تحميل المجلة الاكترونية عدد 1079

بحث

عبد الخالق الغانم: الكوميديا السعودية هزلية...

عبد الخالق الغانم من أهم الأسماء الخليجية في الإخراج التلفزيوني. شكل إلى جانب نجمي الكوميديا ناصر القصبي وعبدالله السدحان ثلاثيا ناجحا على مستوى العالم العربي، من خلال إخراجه للمسلسل الكوميدي الشهير «طاش».
هذا العام افتقد المشاهد السعودي والخليجي وجوده بين أعمال شهر رمضان المبارك مما أدى إلى العديد من التساؤلات. «لها» التقته فكان هذا الحوار...


- ما هي الأسباب التي أدت إلى تواضع الأعمال السعودية لهذا العام؟
المسألة لا تقف عند العمل نفسه، أو عند من أنتجه، فالفشل مسؤولية مشتركة بداية من سوء اختيار النص. واعتقد أن القناة السعودية الأولى تبنّت هذه الأعمال الخمسة التي لم تستطع تقديم المأمول.

- كيف نستطيع إعادة التوازن إلى الأعمال السعودية من ناحيتي الرؤية والمعالجة؟
غالباً ما أشتغل جيدا على النص، وأدخل عليه التعديلات المناسبة بالتعاون مع الكاتب، بحيث نحسّن المعالجة ونطوّر الشخصيات.

- لماذا أصبحت الكوميديا السعودية غير مقبولة ودون المستوى؟
العمل الكوميدي من الألعاب الصعبة في العمل التلفزيوني، وأفضل من لعب الكوميديا في الدراما السعودية، نجما «طاش» عبد الله السدحان وناصر القصبي.
وأكثر الممثلين لدينا لا يقدمون كوميديا حقيقية بل إن ما يقدمونه يعتمد على التهريج والارتجال، وليس لديهم كوميديا مدروسة بشكل صحيح. والدليل على صحة ما أقول أن الأعمال بمجرد انتهاء عرضها تدخل في عالم النسيان باستثناء «طاش» الذي سيبقى في ذاكرة الجمهور لو بعد خمسين عاماً.

- متى يعود عبد الخالق الى «طاش»؟
لست ضد فكرة العودة. نحن نحتاج إلى وقفة تأمل لمراجعة أفكارنا وتنظيم أوراقنا الفنية، ولكن يبدو أن الإحباط والكسل أصبحا عاملا مؤثرا في «طاش».
لذلك نريد وقفة مابين سنتين وثلاث سنوات للعودة بـ «طاش» بثوب جديد وحالة جديدة. من جهتي، أرى أن لعبة «طاش» وشخوص طاش بدأت أمل منها، والإسقاط الكوميدي اللاذع المتكرر كل عام أصبح يسبب الملل لدى المشاهد المحب للمسلسل، لذا نأمل في تقديم طرح جديد وكوميديا مختلفة مواكبة للغة العصر.

- لماذا أنت مقل في الحضور خليجيا؟
أنا جاهز لأي عمل خليجي في حال تقديم نص جيد من أي شركة إنتاج خليجية، والدليل أن العديد من المنتجين الخليجيين عرضوا علي العديد من النصوص الكوميدية ومنهم داوود حسين، وعبد الناصر درويش، وغانم السليطي، وكأني متخصص في الكوميديا فقط. لا أمانع إذا ما قدم لي نص جيد مكتمل العناصر ولديه قيمة فنية وأدبية.

- مسلسل «توق» رواية سعودية للأمير بدر بن عبد المحسن، ووجود الفنان عبد المحسن النمر كبطل ألّف ثنائيا سعوديا تنقصه رؤية إخراجية سعودية. فأين أنت من هذا العمل؟
لم أتلق دعوة لإخراج هذا العمل. وسبق ان قلت لك إن المنتجين يرون أني متخصص في الكوميديا وكأنه ليس لدي علاقة بغيرها.

- نجحت في العمل الكوميدي وتقديمه بلغة احترافية رغم هدوئك.
أنا روحي كوميدية لذلك داخل العمل تجدني أخلق حالات كوميدية (إيفيهات ). حتى على مستوى الصورة تجدني أقدم كوميديا رغم عدم وجود ممثل في المشهد.

- ما هي الأعمال التي استفزتك؟
بصراحة العمل الخليجي «الفلتة»، بطولة طارق العلي ومشاعل ومنى شداد، و«المانع» عمل يستحق المتابعة. وبالنسبة الى الأعمال السعودية لدي تحفظ ولم تستفزني للضحك.

- وما هو سر نجاح العمل الكوميدي؟
العمل الكوميدي يحتاج إلى ثلاثة عناصر ليبلغ النجاح: الكاتب الكوميدي، الممثل الكوميدي الموهوب، المخرج الكوميدي صاحب الروح الكوميدية. في حال فقدان أحد العناصر الثلاثة لا بد أن نرى ضعفا.

- كيف وجدت مسلسل «توق»؟
هو عمل قدم فلسفة من حيث النص والمعالجة الدرامية، والمخرج شوقي الماجري بصماته واضحة في العمل، والممثلون أيضا أدوا ما عليهم. ولكن لدي ملاحظة وهي أن ثمة مشاهد كانت فقيرة نوعاً ما،. إلا أنه في النهاية عمل جيد و يستحق الاحترام.

- هل تتفق معي بان مسلسل «الحسن والحسين» لم يكن بمستوى الشخصيتين؟
هو عمل ناجح ومكتمل العناصر وخصوصا الفنانين الشابين اللذين قدما شخصيتي «الحسن والحسين». ومن الممكن أن يكون العمل أفضل ولكن ما قُدم عمل مكتمل العناصر.

- وماذا عن الأعمال الخليجية؟
بصراحة الأعمال الخليجية منذ خمسة عقود تقريباً تدور في حلقة واحدة، وهناك العديد من الممثلين يتم تكرارهم في أغلب المسلسلات. طبعاً هناك تجارب تستحق المتابعة، ولكل «ساقط لاقط»، هناك أعمال لا تعجبك وقد تعجب غيرك، وليس جميع المشاهدين عبد الخالق الغانم وعبد المحسن النمر والقصبي والسدحان.

- ما هو العمل الأفضل في شهر رمضان؟
لم أشاهد كل الأعمال حتى استطيع تفنيدها ولكن شاهدت «طاش»، فوجدت فيه العديد من الحلقات الجيدة، و«الفلتة» و«توق» و«الحسن والحسين»، وبعض الأعمال الكويتية.

- ما الذي يناسبك لقب «عراب طاش» أم «ثالوث القصبي والسدحان والغانم»؟
لا استطيع القول إني «عراب». الحقيقة الفترة التي عشناها أنا وعبدالله وناصر قدمنا فيها حلقات جميلة.

- لماذا نجح ناصر وعبدالله مع عبد الخالق الغانم أكثر من غيره من المخرجين؟
دائماً ما كنا نشتغل على النص والشخصيات ونعقد ورشة عمل لمعالجة النصوص.

- قرأت في أحد المواقع الالكترونية تصريحاً لك بأنك مطلوب خليجياً ومرفوض من التلفزيون السعودي. ما صحة ذلك؟
نعم صرحت بذلك كردة فعل طبيعية على ما حصل في شهر رمضان. وسبق أن عملت في التلفزيون السعودي وحصلت على جائزة فضية في أحد المهرجانات الدولية، والكل في التلفزيون يعرف قدراتي وامكاناتي، وقد يكون للتغيير الموجود في وزارة الإعلام دور في ذلك.
الموظف في التلفزيون لا يهمه تاريخ عبد الخالق، ناهيك بالمحسوبيات التي تشكّل عاملا مهما في الحصول على تصريح الإنتاج. ويبدو أن التاريخ لا يشفع لصاحبه.

- هل من الضروري وجود لجان لتقويم الأعمال قبل حصولها على تصريح الإنتاج؟
يا عزيزي أصبح لدينا تشبع من هذه الشعارات، أنا أستاذ في الدراما وأكاديمي، فبأي حق يأتي منافس في مجال لعبة الإنتاج فقط يقوّم عملي من الناحيتين الأدبية والفنية؟! ولا أزال أتذكر كلاماً قاله لي معالي وزير الإعلام السابق إياد مدني: «المبدع لا يستطيع أن يصبح متسلقا».

المجلة الالكترونية

العدد 1079  |  تشرين الثاني 2024

المجلة الالكترونية العدد 1079