دارين حمزة: لن أكون في الجزء الثاني من مسلسل 'الغالبون'
درست التمثيل والإخراج في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية وشاركت في مجموعة «طالبين القرب» للكاتب مروان نجّار وكانت البداية... نالت شهادة الماجستر في التمثيل والإخراج في جامعة «وستمنستر» في لندن، وتحوّلت إلى نجمة لبنانية في السينما الإيرانيّة وقريباً العالميّة.
تعرّضت لكثير من الانتقادات لتأديتها دور الفتاة الجريئة المثيرة في فيلم «بيروت بالليل» الذي مُنع من العرض في الصالات اللبنانيّة. «لها» التقت دارين حمزة في هذا الحوار لتخبرنا عن أعمالها ومشاريعها.
- شاركتِ في بطولة فيلم «بيروت بالليل» للمخرجة اللبنانيّة دانييل عربيد الذي لم يتوقّف الجدل حوله، وخصوصاً بعد منعه من العرض في الصالات اللبنانية. هل شعرت بخيبة حين مُنع الفيلم من العرض في لبنان، في حين رحّبت به بلدان عديدة كالإمارات وفرنسا وغيرها؟
بالطبع، فبعد أن اعتدنا على لبنان البلد الذي يتيح للإنسان التعبير عن رأيه ويمنحه حقوق النشر، وكنّا طليعيين في هذا الموضوع، تلقّيت هذه الصدمة الصغيرة، لكني اعتبرت لاحقاً أن الموضوع حسّاس في هذه المرحلة، وبلدنا غير جاهز لتتناول السينما مسائل حسّاسة كهذه وأن تأخذ من الواقع أشياء، عندها تفّهمت هذا المنع بحقّ الفيلم.
- ما هو السبب الذي أدّى إلى هذا المنع، أهو سياسي أم الجرأة في المشاهد الحميمة؟
سبب المنع كان سياسياً، لأن الأفلام الاميركيّة معظم مشاهدها جريئة وحميمة، فلو كان السبب هو هذه المشاهد الجريئة، لكانوا حذفوا بعض المشاهد أو حدّدواً سنّ المشاهد بـ 18 سنة، وبالتالي سمحوا للصالات اللبنانية بعرض الفيلم.
فالمنع التام كان بالتأكيد نابعاً من موقف سياسي، لأنه تناول مسألة المخابرات وحادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
- ماذا تخبريننا عن الفيلم الأميركي الذي رشّحتِ أخيراً لبطولته؟
لا استطيع أن أتكلّم عن هذا العمل بالذات لأني سبق أن وقّعت عقداً لا يخوّلني الإفصاح عن أي معلومة عن الفيلم، فسأخضع لـ «كاستينغ» معهم في ربيع 2012، وإذا تمّ الاتفاق على كل التفاصيل، سوف نبدأ التصوير عام 2013.
- العالميّة هي حلم كل ممثل لبناني وعربي، هل تشعرين بأنّكِ بدأتِ تتذوّقين طعمها؟
سبق أن عملت مع مخرجين عالميّين خارج لبنان إن كان في أفلام إيرانيّة شاركت في مهرجان كان السينمائي، وإن كان في أفلام فرنسيّة.
يمكن أن أكون قد اقتربت من العالميّة أكثر فأكثر، فهدفي هو العمل مع أفضل وأهم المخرجين كي يخرجوا أفضل ما لديّ كممثلة.
- قيل إنّكِ اعتذرتِ عن عملين يتسمان بالجرأة لأنك لا تريدين أن تحصري نفسك في خانة معيّنة!
صحيح، بينها عمل مصري وثلاثة أعمال لبنانيّة، رفضت هذه الأعمال كي لا أصبح محصورة في هذا النوع من الأدوار، وأحرص دائماً على اختيار أدوار وشخصيّات مختلفة وغريبة عنّي كي لا أكرّر نفسي.
- ما مدى أهمية أن يتقن الممثل لغات متعددّة؟ فأنتِ أتقنتِ العربيّة (اللهجتين اللبنانيّة والسوريّة)، والفارسيّة والفرنسيّة والعبريّة.
بالطبع مهم جداً، فإن رغبتِ في أداء أدوار مختلفة وشخصيّات مركّبة، تشعرين بضرورة إقناع المشاهد بهذا الدور، فبعض الممثلات لا يرغبن في بحفظ لغة جديدة وتركيب شخصيّة غريبة عنهّن، فأنا من اللاتي يستمتعن بذلك، ممكن لأنني خرّيجة مسرح اعتدت على تركيب الشخصيّات الغريبة عنّا، والمتعة هي عندما تشاهدين نفسك وترين أنّك قد ركّبت شخصيّة مختلفة تماماً عنك في طبعها وجنسيتها ولغتها، فالأهم هو الاجتهاد على الشخصيّة.
- كيف تعلّمتِ الفارسيّة، وكم استغرق وقت تعلّمها؟
تعلّمتها في شهر من خلال قراءة كل جملة في النص بالعربيّة ومن ثمّ بالفارسية وحفظها، كذلك استمعت الى كيفيّة لفظهم اللّغة، فلم تكن سهلة بل استدعت جهداً منّي لإتقانها.
- كيف تحوَّلتِ إلى نجمة لبنانيَّة في السينما الإيرانيَّة؟
خضعت لتجربة الأداء التي نُظّمت في لبنان لاختيار ممثلة لاحدى الشخصيّات، جرّبت التمثيل في الحجاب ومن دون الحجاب وحرصوا على أن تكون الممثلة قد درست التمثيل، فتمّ اختياري في أوّل فيلم وأصبحوا يطرحون اسمي في كل مرّة يحتاجون فيها الى شخصيّة أجنبّية في فيلم إيراني.
- في السينما الإيرانيّة، في فيلم «كتاب قانون»، كنت المرأة المسيحية التي اعتنقت الإسلام وتعيش في طهران. وكنت الممرضة المسيحيّة في فيلم «الولادة الثانية». وفي فيلم «33 يوم»، كنت ضابطة إسرائيليّة، وتكلّمت فيه بالعبرية». ماذا ترك كل دور من هذه الأدوار في داخلك؟
تتعرفين على ثقافة جديدة وفكر جديد وفي الوقت عينه تقومين بتطبيق ما درسته وكيف تركّبين شخصيّة جديدة، تتعلّمين من كل شخصيّة شيئاً، حتّى شخصيّة بتول في مسلسل «الغالبون» تتعرّفين كيف عاشت حياتها والمعاناة التي مرّت بها، تعطين كل شخصيّة من نفسك وتأخذين منها، كذلك الأمر، هذه هي المهنة التي تقضين وقتك تتقمّصين الشخصيّات لتقديمها للجمهور واقناعه بها.
- في الفترة التي كان يعرض فيها مسلسل «الغالبون» على الشاشة، تداولت بعض مواقع التواصل الاجتماعي بعض الآراء التي قالت كيف للقيّمين على المسلسل رفض باسم مغنيّة لأنه يخرج كلّيبات لمغنّين، ويختارون دارين التي تتعرّى في فيلم سينمائي!! كيف تعاملتِ مع هذه الحملة؟
هناك جمهور يكرهك في شخصيّات معيّنة بينما يُحبّك في شخصيّات أخرى، ولكن لأنّهم أحبوا بتول كثيراً تخيّلوا أنها أصبحت «زها» اسم الشخصية في فيلم «بيروت بالليل»، لم يتقبّلوا رؤيتها في شخصيّة مختلفة ولم يستوعبوا أن هذا تمثيل، وأنا كممثلة دوري أن أوصل قصص نساء هذا المجتمع، إن كنّ صالحات أم لا.
فإن حاصرت نفسي في أدوار النساء المثاليّات فأشعر بأنني أكرّر نفسي. أمّا بالنسبة إلى الممثل باسم مغنيّة فقد قام بتمثيل أفلام إيرانيّة أيضاً، وحسب علمي أنّه سيكون معهم في الجزء الثاني لمسلسل «الغالبون».
- نظّمت «قناة» المنار حلقة خاصة لتكريم نجوم مسلسل «الغالبون» وحضرت عائلة «أبو حسين» بأكملها ما عداكِ، واعتبر العديد من المشاهدين أن «المنار» لم تستدعكِ للحضور لظهورك شبه عارية في الفيلم. صحيح؟
لم أحضر لأنني كنت في مصر لتصوير عمل، وهناك العديد من الممثلين لم يحضروا أيضاً مثل الممثل عمّار شلق. تلقّيت الدعوة ولم يكن هناك مشكلة.
- هل ستشاركين في الجزء الثاني من مسلسل «الغالبون»؟
لا أعتقد، لم أتلقّ أي اتصال منهم حتّى الآن، وقد ارتبطت في مسلسل «زي الورد» في مصر.
- هل تعتقدين أن السبب هو الفيلم؟
أظنّ ذلك، فالموضوع «أخذ أكبر من حجمه»، ولا أعلم ما هي الظروف التي تحيط بالقيّمين على العمل، ربّما كان الفيلم سبباً لعدم استدعائي من جديد، فعلى الأرجح لن أكون في الجزء الثاني من مسلسل «الغالبون».
- أحبّك الناس بدور «بتول» الفتاة المحجّبة الهادئة والرومانسيّة... أيّهما أحببت أكثر «بتول» المتّزنة أم «زها» الجريئة؟
بالتأكيد بتول، فهي شخصيّة محبّبة بينما «زها» خفت منها، وتحدّيت ذاتي فيها، فهي مخيفة فعلاً.
ولكنّني أرغب في تحدّي نفسي ولا آخذ الأدوار السهلة والجميلة، وإلاّ فأكون قد سلكت الطريق السهل، فهناك شيء في عمق الممثل يسأله هل أنت ممثل حقيقي وباستطاعتك لعب كل الأدوار أم لا!! أمّا في الحقيقة فأنا لست زها ولا حتّى بتول.
- ظن البعض أنك إيرانيَّة لمشاركتك في سبعة أفلام إيرانيَّة منوَّعة، واليوم يقال إنك من جذورٍ فرنسيَّةٍ لمشاركتك في فيلم تتحدَّثين به بالفرنسيَّة. ما هو شعورك حيال ذلك؟
تأدية دور شخصيّة غير لبنانيّة أو بلغة جديدة تتطلّب جهداً كبيرا واحترافيّة عالية، فهذه مهنتي ويفترض بي إقناع المشاهد بهذه الشخصيّة، وإذا نجحت في اقناعه أكون قد أديّت وظيفتي بطريقة صحيحة.
- كيف تصفين لنا تجربتك في مسلسل «الشحرورة» وكيف وجدتِ أداء كارول سماحة لشخصيّة صباح؟
تجربة جميلة جداً، وأحببت أداء كارول بالفعل رغم كل ما حكي، فشخصيّة صباح ليست بالسهلة، فهي مميّزة جدّاً.
كانت مشاركة مميّزة أضافت إلى مسيرتي ومنحتني عروضاً تمثيليّة مع المنتج صادق الصبّاح، منها دور «لارا» في المسلسل الجديد «زي الورد» بين لبنان ومصر، سيناريو وحوار فداء الشندويلي واخراج سعد هنداوي.
- في مسلسل «الشحرورة» أدّيتِ دور شقيقة «صباح»، من هي الشخصيّة التي ترغبين في تأدية دورها في المستقبل؟
ما يهمّني هو أن أتشابه مع الشخصيّة، لذا أرفض شخصيّات لا تشبهني. هناك شخصيّات عدّة أرغب بتأدية سيرتها الذاتيّة مثل الأديبة مي زيادة.
- هل من تحضير لأعمال لبنانية؟
بالإضافة إلى مسلسل «زي الورد» أقوم اليوم بتصوير مسلسل «غزل البنات» الذي أؤدّي فيه شخصيّة «سابين» التي تعاني من وسواس النظافة «بتقرف وبتنقّ كتير»، المسلسل كوميدي من إخراج رندلى قديح وكتابة نادين جابر ونصّها فعلاً جميل جداً ولذيذ وعفوي، والأطرف أن جميعنا بنات في المسلسل فتشاركني التمثيل أنجو ريحان وانطوانيت عقيقي وكريستينا صوايا ونادين ويلسون نجيم وجوانا كريم وسوف يُعرض على قناة «ال.بي.سي».
- أيّهما تفضّلين السينما أم التلفزيون؟
بالتأكيد أولوياتي في السينما، فيُعرض عليّ في السينما شخصيّات لا تُعرض عليّ كثيراً، وتقنياتها عالية جدّاً وتمثيلها واقعي أكثر، وهي الأشدّ جرأة لأنها تحدّد الفئة العمرية لمشاهديها، فمن يذهب لمشاهدة فيلم سينما غير الذي يشاهد التلفزيون في منزله. أمّا التلفزيون فيأتي في المرتبة الثانية فهو الحب الثاني.
- ما رأيك بالدراما اللبنانيّة؟
أعتقد أن الدراما اللبنانيّة في تحسّن خصوصاً بعد مسلسلي «الشحرورة» و«الغالبون»، وما أقرأه من نصوص، الأمر الذي يشجّعني على خوض التجربة من جديد، ونأمل أن يبقى التمويل موجوداً وأن نؤمن نحن والمشاهدون بهذه الدراما.
- ما الذي يميّزك عن سواكِ من الممثلات اللبنانيّات؟
لكل ممثلة ميزاتها وصفاتها وأسلوبها وتعبيرها الخاص بها وجمهورها، أما ما يميّزني هو أنني محترفة في هذه المهنة، فبالإضافة إلى الموهبة التي أمتلكها، تابعت دراسات عليا في لندن، وأجهد لتطوير نفسي، وأعطي من قلبي.
- بعد كل ما حقّقته، ماذا بقي لديك من طموحاتك المهنيَة؟
أحب التمثيل كثيراً، وهو الشيء الوحيد الذي لا يتعبني العمل به، فأعتبر نفسي محظوظة جداً لأنني أمارس المهنة التي أحب، وأشكر ربّي أنني اخترتها مهنتي. طموحي أن يُعرض عليّ المزيد والمزيد من الشخصيّات الجديدة لتأديتها.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024