أربع مدن لا بد من زيارتها في النمسا لقضاء إجازة لا تُنسى
توفر مدن النمسا الكثير من التجارب المميزة بدءاً من مطاعم الذواقة، إلى الفنادق الفاخرة، أحياء التسوق الحصرية، المتاحف ذات الشهرة العالمية، مواقع التراث الثقافي العالمي، المتنزهات الخضراء وغير ذلك الكثير مما يجعلها وجهات ترضي أذواق الجميع. فسواء كان المسافرون يودون قضاء إجازة سريعة خلال عطلة نهاية الأسبوع أم البقاء فيها لأسابيع فسيجدون في مدن النمسا الكثير لتجربته، تذوقه والقيام به.
في إمكان السياح اكتشاف المدينة الأكثر ملاءمة للعيش في العالم؛ فيينا، استكشاف مدينة الموسيقى؛ سالزبورغ، الاستمتاع بأطايب الطعام في غراتس، الاستمتاع بمغامرات الجبال في عاصمة جبال الألب؛ إنسبروك، أو القيام بنزهة عبر المدن التي تقف شاهدة على الفترة التاريخية التي تمتد من الإمبراطورية الرومانية القديمة وحتى فترة هابسبيرغ الملكية. تتزين المدن النمسوية بالكثير من القلاع والقصور التي تمتلئ بسحر العالم القديم، الموسيقى النابضة بالحياة والرسومات التي تعود لأفضل الفنانين في تاريخ العالم.
وعلى اعتبار أن النمسا قد فتحت حدودها بالكامل أمام الزوار مع إلغاء كل القيود التي فرضتها جائحة كورونا على السفر، فضلاً عن توافر العديد من خيارات الطيران المباشرة بين معظم دول مجلس التعاون الخليجي وفيينا وسالزبورغ، فإن الضيوف من منطقة الخليج سيتمكنون من السفر بسهولة ويسر للاستمتاع بجمال هذا البلد الأوروبي.
إليكم أربع مدن نمسوية ننصحكم بزيارتها لقضاء عطلة استثنائية:
سالزبورغ: المدينة التي شهدت ولادة موتسارت تحتفل بالذكرى الـ 25 لوضعها على قائمة اليونسكو
يصادف عام 2022 مرور 25 عاماً على اختيار سالزبورغ كأحد مواقع اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، ما يجعل زيارتها هذا العام أمراً لا بد منه. ترجع أناقة رابع أكبر مدينة في النمسا لرؤساء الأساقفة الأمراء، حيث إن تراثهم المعماري، الفني والاجتماعي موجود في كل مكان فيها حتى الآن. كما أن الأمير، رئيس الأساقفة فولف ديتريش تسو رايتيناو (1559-1617) كان يحلم بتحويل سالزبورغ إلى "روما الشمال" الرائعة، وأمر بتأسيس معالم مثل ميرابيل التي ساعدت المدينة في الحصول على لقب اليونسكو.
للاحتفال بالذكرى السنوية، ألق نظرة عن قرب كي تتعرف بنفسك على الأسباب التي وضعت مسقط رأس موتسارت على قائمة مواقع التراث العالمي: قم بزيارة قصر ميرابيل واستكشف غرفه الإمبراطورية المذهلة، متنزهاته، نوافيره ووجوهه الخفية، ثم توجّه إلى مجمع قصور دوم كوارتر الذي يبلغ عمره 1300 عام. اللافت أيضاً أن المتاحف في قلعة هوهن سالزبورغ، قصر هيلبرون، متحف الكاتدرائية والمتحف في دير سانت بيتر، كلها لديها معارض خاصة هذا العام. وبالطبع، لا تكتمل زيارة سالزبورغ من دون رؤية مسقط رأس موتسارت في شارع غيتريدغاسه الشهير.
وإذا كنت بحاجة إلى استراحة أنيقة قصيرة، يمكنك التوجه إلى مقهى توماسيلي، وهو مؤسسة مُدارة عائلياً كانت موجودة منذ أكثر من 150 عاماً، أو قم بزيارة أقدم مخبز في سالزبورغ شتيفتسبيكرغراي سانت بيتر الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر أو شاهد عروض الدمى لقصص شهيرة مثل: "المزمار الذهبي" و"صوت الموسيقى" و "الأمير الصغير" في مسرح ماريونيت.
غراتس: مدينة نابضة بأجواء البحر المتوسط ووجهة الأطايب في النمسا
تُعتبر غراتس بمثابة دعوة لجميع الحواس: أسلوب الحياة فيها له طابع شرق أوسطي، منصات المشاهدة الخلابة، جواهر الهندسة المعمارية، المعالم السياحية العديدة، المتاحف والمعارض الفنية، المهرجانات المعاصرة وغيرها من الفعاليات، محلات التصميم، البارات والمطاعم - زيارتك لهذه المدينة ستكون حافلة بالمرح بكل تأكيد.
يندمج التاريخ مع المستقبل بأسلوب فريد في ثاني أكبر مدن النمسا. تمتاز غراتس المُصنفة كأحد مواقع اليونسكو للتراث الثقافي العالمي بتجاربها المميزة وأجوائها الجذّابة وذلك بفضل ما تحويه من ساحات أنيقة، منازل مدهشة، أروقة متعرجة، أزقة مرصوفة بالحصى وأسطح حمراء. في هذا المدينة تمتزج البلدة القديمة التاريخية الجذابة وتلة شلوسبيرغ بشكل مثالي مع الهندسة المعمارية المعاصرة للمدينة ذات الشهرة العالمية. عند زيارة غراتس، ستجد في مركزها جزيرة مور، وهي منصة مشاهدة بملامح مستقبلية، باراً ونقطة التقاء تسطع بالأنوار الزاهية خلال الليل.
تشتهر غراتس كذلك بأنها عاصمة الطهي في النمسا، وذلك بفضل أسواق المنتجين العديدة المنتشرة فيها، مقاهي الشوارع العتيقة، المطاعم الممتازة، الحانات الخارجية ومحلات المأكولات الجاهزة التي تتيح لزوارها إمكانية الاستمتاع بألذ الأطباق النمسوية والعالمية والتي يتم تحضيرها من أجود المكونات. هذا وتُعتبر فعاليات عدة مثل: مهرجان الطعام في غراتس، الطاولة الطويلة في غراتس، جولات الذوّاقة العديدة، ومهرجان ترافل أجزاءً لا تتجزأ من المدينة.
إنسبروك: حيث تجتمع المعالم الإمبراطورية والملاذات الجبلية في مكان واحد
تُعتبر مدينة إنسبروك، وهي عاصمة تيرول، المكان المثالي بالنسبة للذين يرغبون بالجمع ما بين زيارة المعالم التاريخية والسياحية، ومع العديد من الأنشطة الرياضية التي تُقام في الهواء الطلق. هناك، يمكنكم أن تتنزهوا في الشوارع التي تزينها الأبنية العريقة ذات الطابع الأمبراطوري والهندسة القوطية والباروكية في المدينة القديمة، ومن ثمّ تسلق قمة جبل نوردكيت على ارتفاع 2000 متر خلال 20 دقيقة فقط.
وتُعتبر إنسبروك مدينة متراصة بما فيه الكفاية بحيث تستطيعون استكشافها سيراً على الأقدام، لذا لا تفوّتوا الاطلاع على معالمها مثل السطح الذهبي، ذا هيلبينغ هاوس، والقصر الأمبراطوري، فضلاً عن الشارع الأشهر في المدينة، وهو شارع ماريا-ثيرسين – شتراسه. بعد ذلك ربما تشعرون بنوع من الفضول لاستكشاف المطبخ التيرولي، ولذا ننصحكم بالانضمام إلى إحدى جولات الطعام حيث تقضون أربع ساعات برفقة مرشد سياحي محلي تتذوقون خلالها كل الأطايب المحلية، بينما تتعرفون في الوقت نفسه على تاريخها وعلى مكوناتها، حيث تجدر الإشارة إلى أن أقدم مقهى في تيرول هوكونديتوري ماندينغ والذي يعود تأسيسه إلى عام 1803.
من ناحية ثانية، وبفضل موقعها في قلب جبال الألب النمسوية، تتضاعف مكانة إنسبروك كمركز للأنشطة الخارجية في محيط نهر إن. فمهما كان النشاط الذي ترغبون به، مثل السير في الطبيعة وقيادة الدراجات الهوائية وتسلق الجبال، ستتمكنون من ممارستها جميعها في إنسبروك. ولا تنسوا أن تستقلوا إحدى عربات الكابل من مركز المدينة وأن تستمتعوا بالرياضات الخارجية، والمناظر الخلابة على أفق المدينة، فضلاً عن تناول أشهى المشروبات. أما إذا كنتم ترغبون بأنشطة ترفع لديكم مستوى الأدرينالين، لا تترددوا في اختبار المنصة الخاصة بالقفز والتزلج الأشهر في العالم على جبل بيرجسل، والتي تحتوي أيضاً على مقهى ومنصة للمشاهدة.
فيينا: عاصمة النمسا تفتن الزوّار كمركز للثقافة والفنون
تذهل العاصمة النمسوية فيينا الزوّار، بمزيج من التقاليد الإمبراطورية والذوق الحضري النابض بالحياة والفنون الراقية، فضلاً عن المشهد الموسيقي الكلاسيكي والمقاهي الشهيرة التي تضمها. ورغم أن معالمها التاريخية تعود إلى أكثر من 500 عام، فإن الجوانب الأكثر حداثة في فيينا تُعتبر رائعة بالقدر نفسه.
وفي هذا الإطار، تُعتبر كل من كاتدرائية سانت ستيفن، ودار أوبرا فيينا، ومتحف تاريخ الفن، ونظيره متحف التاريخ الطبيعي، وقصر شونبرون (بما في ذلك حديقة الحيوان الأقدم في العالم)، قصر بيلفيدير وقصر هوفبورغ، من المعالم التي لا بدّ من زيارتها بالنسبة للذين يقصدون النمسا للمرة الأولى. ومع ذلك يوجد الكثير أيضاً مما ينبغي زيارته في هذه المدينة: بالنسبة لعشاق الفن، يخصص كل من متحفَي ألبيرتينا وألبيرتينا المعاصر عروضهما الرئيسية لفنانين عالميي الشهرة مثل: غوستاف كليمت، إدفارت مونك، آي فيفي وبالتالي لا بد من زيارتها إلى جانب قصر بيلفيدير الأدنى الذي تم افتتاحه أخيراً، مجموعة هايدي هورتن، إحدى المجموعات الخاصة الرائدة في النمسا، متحف ليفينغ هوم المستقبلي، ومنزل شتراوس الحديث.
هذا وقبل أن تقوم بجولة على المعالم السياحية الأبرز أو بعد أن تنتهي منها، لا بد لك من السباحة في أحد شواطئ المدينة أو القيام بنزهة في قارب فيها، كذلك يمكنك حجز جلسة يوغا في أحد المتاحف، واختتام يومك بأسلوب أنيق في أحد مطاعم فيينا الراقية، بارات الأسطح أو النوادي.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024