أحمد السعدني: أبناء الفنانين محظوظون...
يعترف بأن أبناء الفنانين، وهو منهم، محظوظون، ولولا آباؤهم لما استطاعوا دخول الوسط الفني. ويؤكد أن والده صلاح السعدني قدم له فرصة دخول الفن، عندما ظهر معه للمرة الأولى في مسلسل «رجل من زمن العولمة»... أحمد السعدني فتح قلبه لنا، وتحدث بصراحة لم يتحدث بها من قبل، وحكى عن حقيقة انفصاله عن زوجته، وصرّح أنه لا يخاف من أن يصبح ضحية الزعيم عادل إمام، بعد الهجوم عليه بسبب تصريحاته أثناء الثورة المصرية، كما تحدث عن ابنيه عبد الله وياسين، وأشياء أخرى كثيرة تحملها سطور حوارنا معه.
- تشارك في فيلم «المصلحة» مع أحمد عز وأحمد السقا، فكيف جاء ترشيحك للعمل؟
لا أهتم بمسألة من رشحني للدور في أي عمل يعرض عليَّ، فجهة الإنتاج تتصل بي وبعدها أقرأ السيناريو، وإما أوافق أو أرفض. وهذا ما حدث في فيلم «المصلحة» الذي شعرت منذ اللحظة الأولى من قراءتي للسيناريو بأنه فيلم مهم وفيه أدوار تعطيك مساحة للتمثيل حتى لو كان الدور صغيراً.
وهنا دوري صغير لكنه مهم جداً في سياق الأحداث، وإذا حذف يخلّ بالسياق الدرامي. كما أن الفيلم يتمتع بإنتاج ضخم جداً، وفيه العديد من النجوم، وهذا ما أصر عليه منتج العمل ومؤلفه وائل عبدالله والمخرجة ساندرا نشأت، فهما لم يكتفيا بعز والسقا بل هناك نجوم آخرون أمثال حنان ترك وزينة وكندة علوش وصلاح عبدالله، وهذا لا يعني أن الفيلم بطولة جماعية، بل بطولة السقا وعز.
- هل وافقت على الدور للوقوف أمام عز والسقا خصوصاً أن مساحه دورك صغيرة؟
ليس بهذا المعنى بالضبط، لكن موافقتي على الدور جاءت نتيجة أهميته في الفيلم. وأيضاً لا أستطيع أن أنكر نجومية البطلين عز والسقا فهما يمتلكان الشهرة والشعبية، وهذا يعطي بعض الاطمئنان على نجاح الفيلم.
- تشارك أيضا في فيلمي «برتيتة» و«ساعة ونصف» بدورين صغيرين من حيث المساحة. فهل تريد تثبيت قدميك في السينما خلال الفترة الحالية؟
الفيلمان من نوعية أفلام البطولة الجماعية التي تحبها لأنها تنطوي على تنافس شريف بين فناني العمل وتخرج بالتالي بمستوى عالٍ من الجودة. كما أنها تجذب الجمهور لأنه يدخل الفيلم لمشاهدة أكثر من ممثل، لا بطل واحد فقط.
هذا ما حدث مع «برتيتة» و«ساعة ونصف» اللذين استمتعت بأيام تصويرهما، وأعتقد أن هذه الروح ستظهر على الشاشة عند عرضهما في موسم إجازة نصف العام الدراسي، وأتمنى أن ينالا إعجاب الجمهور.
- هل شعرت بالحزن بعد تأجيل عرض مسلسل «فرقة ناجي عطاالله»؟
حزنت كثيراً، وذلك بسبب عدم مشاركتي في أي عمل في رمضان الماضي، علماً أنني رفضت عدداً من المسلسلات لأنني كنت مرتبطاً بـ«ناجي عطا الله» ولا يمكن أن أدخل في عمل آخر.
كنت أتمنى العمل في رمضان الماضي، خصوصاً أن العام الماضي كان مختلفاً عن كل عام من حيث قلة عدد المسلسلات المعروضة، قياساً بما كان يحدث في الأعوام الماضية، ولذلك نسبة المتابعة فيه كانت أعلى، كما أن الأعمال الدرامية التي قدمت هذا العام معظمها على مستوى جيد جداً، فأنا مثلاً كنت أتابع مسلسل «الريان» وأرى أنه من الأعمال الجيدة جداً.
- هل كان تأجيل عرض مسلسل «فرقة ناجي عطا الله» في رمضان الماضي بسبب حملات المقاطعة التي ظهرت على «الفيسبوك» للعمل وبطله عادل إمام لما صدر منه من تصريحات موالية للنظام السابق ومعادية للثوار؟
المسلسل أغلب أحداثه تدور خارج مصر، ولذلك هناك مشاهد عديدة يتم تصويرها في دول مختلفة، وهذا أطال مدة التصوير. وبعد أن قررت شركة إنتاج المسلسل عرضه في شهر رمضان الماضي، وجدنا أننا لن نستطيع الانتهاء من التصوير قبل شهر رمضان أو خلال الشهر نفسه، ولذلك تقرر تأجيل العرض الى رمضان المقبل حتى يستكمل التصوير بهدوء دون توتر أو استعجال لإخراج عمل جيد يستحق المشاهدة. وفي النهاية تلك المسألة ليست من اختصاصاتي لأنني أقدم دوري فقط ولا أحب أن أتدخل في أشياء لا تخصني.
- ألم تخف من أن يؤثر الهجوم الذي تعرّض له عادل إمام وقلّة شعبيته في الشارع المصري عليك بالسلب ويضعف جماهيريتك كفنان وتصبح ضحية عادل إمام؟
بالعكس أرى أنه شرف لي أن أشارك مع عادل إمام في عمل فني جديد بعد آخر أفلامي معه «مرجان أحمد مرجان»، فقد استفدت من العمل معه كثيراً، وزادت خبراتي التمثيلية لمجرد مراقبتي له أثناء التصوير.
أما بالنسبة الى الهجوم الذي تعرض له خلال الفترة السابقة فكان مبالغاً فيه، كما أن ذلك لا يقلل أبداً من كونه فناناً عظيماً قدم لنا تاريخاً سينمائياً نفخر به ولا يمكن أن ننساه.
وأريد أن أذكر شيئاً مشابهاً لهذا الموضوع، فقد تعرّضت غادة عبد الرازق لهجوم شديد بسبب تصريحاتها وقت الثورة المصرية، وكذلك تامر حسني.
ومع ذلك عندما عرض عملاهما في رمضان الماضي حققا نسبة مشاهدة عالية على مستوى العالم العربي بأكمله، ولم تحدث مقاطعة سواء لمسلسل «سمارة» أو لمسلسل «آدم»، ولهذا فأنا أرى أن تلك المسائل لا تؤثر على نجاح الأعمال أو نجومية الفنان، ولا أخشى أن أصبح ضحية عادل إمام.
- ما رأيك في ما يقال عن اتهام البعض لأبناء الفنانين بأنهم محظوظون ولولا آباؤهم لما استطاعوا دخول مجال الفن والتمثيل؟
بصراحة أبناء الفنانين لديهم فرصة أسهل لدخول مجال التمثيل والظهور على الشاشة، لكن في الوقت نفسه هناك مشكلة يواجهها كل أبناء الفنانين الذين يعملون في الفن، وهي مقارنة الجمهور بينهم وبين آبائهم، وهذا يضعهم في مأزق، خصوصاً في بداية عملهم.
- هل تعترف بأن والدك صلاح السعدني ساعدك في دخول مجال التمثيل؟
بالتأكيد ولا أستطيع أن أنكر ذلك، فأول عمل قدمته في حياتي كان معه وهو مسلسل «رجل من زمن العولمة»، وهو الذي أعطاني هذه الفرصة.
- لماذا لم تشارك معه في أي أعمال أخرى رغم أنه عرض عليك أدواراً في بعض أعماله مثل مسلسل «الباطنية»؟
أولا أنا لا أريد الحديث عن مسلسل «الباطنية»، ومسألة عرض دور فيه عليَّ من عدمه، ويكفي أن أقول إنني كنت أتمنى المشاركة فيه لأنه عمل جيد وحقق نجاحاً كبيراً.
أما بالنسبة الى عرض أدوار عليَّ في مسلسلات من بطولة صلاح السعدني، فبالفعل كان يعرض عليَّ ذلك بعد ظهوري معه للمرة الأولى، لكنني كنت أعتذر عنها لأنه لم يكن لديَّ الوقت لتقديمها. وأتمنى أن أقدم أعمالاً أخرى مع والدي وأن أصل في يوم من الأيام إلى ما وصل إليه في مجال التمثيل.
- هل ستشجع ابنيك عبدالله وياسين على أن يدخلا مجال التمثيل مثلما فعل والدك معك؟
سأفعل معهما مثلما فعل والدي معي، سأترك لهما الحرية منذ الصغر.
- ما هي شكل العلاقة بينهما وبين جدهما صلاح السعدني؟
يصيبانه بالجنون أحياناً، وأختي أيضا لديها ولدان، وعندما يجتمع ابناي مع ابنيها ينامون أربعتهم على الأريكة الخاصة بصلاح السعدني، ويصرّون على هذا المكان من المنزل بأكمله، وتحدث مشاجرة بينهم وبين والدي على الأريكة حتى ينتصر والدي في النهاية ويجلس على الأريكة... لكنه في الواقع يحبهم حبا عميقا.
- ما حقيقة انفصالك عن زوجتك؟
هذا لم يحدث على الإطلاق بل إن حياتي الزوجية مستقرة، وكل ما قيل في هذا الشأن غير صحيح، ومجرد شائعات لا أعلم مصدرها أو الهدف منها. وللأسف أنا لا أعلم بتلك الشائعات حتى أنفيها في وقتها، لأنني لست متابعاً جيداً للصحف ووسائل الإعلام.
- هل ترى أن هناك صداقات حقيقية داخل الوسط الفني؟
بالتأكيد، ومن يقول إن الوسط الفني ليس فيه صداقة فهو شخص معقد نفسياً. أنا لديَّ صداقات كثيرة من داخل الوسط، وتكاد تكون قد تحولت إلى علاقات أخوية وأسرية، ومن ضمن أصدقائي أحمد رزق وكريم محمود عبد العزيز وشريف سلامة وأحمد صفوت وأحمد عزمي وأحمد زاهر وعمرو يوسف، فنحن نخرج معاً وأعرف عائلاتهم، وهم كذلك وكأننا أخوة لا أصدقاء.
- أين تضع نفسك وسط أبناء جيلك من الفنانين؟
لا أضع نفسي في مكانة معينة لأنني لا أنظر إلى من حولي، ولا أهتم بما وصل إليه الآخرون.
- هل ترى أنك حققت جزءاً من طموحاتك الفنية بعملك مع النجوم الكبار؟
لا أحب أيضاً أن أضع لطموحاتي حدوداً معينة، لكنني أحاول دائماً أن أجتهد وأصل إلى أفضل ما لدي وأنتظر النتائج. مثلا أتمنى أن أقدم عملاً من بطولتي، لكن هذه الأمنية ليست نهاية طموحي، بل أفكر في أكثر من ذلك بكثير، وأحاول الوصول إليه بالاجتهاد. وفي النهاية أرضى بما أعطاني إياه الله سبحانه وتعالى.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024