محمد كريم: غيّرت صورة الفنان العربي في السينما الأميركية
أكد الفنان المصري محمد كريم أنه أصبح يسير بخطوات ثابتة في مشواره بالسينما الأميركية، بعدما خاض تجربتين سينمائيتين مع اثنين من كبار نجوم السينما الأميركية والعالمية، وهما نيكولاس كيدج وبروس ويليس، خلال السنوات الثلاث الماضية. في حواره مع "لها"، يقول محمد كريم إنه أصبح في إمكانه حالياً العودة إلى الدراما المصرية والعربية بعدما ثبّت قدميه في أميركا وبات قادراً على التنويع والتنقّل بين السينما العالمية وتلك العربية، ولكن بشرط أن يكون العمل جاداً وهادفاً ويحمل رؤية محدّدة، مؤكداً أن في السينما المصرية والعربية عدداً كبيراً من النجوم القادرين على تمثيل بلادهم في السينما الأميركية خير تمثيل مثلما فعل هو.
- هل حقق محمد كريم كل طموحاته التي كان يحلم بها حين قصد أميركا من سنوات؟
لقد حققت جزءاً كبيراً من أحلامي، ولكن ليس كلها، فأنا ما زلت أخطو أولى خطواتى في السينما الأميركية والعالمية، وأسعى جاهداً لأن أشرّف بلدي ومنطقتي العربية هناك، وأعتقد أنني نجحت في ذلك، فإذا نظرت إلى فيلمي الأخير مع بروس ويليس، وهو فيلم "يوم للموت"، ستجد أنني أجسد فيه شخصية ضابط شريف يسعى لتحقيق العدالة، وهو دور كان من النادر أن يؤديه فنان مصري أو عربي، ذلك أن الفنان العربي يلعب دائماً دور الإرهابي أو الشرير، الذي يكون معاكساً لدور البطل، ولكن في هذا الفيلم تغيرت المقاييس بحيث قدّم بروس ويليس دور الضابط الفاسد، وقدّمت أنا دور الضابط الشريف الذى ينجح في تحقيق العدالة في النهاية.
- ما أكبر أحلام محمد كريم في السينما العالمية؟
أحلم بتقديم أفلام مهمة بميزانيات ضخمة، فمثلاً فيلمي مع نيكولاس كيدج حقق نجاحاً جيداً ولكن ميزانيته كانت محدودة، وفي فيلم "يوم للموت" كانت الميزانية أكبر وأضخم، ولدي حالياً ثلاثة أفلام أخرى صوّرت اثنين منها والثالث جارٍ العمل عليه حالياً، ولكن الحلم الأكبر الذي أسعى لتحقيقه هو أن أكون الفنان العربي الذي يحصد أعلى الإيرادات في تاريخ هوليوود، مثل الفنان الأسترالي كريس هيمسورث الذي يفتخر به الأستراليون لأنه سجّل أعلى الإيرادات في الـ"بوكس أوفيس"، كما أطمح لنيل شهرة واسعة كالفنان الكبير عمر الشريف.
- ما الذي تعلّمته من الفنان عمر الشريف؟
قابلت الفنان الراحل عمر الشريف مرة واحدة في عام 2003، وكان أول شخص ينصحني بالسفر إلى أميركا من أجل التمثيل، حيث كان قد عُرض عليَّ عمل أجسّد فيه شخصية إرهابي، ومن خلال حديثي معه وقتها تكوّنت بداخلي قناعات وأمور عدة بتّ أستخدمها حالياً في أميركا، منها التفكير الدائم وأن أتخذ أحداً قدوة في اختيار الشخصيات. عمر الشريف لم يكن فناناً عالمياً فحسب، بل مثال حيّ لتحقيق أعلى درجات النجاح مع سلامة النفس وتمنّي الخير للآخرين، ولذلك كل مَن تعامل معه وقع في غرامه.
- هل حقق فيلم "يوم للموت" كل ما كنت تحلم به؟
أنا أخطو خطوات ثابتة، فالفيلم الأول مع نيكولاس كيدج كان رائعاً مقارنةً بميزانيته، وحققتُ من خلاله ما كنت أهدف إليه، أي تقديم دور كبير مع فنان كبير. أما تجربة فيلم "يوم للموت" فكانت أفضل لأنني خضتها مع فنان عالمي وذي شخصية مميزة ومختلفة عن الفنان العربي، بالإضافة إلى الميزانية الضخمة التي خُصّصت للفيلم، فلك أن تتخيّل أن ولاية ميسيسيبي أخلت شوارع بأكملها في منطقة جاكسون داون تاون من أجل تصوير مشاهد فيلمنا فيها، وهو أمر يكشف حجم المبالغ المادية الكبيرة التي أُنفقت على الفيلم حتى يخرج الى النور. عموماً، أنا راضٍ تماماً عن دوري في الفيلم.
- بعد تلك النجاحات، هل أصبحت تشعر بأنك الفنان الرقم 1 في الوطن العربي؟
ما من فنان في العالم يسعى للنجاح والتفوّق يدير خططه وأفكاره بالمكانة الرقمية التي وصل إليها. بخلاف الغرب، وحدنا العرب نهتم بالأرقام والمراكز، فهل رأيت يوماً توم هانكس أو نيكولاس كيدج أو بروس ويليس يحدّد مكانته الرقمية وترتيبه بين الفنانين؟ بالتأكيد لا، على الفنان أن يقدّم عملاً فنياً جاداً وهادفاً، أما بالنسبة إليّ فالنجاح هو أن توضع صورتي بجانب صور لقامات فنية عالمية، فهذا في رأيي أفضل من أي ترتيب أو رقم.
- ألا تخشى أن تُضعف عودتك للتصوير في الوطن العربي مكانتك في أميركا؟
إطلاقاً، بالعكس أرى أننا أصبحنا نقدّم أعمالاً درامية في السينما والتلفزيون على درجة كبيرة من الجودة في التصوير والإخراج والصوت والإضاءة، فما نقدّمه لا يختلف كثيراً عما يتم تقديمه عبر المنصات العالمية مثل "نتفليكس" و"أمازون"... كل ما يهمّني لقبول المشاركة في عمل مصري أو عربي، أن يتضمن سيناريو جيداً ويحمل رسالة هادفة. وإذا اكتفى أي فنان بما قدّمه خارج بلاده، فلن يكون هناك فن أو سينما إلا في الولايات المتحدة، وعلى كل فنان أن يقدّم فنه للعالم.
- مَن هم الفنانون الذين ترغب في مشاركتهم عملاً درامياً بأميركا؟
هناك العشرات من الفنانين العالميين الذين أتمنى التمثيل معهم على غرار: فان ديزل، مورغان فريمان وميل جيبسون، خاصة بعدما حققت حلمي بالوقوف أمام الفنان العالمي بروس ويليس.
- ممّن تعلّمت التمثيل أكثر: نيكولاس كيدج أم بروس ويليس؟
كل واحد منهما مدرسة في حد ذاته، وبكل تأكيد تعلّمت من الاثنين أثناء التصوير، ربما بروس ويليس أكثر لأن كل مشاهدي كانت معه، هو أمر رائع بالنسبة إليّ، وأشكره على ما فعله معي، وأدعو له بالشفاء العاجل وأن يعود لجمهوره.
- وأي فنان مصري ترشّحه للتمثيل معك في هوليوود؟
للعلم، الفنان المصري باتت له مكانة مرموقة في السينما الأميركية والعالمية، خاصة بعد حصول رامي مالك على جائزة الأوسكار منذ عامين عن فيلمه المهم "بوهيميان رابسودي"، فالكل أصبح يرى الفنان المصري من منظور جديد ومختلف، وأنا لا أحب أن أرشّح اسماً بعينه، ولكن هناك العشرات من الفنانين الذين لو عملوا على أنفسهم وأتقنوا اللغة الإنكليزية فستكون لهم مكانة مهمة في أميركا.
- طوال فترة وجودك في أميركا، هل تعرّضت لأي نوع من أنواع التمييز العنصري، مثلما قدّمتموه في فيلم "يوم للموت"؟
في الحقيقة، لم أتعرّض لأي تمييز عنصري خلال إقامتي في أميركا، بل على العكس فقد نجحنا في تقديم رسالة هادفة مع نهاية الفيلم؛ وهي أن على الإنسان أن يتمسك بمبادئه حتى آخر لحظة في حياته، حتى وإن تعرّض للخطر، لأنه في النهاية يحمي ملايين البشر من الخطر والأشرار، ولا أنكر أن تلك الأمور موجودة في أميركا وفي كل بقاع العالم، ولكنني شخصياً لم أتعرض لها.
- لماذا لا تتحدث كثيراً عن حياتك الشخصية والعامة؟
لأنها أمور خاصة ولا تهمّ المشاهد أو المتلقي بشيء، فكل ما يشغل جمهوري هو فني، ولذلك أرى أن على الفنان أن يبعد حياته الشخصية عن وسائل الإعلام، فربما يرفض أفراد عائلته تداول أسمائهم على ألسنة الناس.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024