تحميل المجلة الاكترونية عدد 1077

بحث

تامر حسني: كنت سأتعرّض للمساءلة القانونية لو ألغيت الحفلة

لم يكن النجم تامر حسني يتوقع أن تثير حفلته الأخيرة في نيوجيرسي في الولايات المتحدة هجوماً شرساً ضده لأنها جاءت بعد مذبحة ملعب بورسعيد التي راح ضحيتها 73 شخصاً وأعلن الكثير من النجوم حالة الحداد بسببها. لكن تامر الذي كان موجوداً مع فرقته في أميركا وقتها، فوجئ بما حدث وحاول إلغاء الحفلة بيد أنه لم يتمكن سوى من تأجيلها لتقام بعد أيام الحداد الثلاثة الأولى. وأصرّ تامر على أن يقف دقيقة حداد قبل الغناء، ورغم ذلك استمرّت حملة الهجوم عليه، الى درجة أن هناك من يطالبون بمنعه من دخول مصر وسحب الجنسية المصرية منه. وعندما اتصلنا به جاء صوته مليئاً بنبرات الحزن ليشرح لنا حقيقة ما حدث.


- ما
الذي حدث؟
كنت متعاقداً على الحفلة منذ فترة طويلة، وسافرت بصحبة فرقتي إلى نيوجيرسي، والشركة المنظمة قامت بدعاية ضخمة كلفتها الكثير، وهناك جاليات عربية جاءت من كل الولايات الأميركية لحضور الحفلة. ولم يكن أحد يتخيل بالطبع تلك المجزرة التي حدثت في بورسعيد.

- ألم تحاول تأجيل الحفلة؟
بالتأكيد حاولت، فمن يهاجمونني ولا يعرفون كيف كان إحساسي وأنا أغني رغم ما حدث في مصر. لكن التأجيل كان مستحيلاً لأسباب قانونية، فقد كان من الممكن أن أتعرض للمساءلة القانونية، خاصة أنني ألغيت أكثر من حفلة لي في أميركا بسبب أحداث الثورة. وكانت ستحدث أزمة إذا ألغيت الحفلة ورغم ذلك نجحت في إقامتها بعد انتهاء أيام الحداد الأولى، ولم أبدأ الغناء إلا بعد أن طلبت من الجميع الوقوف دقيقة، حداداً على أرواح الشهداء.

- كيف كان إحساسك وأنت تحيي حفلة بينما هناك من يهاجمونك ويرفعون شعارات ضدك خارج مكان الحفلة؟
الذين هاجموني قلة، وأقول لهم: «كفاكم مزايدة على وطنيتي وحبي لبلدي وأهلي». فالكلام سهل والهجوم أيضاً سهل، لكن هؤلاء لا يعرفون صعوبة الموقف الذي مررت به. وصدقوني لو كانت الأزمة كلها مادية لاعتذرت عن الحفلة فوراً، وأنا فعلت هذا من قبل ولم يتحدث أحد، فقد ألغيت حفلات عدة لي حزناً على أرواح شهداء الثورة، ودفعت الشروط الجزائية كلها من جيبي الخاص. لكن هذه المرة كان الأمر أكبر من مجرد خسائر مادية، لأنه كانت هناك بالفعل مساءلة قانونية في انتظاري، خصوصاً أنني سبق أن ألغيت تأشيرتي عمل لأميركا من قبل ولم أسافر بسبب الأحداث، وإذا فعلت هذا للمرة الثالثة ربما كنت سأحرم نفسي من الوجود مع جمهوري هناك نهائياً.

- ماذا ستفعل إزاء من يطالبون بوقفة حاسمة ضدك من نقابة الموسيقيين؟
لا أرى أنني في حالة دفاع عن نفسي، لأنني لم أفعل شيئاً يجعلني في حالة مساءلة. وما أريد فقط تأكيده أن جمهوري يعلم جيداً مدى حبي لبلدي، والحملات الكثيرة التي أتعرض لها دائماً لهدم نجاحي. لكن رهاني الأول والأخير هو على جمهوري ومساندته لي وإدراكه لكل المواقف التي أقوم بها، وللحملات القاسية التي أتعرض لها.


حملة مدبرة

حسام حسني، شقيق تامر، قال لنا إن ما يتعرض له شقيقه حملة مدبرة، وذلك بعد خروج مجموعة من الشباب للتظاهر ضد تامر والمطالبة بمنعه من دخول مصر، ومن قبلها خروج بعض الناشطين السياسيين في مقر الحفلة التي أقامها في نيوجيرسي، اعتراضاً على كونه سيغني. وأضاف حسام: «تامر كان مضطراً لإحياء الحفلة لأنه كان مرتبطا بعقد، وبالفعل حاول إلغاء الحفلة، لكن لم يستطع، وكان الرد عليه بأنه من المستحيل التأجيل خاصة أنه أجل الحفلة من قبل إذ كان من المفترض أن يحييها العام الماضي، لكن موعدها تزامن مع قيام ثورة «25 يناير»، ولهذا قرر تامر حسني إلغاءها. وتمكن من ذلك وقتها رغم أنه اضطر لأن يدفع مبلغاً كبيراً وصل إلى 200 ألف دولار بمثابة تعويض للشركة المنظمة، لكن هذه المرة وجد صعوبة كبيرة من كل الجهات. في أي حال التزم تامر الأيام الأولى للحداد، ووقف دقيقة صمت في بداية الحفلة وذلك لحزنه الشديد على أبناء بلده الذين راحوا ضحايا بدون أي ذنب».


موقف النقابة

أما نقيب الموسيقيين المصريين الفنان إيمان البحر درويش فأكد أن النقابة لن تتخذ أي إجراء قانوني ضد تامر حسني، لأنها لم تفرض حالة الحداد على أعضائها بشكل خاص، بينما الحداد كان حالة عامة فرضتها الدولة كلها، والتزام تامر حسني بالحداد لابد أن يكون نابعاً من داخله. وقال: «كنت أفضل أن يلغي تامر الحفلة أو يرجئها، لمراعاة مشاعر الجمهور الذي يعيش حالة من الحزن والذي كان ينتظر أن يشاركه الفنان، الذي يحبه، هذا الإحساس». وعن خروج تظاهرات تطالب بإسقاط الجنسية عن تامر حسني ومنعه من دخول مصر، قال نقيب الموسيقيين: «هذه العقوبات مبالغ فيها جداً». وعن مطالبة البعض بضرورة تدخل النقابة، وأنها مسؤولة عن خرق تامر للحداد العام، قال: «أعتقد أن غضب الجمهور من تامر هو العقاب الأشد قسوة، لكن النقابة لا تملك لوائح أو قوانين لمثل هذه الحالات». 

المجلة الالكترونية

العدد 1077  |  آب 2024

المجلة الالكترونية العدد 1077