تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

أصالة: أرفض القتل والنظام لم يظلمني

تحدثت الفنانة السورية أصالة عما يدور في بلدها كما تكلمت عن ألبومها الجديد، وأبدت رأيها في ألبومي عمرو دياب وآمال ماهر، وكشفت لنا الكثير من أسرار برنامجها 'صولا'، وحلقاتها مع أنغام وشيرين عبد الوهاب، ودموعها مع هاني شاكر، ونصيحة زوجها طارق العريان لها.


- تحضّرين خلال هذه الفترة لألبومك الجديد، فما الجديد الذي تقدمينه فيه؟

يساعدني في هذا الألبوم الفنان حسام حبيب في اختيارات الأغاني والألحان والتوزيع، فهو يعتبر المسؤول عنه تماماً. ومن المفترض إطلاق الألبوم في الأسواق مع بداية العام الجديد.
وأتمنى أن أقدم ألبوماً يعبر عن كل انفعالاتي الحقيقية كإنسانة، ولا أريد التفكير في المطلوب إلا من وجهة نظري وإحساسي الخاص، فقد قدمت ما يطلبه السوق بألبومي الأخير، لكن في هذا الألبوم سأقدم ما أحبه فقط، وسوف يضم عدداً من الأغاني باللهجة المصرية وأخرى باللهجة اللبنانية.

- هل تفكرين في تقديم دويتو خلال الفترة المقبلة؟
أتمنى أن أستطيع تقديم دويتو خلال الفترة المقبلة، لكن حتى الآن لم أحضِّر له، لكنني أتمنى إذا كان لديَّ الفرصة لتقديم دويتو غنائي أن يكون مع المطرب الكويتي عبد القادر هدهود.

- ما رأيك في الألبومات التي صدرت أخيراً مثل ألبوم عمرو دياب «بناديك تعالى» وغيره؟
بصراحة شديدة لم أستمع إلى الألبومات بشكل مفصل حتى أبدي رأيي فيها، لأنني كنت مشغولة جداً بتصوير حلقات برنامج «صولا». لكنني استمعت إلى ألبوم عمرو دياب، وأعجبتني أكثر من أغنية خاصة التي لحنها بنفسه.
وزوجي طارق العريان أيضا أعجب بألبوم عمرو دياب وهو يحبه كثيراً. أما ألبوم آمال ماهر فقد استمعت إلى بعض أغانيه، وهي من الأصوات الرائعة في الساحة الغنائية وتستحق النجاح الذي وصلت إليه.

- تقومين بدور المذيعة في برنامج «صولا» للمرة الأولى، ألم تخافي من رد فعل الجمهور وعدم قبوله إياكِ في هذه التجربة؟
لا أعتبر نفسي مذيعة في البرنامج، ولم أكن إعلامية في يوم من الأيام، بل إنها جلسة مع الأصدقاء والأحباء. أما بالنسبة الى تفكيري في رد فعل الجمهور، فبالطبع انشغلت بذلك كثيراً، فهي مغامرة كبيرة جداً لي، وخصوصاً أن فشل هذا المشروع يعنى فشلي أنا شخصياً، لأنني أعبر عن نفسي فيه وأعلن تفاصيل حياتي كلها كما هي، من طريقة تعاملي مع من حولي، وكيف أغضب، وكيف أحب، وكيف أتعاطف، وأشياء أخرى كثيرة.
وهذا معناه أنه في حالة فشله تكون قد فشلت معه ثماني عشرة سنة من حياتي، ولذلك فأنا أعطيت لهذا البرنامج كل تركيزي، لأنني كنت خائفة كثيراً مما ذكرته.
ومن شدة خوفي راح وزني يتناقص في الأيام الأخيرة نصف كيلوغرام يومياً، وتقريباً لم أفقد من وزني بهذا الشكل إلا تلك الفترة، فأنا أستطيع أن أقول إنني لم أكن أذوق طعم النوم خلال تلك الفترة، ولم أقلق في حياتي قدر قلقي على هذا المشروع.

- بعد انتهائك من تصوير البرنامج وعرض بعض حلقاته على الشاشة، ماذا يمثل هذا البرنامج لأصالة في مشوارها الفني؟
هذا البرنامج يمثل لي مدرسة للبساطة، فأنا أظهر فيه ولوقت طويل على مدار كل حلقاته بطبيعتي، وهذا لم يشاهده جمهوري من قبل، اذ اعتدت على أن أظهر كضيفة في برنامجين فقط كل عام، أي بمعدل ثلاث ساعات كل عام وهذا غير كافٍ إطلاقاً لتعريف الجمهور على شخصية أصالة الحقيقية.
لكن أعتقد أن برنامج «صولا» وفر لي تلك النقطة. أما بالنسبة الى الضيوف فهم يظهرون أيضاً أبسط مما يتوقع جمهورهم، وفي شكل مختلف تماماً عن البرامج التي ظهروا فيها من قبل، فنحن الآن نعيش في عالم سيطر عليه التصنع حتى أصبحنا لا نتفاخر بحقيقة أنفسنا، وهذا ما حاولنا استرداده عبر البرنامج.

- لماذا أصررت على تصوير حلقة أنغام أثناء فترة حملك؟
هي الحلقة الوحيدة التي صورتها وأنا حامل، وهذا لأنني كنت أرغب في أن يشاهدني جمهوري خلال أيام حملي المهمة جداً في حياتي، خصوصاً أنها يمكن أن تكون آخر مرة أحمل فيها وأنجب أطفالاً.

- ولماذا جاء اختيارك لأنغام بالتحديد لتكون هي ضيفة تلك الحلقة؟
علاقتي بأنغام صداقة من نوع خاص، فنحن من جيل واحد وبدايتنا الفنية كانت في وقت واحد تقريباً، كما أن هناك أشياء مشتركة عديدة بيننا على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام أيضاً، مثل رحلة الكفاح التي عشناها حتى وصلنا إلى هذه المكانة في الغناء.
ولذلك وقع اختياري على أنغام لتشاركني تلك الحلقة المهمة جداً في حياتي.

- وما سبب بكائك في الحلقة الخاصة بالمطرب هاني شاكر؟
أنا بطبيعتي شخصية بكائية، بمعنى أن دموعي يمكن أن تنهمر من أي شيء، فإذا استمعت إلى أغنية وطنية وبدأت الاندماج معها يمكن أن أبكي وبشدة، ويحدث معي ذلك كلما غنّيت أغنية «يا بلادي».
كنت أتحدث مع هاني شاكر خلال الحلقة وتذكرنا وفاة ابنته ورحت أبكي. وهناك شيء لا يعرفه الكثيرون، وهو أنني بكيت في غالبية الحلقات.

- أعلنت خلال المؤتمر الصحافي للبرنامج أن هناك أربعة ضيوف لم تستطيعي إخراجهم من التصنع إلى البساطة، فهل كان هؤلاء الضيوف مفاجأة لك؟
بالفعل كانوا مفاجأة البرنامج، لأنني في حياتي العادية يتعامل معي الناس ببساطة، حتى المتصنعون منهم، لأنهم يجدونها فرصة لأن يكونوا على طبيعتهم معي.
أنا أقدم فرصة لأصدقائي أن يكونوا على راحتهم في الفترة التي يعيشونها معي، وهذا ما يحدث في سهراتي معهم، حيث تكون كلها متعة لي ولهم في الوقت نفسه.
غير أني فوجئت بأن هؤلاء الأربعة، الذين أرفض ذكر أسمائهم، أصبح التصنع سمة أساسية في شخصياتهم، بل إن التلقائية والبساطة من المستحيل أن تخرجا منهم.

- من هم الضيوف الذين قدموا حلقات فاقت توقعاتك؟
بصراحة شديدة هناك ضيوف كثر جداً قاموا بذلك، من أبرزهم المطربة شيرين عبد الوهاب وأنغام والصديق العزيز من الخليج العربي عبد القادر هدهود والمطربة بلقيس التي أتمنى أن أكون قد دعمت شهرتها من خلال استضافتها في البرنامج، حتى تشمل الوطن العربي كله وليس الخليج العربي فقط، فهي من أفضل الأصوات الموجودة في الساحة، وأيضاً من أفضل الشخصيات التي قابلتها في حياتي.
كذلك كان نبيل شعيل من ضمن المفاجآت الرائعة، وأبهرني ببساطته وتلقائيته.

- الغريب أن علاقتك بشيرين عبد الوهاب غير مستقرة فسريعاً ما تختلفان وسريعاً ما تتصالحان. فماذا تقولين عن تلك العلاقة؟
أنا وشيرين متشابهتان في أشياء كثيرة، منها أننا صريحتان، ولذلك فنحن كثيراً ما نختلف، لكن في الوقت نفسه نحب بعضنا كثيراً، فنعود ونتصالح سريعاً، وهذا لأن خلافاتنا لم تكن بسبب غيرة أو عداوة أو انتقام أو كراهية، بل خلافات مسلية جداً وبعيدة كل البعد عن ذلك كله.
فشيرين شخصية كريمة جداً على كل المستويات، لأن الكرم لا يتجزأ، فهي معطاء إلى أبعد الحدود، وقد ظهر ذلك بشكل واضح في الحلقة التي قدمتها معي، اذ شعرت بأنها خائفة عليَّ وحملت معي مسؤولية الحلقة الخاصة بها، وكأنها أختي وتتحمل معي نجاح الحلقة، وأنا مدينة لها بالمجهود الذي قامت به والذي يعبر عن محبتها لي.

- هناك من يرى أن البرنامج لم يحقق النجاح المنتظر منه حتى الآن فما ردك؟
أتوقع نجاح البرنامج بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة، وخصوصاً عندما يعرض على قناة دبي المتاحة للمشاهدة للجميع دون اشتراك. وأتوقع النجاح للبرنامج لأنه أقرب الى الحقيقة وإلى طبيعة البشر التي ينجذب إليها الجمهور عادة، إلى جانب أنه يحتوي على موسيقى لم يعتد الجمهور سماعها، تقدمها من خلال فرقة صغيرة مكونة من أفضل الشباب المتميزين في هذا المجال.
وأحب أن أوضح أن البرنامج حقق حتى الآن نجاحاً على مستوى القناة التي يعرض عبرها، وهي قناة «OSN» التي تملك مليون مشترك سنوياً، وهذا دليل على نجاحها، ولذلك تلك النقطة لم تكن تقلقني على الإطلاق.

 

- وما الذي كان يقلقك بعد عرض البرنامج؟
كنت قلقة من أن أتعرض لهجوم أو انتقادات من البعض بسبب طريقة تعاملي مع الضيوف، لأنها طريقة فيها حميمية، ونحن اعتدنا أن هناك طريقة تعامل للعلن، وطريقة أخرى خاصة بحياتنا مع الأصدقاء.
لكنني أنا كذلك ولا أستطيع تغيير نفسي، وخصوصاً أنني أتعامل بطبيعتي ولا يوجد شيء أفعله وأخجل من أن أفعله على العلن. وأعتقد أن الجمهور والمقربين مني تعلقوا بأصالة بسبب تلقائيتها، وإذا كان هناك بعض الأفراد سيكونون ضد ذلك فهم أحرار في وجهات نظرهم.

- لكن يظن البعض أن أصالة امرأة قوية الشخصية وهذا يظهر في نوعية أغانيك، فهل هذا حقيقي؟
أنا شخصية متوازنة ولست ضعيفة، وفي الوقت نفسه ليس عندي جبروت لكنني معتدلة، وبمعنى أوضح أنني مثلاً إذا غضبت لا أتسامح بدون مبررات، فأنا إنسانة طبيعية جداً ومتوازنة، وهذا يمكن أن يكون مشكلة في بعض الأحيان، لكني سعيدة بشخصيتي ولن أغيرها أبداً في أي وقت من الأوقات.

- البعض برر قيامك بعمل برنامج تلفزيوني خلال الفترة الحالية لرغبتك في التقرب إلى الجمهور بعد فترة غياب عن الساحة الفنية، فما صحة ذلك؟
هذا ليس له علاقة، فأنا لديَّ قاعدة جماهيرية ثابتة، بل إنني كنت أرغب في توسيع تلك القاعدة، إذ إن نجاحي في البرنامج جاء عن طريق كياني وشخصيتي وليس صوتي فقط، بل إنهم أصبحوا يحبونني في طريقة تعاملي وجرأتي في المواجهة، رغم أنني أعترف بأن تلك الجرأة تجعلني في بعض الأوقات والمواقف مخطئة، وهذا لأن أغلب تصرفاتي لا يحكمها العقل.
لكن في النهاية العلاقة التي تربطني بالجمهور ليست مرتبطة بنزول أغنية من عدمه، لكنها علاقة كيان، وهذا دليل على أنني لم أقدم البرنامج بغرض العودة الى الجمهور بعد غياب، لكن لزيادة قاعدتي الجماهيرية.

- ما الذي تتمنين أن يتغير في شكل الإعلام؟
الإعلام تغير بالفعل، رغم بعض الفوضى، وهذا أمر طبيعي خلال أي مرحلة انتقالية. وهناك بواقٍ لزمن طويل من الفساد صعب أن تنتهي وتزول سريعاً. ولا بد أن تهتم برامجنا خلال الفترة المقبلة بصناعة الإنسان وتبتعد عن السطحية، كي يصبح إعلاماً متقدماً ينهض بالبلاد.

- ألم تفكري في الإقدام على تجربة التمثيل خلال الفترة المقبلة؟
زوجي المخرج طارق العريان أجرى لي اختباراً ليقيس مدي قدرتي على التمثيل، وقد فشلت في هذا الاختبار، فقال لي: «أرجوك لا تفكري في تلك التجربة من جديد». اقتنعت بحديثه ولم أعد أفكر في التمثيل.

- ولماذا لم تفكري في خوض تجربة الإعلانات خلال الفترة الماضية؟
قدمت من قبل إعلاناً عن أحد الهواتف المحمولة، وأفتخر بهذا الإعلان كثيراً. أما بقية الإعلانات التي عرضت عليَّ فلم تكن ترضيني على الإطلاق، كما أنني لا أحب تقديم الإعلانات المباشرة مهما كان الإغراء المادي ومهما كانت حالتي المادية سيئة.

- وما موقفك من قرار نقيب الموسيقيين السابق منعك من الغناء في مصر واستمرار فاعلية القرار حتى الآن؟
هذا القرار صدر في فترة فساد داخل النقابة، واعتمدوا على معلومات خاطئة فيه، لذلك لن أتخذ موقفاً منهم، ولن أبرر لهم موقفي لأنني لست مخطئة في حق النقابة.

- استقبلت ابنيك التوأمين آدم وعلي، فماذا تغيّر في حياتك؟
شعرت بأن حياتي اكتملت وأنني ازددت نضجاً، وبأن الله أعطاني أكثر ما كنت أتمناه، لأنني كنت أرجو من الله ولداً واحداً، لكنه وهبني طفلين توأمين، وهذا فضل وعطاء منه أكثر مما أستحق.
كما كان لديَّ مشكلة في استكمال حملي طوال الفترة الماضية، وقد حملت أكثر من ست مرات من قبل ولم يكتمل الحمل، حتى هذه المرة كان يرهبني الأطباء من الحمل، لأن كثرته ستسبب لي مشاكل صحية كبيرة.
لكنني لم أيأس في يوم من الأيام من رحمة الله، وكلما جلست ولعبت معهما الآن أكون في غاية السعادة، خصوصا أنهما نتاج قصة حب بيني وبين زوجي طارق العريان يمكن أن نطلق عليها أنها أكبر قصة حب في العالم كله.
فلولا طارق في حياتي لكنت أساوي صفراً، لأن ثقته بي جعلتني إنسانة مهمة. فهو على سبيل المثال لم يتضايق في يوم من الأيام أن الجمهور يلتف حولي وليس حوله، بل إنه يبتسم ابتسامة السعيد، وهذا لأنه هو الذي يدعمني، فأنا كنت أظن عند وفاة والدي أنه قد توفي أكبر مشجع لي، لكن طارق استطاع أن يأخذ هذا الدور ببراعة.

- ما الذي تتمنينه لتوأميك في المستقبل؟
أتمنى لهما كل خير، وألا يعيشا ما عشته، فأنا مررت ببعض الصعاب مثل حرماني من والدي في سن صغيرة، كما أن الحياة أخذت جزءاً من صحتي كنت في حاجة إليه، وهذا ما لا أريد أن يعيشاه. لكن الحمد لله في الوقت نفسه الدنيا عوضتني بمحبة غامرة وجماهيرية عريضة، وهذا لا يعوض بأموال الدنيا كلها، وأتمنى أن أستطيع الحفاظ على نعمة حب الجمهور لي.

- ما هو شكل علاقتك بابنيك شام وخالد؟
علاقتي بهما جيدة جداً، وهي ذات طبيعة خاصة، فأنا لا أحب أن أتعامل معهما بقسوة ودائماً ما يلومني أهلي على تساهلي معهما.
لكنى أرى أن الطريقة التي أعاملهما بها أفضل بكثير من قسوتي عليهما، وأجلس دائماً مع شام وأقول «عندما تكونين إنسانة رائعة في تصرفاتك سيقول الناس إن أصالة امرأة مهمة، لذلك ظهرت ابنتها مثقفة ورائعة.
وعندما تكونين العكس سيتحدث الناس عنى بشكل غير لائق»، وأبلغها دائماً أنها ستكون صورتي الحقيقية في الحياة، وهذه طريقة تربيتي لهما وتكون باستعطاف قلبيهما ومشاعرهما، وليس بالقسوة عليهما.

- بعد إنجابك للتوأمين ألا تفكرين في ألبوم للأطفال؟
فكرت في تقديم ألبوم للأطفال أكثر من مرة، حتى وصلت الى فكرة تقديم قصص أو حكايات للأطفال، لكن حتى الآن لم أدخل في مرحلة تنفيذها. وفي الوقت نفسه أفكر في تقديم ألبوم وأغانٍ للأطفال، لكن لم أُقدم على الخطوة لأنها تحتاج مني إلى تفرغ حتى يخرج العمل مختلفاً عما قُدم من قبل.

- إلى أي مدى وصلت الخلافات بينك وبين أخيك أيهم نصري الذي أقام دعوى قضائية عليك؟
خلافاتي مع أخي جاءت نتيجة قلة اهتمامي به، فأنا أهتم بعائلتي جداً، وعندما يشعر أحد منهم بأن هذا الاهتمام يمكن أن يقل أو ينعدم يتحول إلى النقيض ويتعمد إيذائي.
لكنني أقابل ذلك بالتجاهل التام، لأن لديَّ مبرراتي، وقلة اهتمامي بأحد أفراد عائلتي تكون نتيجة توقعي لشيء ما منه، لكن يحدث تصرف على عكس ما توقعت تماماً.

- لماذا لم تحاولي حل الخلافات بينكما؟
حاولت أكثر من مرة دون فائدة.

- هل تعرضت لظلم أو قهر من النظام السوري؟
لم أتعرض لظلم منه، ولم أُظلم أبداً في حياتي، لأنني إنسانة لا أقبل الظلم أبداً. وعندما تركت بلدي سورية كان لديَّ حلم كبير بأن أصبح إنسانة أهم في الحياة والفن، وحياتي في مصر أعشقها جداً، وأصدقائي هم المقربون مني، سواء في مصر أو في أي بلد آخر، وأنا وطني الصغير هو أهم وطن لديَّ وهو منزلي وأسرتي.

- هل صحيح أنك تلقيت تهديدات كثيرة بسبب موقفك ضد النظام السوري ومساندتك للثورة؟
بالفعل تلقيت تهديدات كثيرة، ووصلتني رسائل عديدة تصفني بأبشع الألفاظ وتسبني بالأب والأم، لدرجة أنني مللت من هذه التهديدات، لكن لم أتراجع عن موقفي من قتل الأبرياء العزل.
فأنا ضد قتل شبابنا وإراقة دمائهم فقط ولست ضد النظام السوري، لأنه لا يوجد بيني وبينه أي مشاكل أو خلافات. وأنا لا أفهم في السياسة بشكل كبير حتى أجري تقويماً له، وكل ما أتمناه أن تنعم بلادنا بالحرية والأمان ويعود الشباب يحلمون بمستقبل أفضل.

- هل هناك أشياء قمت بها وتندمين عليها؟
بالتأكيد، فكلنا بشر وكلنا نخطئ، لكن الأهم أن يأتي الوقت الذي نعترف فيه بأخطائنا. فقد جاء وقت بعدما تذوقت طعم الشهرة وتغيرت في بعض الأشياء، وظننت أنني الأهم في محيط أسرتي وعائلتي، وخلت أن متطلباتي فوق متطلباتهم، لكنني انتبهت بعد فترة وتراجعت عن الأخطاء التي ارتكبتها تجاه من حولي، واعتذرت لهم جميعاً، لأنني كنت أنانية ولم أفكر إلا في نفسي، بل إن حبي لنفسي تفوق على حبي لهم.
وكان من المفترض أن يجعلني حبي لنفسي أشعر بهم أكثر من اللازم، فأنا أعلم جيداً وعن تجربة أن المكانة الكبيرة تجعل الإنسان أحياناً يهتم بنفسه أكثر من الآخرين، لكن لابد إذا حدث ذلك أن يسارع إل الاعتذار عن أخطائه في حق الآخرين.

 

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079