وفاء عامر: سأكون سوزان مبارك...
رغم كل ما تردد عن خلافات ساخنة وقعت بينها وغادة عبد الرازق في فيلم «كف القمر»، نفت وفاء عامر لنا ذلك، وكشفت حقيقة علاقتها بغادة، كما تكلمت عن الفنانة الأخرى التي خرجت بصداقتها من هذا الفيلم، وأبدت رأيها في خالد صالح وهيثم زكي وصبري فواز والأردني ياسر سامي.
وتحدثت أيضاً عن مسلسلها المقبل «كاريوكا»، وكشفت الكثير من أسراره، وفي النهاية فجرت لنا مفاجأة قائلة: «سأكون سوزان مبارك على الشاشة»!
- دعينا نبدأ بفيلمك الأخير «كف القمر» خاصة بعد الإشادة التي حصلت عليها من النقاد. لماذا لم يحقق الفيلم إيرادات جيدة؟
أعتقد أن الجمهور بدأ يشعر بالملل من الأفلام التي تدعو إلى لم الشمل والوحدة والترابط بين الأشقاء، والدعوة إلى تنحية الخلافات جانباً، لكنني في الوقت نفسه أعتقد أن الفيلم سينجح في تحقيق مشاهدة جيدة جداً عند عرضه على شاشات الفضائيات.
وبشكل عام أنا غير حزينة على عدم تحقيق «كف القمر» إيرادات كبيرة، لأن هذا الفيلم تحديداً كان من الأفضل عرضه قبل أحداث الثورة، وحينها كان سيلاقي نجاحاً منقطع النظير.
سوء الحظ أدى إلى تأجيل عرضه أكثر من مرة، لكن هذا لا يعني أن الفيلم غير ناجح، على العكس، هذا الفيلم يحمل قيمة فنية وإنسانية سيتداولها التاريخ، وأعتقد أن كل من شاهد الفيلم أكد ذلك وأبدى إعجابه الشديد بالمجهود الكبير الذي بذلناه خلال تصويره.
- ما رأيك في أداء الفنانين الذين شاركوا في بطولة الفيلم مثل جومانا مراد وغادة عبدالرازق؟
لا أستطيع تقويم أي زميلة، فمهنتنا واحدة، ودائماً ما أترك التقويم للناقد والمشاهد اللذين يمتلكان حق تقويمي وزملائي. لكن أود أن أقول إن جومانا تحديداً كانت الأقرب إلى قلبي أثناء الفيلم، لأننا كنا نتقاسم يوم التصوير، فكنا نجلس كثيراً مع بعضنا، وننتظر حتى تنتهي كل منا من مشاهدها لنتحدث قليلاً.
أما أنا وغادة فنحن نعرف بعضنا جيداً منذ فترة، وهناك تعاملات فنية وإنسانية سابقة بيننا، وغادة بالطبع ممثلة قديرة جداً، لكنني أستطيع أن أقول إنني خرجت من هذا الفيلم بمعرفة صديقة جديدة هي جومانا مراد.
- دار جدل كبير حول وجود خلافات بينكما بسبب قوة دورك وصغر حجم دورها. هل هذا صحيح؟
لم يحدث بيننا خلافات من أي شكل، وكل ما يدور حول هذه النقاط يقف وراءه ضعفاء يسعون لحدوث انشقاق بيننا. وقد جمعتني وغادة جلسات عمل كثيرة قبل الفيلم بوجود كل فريق العمل، ولم يكن هناك خلاف واحد يذكر بيننا، وجميع الزملاء كانوا سعداء بأدوارهم كما هي.
- وهل كانت المشاهد التي جمعتكما تسير بشكل جيد أثناء التصوير أم أنك استشعرت من تصرفاتها ما قد تخفيه القلوب؟
أقسم أنني لم أشعر ولو للحظة بما تقوله، والعلاقة بيننا كانت ولا تزال على أفضل ما يرام.
- هل تعلمين أن المخرج خالد يوسف صرح إلى «لها» قبل فترة قصيرة أنه لم يحذف كادراً واحداً من مشاهد غادة عبدالرازق في الفيلم واتهمها بأنها تبحث عن افتعال مشكلة لتسليط الأضواء عليها؟
بما أنه قال هذا الكلام فهو يعلم ما لا نعلمه نحن، لكنني لم أشاهد أي خلافات من هذا النوع بينهما أثناء التحضير أو التصوير، فقد جمعتنا جلسات عمل كثيرة كما ذكرت، وكانت كلها في منتهى الود والاحترام بين زملاء مهنة واحدة.
حتى أثناء الاستراحات، كانت الأمور تسير بشكل طبيعي جداً، وأنا شخصياً لا أملك تعليقاً على هذا السؤال، خاصة أنني لم أتدخل بشكل كبير في أي تفاصيل أخرى.
- باعتبارك في الكواليس، هل يمكنك التكهن بأسباب الخلافات الحقيقية بين غادة وخالد؟
من قال لا أعلم فقد أفتى، وأنا شخصياً أبعد ما أكون عن معرفة أسباب المشكلة إذا كانت هناك مشكلة من الأساس، لذلك لا أستطيع حتى التكهن.
- كيف كان انطباعك عن هيثم أحمد زكي خلال تصوير الفيلم وبعد مشاهدته؟
كنت شديدة الإعجاب بأداء هيثم، خاصة أنه نجح في تقديم ما لم يكن متوقعاً منه، وهذا أسعدني كثيراً، حتى أنني أثناء مشاهدتي للفيلم شعرت بأن الدمعة التي انسابت من عينيه سقطت في يدي بالفعل، وهذا هو منتهى الصدق في الأداء.
- أكدت من قبل أن ترتيب الأسماء على تترات الأعمال لا يعنيك لأنك تثقين بمخرج العمل، ألا ترين أن هذه حالة صفاء نفسي لم تعد موجودة حالياً بين العاملين في الوسط الفني؟
الصفاء النفسي ليس المقياس الوحيد بالنسبة إلي، بل هناك أيضاً الثقة المتبادلة بيني وخالد يوسف التي كان لها عامل كبير، لأنني كنت على ثقة منذ البداية بأنه سيضع اسمي بالشكل وبالطريقة اللذين يليقان بالعمل قبل أن يليقا بي. ثانياً، أنا لا أستطيع أن أتدخل في عمل أي مخرج وأطلب منه وضع اسمي بشكل معين، فهذا ليس من اختصاصي، ولا أهتم بهذه الأشياء، فمهنتي هي التمثيل، والتمثيل مهنة عظيمة وأنا ارتضيتها لنفسي، وهو ما يفرض عليَّ أن أرتضي كل قواعد المهنة التي أعمل فيها، لأنه لا يجوز أبداً أن أتناسى متعة التنقل من شخصية إلى أخرى ومن عمل إلى عمل.
وهذا ما أطبقه أيضاً أثناء اتفاقي على أجر أي عمل، فدائماً ما أترك هذه النقطة ولا أناقشها إلا بعد أن أقرأ السيناريو جيداً وأقرر بشكل نهائي الموافقة عليه.
وهذه هي المبادئ التي أتعامل بها في كل أعمالي، لذلك لا أهتم بمثل هذه التفاصيل، وحساباتي دائماً ما تكون مختلفة في مثل هذه النقاط.
- إذاً الثقة المتبادلة بينك وخالد يوسف لم تكن السبب الوحيد وراء عدم اهتمامك بترتيب اسمك خاصة في ظل تمسكك بأخلاقيات المهنة كما ذكرت؟
بالطبع ثقتي بخالد كان لها دور كبير، لأن خالد يقدر حجم الفنان الذي يعمل معه. وأنا شخصياً أحب العمل مع خالد، وكنت على ثقة أنه يقدر موهبتي، وقد ظهر ذلك لي واضحاً أكثر من مرة أثناء التصوير عندما كان يحفزني ويشجعني دائماً ليخرج أفضل ما عندي.
- إذا افترضنا جدلاً عدم إسناد شخصية الأم لك في فيلم «كف القمر»، فمن هي الشخصية البديلة التي كنت ستوافقين على تجسيدها في الفيلم؟
لم أرَ نفسي إلا في شخصية قمر، ولم أفكر في أي شيء سوى أنني مرشحة لأداء هذه الشخصية، لأنها كانت الأقرب إلى قلبي. وبمجرد انتهائي من قراءة السيناريو لم أتخيل أنني سأجسد شخصية أخرى.
لكن في الوقت نفسه لو كان الأستاذ خالد عرض عليَّ أي شخصية أعتقد أن كل شخصيات الفيلم مناسبة لي، لكن بالفعل شخصية قمر كانت الأقرب إلي، خاصة أنني أدركت منذ اللحظة الأولى أنها تحتاج إلى مجهود فني كبير، وأنا أعشق تجسيد الشخصيات التي تدفعني إلى بذل الكثير من المجهود.
- ألا ترين أن طريقة سير شخصية الأم دون انحناء أو تعب لم تكن تتماشى مع عمرها الذي تجاوز السبعين طبقاً للأحداث، خاصة أثناء محاولتها الإمساك بالأطفال عندما كانوا يقومون بسرقة المنزل؟
شخصية الأم كانت قيمة كبيرة بالنسبة إلى المخرج الذي كان يريد أن يظهرها في شكل معين هو مؤمن به، فكان يراها شخصية قوية لا تضعف ولا تنحني، وقد بدا ذلك في أكثر من مشهد، مثل مشهد سقوطها أرضاً بسبب تسمم يدها.
فعندما تدافع جيرانها على الإمساك بها دفعتهم جميعاً وصرخت فيهم قائلة: «سأقف وحدي دون مساعدة!». وأنا شخصياً حاولت أن أجتهد وأنحني في بعض المشاهد، لكن خالد يوسف كان يقول لي: «لا تنحني»، لأن قمر شخصية قوية ستعيش وستموت هكذا.
حتى أنني في بعض المشاهد كانت دموعي تنساب دون قصد نظراً الى طبيعة المشهد، فكنت أفاجأ به يقول لي: «لا تبكي أو تدمعي، لأن قمر أم طيبة وحنون لكنها لا تبكي أبداً».
لذا كنت أنفذ تعليمات المخرج خاصة أنني تعايشت مع أحاسيس الشخصية وأسلوبها في الحياة ومبادئها، بعد أن شرح لي خالد أن هذه الأم تمثل مصر أو الأمة العربية، ومن الطبيعي ألا تكون مصر ضعيفة أو الأمة العربية ضعيفة مهما حدث لها من مشاكل.
لذا فهمت مضمون كلمات لا تضعفي، ولا تبكي، ولا تنحني، وأنا سعيدة لإيضاح هذه النقطة التي ربما لم تصل إلى كثير من الجمهور.
- ألم تشعري بالخوف من تجسيد شخصية الأم لكل من خالد صالح وصبري فواز وغيرهما؟
عندما قررت تجسيد شخصية قمر أصبحت أمًّا لهم، بل إنني على استعداد لتجسيد شخصية جدة لزملاء أكبر من خالد صالح وصبري فواز، ولا أجد مانعاً من تجسيدي لدور أمٍّ لهما، فهناك الماكياج، وهناك الأحاسيس الداخلية التي شعرت بها للشخصية التي أجسدها.
فأنا أعشق التمثيل، وعندما أجسد شخصية أم فيجب أن أكون أمًّا.
- ما حكمك على أداء خالد صالح وصبري فواز؟
خالد صالح قدم دوره بشكل أكثر من طبيعي، أما صبري فواز فكان حضوره في الأداء يؤكد موهبته الكبيرة. ولا ننسى أيضاً أننا اكتسبنا ممثلاً جديداً هو ياسر المصري من الأردن الشقيق صاحب الريادة في الاستديوهات والتجهيزات، وقد حان الوقت لنستعين بالممثلين الحقيقيين من الأردن لتقديمهم إلى المشاهد المصري.
- على ذكر ياسر كيف ترين المشاركات العربية في السينما المصرية؟
أعتقد أن هذا شيء صحي جداً، وقد سبق لفنانين مصريين كبار المشاركة في أعمال عربية في وقت ما، مثل الفنان الراحل فريد شوقي والفنانة الراحلة هدى سلطان والفنانة كريمة مختار.
وأنا لا أجد ما يعيب هذه المشاركات العربية، بل على العكس من المفترض أن تزيد، لأن مشاكلنا في النهاية واحدة وأحلامنا واحدة.
- قال لي المخرج خالد يوسف إنه كان ينوي وقف التصوير بمجرد ملامسة الكلب لك، لأنه لم يكن يريد أكثر من إيصال المعنى لكنه فوجئ بأدائك للمشهد بهذا الشكل وهو ما جعله يستمر في التصوير؟
في هذا المشهد تحديداً لم أكن سوى قمر، ولم أكن أشعر بكل ما يدور حولي، وكنت في غفلة حقيقية عن الزمن ومستكينة تماماً. وأعتقد أنني لو لم أكن قمر في ذلك المشهد لما كنت نجحت في تقديمه بهذا الشكل، لأن ما لم يره الجمهور أنني، وقبل سقوطي على الأرض، رددت أكثر من مرة الجملة التي تقول «يا جاحد يا ولد الجاحد حتى الحجر بتسرقوه منا» رغم أنه من المفروض أن تقال مرة واحدة فقط.
وبمجرد أن سمعت صوت المخرج يقول «الإغماءة»، وقبل أن ينهي الكلمة كنت قد سقطت بالفعل على الأرض، لأنني شعرت بكل كلمة تخرج مني وكأنني قمر بالفعل.
سكتت وفاء للحظات وقالت: لقد تذكرت كل الأحاسيس التي شعرت بها أثناء تجسيد هذا المشهد وأنا أجيب عن هذا السؤال الآن.
وأضافت: طلب مني الأستاذ خالد أن أحدث نوعاً من الألفة مع «الكلب» قبل تصوير المشاهد، وبسبب هذه الألفة كان الكلب يدفعني بقوة حتى أنهض وأقف عند سقوطي أمامه، حتى أنه اقترب كثيراً من وجهي لأنني كنت منفصلة عن الواقع تماماً للحظات، لتوحدي مع شخصية قمر في هذا الموقف.
وللعلم أنا لم أتعامل مع أي حيوان قبل هذا الفيلم، ولم أقم برعاية أي حيوان أبداً، لكن أعتقد أن وجودي في مكان التصوير لأكثر من عشر ساعات يومياً ساعد على عدم خوفي منه، والموضوع لا علاقة له بالشجاعة أو ما شابه، لكن حبي للتمثيل كان دافعي الوحيد.
- إذا انتقلنا إلى مسلسل «كاريوكا» ما رأيك في بعض الآراء التي هاجمت المسلسل لأنه يؤرخ لحياة راقصة؟
وهل كانت تحية كاريوكا مجرد راقصة؟ تحية كاريوكا كانت إنسانة مصرية وطنية خالصة، قدمت الكثير إلى مصر وأهلها.
ولمن لا يعلم فإن تحية كانت الفنانة رقم 2 بعد أم كلثوم في جمع التبرّعات لمصر وقت الأزمات، بالإضافة إلى أنها من الفنانات القليلات اللواتي تعاملن مع جميع حكام مصر، بداية من الملك فاروق مروراً بعبد الناصر والسادات ومبارك، لذلك حياتها مليئة بالأحداث الفنية والسياسية.
ثانياً، تحية اعتزلت الرقص وهي في قمة المجد والشهرة، ولم يكن عمرها تجاوز خمسة وثلاثين عاماً، ولم تحترفه سوى 16 عاماً فقط من حياتها، وعندما قررت اعتزال الرقص قالت: «أنا الآن ممثلة ولست راقصة حتى لو لم أجد ما أعيش به».
وقد عاشت كفنانة وكوطنية، وهذا ما سنوضحه خلال أحداث المسلسل، بالإضافة إلى أنها قامت بأعمال إنسانية كثيرة لا يعلم عنها أحد شيئاً. وبشكل عام فإن الرقص في حد ذاته أحد أنواع الفنون.
- هل ترين أن تأجيل المسلسل كان لصالحه، خاصة أن العمل على شخصية كاريوكا يحتاج إلى جهد كبير؟
كان هناك عدة أسباب لتأجيل العمل، منها على سبيل المثال الأحداث التي مرت بها مصر منذ قيام ثورة يناير، والضغط العصبي الذي عشنا فيه جميعاً، وهو ما منعني على المستوى الشخصي من التركيز على العمل، لأنني أفضل أن أكون صافية الذهن عند بداية كل عمل.
وبعد أن بدأت الأحداث تهدأ قليلاً، وبمجرد أن استشعرت أن ذهني بدأ يصفو بنسبة 70 في المئة بدأت أميل إلى العمل، فقررت التصوير.
وأعتقد أنه لم يكن يجوز أن أبدأ التصوير في ظل المشاكل التي تعانيها مصر، وأرجو ألا يتعامل أحد مع كلامي باعتباري سياسية أو محبة للسياسة، لكنني كأي مصرية أتفاعل مع الحدث، خاصة في ظل ما كان يعرض على شاشات الفضائيات، إلى درجة أنني لم أكن أخرج من المنزل إلا لحضور جلسة عمل أو ما شابه.
لذا تفاعلنا مع الأحداث وقررنا في نيسان/إبريل الماضي عدم عرض المسلسل في شهر رمضان، وأعتقد أن هذا جاء لصالح العمل، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني التي كانت سائدة في تلك الفترة، بالإضافة إلى أننا جميعاً كنا في حالة مزاجية سيئة، وكان هذا سيظهر واضحاً أثناء التصوير بالطبع.
وكان لا بد أن أستعيد بعض الهدوء النفسي قليلاً حتى أستطيع التركيز على العمل، وهذا شأن الكثيرين من صناع المسلسل.
- هل تدربت على الرقص الشرقي على يد أحد المتخصصين أم أن المخرج سيستعين بطريقة معينة في تصوير المشاهد التي تحتوي على بعض الرقصات؟
استعنت بالدكتور عاطف عوض لتدريبي على الحركات الصحيحة، خاصة حركة اليد التي كانت تشتهر بها الفنانة القديرة تحية كاريوكا، كما تمت الاستعانة ببعض الاستعراضات الشهيرة لها، وقمنا بتنفيذها وتقليدها كما هي.
- هل خفضت وزنك؟
ابتسمت وقالت: هذه حقيقة.
- قالت فيفي عبده في أحد تصريحاتها إنها كانت تتمنى تقديم شخصية كاريوكا لأن الأخيرة أوصتها بذلك، لكن بمجرد إعلانك عن تقديم الدور حذفت الفكرة من جدول أعمالها واتصلت بك لتبارك لك على العمل مقدماً. هل حدث ما صرحت به فيفي بالفعل؟
نعم، وهذا هو عهدي بفيفي عبده من طيبة وصفاء نفس مع الآخرين. وبالمناسبة هي تستحق ما نقوله عنها من أنها «فنانة جدعة»، حتى أنها عندما شاهدتني في إحدى المرات أثناء التصوير والماكياج قالت لي «وريني جمالك.. حلوة يا فوفة»، وأنا لا أستطيع أن أنسى هذا التعليق أبداً، فهي فنانة «جدعة» بالفعل.
- وهل استعنت ببعض النصائح من رجاء الجداوي خاصة أنها من أقارب الفنانة الراحلة؟
تعمدت أن أحيد رجاء الجداوي تماماً حتى لا أسبب أي نوع من الإحراج بسبب بعض المشاكل بينها وبين الشركة المنتجة للمسلسل.
ورجاء فنانة كبيرة، لكنني فضلت ألا أتسبب بأي نوع من الحرج لها. لكن في المقابل استعنت ببعض الكتب عن حياة كاريوكا، كما أن المؤلف بذل جهدا كبيرا في دراسة تاريخ الشخصية وتفاصيل حياتها، على مدار 86 عاماً هي عمر حياة كاريوكا حتى وفاتها.
كما قام المخرج عمر الشيخ أيضاً بمجهود رائع ليخرج المسلسل في أفضل صورة.
- قدمت من قبل جزءاً من حياة الملكة نازلي وها أنت تعودين مرة أخرى لتقديم السيرة الذاتية للفنانة تحية كاريوكا. هل تعتقدين أن مسلسلات السيرة الذاتية تقدم كل الحقيقة أم نصف الحقيقة؟
عندما كنت أجسد شخصية الملكة نازلي، لم أكن أعلم الكثير عن تفاصيل حياتها، ولم أكن على يقين من أن كل ما أقوم بتقديمه صحيح مئة في المئة، لكن الكاتبة لميس جابر كان لديها دائماً كل الوثائق التي تؤكد صدق ما قدمته، وعندما كنت أواجه أي مشكلة كنت أستعين برأيها لأستفسر منها عن بعض الأشياء، وكانت توجهني بقراءة عدد من المراجع التي تؤرخ لحياة الملكة نازلي، أو تطلب مني دخول بعض المواقع الإلكترونية المتخصصة في تاريخ الشخصيات المعروفة، وكنت دائماً أجد فيها ما أبحث عنه.
وبالطبع تكون دقة التفاصيل على عهدة كل من كتب أو أرّخ لهذه الفترة، لكن أعتقد أنه لا توجد حقائق مطلقة في حياة الشخصيات السياسية التي تسيدت الحكم في فترة ما، ولا يمكن أن يقدم عمل ما كل الحقيقة، لأن كل طرف عادة ما يرى أن وجهة نظره هي الحقيقة.
ونحن نحاول ونجتهد للوصول إلى أقرب ما يكون الى الحقيقة، لكنني أعود وأؤكد أن تفاصيل حياة الشخصيات لن تكون مطلقة أبداً، وما علينا سوى الاجتهاد.
- هل تقبلين يوماً أن تقدم فنانة سيرتك الذاتية؟
إذا كانت سيرتي الذاتية تستحق أن تخرج في شكل عمل فلا مانع، لكنني أعتقد أنني لست مثل الشخصيات التي نتحدث عنها، كما أعتقد أن الوقت مبكر جداً للحديث عن مثل هذه الفكرة، ولا يزال المشوار طويلاً حتى يمكن أن يحكم أحد هل يستحق مشواري الفني أن يخرج في شكل عمل أم لا؟
- في إحدى الصور المنتشرة عن العمل لشخصية «كاريوكا» أشار البعض إلى أنك أقرب في الشكل من الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف وليس كاريوكا. ما تعليقك؟
أؤكد لك أنني أفكر بالفعل في تقديم قصة حياة الفنانة الجميلة نعيمة عاكف، وبمجرد انتهائي من «كاريوكا» سأطلب من المؤلف كتابة مسلسل عن قصة حياتها، لكنني لا أرى أبداً أن الشكل الذي أظهر به في كاريوكا يشبه نعيمة عاكف.
- ذكرت من قبل أنك رفضت إسناد أحد الأدوار لشقيقتك آيتن، لأن الدور لا يناسبها خاصة أنه دور فتاة في الرابعة عشرة من عمرها، بينما تخطت هي العشرين. هل تعتقدين أن هذا سبب منطقي خاصة أننا نتحدث عن ست سنوات فقط وقد قدمت منذ وقت قصير دور سيدة في السبعين من عمرها؟
دعني أوضح لك الحقيقة التي لا يعلمها أحد دون رتوش. بداية أنا سعيدة بآيتن جداً، وأرى أنها ممثلة موهوبة ونجحت في تحقيق مقدار معين من الشهرة، رغم أنها لا تزال في مقتبل العمر.
أما ما حدث فهو أن آيتن جاءت وتحدثت معي بمنتهى المهنية، وقالت انها ستكون سبباً في تأخير المسلسل لأنها مرتبطة بثلاثة أعمال وتخشى من أن يسبب ذلك تأخيراً في تصوير بعض مشاهدها إذا فشلت في تنظيم وقتها، ولذلك عرضوا الدور على المطربة أمينة، لكنها اعتذرت، فتم الاتفاق مع زميلة أخرى.
وبالمناسبة آيتن كانت ستجسد شخصية «جمالات» وليس شخصية «كاريوكا» في صغر سنها، كما تردد في الصحف، وهذه هي الحقيقة، وكل ما يكتب عن هذا الموضع ليس صحيحاً.
- وإلى أي مرحلة وصلت في تصوير المسلسل حتى الآن؟
انتهيت من تصوير 60 في المئة تماماً، ولا يتبقى لي سوى السفر إلى تركيا لتصوير بعض المشاهد هناك، ثم أعود لتصوير بقية المشاهد الداخلية. ومن المفترض أن ينتهي التصوير في آذار/مارس.
- ما الأجر الذي اتفقت عليه مقابل تجسيد شخصية كاريوكا؟
أجري شيء خاص بي فقط.
- هل خفضت أجرك؟
لا لم أخفض أجري، لأنني لا أطلب أرقاماً مبالغاً بها، ولا أحب الكذب، لذا أقول الحقيقة.
- تردد في الفترة الأخيرة كلام عن اتفاقك وزوجك محمد فوزي مع مؤلف شاب لكتابة قصة حياة السيدة سوزان مبارك، زوجة الرئيس المصري السابق، في عمل درامي تحت اسم «رأس الدبوس»، حتى أنه يقال إنك وثقت الفكرة باسمك في الشهر العقاري حفاظاً على أحقيتك في الدور فهل هذا صحيح؟
صحيح مئة في المئة، ولا أتبرأ منه.
- ومتى يخرج هذا العمل الى لنور؟
بعد انتهاء المحاكمات، وبعد أن نتأكد جميعاً من وجود إدانة بالفعل أم لا، وفي حال حدوث ذلك لن يخرج هذا العمل قبل ثلاثة أعوام من الآن.
- كيف ترين المنافسة خلال رمضان المقبل، خاصة في ظل عودة يسرا وإلهام شاهين بعد غيابهما رمضان الماضي؟
أولاً، أنا أقوم بما يتوجب عليَّ فعله، وأجتهد قدر المستطاع لتقديم عمل محترم وجيد، ثم أترك النجاح والتوفيق بيد الله. ثانياً، بالتأكيد سأشاهد عملي يسرا وإلهام، لأنني على ثقة أنهما ستقدمان عملين جيدين.
وبالطبع لا يمكن أن أنسى ليلى علوي فهي فنانة متمكنة جداً، وكنت أشاهد مسلسلها الأخير «الشوارع الخلفية» بمنتهى الاستمتاع، فأهلاً بالمنافسة معهن لأن الجمهور في النهاية هو المستفيد.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024