افتتاح مقر "الاتحاد العام للمنتجين العرب"... صادق الصبّاح: "لبنان يتكيَّف مَع العَواصف"
افتتح "الاتحاد العام للمنتجين العرب" مقره الجديد في لبنان في حفل إعلامية نظّمه المنتج اللبناني صادق الصباح في أحد فنادق العاصمة بيروت أمس الجمعة، بحضور وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، والأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية السفير أحمد رشيد خطابي، ورئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب الدكتور ابراهيم أبو ذكري ووزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال وليد نصار، والنائب عبد الرحمن البزري، ونقيب الصحافة عوني الكعكي وعدد كبير من المنتجين والمخرجين وأصحاب المحطات التلفزيونية اللبنانية والعربية وأهل الإعلام.
وشدّد الصباح على أهمية دور لبنان كمنارة ثقافية وفنية وعربية، مثمناً الجهود العربية التي تنصب في صالح لبنان، داعياً الأفرقاء السياسيين في بلاده إلى تجنيبها النزاعات والخلافات مع الأشقاء.
وأضاف: "هذه الجمعة المهمة مِنْ مخْتَلِفْ الدول والعواصم العربية لإِخوانِنا العربْ تَعني لنا الكثير، في ظلِ التخبُّطِ السياسيِّ الذي يَعِيشُهُ لُبنانْ ويَعْلَمُ جَميعُنَا أنَّ حُلُولَهُ ليستْ محلِّية. وكُلُ المواقِفْ التي تُتَخذْ ضُدَ لبنان ليستْ إلا مَرْحَلِيّةً ولبنان لا يَستَمِرْ مِنْ دُونِ دَعْمِ أَشِقَائِنَا العَرَبْ. كَمَا نَعْلَمُ أَنَّ مَحَبَتَكُمْ لِهَذَا البَلَدِ العَظِيم وشَعْبِهِ كَبيرة. والشَعْبُ اللبناني من شَمَالِه إلى جنوبِهِ وغَربِهِ وبِقَاعِهْ يُبَادِلُكُمْ المحبةَ وهو غيرُ مَعنِيٍ بالقضايا السياسية، ويَرْفُضُ لُغَةَ الكَرَاهِيَةِ والعِدَائِيَّة . بإختصار نَحْنُ نُكمِّلُ بَعْضَنَا، وعَلَاقَةُ لُبنان مَعْ أَشِقَائِهِ العرب تاريخيةٌ ولنْ يَشُوبَهَا أيُّ أمرٍ مهما علتْ بعضُ الأصوات".
وتابع: "هذا المؤتمر الذي تشهَدُهُ بيروت في عِزِّ أزمَتِهَا السياسية والإقتصادية، هو تأكيدٌ أنَّ لبنان لا ينْكَسِرُ ولَنْ يَنْكَسِرَ يتكيَّفُ مَع العَواصِفْ ويَستَمِر، يتأقْلَمُ مَعْ الضرباتِ المُؤلمَةِ ويقومُ مِنْ تحتِ الرَماد، يَنفُضُ عنهُ الغُبارَ ويُكْمِلُ الحياة... هذا الشعبُ على مدى قرونٍ مَرَّ بِشَتَّى أنواعِ الحُرُوبِ حتى النفسيةِ والاقتصاديةِ ولَمْ يَستسلم. شعبٌ تَوّاقٌ للحياة. مِنْ هذا المُنطلقْ كانَ لبنان وسيبقى حاضناً للفنِ والثقافة، وسيبقى المُلْهِمْ. حتى فَنِيّاً كانت بيروت السبّاقةَ والرائِدةَ منْذُ نشأةِ الفن. أما على صعيدِ صِناعةِ السينما والدراما وبالرغمِ مِنْ ظُرُوفِنا، حققَ لبنان في السنواتِ الأخيرة تقدُماً عظيماً من الناحيةِ الفنيةِ والتنفيذية. وما ساعَدَ لبنان ليسَ فقط موقِعُهُ الجُغرافي الرائع ومُنَاخُهُ الجميل وحُسْنُ إستقبالِ أهلِه، إنّمَا أيضاً المواهب الكبيرة في مختلفِ القِطَاعَات، وشَغَفُهَا في تقديمِ أعمالٍ على مُستوى عالٍ مِنَ الجُودَة".
واستكمل: "كما أنَّ لبنان يُخَرِّجُ سَنوياً نَحُوْ أَرْبَعُمِئَةِ طالبٍ وطالبة من المَعَاهِدِ الفنّية والجامعات، وهذا يَعْكِسُ أهميةَ هذهِ الصِناعة عندنا التي وَصَلَتْ إلى مراتبَ متقدمة وأصْبَحَتْ مِنْ أكثرِ الصِناعات التي تُحَقِقُ دورةً إقتصاديةً كاملةً للبلد/ وبالتالي دَورُنَا كمنتجينَ عرب أنْ نَصونَ هذه الصناعة ونَرعاها جيداً مِنْ خلال رَسَائِلَ مُهمة يُمكِنْ إيصالُها إلى الأجيالِ المقبلة. وهُنَا أَشُدُّ على يَدِ وزير الإعلام اللبناني المهندس زياد المكاري على دعمِهِ لهذهِ الصناعة وحُرْصِهِ على تَطوِيرِهَا مِنْ خِلالِ تقديمِ هذه المبادرة، في سابقةٍ لافتةٍ ونادرةٍ مِنْ قِبَلِ الدَوْلَة، ونَعِدُكُمْ قَريباً أنْ نُقَّدِمَ خُطةً شاملةً في بناءِ وإنشاءِ مجموعةٍ مِنْ الستوديوهات جاهزة للتصوير والإنتاج الفني والإعلامي. كما يَهُمُنِي أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكُم هذا الفيديو الذي يُظْهِرُ التَقدُمَ الذي حقَقَهُ لبنان في بناءِ الديكوراتِ بميزانياتٍ ضخمة وكفاءاتٍ مميزة، بالإضافةِ إلى المدنِ الكبيرة التي تَمَّ بِنَاؤهَا من قبل شركة الصبّاح لتنفيذِ أعمالٍ دراميةٍ عربيةٍ عدة في لبنان. كما لا يُمْكِنْ التغاضي عن تَعَاونْ الأجهزة الأمنية والحكومية في لبنان، والتسهيلات التي تُقَدِمُهَا، وهذا يدل على أهمية هذه الصناعة التي أصبحتْ مِنْ أولويات الصناعات التي تنعشُ لبنانَ إقتصادياً وإعلامياً، وتُثبّتُ مَكَانَتَهُ وإمكاناتِهِ، الأمرُ الذي ينعكسُ إيجاباً على الإِعلام العربي عموماً. لذلك أدعو إِخْوَانَنَا المنتجين والمخرجين العرب لتصويرِ أعمالِهِمْ في لبنان والاستفادة من التسهيلاتِ الكثيرة المتوفرة ، إضافةً إلى بيئةِ لبنان المتنوّعة ومناطِقِهِ الطبيعية المميزة بجمالِها وإبداع الخالق".
وختم: "بالرُغمْ مِنْ إِنْشِغَالِنَا بالكثير من الأعمال، إلا أنَّ تَوَلِيَ مَنْصِبْ رِئَاسَةِ مَقَرِ بيروت لإتحاد المنتجين العرب، أعتَبِرُهُ وساماً جديداً على صدري، لتقديمِ المزيد لهذهِ الصناعة ولوطني لبنان وِلِعَالَمِنَا العربي، لإكمالِ مسيرةِ أهلي وعائلتي "الصبّاحية" في الإنتاج العربي ، وتطويرِ الدراما والفنون العربية وتحديث مُستَوَاهَا بشكلٍ دائم، لِتُنَافِسَ عالمياً. فنحنُ نعلمُ أنَّ عالَمَنَا باتَ غرفةً صغيرة، وشاشةً مشتركة، تَتنافسُ عليها الدراما والسينما العالمية بالإبداع والجُودَة، ونَحْنُ لها. وتحية لِكُلِ أعضاء المجلس التأسيسي للإتحاد اللبناني التابع للإتحاد العام للمنتجين العرب الذي يضمُّ وجوهاً نيّرةً منْ مختلفِ المجالاتِ الفنية. وأشكر معالي وزير الصناعة على مبادرته في تسهيل إتمام بروتوكول تعاون بين الإتحاد العام للمنتجين العرب ووزارة الصناعة يُعلن عن تفاصيله قريباً. أهلاً بالمنافسة، ونحنُ لها، مُنْتِجُونَ ومُخرِجُونَ وكُتَّاب ومُمثِلون وتِقنيّون وفنَّانُون، لبنانيون وعرب … بتضافُرِ جهودِنا، وتعاونِنَا المُخلص، سَنَكُونُ فريقاً جميلاً من الأخوة نصْنَعُ مجدَ وطَنِنَا العربي الكبير الفنّي ونقدُّمُهُ للعالم بأجملِ صورةٍ وأحلى وجهٍ بإذنِ الله".
وأثنى أبو ذكري على جهود الصباح في افتتاح المقر في لبنان، كما شكر التعاون الحكومي بخاصة من قبل الوزير المكاري الذي تجاوب بشكل سريع جداً.
واعتبر أبو ذكري أن "لبيروت نكهة خاصة على المستويين الشخصي والعربي"، مشيداً بـ"اللقاءات التي أجراها الوفد العربي الموجود في لبنان مع المسؤولين والوزراء"، ومؤكداً "أهمية هذه اللقاءات التي ستترك نتائجها على الاتحاد ونشاطه".
ومن جهته، أكّد الخطابي على حرص جامعة الدول العربية على دور لبنان في المجالات الثقافية والفنية والحضارية. ونقل تحيات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط"، مشيداً بـ"التسهيلات التي قدمتها الحكومة اللبنانية لإنشاء مقر الاتحاد في بيروت عاصمة الإبداع التي لا تموت، رغم كل الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها".
ونوّه بـ"حيوية الاتحاد وانفتاحه على كل المبدعين العرب من خلال مكاتبه الأربعة وفروعه الـ14 لإظهار إبداعاتهم على كل المستويات".
وألقى المكاري كلمة قال فيها: ""هذا اللقاءَ هو من دونِ أدنى شكٍّ باكورةُ التعاونِ مَعَكُم، تمهيداً لِلبَحثِ في السُبُلِ التي تُتَرْجِمُ بروتوكولَ التعاونِ المُوقّعِ بينَ وِزارةِ الإعلامِ ونائبِ رئيسِ الاتحادِ السيد صادق الصبّاح، وذلك بناءً على رَغبةٍ مُشتركةٍ في أن يكونَ لبنانُ مَقرّاً ومُستقرّاً للإنتاجِ الدراميّ والسينمائيّ والإعلاميّ والثقافيّ. ولذلك، نُعوِّلُ جِدًّا على انطِلاقةٍ واعِدةٍ لصناعةٍ إنتاجيةٍ وسينِمائيةٍ لبنانيةٍ وإتاحَةِ الفُرصةِ أمامَ قيامِ سياحةٍ سينِمائيةٍ رائدةٍ، على غِرار الدُولِ المُتقدِّمة في هذا المجال".
وتابع: "إنَّ التَجاوُبَ السريعَ، والمُبادرةَ الى دعمِ المشروعِ يُعبِّرانِ عن مدى المشاعرِ وصِدقِ العَلاقةِ التي تَجمعُنا، كما عن مدى اهتِمامِكُم ببيروتَ عاصمةً دائمة للإنتاجِ العربيّ، هذه العاصمةُ الأنيقةُ حتى في عِزِّ مآسيها، الجميلةُ رَغمَ مُحاولاتِ التشويه، والتي تَنْبُضُ حياةً ولا تقتُلُها شِدّة".
واستكمل "اختيارُكُم بيروتَ لتكونَ مَقرّاً للاتحادِ العامّ للمُنتجينَ العربِ هو اختيارٌ واضحٌ لدعمِ لبنان، ودليلُ عافيةٍ يَدْفَعُنا لاستعادةِ الثقةِ ببلدِنا، واستعادةِ ثقتِكُم به أيضا. هذه الثِّقةُ ترتكزُ على ما لدينا من قُدُراتٍ بشريةٍ، فكريةٍ ـ إبداعيةٍ وثقافية، وهِي المُقوِّماتُ الأساسيةُ لتدعيمِ الصناعةِ السينمائيةِ في الوطنِ العربيِّ ووضعِهِ على خارِطَةِ الإنتاجِ العالمي".
وتابع: "بِصِفَتي وزيراً للإعلامِ اللبنانيّ، وباسمِ الحكومةِ اللبنانية، نَتَعهّدُ أمامَكُم بأنّنا لن نُوَفِّرَ جُهداً ليتحوَّلَ لبنانُ إلى وِجْهَةٍ لشركاتِ الإنتاجِ السينمائيِّ العربيّةِ والعالميَّة. على الرَّغمِ من الظروفِ الصَّعبةِ التي نَمرُّ فيها حاليا، نَمتَلِكُ منَ المُقوِّماتِ ما يُخَوِّلُنا بالتعاونِ مَعَكُم، المُساهَمَةَ الفَعَّالةَ في تدعيمِ الإنتاجِ الدْرَاميِّ والسينمائيِّ والإعلاميِّ والثقافيِّ العربيّ.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024