الرسّام أندريه كلفيان: لوحاتي تحاكي حنين المغترب الى وطنه الأمّ!
- من هو الرسّام أندريه كلفيان؟
أندريه كلفيان الطفل ترك مقاعد الدراسة باكراً بسبب ظروف عائلية اقتصادية صعبة، وتوجّه الى العمل باكراً. لكنّ بُعده عن التعليم جعله يكتشف موهبته في الرسم حين كانت الريشة صديقة وملاذاً له في وحدته. عُرفت بتقنيتي الخاصة بالرسم القائمة على الرسم باستخدام الكاتر والدبابيس والمسامير على "الكانفاس" فتأتي اللوحة كأنها منحوتة نحتاً. كان هاجسي دائماً أن أجد موضوعاً يخصّني أعالجه في لوحاتي بأسلوب خاصّ فيّ لأترك بصمتي في عالم الرسم، بصمة تشبهني ولا تشبه أحداً غيري ومدرسة يحتذي بها الرسّامون الجدد.
- ثمّة الكثير من الفرح والشمس والألوان السعيدة في لوحاتك، رغم طفولتك الصعبة...
أستنبط الفرح من خلال اللون، لكنني أيضاً رسمت الكثير من اللوحات الحزينة ذات الألوان القاتمة. الرسم هو تعبير عن مشاعر دفينة وهي أيضاً وليدة مشاعر لحظوية آنية.
- لبنان حاضر أبداً في لوحاتك، أخبرنا أكثر عن انتمائك الفنّي إلى هذا البلد الجميل؟
لبنان يسكن جوارحي. إنه مصدر وحي أبديّ لي. جبيل المعروفة بـ"بيبلوس" هي مدينتي الأم المتكئة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، مدينة الحَرف والتاريخ والانفتاح. وقد نالت الحصّة الأكبر من لوحاتي ورسومي. كذلك فعلت مدن وقرى أخرى من لبنان.
- أطلقت الصحافة عليك لقب "رسّام المغتربين"، ما سرّ هذا اللقب؟
الواقع أن لدى المغتربين اللبنانيين لهفة خاصّة على أعمالي، لأن فيها رائحة لبنان الأصيل، لبنان الجمال والطبيعة الخلاّبة والبيوت القديمة. ثمّة حنين في كلّ لوحة من لوحاتي الى لبنان الذي يسكن ذاكرة كلّ منّا، وهو ما يجعل اللبناني المغترب يقف دامعاً أمام لوحة فيها شيء من طفولته أو ذكرياته الدفينة، وكأنه يقف أمام الماضي الجميل. كذلك يفعل الأجانب والعرب الذين يعشقون لبنان ويحنّون الى ذكرياتهم فيه. وسرّ نجاحي في تحميلي المشاعر الصادقة لكلّ لوحة من لوحاتي. اللوحة التي تُرسَم بعاطفة نابعة من القلب، تدخل القلب وتتربع فيه.
- كفنان مشهور، هل تتقبّل النقد أم ترى أنك تخطّيت هذه المرحلة؟
النقد هو سرّ من أسرار النجاح إذا تعاملنا معه بإيجابية، وحوّلناه الى حافز للتقدّم.
- ما هو مقياس النجاح بالنسبة إليك؟
مقياس النجاح بالنسبة إليّ هو تذوّق الجمهور للوحاتي بشغف كبير، والدهشة التي تتركها كلّ لوحة في نفس أيٍّ منهم، وهي دهشة تصل حدّ التفاعل مع اللوحة والرغبة في تملّكها. وها هي لوحاتي تزيّن جدران بيوت كبار العارفين بالفنّ والمتذوّقين للرسم الراقي.
- بعد النجاح الذي حققته خلال مسيرتك كفنان، ما هو طموحك اليوم؟
لقد تخطّى نجاحي كلّ طموح وضعته نصب عينيّ، ونلت الكثير من الجوائز وتمّ تكريمي في مهرجانات عدّة أهمّها مهرجان "بياف"، كذلك استضافتني مدارس وجامعات عدّة لتتحدّث عن أسلوبي الخاص بالرسم ودراسة لوحاتي. لكنني لا أكتفي بما حققته، وأحلامي لا تزال كبيرة. حلمي الأكبر أن تتوقّف عذابات هذا الوطن الصغير، كي يكون لأولادنا مستقبل أجمل فيه. كذلك أتمنى للشعب الأرمني الذي أنتمي إليه أن يعيش بسلام وأمان، بعيداً من المعاناة والأسى اللذين لاحقاه طويلاً ولا يزالان.
- رغم أنك رسام كبير ومشهور، نراك متواجداً هذا الصيف وكلّ صيف في أيّ معرض شعبي في شوارع المدن اللبنانية وساحاتها، بين الناس… ما حكمتك من ذلك؟
أحبّ أن أتواجد بين الناس لأزرع الفرح والمحبّة، وتواصلي معهم هو مصدر وحي لي، ويعني لي الكثير.
- هل لك هوايات فنّية أخرى غير الرسم؟
أحبّ لعبة الشطرنج وأنا لاعب ماهر فيها، كذلك أمارس السباحة ولعبة الكرة الطائرة وكرة الشاطئ، وحققت بطولات محلّية ووطنيّة عدّة في كلّ منها.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024