تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

سيدة الأعمال رويدا أبيلا نورذن: أعشق الحياة والعمل ولا أقتنع بكلمة مستحيل

رويدا أبيلا نورذن

رويدا أبيلا نورذن

رويدا أبيلا نورذن

رويدا أبيلا نورذن

رويدا أبيلا نورذن سيدة أعمال ناجحة، وصاحبة طموح لا حدود له وعزم لا يعرف الانكسار. استقرت في دبي قبل أعوام عدة، وعملت بدايةً في مجال العلاقات العامة قبل أن تنتقل إلى ريادة الأعمال وتؤسّس شركتها الخاصة التي بات لها مكاتب عدة في دبي والمملكة العربية السعودية وقطر. تلقّت رويدا دروسها الثانوية وأولى السنوات الجامعية في ماليزيا، وتخصّصت في التسويق والعلاقات العامة وإدارة الأعمال. عادت إلى ليبيا والتحقت بالجامعة لإكمال دراستها وبدأت بالصدفة العمل في أحد الفنادق كمنسّقة تسويق وعلاقات عامة. وهكذا بدأت الرحلة. من ليبيا انتقلت إلى مالطا، ثم البحرين، وقطر وأخيراً دبي. في هذا الحوار، نتعرف إلى رويدا الأم والزوجة وسيدة الأعمال المناصِرة لقضايا النساء والمدافعة عن حقوقهن.


- من هي رويدا أبيلا؟

أنا زوجة وأمّ وسيدة أعمال تعشق السفر والسياحة، تحب العمل وتسعى دوماً إلى تحقيق أهدافها.

- انطلاقتك المهنية الكبيرة كانت من دبي. ماذا تعني لك دبي؟ وماذا أعطتك؟

دبي هي مدينة الأحلام. في السابق، كان الكثير من الأشخاص يحلمون بالهجرة الى أميركا أو أوروبا لتحقيق أحلامهم والحصول على فرص جديدة. ولكن هذه الفرص باتت متاحة الآن في دبي. فهذه المدينة الرائعة تكافئ العمل الجاد. وكلما استثمرتِ في نفسك، حققتِ المزيد من الإنجازات والنجاحات. وطالما هناك هدف ورؤية في ذهنك، ستنجحين من دون شك. لا أتخيّل إمكانية تأسيس عمل ناجح خلال أزمة عالمية مثل جائحة كورونا، في أي مكان في العالم غير دبي.

- كيف عوّضتك دبي عن بلدك الأم ليبيا؟

لا يمكن أي مكان في العالم أن يعوّضك عن بلدك الأم. هناك دائماً حنين للمدينة التي ولدتُ فيها. ولكنني لا أشعر أبداً بالغربة في دبي. فهذه المدينة تجعل سكانها يشعرون بالانتماء إليها وبأنهم جزء من نسيج الحياة فيها. وهذا جزء من سرّ نجاح دبي وتعلّق السكان بها.

- انتقلتِ من مجال العلاقات العامة إلى ريادة الأعمال وأسّستِ شركتك الخاصة التي بات لها فروع عدة في دبي وقطر والمملكة العربية السعودية. ما هي التحدّيات التي واجهتك؟

لعل أحد أهم وأصعب التحديات التي واجهتها كان التخلص من الشعور بالخوف والشك في نفسي وقدارتي والانطلاق في الخطوة الأولى. أسّستُ شركة JRN Consultancy في أيلول (سبتمبر) 2021، وقّعت أول عقد مع أول عميل في الشهر نفسه. وخلال أقل من ستة أشهر باتت الشركة تحقق الأرباح، لا بل إننا فزنا بجوائز عدة على مستوى الشرق الأوسط.

- من كان داعمكِ الأساس في هذه الانطلاقة الجديدة؟

زوجي هو أهم سند لي ودافعي الدائم الى النجاح. ويحرص طوال الوقت على تحفيزي ودعمي، وهو أول من آمن بي وشجّعني على القيام بهذه الخطوة مع شريكتي في العمل.


- ما أصعب ما واجهته كامرأة في عملك؟

أنا امرأة عنيدة ولا أخاف البوح بما يدور في عقلي مهما كانت النتائج، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالمفاهيم الخاطئة أو البالية. أعشق الحياة والعمل ولا أقتنع بكلمة مستحيل، وهذا ما سبّب لي غالباً العديد من المشاكل، خاصة في بداياتي، ولكنه أصبح الآن جزءاً من شخصيتي وأنا واثقة من أنه أحد أسباب نجاحي.

- هل نجاح المرأة استثناء في عالم الرجال؟ وهل يتعيّن على المرأة أن تبذل جهداً مضاعفاً لإثبات ذاتها؟

جاءت فكرة شركة JRN Consultancy العام الماضي عندما جلست أنا وشريكتي Nazli Sonmez في الفناء الخلفي لمنزلي بينما كان أطفالنا يسبحون. تخيّلنا مستقبلاً نعمل فيه مع فريق مذهل من النساء، في شركة تُلهمنا وتتيح لنا في الوقت نفسه تخصيص وقت لعائلاتنا. اليوم، تم اختيار شركتنا كواحدة من أفضل شركات العلاقات العامة في المنطقة، ولدينا فريق رائع من النساء الموهوبات، وأنا فخورة جداً بكل ما نحن عليه اليوم وما سنؤول إليه. لا أؤمن بنظرية تقييم العمل من خلال عدد الساعات التي نقضيها في المكتب، بل أؤمن بمفهوم العمل بطريقة ذكية. لذلك، حين قررتُ أن يكون طاقم العمل لديّ من النساء فقط، قررتُ أيضاً أن تكون أيام العمل 4 فقط في الأسبوع، بهدف منح العاملات معنا الوقت الكافي للتوفيق بين العمل والحياة الخاصة، وتحقيق التوازن في حياتهن، مما يساهم أيضاً في زيادة الإنتاج وتخفيف الضغوط.

- قررتِ أن يكون طاقم العمل لديك من النساء فقط. هل هذا التحيّز للنساء بمثابة ردّ على تمييز تعرضتِ له في مكان معين؟

هي مجرد محاولة لتعديل الموازين. فخلال مسيرتي المهنية التي امتدت لأكثر من ٢٠ عاماً، كنت أجد نفسي دائماً وحيدة كامرأة في قاعة اجتماعات مليئة بالرجال. والسبب بسيط، لأن نسبة النساء في المناصب القيادية، ولا سيما في مجالات الفنادق والسفر والسياحة، لا تزال ضئيلة. لذا، سعيت دائماً إلى دعم غيري من النساء، ونجحت بالفعل في تدريب وتطوير العديد من الكفاءات التي وصلت إلى مناصب قيادية. إلا أن ذلك لم يكن كافياً، لأنه مع الأسف كلما ارتقت السيدات في مناصبهن، تضاءل عدد النساء اللواتي يُمنحن الفرص، لا سيما في القطاع الخاص، وتحديداً في مجال السياحة والفنادق.

- ما هي المبادرات التي تودّين إطلاقها للاهتمام بقضايا النساء في العالم العربي؟

العدل. العدل في فرص العمل، في الترقيات وفي الوصول الى المناصب الإدارية.

- نصيحتك لكل امرأة ترغب في تأسيس عملها الخاص، لكنها لا تزال متردّدة!

ثقي في نفسك وفي أحلامك طالما أن تلك الأحلام مبنية على دراسة وعلم. خلال مسيرتي المهنية، كنت أعرف بالضبط ما يفتقر إليه سوق العمل في مجال العلاقات العامة. ولذلك، حاولتُ تقييم ما يجب القيام به بشكل مختلف، واستخدمتُ هذه المعرفة للتأكد من تقديم خدمات متميزة. يحدث طبعاً أن تشعر المرأة العاملة أحياناً أنها على بُعد مليون ميل من تحقيق حلمها. لكنني أقول لها: لا تدعي هذا المفهوم المدمّر يفسد خططك. يجب أن تكوني مستعدةً دائماً للاستمرار في المحاولة ولا تستسلمي أبداً.

- كيف توفّقين بين حياتك المهنية وحياتك العائلية؟

قد يكون تحقيق التوازن بين الحياة المهنية وتلك الشخصية أمراً صعباً، لكنه ضروري. والتوازن بين العمل والحياة الشخصية لا يتعلق بتقسيم الساعات بالتساوي بين الاثنين، وإنما عليكِ التحلّي بالمرونة لإنجاز الأشياء في حياتك المهنية بحيث يبقى هناك وقت وطاقة للاستمتاع بحياتك الشخصية. يحدث طبعاً أن تعملي لساعات طويلة جداً في بعض الأيام، لكن يمكنك التعويض عن ذلك والاستمتاع بأنشطة أخرى في بقية أيام الأسبوع.

- مَن هي الشخصية التي تُلهمك؟

الإلهام هو ما يجعل الشخص راغباً في القيام بشيء ما أو يعطيه فكرة عما يجب فعله أو إبداعه. ومع ذلك، أعتقد أن هناك عمقاً لهذه الكلمة. فالإلهام هو الذي يحفّزنا لنكون أفضل ونقوم بعمل أفضل. ابنتي هي من أهم مصادر إلهامي، لأنني أدرك تماماً أنها تعتبرني قدوتها ويتوجب عليّ تهيئتها للمستقبل. ولعلّ إحدى أهم اللحظات وأكثرها تأثيراً في حياتي، عندما اصطحبت ابنتي إلى مكتبي وقالت لي: "لا أريد أن أصبح طبيبة، بل أريد أن أكون سيدة أعمال ناجحة مثلك يا أمي". ثمة أشياء مختلفة تُلهم الناس. هناك الكثير من مصادر الإلهام في هذا العالم ومن المهم أن يعرف كل منا ما الذي يُلهمه.

- ما هي مقومات النجاح بالنسبة إليك؟

يعتمد ذلك على أحلام الشخص وتطلعاته. بالنسبة إلى البعض، النجاح هو مشاهدة أطفالهم يكبرون ويحققون أنفسهم في حياتهم المهنية، وبالتالي فإن النجاح هو ما تريده أن يكون. ولكن القاسم المشترك في مقومات النجاح هو الرؤية الواضحة والسعي لتحقيقها.

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079