حسن الرداد: أتشارك وزوجتي إيمي سمير غانم في عمل جديد تعود به الى الساحة الفنية
- في البداية حدّثنا عن تجربة المسرح بعد نجاح العرضين اللذين قدّمتهما أخيراً في المملكة العربية السعودية.
الجمهور السعودي تفاعل بإيجابية مع التجربتين المسرحيتين اللتين قدّمتهما في "موسم الرياض"، وهما "في نص الليل" و"كازانوفا"، وهذا أسعدني كثيراً، فالجمهور السعودي مميز ومتذوّق للفن، وفوجئت بأن التذاكر نفدت بعد 45 دقيقة فقط من فتح باب الحجز، كما لم أخف من الوقوف على خشبة المسرح لأنني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وعملت في العروض المسرحية الخاصة بالمعهد، والتي شملت أعمالاً في الأدب العربي والأدب العالمي، وأرى أن العمل على المسرح أسهل من العمل أمام الكاميرا.
- هل أثّر الفنان الراحل سمير غانم في عملك بالمسرح؟
بالطبع، فالأستاذ سمير غانم هو "أسطورة الكوميديا" ومن أعظم الكوميديانات في الوطن العربي، وكنت منذ صغري مبهوراً بأعماله، فهو كوميدياني المفضّل، ومسرحياته ليست كوميدية فقط وإنما تُسجَّل في تاريخ المسرح المصري الى جانب أعمال الفنانَين فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وغيرهما من عمالقة الفن المسرحي. لقد تعلّمت الكثير من سمير غانم، وكنت آخذ رأيه في العديد من الأعمال التي أشارك فيها.
- وماذا عن السينما؟
منذ أن قدّمت فيلم "توأم روحي" وكل ما يُعرض عليّ من أدوار يميل إلى النوع الرومانسي، وهو ما حدث فعلاً بعدما قدّمت مسلسل "آدم وجميلة"، حيث ظنّ المنتجون أنني لن أتمكّن من تقديم أي نوع آخر من الدراما، وفوجئوا بأنني قدّمت بعدها "حق ميت" بنجاح، وأنا بطبيعتي فنان أميل الى التغيير في أعمالي ولا أحب أن أقدّم نوعاً واحداً من الدراما في عملين متتابعين، ولذلك لم أجد حتى الآن عملاً سينمائياً يُبعدني عن الجانب الرومانسي الذي قدّمته في "توأم روحي"، وخلال الفترة المقبلة سوف يكون هناك عمل كوميدي أعود من خلاله إلى السينما.
- هل يمكن أن نرى حسن الرداد وإيمي سمير غانم قريباً في عمل فني واحد؟
بالفعل أحضّر لعمل مشترك مع زوجتي إيمي سيكون مفاجأة للجميع، ويشكّل عودة قوية لها الى الساحة الفنية بعد الظروف التي مرت بها خلال الفترة الماضية وأبعدتها عن الفن. إيمي تعشق الفن وهو أساسي في حياتها.
- ولماذا اخترتَ إيمي لتقف أمامك في هذا العمل؟
العمل كما قلت سوف يكون كوميدياً، وإيمي في رأيي من أقوى الكوميديانات ليس في مصر فقط بل في كل دول العالم، وهو فعلاً من الأعمال المهمة وسيكون مناسباً لعودة إيمي إلى الساحة الفنية.
- قدّمت في رمضان الماضي مسلسل "بابلو"، لماذا وقع اختيارك عليه لتخوض به السباق الدرامي؟
اخترت مسلسل "بابلو" لأنني لم أقدّم هذه الشخصية بعد، وكممثل أفضّل التنويع في أدواري، كما أحب أن أفاجئ الجمهور بشخصيات جديدة لم يرَني فيها من قبل. لا أحب أن أحصر نفسي في شخصية معينة، أو ألعب في المنطقة الآمنة كما يقولون والتي أضمن أن يحبّني فيها الجمهور، بل على العكس أحرص على أن يكون الدور جديداً وفيه تحدٍ، كذلك يهمّني أن يكون سيناريو العمل مكتوباً بحِرفية عالية ويناقش قضية مهمة في المجتمع، ولذلك تحمّست للعودة إلى دراما رمضان من خلال مسلسل "بيكاسو".
- بمناسبة الحديث عن الأكشن، كيف استعددت للدور ليخرج بهذا الإتقان؟
بالنسبة الى الأكشن ضمن أحداث المسلسل، هناك أنواع عدة من الأكشن، منها الشعبي، أو أكشن المحترفين في الرياضات القتالية... وفي حياتي العادية أتبع نظاماً غذائياً معيناً للحفاظ على لياقتي البدنية، باستثناء بعض الأوقات التي أتوقف فيها عن ذلك، كما أمارس الرياضة بانتظام، وهو ما يجعل جسدي مستعداً دائماً لتأدية أدوار الأكشن، وأحرص أيضاً على التدرّب على مشاهد الأكشن بإشراف مصمّم معارك قبل التصوير، لأنني أحبّها، وأهتم بأن تكون الحركات التي أؤديها نابعة من شخصية البطل بصفته عنصراً مؤثّراً في الأحداث.
- هل تدخّلت في اختيار فريق العمل الذي يشاركك في المسلسل؟
جلسات كثيرة عقدتُها مع مخرج العمل محمد حماقي، ومؤلّفه حسان دهشان ومنتجه ممدوح شاهين، لترشيح الأسماء التي ستشارك فيه، وأبدى كلٌ منا رأيه في الأسماء المطروحة، ولكن القرار الأخير كان للمخرج، لأن له رؤيته الخاصة في الشكل الذي يراه مناسباً لكل شخصية.
- مسلسلات كثيرة لنجوم كبار عُرضت في السباق الرمضاني، فمَن هو منافسك؟
أولاً فكرة المنافسة في حد ذاتها تعجبني كثيراً، لكن عندما أقدّم عملاً لا ألتفت الى ما يقدّمه الآخرون، فأنا أستمتع بالعمل، وأريد أن أؤدي دوراً يُعجب الجمهور، والمنافسة أمر جيد وتصبّ في صالح المُشاهد، لأن كل فنان يبذل مجهوداً كبيراً لتجسيد دور مختلف ومميز، وفي النهاية كل هذا يُضاعف متعة الجمهور، وأنا أرى أن نجاح العمل لا يقتصر على فنان واحد بل يشمل كل الفنانين المشاركين فيه.
- ظهرت في المسلسل بـ"لوك" جديد ومختلف عما اعتدناه منك، فمَن هو صاحب فكرة إطلالة "بابلو"؟
"اللوك" الذي ظهرت به في المسلسل كان مناسباً جداً للشخصية التي أدّيتها فيه، خصوصاً أنني كنت أرغب في تقديم شخصية جديدة عليّ. في البداية قرأت السيناريو بتأنٍّ ورحت أستخرج منه الأبعاد الخاصة بالشخصية والتي حصرتها في ثلاثة أبعاد: نفسي واجتماعي ومادي، وبناء على ذلك جلست مع الستايليست عبير الأنصاري التي رسمت الملامح الخاصة بالشخصية لتخرج بهذا الشكل، لناحية الملابس والشعر والذقن... الأمر الذي جعلني في البداية عند النظر في المرآة أدخل فوراً في تفاصيل الشخصية.
- ومن أين استلهمت التفاصيل العامة للشخصية؟
على أي فنان ينوي تقديم شخصية معينة أن يطّلع على تفاصيلها من مصادر عدة، فبالإضافة الى السيناريو والملامح المرسومة على الورق، يجب أن يعود الفنان الى مراجع أخرى مثل المنطقة التي يعيش فيها والناس الذين يحيطون به، وهناك نماذج كثيرة في الشارع يمكن الاستعانة بها في طريقة الكلام والحركة. وأكثر ما شجّعني على تقديم شخصية "بابلو" أن الأخير كان معجباً بشخصية "بابلو اسكوبار" الذي كان مشهوراً بتجارة المخدرات، لكنه كان يساعد الناس في الظروف الصعبة، ما جعله شخصية محبوبة، الأمر الذي جعل "بابلو" في المسلسل يقلّده في تصرفاته وحركاته وملابسه المميزة.
- قبل مسلسل "بابلو" خضت تجارب عدة ما بين الكوميدي والرومانسي، فهل هي المرة الأولى التي تلعب فيها دور أكشن؟
في العام الماضي شاركت كضيف شرف في مسلسل "ملوك الجدعنة"، حيث قدّمت دوراً شعبياً لاقى قبولاً من الجمهور ووصلتني رسائل كثيرة منهم تشيد به، وفكّرت في تقديم هذه الشخصية في مسلسل جديد، لكن بعد موسم رمضان مررت بظروف عائلية صعبة منعتي من العمل، وعندما عُرض عليّ السيناريو وجدت فيه كل ما أريده وأطمح إليه، فهو دراما شعبية استمتعت فيها كممثل لا يزال يعمل باحترافية تحمل روح الهواية، فأنا أحسب ماذا يريد الجمهور، من دون خوف أو محاذير لتقديم عمل معين، لأن المجازفة محسوبة، وقبل أن أقدّم فيلم "زنقة ستات"، اقترح عليَّ الكثيرون أن أقدّم عملاً مثل "احكي يا شهرزاد"، لكنني قررت أن ألعب دوراً كوميدياً، وحين قدّمت "زنقة ستات" وجدت كل الورق المُرسَل إليّ كوميدياً، وعندما قدّمت "توأم روحي" أرسل لي الجميع أعمالاً رومانسية، وفي الطريق فيلم جديد ومختلف وكذلك ما يليه من أعمال، والفكرة أنني وجدت فنانين حصروا أنفسهم في شكل معين لأسباب خاصة بهم، ولذلك كنت حريصاً منذ بداية دخولي المعهد العالي للفنون المسرحية على ألاّ أحصر نفسي في لون واحد، وأن أقدّم الكوميدي والرومانسي والأكشن، وأساهم ولو بجزء بسيط في تطوير هذه الصناعة.
- ماذا تعني لك السوشيال ميديا؟
لا ألتفت للتعليقات على السوشيال ميديا أو أسعى لركوب موجة "التريند" الذي يشغل بال الكثيرين، وأكثر ما يهمّني هو أن أقدّم عملاً جيداً، ومعرفة ردود فعل الناس الذين أصادفهم في الشارع حوله، وتطوير أدائي مع كل عمل جديد أشارك فيه.
شاركالأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1080 | كانون الأول 2024