حاليا عن تلك الهوايات بسبب وقوعي المتكرر، مما يشكل خطورة على حياتي.
- ما هي عيوب إبراهيم الحربي؟
الاندفاع، حسن النية المفرطة وثقتي الزائدة بالآخرين، طيبة القلب التي أصبحت للأسف عيباً في وقتنا الحالي.
- أخيراً ما سر رشاقتك؟
أحافظ على نوعية الأكل ولا أدخن ولا أتناول القهوة وأشرب الحليب، والآن أصبحت ممنوعاً من الدهون الى درجة أنني فقدت خمسة كيلوغرامات من وزني.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024