تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

هاني عادل: حلا شيحا ليست سبب شهرتي...

رغم أنه حقق شهرته من خلال قيادته لفريق «وسط البلد» الغنائي، لا يزال يطارده اتهام بأن ارتباطه بالفنانة المعتزلة حلا شيحا في فترة ما هو السبب الحقيقي لشهرته، إلا أن المطرب هاني عادل لم يرد على هذا الاتهام من قبل، وكان يفضل دائماً تجاهله، لكنه وللمرة الأولى قرر أن يرد بكل صراحة ويحسم هذا الأمر.
وقد تحدث معنا عن علاقته بحلا وأسرتها، كما تكلم عن عمله مع هند صبري في مسلسل «عايزة أتجوز» وفيلم «أسماء»، وحقيقة اعتماده على وسامته في اتجاهه إلى التمثيل، كما كشف رأيه في كريم عبد العزيز وأحمد عز وأحمد حلمي وأحمد مكي، وأعلن أيضاً موقفه من إمكان الانفصال عن فريقه الغنائي.


- فيلم «أسماء» لم يكن التجربة الأولى بينك وبين هند صبري بل عملت معها من قبل في مسلسل «عايزة أتجوز»، فهل هناك صداقة تجمعكما؟
نحن زميلان في الوسط الفني، وأنا أكنُّ لهند كل الاحترام والتقدير، وعملنا معاً في فيلم «أسماء» ومسلسل «عايزة أتجوز» جاء عن طريق الصدفة، لكنني أعتبرها صدفة جميلة، لأن تجربتي مع هند صبري لا توصف، فهي رائعة على المستويين المهني والشخصي.
وقد استفدت منها كثيراً، خاصة في فيلم «أسماء» ثاني تجربة لي معها، حيث شعرت باهتمامها بكل فريق العمل ومساعدتها للجميع بمن فيهم أنا شخصياً، رغم شعورها بالإرهاق أثناء تصوير الفيلم بسبب حملها في تلك الفترة، فهي كانت تصر على الوجود داخل أماكن التصوير، حتى في الأيام التي لم يكن فيها مشاهد تخصها. وهي كانت في الواقع وراء تألقي.

- هل دور الشرف الذي قدمته معها في مسلسل «عايزة أتجوز» شجَّعك على تكرار تجربة الوقوف أمامها؟
بالتأكيد، فدوري في مسلسل «عايزة أتجوز» أضاف إلي الكثير رغم أنه دور صغير، لكن تمت استضافتي في أهم حلقتين من المسلسل، وهما قبل الأخيرة والأخيرة، وكان هذا شرفا كبيرا لي.
والمسلسل حقق نجاحاً كبيراً ونسبة مشاهدة عالية جداً على مستوى العالم العربي أجمع، ويكفى وقوفي أمام الفنانة الرائعة هند صبري. وبصراحة أشعر بأن دوري فى هذا المسلسل قربني بشكل أكبر من الجمهور.

- في إطار أحداث فيلم «أسماء» لم يتم توضيح سبب إصابتك بمرض «الإيدز»، فما السبب ؟
كان هذا هو المقصود من الفيلم، ذلك إن رسالة الفيلم هي أن نتعامل مع مرضى الإيدز بشكل عادي، وليس من الضروري أن نعرف من أين أصيبوا بهذا المرض، لذلك لم نوضح في الفيلم سبب إصابتي.

- على المستوى الشخصي هل من الممكن أن ترتبط بفتاة مريضة بالإيدز؟
أوافق على الارتباط بها مادمت أحبها، لأنه لا يوجد سبب أو مبرر يجعلني أبتعد عنها بعد معرفتي بمرضها. كما إنني سأقف بجانبها طوال العمر، ولو لم أكن مقتنعاً تماماً بهذا لما قدمت فيلم «أسماء»، فأنا مقتنع برسالة الفيلم، وبأن مريض الإيدز يحتاج إلى الوقوف بجانبه، لأنه من الممكن أن يكون أي منا مكانه.

- رغم أن الأفلام التي شاركت فيها مثل «أسماء» و«هليوبوليس» و«ميكروفون» حصدت الجوائز فهي لم تحقق الربح المادي المطلوب، ما تفسيرك؟
لا أعرف السبب بالضبط، لكن لكل فيلم ظروفه الخاصة، فمثلاً فيلم «ميكروفون» عرض يوم 25 كانون الثاني (يناير) الماضي، وسط اندلاع أحداث الثورة المصرية، لذلك كان الإقبال عليه ضعيفاً جداً، وأعتقد أن هذا سبب قوي لعدم تحقيق الربح المادي المرجو من الفيلم.
أما فيلم «هليوبوليس» فهو يناقش فكرة الأقليات في مصر، وعملنا فيه دون أي مقابل مادي، وحتى عندما عرض الفيلم وحصد المنتج بعض الأموال من الإيرادات لم يطلب فريق العمل أي أجور.
أما فيلم «أسماء» فقضيته شديدة الجرأة، وحقق نجاحاً فنياً ونقدياً مهماً وإيرادات معقولة، مقارنة بالظروف الصعبة التي أحاطت بتوقيت عرضه.
لكن أريد أن أوضح شيئاً مهماً وهو أن السبب الرئيسي لعدم تحقيق هذه الأفلام لإيرادات عالية هو أن الدعايه المسبقة لم تكن على المستوى المطلوب لإقناع الجمهور بالإقبال على العمل، إلى جانب الظروف الأخرى مثل توقيت عرض الفيلم وغيرها من الأسباب التى تؤثر في إيرادات الفيلم.

- هل ترى أن الأفلام ذات المضمون الخفيف تحقق إيرادات أعلى؟
لا يحدث هذا دائماً، فهناك أفلام جادة تحقق نجاحاً جماهيرياً أيضاً، ولا بد أن تكون كل أنواع الأفلام موجودة، وللجمهور حرية اختيار ما يرغب في مشاهدته، لكنني بشكل شخصي أرفض الأفلام الخفيفة التي لا تحتوي على مضمون أو رسالة.

- معنى ذلك أنك ترفض أي دور في فيلم خفيف حتى لو كان متماشياً مع رغبة الجمهور؟
لا أعتقد أنني يمكن أن أفعل ذلك، فأنا لست ممن يمثلون للحصول على المال أو لتحقيق جماهيرية ضخمة، بل من أجل القيمة الفنية للعمل، لذلك من المستحيل أن أشارك فى فيلم بلا مضمون لمجرد تحقيق إيرادات عالية.

- من هو الممثل الكوميدي الذي يقدم رسالة في أفلامه؟
أرى أن أحمد حلمي يقدم أعمالاً جيدة وكذلك أحمد مكي، وهما لا يتنافسان، لكن كل منهما يقدم أعمالاً مختلفة تماماً عن الآخر، بل إن كلاً منهما مميز في منطقته، بداية من الشكل والكاريزما إلى الصوت وطريقة الأداء.
أما بالنسبة إلى محمد سعد فأنا أتمنى أن يعود إلى مستواه الذي ظهر به من قبل، وتحديداً في بداياته الفنية، لأنه فنان كوميدي من طراز عالٍ، لكن الأعمال التى يقدمها الآن أصبحت معروفة لدى الجمهور، ومتوقعة منه قبل أن تعرض على الشاشة.

- اتجهت أخيراً إلى الدراما التلفزيونية، وتصوّر الآن مسلسلين هما «زي الورد» و«ذات» فما الذي جذبك اليهما؟
جذبني السيناريو، «زي الورد» من إخراج سعد هنداوي، ويشاركني البطولة يوسف الشريف ودرة وصلاح عبد الله، ولن أكشف تفاصيل دوري فيه الآن، خصوصاً أنه ما زال في مرحلة التحضير.
أما المسلسل الثاني «ذات» فهو مع نيللي كريم وباسم سمرة وإخراج كاملة أبو ذكري، وأقدم فيه شخصية «عزيز»، الطالب الجامعي الذي يتبنى قضايا البلاد ويرغب في تصحيح الأوضاع. وبصراحة لم أقصد الاتجاه إلى التلفزيون، بل المسألة جاءت بالصدفة البحتة.

- أنت متهم بأنك استغللت وسامتك لتدخل عالم التمثيل، فما ردك؟
أطالب من يقول ذلك بمشاهدة فيلم «أسماء»، ليتأكد أنني لم أعتمد فيه على وسامتي، فهذا الكلام مضحك وليس له أي أساس من الصحة، فلو حققت النجاح سيكون هذا بفضل موهبتي وليس بفضل شكلي.

 

- هناك العديد من الممثلين الذين ظهروا في بداياتهم الفنية بحكم وسامتهم الشكلية، مثل أحمد عز وكريم عبد العزيز وغيرهما ممن حققوا نجاحات كبيرة خلال مشوارهم الفني!
أحمد عز ممثل بارع وفنان رائع وموهبته هي ما ميزه وجعله يتألق، وكذلك كريم عبد العزيز. فكل منهما نجم في التمثيل، والشكل يعتبر عنصراً ثانوياً أو إضافة وليس السبب الرئيسي لنجاحهما.

- هل ساعدك أحد في دخول مجال التمثيل؟
دخولي مجال التمثيل كان عن طريق الصدفة، فلم أخطط أبداً لأن أكون ممثلاً، ولم أعرض نفسي في يوم من الأيام على مخرج أو غيره لأقوم بالتمثيل، لكن جميع الأدوار التي قمت بها جاءت عن طريق اتصال المخرجين بي وطلبي أداء دور معين... التمثيل لم يكن في حساباتى في أي وقت من الأوقات، لكن هذا لا يعني أنه لم تواجهني صعاب، بل إنني تعرضت للعديد من الضغوط والتوترات النفسية بسبب التمثيل، فكلما كانت تعرض عليَّ فكرة التمثيل كنت أرفض بشدة لعدم اقتناعي بأنني أمتلك تلك الموهبة، وكان آخرها في فيلم «أسماء»، عندما أخبرني المخرج عمرو سلامة برغبته في مشاركتي العمل، وبدأت قراءة السيناريو، ورفضت الدور لأنني شعرت بعدم صلاحيتي له، لكنه شجعني كثيراً حتى وافقت على العمل.

- هل ساعدك غناؤك في بعض الأفلام مثل «زي النهارده» و«عودة الندلة» في الإقدام على خطوة التمثيل؟
لم يحدث ذلك، فغنائي في بعض الأفلام وظهوري فيها كانا غير مقصودين على الإطلاق، فمثلاً في فيلم «زي النهاردة» أديت أغنية «تسمحيلي»، وضعت موسيقى الفيلم كاملة، وظهوري بالعمل جاء بطريقة غير مقصودة، ولم يساعدني ذلك في خطوة التمثيل، ولم أحاول استغلالها لتعريف الجمهور بي، كما قيل في بعض الصحف، لأن الجمهور كان يعرفني من خلال حفلاتي مع فريق «وسط البلد».

- هل ترى أنك نجحت فى تحقيق النجومية مقارنة بنجوم جيلك مثل أحمد الفيشاوي؟
لا أحب المقارنة بيني وبين أحد، لأنني أحب الجميع وعلى رأسهم أحمد الفيشاوي، وهو فنان ناجح جداً، لكن لا تجوز المقارنة بيني وبينه، فكل منا له شكل تمثيلي مختلف عن الآخر.
كما أنني لست مقتنعاً بمسألة الأجيال، لأنه من الممكن أن أحقق نجومية أكثر من غيري من أجيال أخرى. ودون ادعاء للتواضع، أرى أنني لم أحقق نجومية حتى الآن، بل ما زلت في مرحلة التعلم من غيري، وسأظل أتعلم طيلة عمري كلما وقفت أمام ممثلين جدد أكثر خبرة مني لم أعمل معهم من قبل.

- هل انشغالك بالغناء والتمثيل أثّر سلبياً على أحدهما وعلى تحقيقك خطوات بشكل أسرع؟
أرجو ألا يكون قد حدث ذلك، لأن أولوياتي للغناء إلى درجة أنني من الممكن أن أرفض المشاركة فى فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني بسبب فرقتي وحفلاتها، ففرقة «وسط البلد» هي الأساس بالنسبة إلي ولن يتغير فكري في ذلك حتى إذا أصبحت نجما سينمائيا، وإذا شعرت بأي خلل سأترك التمثيل لمصلحة الغناء.

- ما سبب تمسكك بالغناء حتى لو كان على حساب نجاحك كممثل؟
لأنني أحب الغناء منذ الصغر، فقد بدأت الغناء من خلال الحفلات المدرسية وكنت أتقن الغناء بالعديد من اللغات، خاصة الإنكليزية والفرنسية، وعندما التحقت بالجامعة بدأت أحتراف الغناء في الحفلات الكبرى وفي أشهر الفنادق، وانضممت إلى فرقة اسمها «أوتار»، ومكثت فيها فترة طويلة، ثم انفصلنا عنها أنا وزميل آخر، لتكوين فرقة خاصة بنا وهي فرقة «وسط البلد»، ولذلك لا يمكن أن أتخلى عن الغناء مهما كانت الإغراءات.

- لماذا أطلقتم اسم «وسط البلد» على فريقكم الغنائي؟
وسط البلد أحد الأماكن المعروفة في القاهرة، وهو المكان الذي تعرف فيه أعضاء الفرقة بعضهم على بعض، وقد أصبح الآن مكان اجتماعاتنا والمفضل لدينا، لذلك اقترحنا أن نطلق على الفرقة اسم «وسط البلد».
وجاءت فكرة إنشاء الفرقة عندما أصبحنا أصدقاء، ووجدنا أننا جميعاً نحب الغناء المختلف بأفكار جديدة، فقررنا تكوين فرقة وأن نجعل الجمهور يحب هذا النوع من الغناء، وأعتقد أننا نجحنا في تقديم جديد ونلنا إعجاب الجمهور.

- ماذا عن مشاريع الفريق؟
نحضّر لألبوم جديد، هو الثاني لفرقتنا بعد «روبابيكيا»، لكننا حتى الآن لم نستقر على اسمه، فنحن في مرحلة اختيار الأغاني، وبعدها سنبدأ تسجيلها واختيار أغنية الألبوم الرئيسية.

- وهل تفكر في الغناء بشكل مستقل؟
لا أفكر أبداً في الانفصال عن الفريق، فنحن مستمرون معاً ونحقق نجاحات ونريد الحفاظ عليها.

- يتردد دائماً أن ارتباطك بالفنانة المعتزلة حلا شيحا في فترة من الفترات هو السبب الرئيسي لشهرتك، فما تعليقك؟
أكنُّ لحلا كل الاحترام والتقدير، وهي إنسانة طيبة جداً على المستوى الشخصي، وأنا سعيد جداً لمعرفتي بها وليس ارتباطي بها فقط.
لكن ما يقال عن أنها سبب شهرتي غير صحيح على الإطلاق، والدليل على ذلك أنني كنت معروفاً لدى الجمهور قبل ارتباطي بحلا عن طريق فرقة «وسط البلد»، وأيضاً مثلت في بعض الأعمال الفنية قبل ارتباطي بحلا، كما أن حلا شيحا، الفنانة في ذلك الوقت، لو كانت على سبيل المثال قد تزوجت من شخص يعمل في شركة كمبيوتر، وليس من الوسط الفني، هل كان سيحقق الشهرة والنجومية، أو كان سيدخل في مجال التمثيل لمجرد أنه زوج حلا شيحا؟ بالطبع لا، ولذلك فهذه مجرد أقاويل ليس لها علاقة بالواقع.

- خرجت خلال تلك الفترة العديد من الشائعات فكيف كنت تواجهها؟
بالفعل كانت الشائعات كثيرة جداً حتى وصلت إلى حد اتصال بعض الصحافيين بي وإبلاغي بأن حلا شيحا تقول إنها قررت الانفصال عني عندما اكتشفت أنني ارتبطت بها من أجل تحقيق الشهرة، وكنت أعلم جيداً أن حلا لا يمكن أن تقول ذلك، وأن علاقتنا انتهت بسبب القسمة والنصيب، لكن في النهاية هذه هي عيوب الشهرة التي تعلمتها في ذلك الوقت.

- وما هي علاقتك الآن بحلا شيحا وأسرتها؟
علاقتنا جيدة جداً، ولا توجد أي خلافات بيننا.

- هل ترى أن زيجات الوسط الفني مهددة بالفشل أكثر من غيرها؟
لا أرى ذلك على الإطلاق، فهناك زيجات عديدة من الوسط الفني حققت النجاح، ويجب ألا ننظر إلى بعض الحالات التي لم تكتمل، والمسألة ليست لها علاقة بالمهنة، بل إن الأساس هو مدى الحب والثقة والتفاهم بين الطرفين، سواء كانا من داخل الوسط الفني أو خارجه.

- ماذا عن هاني عادل الأب؟
رزقني الله ابنتين هما «ليجنا» و«ليال»، وأعتبرهما كل حياتي وأتمنى لهما مستقبلاً سعيداً.

- من هم أصدقاؤك في الوسط الفني؟
معظم أصدقائي من داخل الوسط الفني هم الممثلون الذين عملت معهم. أيضا لي أصدقاء مقربون تجمعنا عشرة كبيرة تمتد إلى العديد من السنوات، مثل المطرب أحمد فهمي والثلاثي الرائع شيكو وفهمي وماجد، وهم معروفون بأبطال فيلم «ورقة شفرة». لكن للأسف لم نعد نتقابل كثيراً بحكم الظروف وانشغالنا الدائم بالعمل.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079