الموزع الموسيقي حسن الشافعي
الموزع الموسيقي حسن الشافعي هو أحد أعضاء لجنة التحكيم في برنامج اختيار المواهب الغنائية ARAB IDOL، الذي يقدم على قناة mbc، حيث يشارك النجمان أحلام وراغب علامة في اختيار أفضل صوت غنائي في الوطن العربي. حسن الشافعي حكى لنا كيف اختير لعضوية لجنة التحكيم، وكواليس وأسرار البرنامج والمواقف الكوميدية، وأيضاً المواقف الصعبة التي واجهتهم خلال رحلة البحث عن الحنجرة الذهبية، كما كشف لنا عن مشاريعه الغنائية المقبلة، والتي سيشارك فيها أحلام وراغب علامة.
- كيف تم ترشيحك كعضو لجنة تحكيم في برنامج ARAB IDOL؟
لجنة التحكيم تضم اثنين من النجوم الكبار في مجال الغناء، أحلام وراغب علامة، والعضو الثالث كان مطلوباً أن يكون موسيقياً لتكون اللجنة متكاملة فنياً. وبالفعل وقع الاختيار عليَّ من قناة mbc التي تواصلت معي لعرض الفكرة عليَّ، ولم أتردد لحظة في قبول التجربة، لكنني أخذت بعض الوقت في درس مسألة تفرغي للبرنامج تماماً، لأن المشروع يتطلب تفرغاً تاماً نظراً الى السفر الدائم بين الدول، وعدم إقامتي داخل مصر بصفة مستمرة. لكن مسألة تفكيري في أن أكون جزءاً من البرنامج من عدمه كانت محسومة من اللحظة الأولى.
- ألم تشعر بالقلق من هذه التجربة؟
ARAB IDOL من نوعية البرامج العالمية، استطاع أن يحقق أعلى نسبة مشاهدة على مستوى العالم. وعندما جاءت الفكرة لتنفيذ نسخة عربية للبرنامج لاكتشاف المواهب الغنائية في الشباب العرب، كانت فكرة عبقرية، خصوصاً أنها بإشراف واحدة من أكبر القنوات في الشرق الأوسط، بل وإحدى أهم القنوات العالمية وهي قناة mbc، فلم يكن لديَّ شك في الجودة والشكل اللذين سيخرج بهما البرنامج، وأيضاً لم أقلق من مسألة تحقيق النجاح، لأن القناة استطاعت أن تجمع فريق عمل متكاملاً ومحترفاً ومتخصصاً، ليس فقط في لجنة التحكيم، لكن أيضاً على مستويات التصوير والإخراج والإضاءة والمونتاج وجميع العاملين في البرنامج. كل هذا جعلنا مطمئنين تماماً، وزاد تركيزنا على مهمتنا أكثر، وهي اختيار المواهب الجيدة والأفضل من المتسابقين.
- معنى ذلك أن قناة mbc أحد الأسباب الرئيسية لقبولك المشاركة في البرنامج؟
بالتأكيد لأنك عندما تتعامل مع قناة مثلها تجد نفسك في راحة نفسية كبيرة، اذ إن هناك أشياء عديدة لم تفكر فيها كما ذكرت، بأنك تضمن مستوى العمل. وبالفعل اسم mbc شجعني كثيراً على خوض تلك التجربة، وأن أكون جزءاً من البرنامج.
- ما أكثر ما أعجبك في برنامج ARAB IDOL على المستوى الشخصي؟
أكثر ما أعجبني بالبرنامج هو المصداقية العالية، فكل ما يحدث من مواقف، سواء أمام الكاميرا أو في الكواليس، مواقف حقيقية ومن القلب، ولا يوجد فيها أي مجاملات أو تصنّع، فكل الانفعالات المرصودة حقيقية، مثل الفرحة في حالة الفوز أو البكاء في حالة الخسارة، وحتى انفعالاتنا نحن كلجنة تحكيم كلها حقيقية. فمناقشاتنا أنا وأحلام وراغب علامة واقعية، ولم يحدث أي شيء للمجاملة، ففي الجلسة الأولى مع قناة mbc قلنا لهم إننا سنخرج كل مشاعرنا على الشاشة بصراحة وبدون أى مجاملات أو تصنع، ووجدناهم يشجعوننا على عمل ذلك، بل قالوا إنهم يرغبون في ذلك، بل إنهم يرفضون وضع أي قيود علينا، وهذا شجعنا أكثر أن نخرج بهذا الشكل.
- لاحظنا الانسجام بينك وبين أحلام وراغب علامة، فهل كنت على علاقة بهما قبل البرنامج؟
بصراحة شديدة لم أكن على علاقة بهما من قبل، بل تعرفت عليهما من خلال البرنامج، لكننا أصبحنا أصدقاء جداً بعد البرنامج، والجو العام ساعدنا في ذلك، حيث إننا قمنا بالسفر معاً والجلوس لأوقات طويلة في مكان واحد، ولذلك أصبحنا أصدقاء، خصوصاً أن راغب علامة وأحلام من الأشخاص البسطاء جداً، رغم نجوميتهما الضخمة. فهما يساعدانك على محبتهما والتقرب منهما، وهذا أيضاً ما ينطبق على كل فريق العمل، ونحن نتعامل كيد واحدة لإنجاح هذا العمل، وهذا ما ظهر على الشاشة وشعر به الجمهور.
- ألم تحدث بينكم خلافات في وجهات النظر أحياناً؟
بالطبع حدث ذلك في مواقف كثيرة جداً، فدائماً كنا نختلف في بعض الأمور بما في ذلك تقويم المتسابقين، لكن هذا الأمر كان ممتعاً في حد ذاته، لأن المناقشة التي كانت تدور بيننا رائعة وعلى مستوى عالٍ من الاحترام، فنحن الثلاثة من ثقافات وآراء وخبرات مختلفة، ولذلك كنا نتناقش كثيراً لمعرفة الرأي والرأي الآخر، ودائماً الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولذلك كنا نتفق جميعاً في النهاية على رأي يكون هو الأصلح.
- هل يمكن أن نرى خلال الفترة المقبلة مشروعاً غنائياً بينك وراغب علامة أو أحلام؟
بالفعل هناك بعض المشروعات الغنائية التي اتفقنا على القيام بها معاً، سواء مع راغب علامة أو أحلام، لكن أجَّلنا الحديث عنها حتى ننتهي أولاً من تصوير البرنامج، فأنا أتمنى القيام بتوزيع أغنيات لنجمين كبيرين مثل أحلام أو راغب علامة، لأنني دائماً أحب أن أعمل في الأساس مع الفنانين الذين تربطني بهم علاقات شخصية جيدة، حيث أشعر وقتها براحة نفسية كبيرة تجعلني أقدم أفضل ما لديَّ، وهذا ما حدث معي عند تعاملي معهما خلال فترة البرنامج.
- ما هي أكثر المواقف الكوميدية التي حدثت في كواليس البرنامج؟
بالفعل كانت هناك مواقف كوميدية عديدة خلال تصوير البرنامج، أبرزها خروج أحد المتسابقين عن المألوف، فقد فوجئنا بالمتسابق، وهو من مصر، يقول لنا بعد علمه برسوبه في المسابقة بأننا السبب في خروجه وأننا لجنة فاشلة، ثم خرج غاضباً وتركنا وهو يصرخ دون أى مبرر، فكان موقفاً مضحكاً للغاية، خصوصاً عندما تشاهد هذا المتسابق وهو يغني وتستمع إلى كلمات الأغنية التي يقوم بغنائها لتدرك أن غضبه غير مبرر بل ومضحك.
- وهل ندمت على أحد القرارات التي أخذتها كعضو لجنة تحكيم في البرنامج؟
لا لم أندم على أي قرار اتخذته، ونحن كلجنة تحكيم كنا متفقين أن نحقق العدالة في قراراتنا، لأن هذه المسابقة ستصنع نجماً غنائياً جديداً، وستضيع الفرصة من شخص آخر في الوقت نفسه، ولذلك كنا ندرس قراراتنا جيداً قبل أن نعلنها، وهذا جعلنا نبذل مجهوداً ذهنياً وعصبياً ونفسياً كبيراً جداً خلال فترة الاختيارات، لكنني تعاطفت مع عدد كبير من المتسابقين، خصوصاً عندما يبكون عند علمهم بخروجهم من البرنامج، لكن أقول لهم رأيي بمنتهى الصراحة والموضوعية دون أن أحرج أحداً، أفضل من أن أخفي عليهم ذلك، كما أن هناك أصواتاً كثيرة جيدة لكنها خرجت من البرنامج، وذلك لأن المطلوب من لجنة التحكيم اختيار عدد معين من المواهب، ولذلك هناك أصوات تصلح للغناء لكنها خرجت، لأن هناك الأفضل منها، وهذه كانت أصعب لحظات البرنامج، وهي أن تستبعد أحد المتسابقين الذين لديهم قدر من الموهبة، لترك مكان للأفضل منه لاستكمال مشواره بالمسابقة.
- ما هي المعايير التي كنتم تقومون على أساسها بالاختيار بين المتسابقين؟
هناك معايير متعارف عليها، وهي جودة الصوت والشكل والأداء، إنما هناك شيء آخر في منتهى الأهمية، وأرى أنه سبب أساسي لنجاح أى فنان، وهو ذوقه في اختيار ما يقدمه، وهذا يعتمد على ذكائه في معرفة ما يختار من الأغاني الجيدة، والتي تعجب المستمع، فعلى المستوى العام هناك مطربون أصحاب شهرة كبيرة جداً، رغم أنهم ليسوا أحلى الأصوات الموجودة في الساحة الغنائية، وعلى العكس تجد أصواتاً رائعة لا تتكرر لكنهم لم يحققوا نفس نجاح الفئة الأولى، وذلك بسبب عدم استطاعتهم تحقيق عنصر اختيار الأغنية الجيدة، ولهذا كنت أركز على هذا العنصر في اختياراتي.
- ما رأيك في مستوى الأصوات التي تقدمت للبرنامج من مختلف أنحاء الوطن العربي؟
معظمها أصوات جيدة، فمثلا تونس كان فيها أصوات جيدة جداً، وأيضا دول الخليج كان بها عدد من الموهوبين، سواء من المملكة العربية السعودية أوالكويت ومعظم دول الخليج العربي، وفي النهاية اكتشفنا أن لدينا أصواتاً رائعة في الوطن العربي، سواء نسائية أو ذكورية.
- ما الذي أرهقك خلال فترة تصويرك للبرنامج؟
كثرة التنقل والسفر بين الدول لاختيار المتسابقين، فقد سافرنا إلى العديد من الدول، منها المغرب وتونس والكويت والإمارات وغيرها. ورغم الإرهاق سعدت كثيراً بتلك الرحلات، وكان أمتعها تونس الخضراء، حيث كانت تلك المرة هي الزيارة الأولى لي لهذا البلد. أيضاً من الأشياء التي أرهقتني بشدة المجهود النفسي الذي وُضعنا فيه من أجل محاولة تحقيق العدالة، وعدم الظلم في اختيار الأفضل وعدم إحراج المتسابق أو جرح مشاعره.
- البعض يتهم برامج المسابقات بأنها مشروع تجاري، تهتم بالمكاسب المادية أكثر من الاهتمام بتخريج مواهب غنائية حقيقية، فما تعليقك؟
أنا مختلف تماماً مع هذه الآراء، فحتى في حالة افتراضنا أنها مجرد مشروع تجاري، لا بد أن تخرج مواهب جيدة حتى يحقق البرنامج النجاح والإقبال الجماهيري، وبالتالي المكاسب المادية، فإذا توافرت مجموعة عوامل بالبرنامج من المؤكد أنه سيستطيع أن يظهر مواهب جديدة على مستوىً عالٍ، وأول تلك العوامل هو لجنة التحكيم ومدى كفاءتها وقدرتها على اكتشاف الأصوات الجيدة. أيضا عامل تصويت الجمهور من العوامل المهمة، وهذا لأن الجمهور هو الذي يشتري الألبوم، ولابد من معرفة أذواقه واختياراته. أما مسألة استمرار هذا الفائز في السوق الغنائي من عدمه، بعد انتهاء المسابقة، فهي لا تخص البرنامج ولا تعيب تلك النوعية من البرامج أبداً لأنها مرتبطة بعوامل أخرى، وهي قدرته على الاستمرار والعمل على تحسين موهبته.
- هناك عدد من البرامج التي ظهرت من نوعية برنامج ARAB IDOL لكنها لم تستطع تحقيق الجماهيرية التي حققها هذا البرنامج، فما السبب؟
أسباب عديدة أهمها الميزانية الموضوعة لإنتاج البرنامج، والقناة التي ستعرضه، ومدى كفاءة لجنة التحكيم، والشكل الذي سيظهر به البرنامج، والموضوع الذي سيناقشه. كما أن برنامج ARAB IDOL برنامج عالمي في الأساس، وكان يجذب قطاعاً كبيراً من الجمهور العربي، فعندما تُقدم نسخته العربية بالتأكيد سيلقى نسبة مشاهدة عالية، لأن الجمهور يتابعه منذ البداية.
- هل ترى أن الساحة الغنائية تحتاج إلى تلك النوعية من البرامج؟
بالتأكيد ولأسباب كثيرة، ومنها أن هناك أصواتاً كثيرة جداً جيدة لكنها لم تجد الفرصة لاكتشافها، خصوصا مع أزمة الإنتاج التي نعيشها خلال الفترة الحالية، لأن شركات الإنتاج لم تكن موزعة بشكل جيد في الوطن العربي. ولذلك تجد شركة إنتاج ضخمة جداً بها معظم المطربين، وشركة أخرى بها المطربون المتبقون، والبقية الباقية إنتاج خاص وفردي، فتجد أن هناك العديد من الأفراد أصحاب المواهب الجيدة لم يجدوا من يتبناهم فنياً، ولذلك فالساحة الفنية تحتاج إلى تلك البرامج.
- هل تتمنى تكرار مثل هذه التجربة مرة أخرى؟
بالتأكيد أتمنى تكرار مثل هذه التجربة مرة أخرى، رغم أنها مرهقة للغاية، لكن سأكرر تلك التجربة إذا توافرت لها الصفات التي توافرت لبرنامج ARAB IDOL، من إنتاج قوي ولجنة تحكيم على مستوى عالٍ من الكفاءة وفريق عمل محترف، اذ إنني أكتسب خبرات كثيرة من هذا العمل لم أكن أعرفها من قبل. واستفدت أيضاً من أحلام وراغب علامة، وأيضاً من قناة mbc وكيفية وقدرتها على صناعة عمل جيد، وخبرات أخرى كثيرة لا يمكن حصرها، فتجربة البرنامج كانت نقلة جديدة في حياتي، وخطوة مهمة جداً في مشواري الفني، وأتمنى أن أكون قد اجتزتها بنجاح، واستطعت أن أحقق العدالة في اختياراتي للمتسابقين دون قسوة تغضب الآخرين.
- من هم أصدقاؤك المقرّبون من الوسط الغنائي؟
لديَّ أصدقاء كثيرون، لأن جميع الذين تعاملت معهم في ألبومات غنائية أصبحوا أصدقائي. فعلى سبيل المثال من الأصدقاء المقربين لديَّ المطرب الشاب حسام حبيب، وغيره كثيرون.
- ما هو الألبوم الذي نال إعجابك أخيراً؟
هناك ألبوم أعجبني جداً بمجرد أن استمعت إليه مع فريق عمله في المراحل النهائية قبل طرحه في الأسواق، وهو بعنوان «شخبطة على الحيط»، من كلمات أمير طعيمة وغناء عدد كبير من المطربين، من بينهم محمد حماقي وخالد عز الذي لحن أيضاً عدداً كبيراً من أغاني الألبوم، وتامر علي ورامي جمال. وأتوقع للألبوم النجاح لأنه يحمل أفكاراً جديدة ومختلفة وعدداً من الأصوات الجيدة جداً والمميزة، كما أن فكرة تقديم عدد من المطربين في ألبوم واحد جيدة وتعجبني كثيراً. أيضاً ألبوم آمال ماهر جذبني، لأن آمال من المطربات الجيدات وأحب أن أستمع إلى ألبوماتها، واستطاعت أن تحقق النجاح.
- من تتمنى العمل معهم خلال الفترة المقبلة؟
هناك مطربة أتمنى العمل معها، ولو في جملة موسيقية واحدة، وليس توزيع أغنية كاملة، وهي الفنانة فيروز. أما بالنسبة الى المطربين فأتمنى العمل مع الفنان الكبير محمد منير، فأنا أنتظر أول تعامل معه لأنه صاحب لون غنائي مختلف.
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024