كارلوس عازار: ليتني تحضّرت بشكل أفضل للغناء إلى جانب والدي
لم يستغرب أحد وصول الممثل الشاب كارلوس عازار إلى المرحلة النهائية في «ديو المشاهير»، فالخامة الصوتية الجميلة التي يتمتع بها برزت من أولى سهرات البرنامج، حتى زادت ترجيحات فوزه في نهاية البرنامج. فقد توحّدت آراء المشاركين لترجح فوز كارلوس الذي لم يشارك في البرنامج صدفةً بل إن عشقه للغناء ونشأته في منزل تعم فيه أجواء الفن الأصيل مع والده الفنان الكبير جوزيف عازار، من العناصر التي شجعته بشكل خاص على المشاركة لتسنح له فرصة الغناء أمام الجمهور كما حلم دائماً. فكارلوس يتمرّن على الغناء من سنوات طويلة لكنه وجدها فرصة ليتوسّع في مجال لطالما أحبّه. عن تجربته في البرنامج وغنائه إلى جانب كبار الفنانين، وتحديداً إلى جانب والده في السهرة التاسعة من البرنامج حيث بدا التأثر عليه واضحاً عندما فوجئ بحضور والده، وعن الخطوات التي يمكن أن يتخذها بعد البرنامج، تحدث كارلوس عازار في هذا اللقاء.
- هل أتت مشاركتك في برنامج «ديو المشاهير» لهدف خيري بحت أم أن نشأتك في منزل والدك الفنان جوزيف عازار لعبت دوراً في هذه التجربة التي خضتها في الغناء؟
لا شك أن الهدف الخيري لعب دوراً أساسياً في مشاركتي في البرنامج، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن أنكر ميلي إلى مجال الغناء. فهذه ليست تجربتي الأولى في هذا المجال ولم أغنِ في البرنامج صدفةً، بل أتمرّن على الغناء من سنوات طويلة ولي أساتذة يدربونني في هذا المجال بانتظام، ووجدت البرنامج فرصة سانحة لأغني وأتوسع أكثر في هذا المجال الذي أحبه.
- كونك تعشق الغناء أيضاً، ما سبب امتهانك التمثيل بدلاً من الغناء؟
السبب الأساسي مادي، فالكل يعلم أن مجال الغناء يتطلّب إمكانات مادية كبرى ليكون الفنان بالمستوى المطلوب، وأنا لا أملك هذه الإمكانات. وبالتالي فضلت البقاء في مجال التمثيل بدلاً من أن أدخل مجال الغناء ضعيفاً أو أن أهمل فيه فلا أكون بالمستوى المطلوب فيجدني الجمهور مقصراً، خصوصاً، أن أي خطوة تحسب علي إذا بدوت دون المستوى كوني ممثلاً أيضاً.
- إلى أي مدى تشعر بالرهبة عند الوقوف أمام لجنة التحكيم على المسرح للغناء، علماً أنك ممثل أيضاً ولك الكثير من الخبرة والتجارب التي تجعلك أكثر شجاعةً على المسرح؟
لن أصف شعوري عند الغناء على المسرح بالرهبة، لا بل أكثر هو رعب حقيقي. لا يمكن أن أصف ما أشعر به عندما أقف على المسرح أمام الجمهور وأنا أعرف أن ملايين المشاهدين يشاهدونني في منازلهم، خصوصاً أن البثّ يكون مباشراً مما يجعل وقفتي أكثر صعوبة. وما يزيدها صعوبةً بشكل خاص، وجود لجنة التحكيم وتقويمها لأدائي. لا شك أن الموقف شديد الصعوبة ولا يمكن الاستهانة به.
- هل تعتبر إذاً أن وقفة المسرح للغناء أصعب من الوقوف أمام الكاميرا للتمثيل؟
التوتر الذي أشعر به موجود في التمثيل كما في الغناء. فالوقوف على المسرح أمام الجمهور يولّد لديّ الشعور نفسه. فعلى سبيل المثال عندما كنت أمثّل مع جورج خباز على المسرح كان القلق والتوتر موجودين في المرة الأولى التي أطلّ فيها كما في الأخيرة.
- ما كان شعورك عندما غنيت مع والدك الفنان الكبير جوزيف عازار، خصوصاً أن ظهوره كان مفاجئاً لك وبدا التأثر واضحاً عليك؟
بصراحة، فاجأني ظهور والدي. كما أني كنت أتمرّن طوال فترة التمرينات على أغنية أخرى هي «يا حبّي اللي غاب»، اذ كان من المفترض أن يكون لي ديو مع الفنان ملحم بركات. كنت أتمرّن على هذا الأساس، وفي اليوم الأخير غُيّرت الأغنية ووجدت صعوبة كبرى في الأغنية التي لم أكن أتقنها سابقاً. كان الأمر صعباً أصلاً، وجاءت مفاجأة والدي مع أغنية «بكتب إسمك يا بلادي»، فبين الرهبة الناتجة عن وقوفي إلى جانب والدي وكونه فنانا عظيما له تاريخ في الفن وأدائي أغنية أخرى غير تلك التي تمرّنت عليها، كلّ هذه العناصر زادتني توتراً وتأثراً إلى أن تمكنت من السيطرة على نفسي ودخلت الأجواء.
- ما أبرز النصائح التي يسديها إليك والدك، وهل يشجعك على دخول مجال الغناء؟
والدي يشجعني على دخول مجال الغناء، لكن بالدرجة الأولى ينصحني بأن أدرس خطواتي جيداً حتى لا أتعثر. علماً انه لا فرق لدى والدي بين أي مجال أختاره بل الأهم أن أبرع في المكان الذي أكون فيه لأن رأسمالي هو اسمي في النهاية.
- هل يمكن أن تدخل مجال الغناء بعد انتهاء البرنامج، وبعد أن كانت لك تجربة ناجحة فيه؟
ترتبط المسألة كلّها بالإنتاج المتوافر، فإذا توافر لي الإنتاج والدعم اللازمان لإصدار عمل لائق، أنا متحمس للفكرة، وإلا لا وقت لي فلا أريد أن أجرّب وأفشل فهذا يسيء إلي كممثل وأعتبره إساءة الى الناس. هي مسألة استمرارية وليست تجربة عابرة أمر بها.
- أي فنان وقفت إلى جانبه وشعرت أكثر بالرهبة والفخر؟
لا شك أن غنائي إلى جانب الفنان الكبير وديع الصافي كان بالنسبة إلي «وقفة مجد» وهي فرصة لا تتكرر ولا تسنح لأي كان. كما فرحت بالغناء إلى جانب جميع الفنانين الذين غنيت إلى جانبهم، كالفنان صابر الرباعي الذي كنت أحلم بالغناء إلى جانبه وسنحت لي الفرصة في السهرة الماضية.
- أي فنان تحلم بالغناء إلى جانبه؟
أحلم بالغناء مع الفنانين ملحم بركات ووائل كفوري وغيرهما كثر من الفنانين الذين أتمنى أن تسنح لي فرصة الغناء معهم.
- أي «ديو» شاركت فيه وكان الأنجح؟
في كل مرة كنت أقدم فيها ديو، كنت أقول لنفسي إنه كان يمكن أن يكون أفضل من ذلك، خصوصاً أن عوامل كثيرة تؤثر سلباً على أداء المشارك كالخوف والضغط النفسي أمام الجمهور ولجنة التحكيم.
- هل من ديو معين شعرت بأنك فشلت فيه؟
لا أعتبره فشلاً، لكن كنت أتمنى لو أني كنت مستعداً بشكل أفضل للديو الذي قدمته مع والدي.
- كيف وقع اختيارك على جمعية «أم النور» لمكافحة إدمان المخدرات وإعادة تأهيل المدمنين؟
اخترت جمعية «أم النور» لأني أرى أن المخدرات آفة تهدد المجتمع ككل وهي موجودة في كل زاوية ولا بد من التصدي لها. نراها منتشرة بكثرة في بلادنا في المدارس والجامعات وبين الشباب في مختلف الأماكن. يجب مساعدة المدمن لتخطي مشكلته ليتمكن من الانخراط مجدداً في المجتمع بدلاً من الوقوف في وجهه ومحاكمته طوال حياته. وكلّنا نعرف أشخاصاً يعانون هذه المشكلة وأجدها قضية تستحق أن نتبناها لتقديم الدعم اللازم لمكافحتها.
- ما كانت توقعاتك من هذه التجربة قبل أن تخوضها؟
ما لم أكن أتوقعه أبداً أن تكون للبرنامج نسبة مشاهدة عالية إلى هذه الدرجة، فاجأني ذلك ورأيت أن مشاهديه هم من مختلف الفئات العمرية. وهذا مهم جداً كونه يسمح بالانتشار على مستوى العالم العربي.
- هل ندمت في لحظة ما على المشاركة في البرنامج؟
لم أندم ولو للحظة على مشاركتي في البرنامج، بل بالعكس كانت تجربة مفيدة جداً لي.
- بين مجالك الأساسي ومجال الغناء فرق كبير. أي مجال هو الأسهل للوصول إلى الناس، الآن وقد خضت تجربة الغناء؟
نجاح كل عمل نقوم به ووصوله إلى الناس يرتبطان بشكل أساسي بالصدق في تقديم المادة الفنية وتوافر المشاعر. بهذه الطريقة يصل العمل إلى الناس بسهولة أياً كانت طبيعته.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1079 | تشرين الثاني 2024