غاري صفدي: عمل الخير مكافأة للإنسان...
أخيراً، شاهدت الفيلم- Machine Gun Preacher! أعترف بأنّني في البداية كرهت المنتج غاري صفدي.
فالمشاهد عنيفة وهذا ليس من الأفلام التي أحبّ مشاهدتها عادة، بل أفضّل أفلام ديزني والأميرات اللواتي يبحثن عن الرومانسيّة والحبّ بلا نهاية، أو الأفلام الكوميديّة.
وبصراحة أذهب إلى السينما لأضحك وأحلم وآكل «البوب كورن»... ولكنّي في هذا الفيلم بكيت لمدّة ساعتين!
القصّة حقيقيّة، عن Sam Childers، تاجر مخدّرات سابق يقلب حياته رأساً على عقب بعد أن يتوب ويصبح مؤمناً، فيذهب في مهمّة إلى السودان لمساعدة أطفال يتعرضّون لكلّ أنواع العذاب.
ويؤدي دور البطولة Gerard Butler و Michelle Monaghan و Michael Shannon. قد لا تجدون في الفيلم جيرارد باتلر الجذّاب، ولكنّه نوعاً ما «رجل الأحلام»، بطريقة غريبة ومتناقضة.
فكانت لديه الشجاعة للمساعدة، وبعدما بدأ مشروعه لم يعد يتمكّن من التخلّي عن هؤلاء الأطفال! ولكن هل القاتل بطل أم مجرّد إرهابيّ؟
في نيويورك، التقيت باتلر Butler في كواليس Diesel Black Gold، فحاولت أن ألتقط صورة معه. ثمّ سمعت أحداً يتحدّث معي بالعربيّة «مرحبا»... وسألني إن كنت لبنانيّة، وقال إنّه لبنانيّ أيضاً.
هو منتج الفيلم غاري صفدي، لبنانيّ الأصل، يعيش في بيفيرلي هيلز في كاليفورنيا. عندما عرفت أنّه المنتج، ولبنانيّ، ضحكت وقلت له: «ساعدني إذاً لأتصوّر مع جيرارد»... تحدّثنا عنه وعن الفيلم، وعندما بدأ يخبرني عن الأطفال في السودان، التمعت عيناه ولانت شخصيّته.
غاري صفدي لبنانيّ الأصل
- هل ولدت في أميركا أو لبنان؟
في أميركا.
- هل تزور لبنان باستمرار؟
زرت لبنان عشرين مرّة تقريبا، والمرّة الأخيرة كانت الصيف الماضي. رافقني كاتب القصّة لفيلمي المقبل Cobra 405، وممثّل صديقي، وكانت المرّة الأولى التي يزوران فيها لبنان.
- ما هو الشيء الذي تحبّه الأكثر في لبنان؟
أحبّ دفء شعبه وعاطفيته. أحبّ ثقافته الغنيّة والمتنوّعة، وأعشق السهر فيه... وأعتقد أيضاً أنّ الساحل في لبنان هو الأجمل.
- وما هو ما لا تحبّه في لبنان؟
ألم الشعب اللبنانيّ الذي عانى طوال أجيال من التوتّر وعدم الاستقرار. وانقطاع الكهرباء!
- ما هي أماكنك المفضّلة في لبنان؟
جدّي من زحلة، فأحبّ طبعاً زيارة زحلة، لكن بيروت هي مركز كلّ الحركة والإثارة.
- هل تجد نفسك لبنانيّاً أكثر أم أميركيّاً؟
أقول إني ولدت في أميركا، وأفخر بجذوري اللبنانيّة. ولكن عندما يسألني أحد، أجاوب دائماً أنّيّ لبنانيّ.
- ماذا تحمل من اللبنانيّ في شخصيّتك؟
حبّي للإقبال على المشاريع الجديدة... أحبّ الإبداع، إنشاء ما هو جديد، أحبّ البيزنس، وأحبّ رؤية الصورة الكبيرة للأشياء.
غاري صفدي والسينما
- من دراسة الشؤون المالية إلى العقارات ثمّ الأفلام. كيف حقّقت ذلك؟هل السينما كانت دائماً في بالك؟
أحبّ دائماً أن أخبر قصّة جميلة أو أن أبتكر شيئاً جديداً من لا شيء. مشاريعي في تجارة العقارات بدأت بعمارة صغيرة مساحتها 500 متر مربّع، بينما المشروع الأخير كان مجموعة من العمارات حول بحيرات مساحتها 180 ألف متر مربع.
ثم أنشات مجموعة من صالات السينما الفاخرة اسمها Monaco Pictures، ومن وقتها كانت لديّ الرغبة في العمل في السينما، كانت مثل شيء في جسدي «ينعرني».
عندما سمعت القصّة عن حياة Sam Childers والصغار في أفريقيا، شعرت على الفور بأنّ هذه القصّة يجب أن أخبرها للجميع. وبعد ستّة أشهر، وجدت نفسي أصوّر الفيلم مع أبرز نجوم هوليوود ومنتجيها.
- كيف بدأت العمل على هذا المشروع؟
عن طريق مخرج ثانِ كان يعلم أنّي كنت أبحث عن فيلم أو قصّة تحمل رسالة إيجابيّة.
- كيف اختير جيرارد باتلر؟
جيرارد باتلر يجسّد تماماً روح Sam Childers. فهو برأيي أعطى مزيجاً فريداً بين شغف معتقداته ومحاولاته وصراعه لنجدة الأطفال في السودان، وهذا ماسيعجب الجمهور.
- ما هي الصعاب التي واجهتها خلال التصوير؟
لم يكن هناك صعاب حقيقيّة. بصراحة استمتعت كثيراً بالتعاون مع فريق العمل الذي كان رائعاً.
- ما هي أغلى ذكرى ستبقى في قلبك من الفيلم؟
الصغار مكان التصوير في جنوب أفريقيا، أحببتهم كثيراً وكانوا في غاية اللطف. سعدت كثيراً بالعمل معهم.
- ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها إلى مشاهدي الفيلم؟
الرسالة هي رسالة أمل ومثابرة، وعمل الخير الذي يمكن أن يقوم به الإنسان. أتمنّى أن تكون الرسالة التي سيحملها معه الجمهور هو أنّ عمل الخير بحدّ ذاته مكافأة للإنسان بقدر ما هو هدف نعيش من أجله.
- كيف يمكن أياً منّا أن يساعد هؤلاء الأطفال؟
شاهدوا الفيلم لتروا ما يحصل في السودان. أتمنّى أيضاً أن تزوروا موقع الفيلم على الإنترنت.
وأن تقدّموا دعمكم لهذا الموضوع بكلّ طريقة ممكنة.
- الرئيس الأميركي باراك أوباما، أرسل مجموعات من الجنود إلى الكونغو والسودان وأوغندا.
نعم، طبعاً، صحيح. الرئيس أوباما بالفعل أرسل الجنود للقضاء على «جيش الرب» أوLRA. وهناك من يقول إنّ الفيلم لعب دوراً كبيراً في ذلك، ولكن من يعلم؟ ومهما كان السبب، هذه أخبار سعيدة وإيجابيّة لأفريقيا.
- ما هي مشاريعك؟
حاليّاً نحن في مرحلة قبل الإنتاج لفيلم جديد بعنوان Cobra 405، وهو فيلم حركة مثير مقتبس عن كتاب بالعنوان نفسه للكاتب Damien Lewis. أحداث الفيلم تدور في لبنان، أواخر السبعينات، في بيروت المشتعلة بنيران الحرب.
والفيلم يروي قصّة أضخم عمليّة لسرقة بنك وكلّ الغموض حولها: تسعة جنود وسرقة ذهب بقيمة 150 مليون دولار... ولليوم، ليس هناك أيّ مشتبه فيه في هذه العمليّة ولم يتمّ حتّى العثور على أيّ من هذه الأموال. وأنا بالفعل متحمّس جدّاً لهذا العمل.
- أخبرني شيئاً عن الفيلم لا أحد يعرفه غيري.
لنقل أنه أحبّ أعمالي إلى قلبي، هذا الفيلم هو شغفي حاليّاً.
من هو غاري صفدي؟
- هل أنت مدمن للعمل؟
أفكّر دائماً بالصفقة المقبلة. أعتقد أنّي أعيش لحبّي للإثارة.
- ما هي الاستراتيجيّة التي تتّبعها للنجاح؟
المثابرة على العمل والاصرار والاستمرار، و«رؤية رفيعة»!
- هل تؤمن بالحظّ أم بالعمل الجادّ؟
بالاثنين. أعمل كثيراً وبجديّة ولكن أعتقد أنّ الحظّ كان حليفي مراراً.
- كيف تمضي أوقات فراغك بعيداً عن العمل، غير لعب الكرة؟
أحبّ نوعاً من الملاكمة التايلانديّة- Muay Thai Kickboxing، و Jio Jitsu البرازيليّة، وممارسة الرياضة. أحبّ الخروج للعشاء مع أصدقائي والسفر. فعندما أسافر أجمع أفضل أفكاري.
- ما هي أحلامك؟
أنا محظوظ بأنّي حالياً أعيش حلمي.
- لو تسنى لك تحقيق رغبة واحدة اليوم، ماذا تختار؟
أريد أن أخبر المزيد من القصص المثيرة، وتوسيع شركتي Safady Entertainment، وأن أساعد في دعم حملات مهمة مثل تلك في Machine Gun Preacher.
- ما هي الرسالة التي تريد إرسالها إلى العالم العربي، ولبنان خاصّة؟
أحيّي أصلي وجذوري، وأعرف أنّ «مرونة» الشعب في هذه البلد تجري عميقاً في عروقي، وبفضلها أودّ أن أكون أفضل رجل أعمال بإمكاني أن أكونه. أنا فخور جدّاً بأن أقول «أنا لبنانيّ»!
شارك
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024