رنزو روسو: "Diesel كانت كلّ حياتي... أعطيتها كلّ ما أملك من طاقة وهي أعطتني كلّ طاقتي"
رنزو روسو، يعرفه الجميع كرجل أعمال إيطالي وصاحب شركة Only The Brave التي تضمّ مجموعة من العلامات الشهيرة والبارزة في عالم الموضة، بين ميلانو وباريس، من Diesel، MaisonMargiela، Marni، Jil Sander و Viktor&Rolph وغيرها. أراه في العروض وأجريت معه أكثر من لقاء: إنسان مرح ومتواضع يقوم أيضاً بالكثير من المشاريع الخيريّة التي تساند المرأة وتدعمها، عبر جمعيّته Only The Brave Foundation التي نفّذت أكثر من 300 مشروع حول العالم. ما قد لا تعرفونه عنه هو أنّه شخصيّة بارزة ذكيّة ومبدعة، تسعى إلى التغيير نحو الأفضل والنهوض بالمجتمع والتقدّم على الصعيدين الشخصيّ والعمليّ. رنزو أيضاً أب لسبعة أولاد، تتراوح أعمارهم بين الـ 44 و6 سنوات. رنزو بدأ الحديث معنا متحمّساً لافتتاح متجرين جديدين لدار MaisonMargiela في دبي والكويت، بالإضافة إلى متجر آخر في باريس على Avenue Montaigne وآخر في شانغهاي. وقال بحماسة وفخر: "هذه فترة تطوّر جميلة جدّاً بنجاح، إذ نفتتح حوالى ثمانين متجراً بين متاجر جديدة أو مُجددّة أو داخل متاجر كبرى".
- بما أنّني أعيش في ميامي، سؤالي الأوّل عن مشاريعك فيها…
في ميامي نعمل على مشروع Diesel Living في منطقة وينوود، وهو عبارة عن 159 شقّة مفروشة؛ لا نموّل المشروع ولكن نهتمّ بالديكور من مفروشات ومطابخ وحمّامات... قصّة جميلة تتوالى أحداثها…
في التسعينيات كنت في ميامي، وكانت فترة "انحطاط". اشتريت فندق The Pelican، وعارض الأميركيّون الفكرة لأنّ ميامي كانت تعيش حينها فترة تراجع وانحراف وتقهقر، ولكنّها أصبحت اليوم مركزاً هائلاً للعالم بأجمعه، من أوروبيّين إلى وسط أميركا الشماليّة والجنوبيّة. ميامي تتمتّع بطاقة مميّزة. هذا العام سنفتتح فندق The Pelican من جديد خلال فترة Art Basel، كما سنفتتح متجر Diesel في Miami Design District.
- أودّ أن أسألك عن اختيارك الجريء للمصمّم جون غاليانو لدار "مارجيلا"…
هذا الاختيار كان سهلاً جدّاً بالنسبة إليّ. لطالما أحببت جون والعمل الذي يقوم به. بدأت أتابعه منذ فترة طويلة، كما كنت أملك الرخصة لمجموعة Galliano Kids، فكنّا دائماً نعمل معاً. جون غاليانو هو المصمّم الأوّل على الصعيد العالمي. كنت أقابله كلّ شهرين بعد نهاية علاقتة بدار "ديور". بعد عامين وإثر تعافيه، بدأنا بالعمل على دار "مارجيلا". دعوته ذات مساءٍ إلى المكتب، وعرضت عليه الأرشيف بالكامل، وكان وقتذاك من محبّي مارتن مارجيلا. اتّصل بي في الصباح وقال لي: "هناك علامة واحدة أرغب بالعمل فيها كلّ حياتي، وهي حتماً "مارجيلا"". أنا سعيد جدّاً بهذه المغامرة التي أثمرت نتائج هائلة. حتّى العرض الأخير كان مبدعاً ومبتكَراً، سيبقى في الذاكرة.
- عرض ديزل كان رائعاً أيضاً!
أنا مسرور جدّاً بما حقّقناه في ديزل. أنشأت ديزل منذ أربعة وأربعين عاماً، واليوم أنا في الثامنة والستّين من العمر. ديزل كانت دائماً علامة جميلة ومميّزة. عملنا فيها بطريقة مميّزة. العمل في ديزل كان مرِحاً ووضعت فيه كلّ طاقتي... عملنا على خطوط جويّة، على الدرّاجات الناريّة مع Ducati، سيّارة Fiat 500، الأحذية، الأكسسوارات والمجوهرات، مجموعة للأطفال، وفندق The Pelican... الإعلانات لم تكن فقط مختلفة، بل غيّرنا عالم الإعلانات بأكمله. في العقد الأخير أو في السنوات الأربع عشرة الأخيرة، بعدت عن ديزل واهتممت أكثر بالعلامات الأخرى وبنواحٍ مختلفة في الشركة، وترك ذلك أثراً سلبيّاً في ديزل، بما في ذلك المبيعات. عدت إلى ديزل منذ أربع سنوات، عملت ليلاً ونهاراً وغيّرت كلّ شيء في ديزل. أخذت المصمّمين معي، وأجرينا العديد من الأبحاث وأعدنا ديزل إلى ما كانت عليه، وجلبنا المصمّم المبدع غلين مارتنز، وهو خيّاط مبدع، مميّز ومختلف عن غيره. تعرّفت إليه منذ سنوات عدّة، وتابعت عمله، وإذ كنت أبحث عن رنزو روسّو ثانٍ، وجدت فيه الخيار الأمثل، لا بل هو أفضل منّي! لم أرسم أيّ شيء في حياتي، بل كنت أجعل مَن حولي يرسم لي، بينما غلين رائع! خلال موسمين فقط، استطاع أن يأتي بنتائج مذهلة. النجوم اليوم يتزاحمون على تصاميمه من ريهانا وغيرها.
ابنتي في الجامعة ترأس مجلّة موضة، سمعتها تتحدّث مع فريق عملها عن ديزل وتعجّبت كيف أنّ الجيل الجديد يعرف ديزل ويتجاوب معها! حتّى صديقتها في مجلّة شهيرة كانت تتحدّث عن ديزل باللهفة نفسها، وينقلون صور المجموعة في الكواليس.
ديزل اليوم تحيا من جديد. حتّى ابنتي التي تدرس في الجامعة في لندن قالت لي إنّهم يدرسون مسيرة ديزل. هذه الأخبار تفرحني كثيراً.
- رأيت دموعك في كواليس ديزل في العرض الأخير… أيّ دموع كانت تلك الدموع؟
ديزل كانت كل حياتي... أعطيتها كلّ ما أملك من طاقة وهي أعطتني كلّ طاقتي. بدأت أرى ديزل الجديدة وما ستكون عليه في الأعوام المقبلة فتأثّرت كثيراً. هذا العرض كان مهمًّا بالنسبة إليّ، والعرض المقبل في ميلانو سيكون أهمّ! يا إلهي سترين كيف سيكون.
- انتظر لأعدّ الدعوات… ديزل، مارجيلا، الفندق…
أضيفي إليها دعوتك لحضور Jil Sander في ميلانو. سنعرض مجموعتَي الرجل والمرأة، وللمرّة الأولى سيكون لدينا مدير إبداعيّ وطاقة جديدة انضمّت إلينا. فقد حان الوقت للتجديد. هذا وقتهم. رأيت المجموعة الأسبوع الماضي وفيها قطع كثيرة أودّ شراءها.
- لديك الكثير من العلامات المختلفة. ما هو العامل المشترك بينها؟
أبحث فقط عن علامات لوكس، لأنّ الناس يرونها أكثر وفيها مجالات أكبر تسمح لنا باستخدام أجمل الأقمشة وأحدث التقنيّات، بنوعيّة ممتازة. النوعيّة فيها راقية، وكلّها مصنوعة في إيطاليا. لهذا السبب أيضاً في ما يتعلّق بديزل، قطعنا كلّ نقاط التوزيع المنخفضة، واستخدمنا أجمل الأقمشة، وأعدنا التصنيع من الصين وآسيا إلى إيطاليا. الهدف هو أن تكون ديزل البديل للخياطة الرفيعة. ديزل تصنع الموضة، مرِحة، يمكنها أن تكون بمثابة الخياطة الرفيعة ولكن ديموقراطيّة أكثر وبسعر أقلّ.
العلامات التي نملكها "جريئة"، مختلفة، ومميّزة... أحبّ أن تتحدّث كلّ علامة في شركة Only The Brave بلغتها الخاصّة بدل أن تكون اللغة نفسها للجميع! لكلّ علامة هويّة خاصّة بها معروفة لا يمكن أن يخطئ بها أحد. أنا فعلاً فخور جدّاً بكلّ واحدة منها.
- هل يمكننا أن نقول إنّها علامات لا تتبع القوانين؟
نعم، فعلاً. فنحن نُجري الأبحاث على أُسس مختلفة وعوالم مختلفة وقصص مختلفة، يمكن أن تعود إلى الماضي سواء من 500 أو 2000 عام. ومن هنا نستمدّ أفكارنا.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024